متنفس🌬️ - العدد #40 |
29 مايو 2025 • بواسطة عهد • #العدد 40 • عرض في المتصفح |
أربعون نشرة والقادم أعبر3>
|
|
تغني فيروز «صار لي شيء مية سنة عم ألِف عناوين مش معروفة لمين» .. ولعلها أيقظت خوفًا في داخلي! |
النشرة الأربعون |
أربعون نشرة طليت عليكم عبرها، والحقيقة أنني كنت أكتب لنفسي. كتبت منذ أن أدركت افكاري، في الأوراق والدفاتر وملاحظات جوالي، ألفت قصصًا قصيرة ونصف رواية والعشرات من المقالات التي لم ترى النور قط، وخفت-وهو خوفٌ يلازمني في العادة- ألا ترى النور أبدًا، وأفقد موهبةً ثمينة من يدي. هذا الخوف الذي مدّني بشجاعة إنشاء هذه النشرة البريدية، ومشاركة ما يجول في خاطري مع الآخرين. لم يهمني عدد القراء، إن كتبت لخمسة أو كتبت لألف، الهدف واحد وهو ألا اتوقف أبدًا، وألا تهدر هذه التأملات مع الرياح، بل تبقى عبر الزمن أعود لها فألقى جزءًا مني أحبه، أدس بين سطورها أسراري، وأعكس على نصوصها ملامحي. |
وودت لو استطيع تصنيف نشراتي ضمن نطاقٍ معين، اجتماعي؟ نفسي؟ أو مجرد آراء، لكنني فضلت أن تكون كيفما أتت، ألا أتقيد بلونٍ ورداءٍ معين يعرقلني، بينما ببساطة يمكنني التعبير عن نفسي بخِفة. هذه الخِفة التي أبحث-ولازلت- عنها طوال حياتي، فكتبت وشاركت وكان أكثر تعليقٍ يصلني «لامست قلبي» حينها استشعر قيمة الحرف والكلمة، وأن القلوب مهما تباعدت متشابهه. فعندما مثلًا كتبت عن الخوف علمت في قرارة نفسي أن لابد لها ملامسة قلب مرتعش، وعندما كتبت عن الأمل علمت أنها قد تشعل فتيلًا في خاطر أحدهم، وعندما شاركت بحذر احباطي ومواساتي لنفسي توقعت أنها ستلمس جرحًا متشابهًا. ولو لم أجد من حياتي إلا رفقاء تلمسهم كلماتي بصدقٍ ومحبة لـ كفتني ونص! |
لكن الكتابة في حياتي لم تقتصر على التأليف والمشاركة، بل كانت متنفسًا يُعيد الحياة لمجاري عروقي، وطوق نجاة اتشبث فيه من الغرق في وحول الفكر والاكتئاب. هذا ما عرفني على ... |
![]() أفـــــــكـــــــــار |
الكتابة العلاجية |
بخلاف الكتابة الأدبية أو التسويقية أو حتى اليومية، تسطع الكتابة العلاجية بصفتها أسلوبًا علاجيًا يركز على المشاعر وتحليلها. لا تتطلب كلماتٍ مختارة وجملًا مزخرفة ومصفصفة ولا حتى كاتبًا ماهرًا؛ بل أنها تستلزم تركيزًا وتأملًا يفضي ما في الجعبة. |
لطالما صورت الكتابة العلاجية كـ «ترتيبٍ وتنظيمٍ للمشاعر والأفكار» تزيل الغمامة عن النفس وتعطيك زاويةً واسعة ونظرةً شمولية حيال ما يدور في عقلك. فكلما استعص علي شعور، أو مررت بموقفٍ أزعجني وجدت الكتابة مخرجًا من هالة الشعور المظلمة. فبلا سياق وترتيب وتنميق «تنثر» ما يتزاحم في العقل والقلب، حتى تشعرك كطيرٍ خفيف في نهاية التدوين بلا عرقلاتٍ غير مفهومة. |
أفادت دراسات عديدة أن الكتابة العلاجية بصفةٍ منتظمة تحسن من الصحة النفسية، وتساعد في فهم الذات وحقيقة المشاعر، وتتيح التعبير عن النفس بصورةٍ حرة دونما النقد واللوم وحتى (الشرهه). بل في دراساتٍ أخرى ذكرت أن المداومة على الكتابة قد يحسن من صحة الجهاز المناعي.. تخيّل أن تكون خفيفًا لهذه الدرجة التي تحررك من القلق والتوتر التي قد تسبب أمراضًا جسدية. |
وتنقسم أنواع الكتابة العلاجية للعديد من الأساليب أبرزها: |
١- التدوين الحر، وينص على كتابة الأفكار والمشاعر دونما ترتيب أو تسلسل معين قبيل النوم وذلك تعزيزًا لعقلٍ صافي من المشتتات ليمنح نومًا هانئًا بعيدًا عن الأرق. |
٢- كتابة الأحداث الصعبة، وهي توجيه المشاعر السلبية فور حدوثها بشكلٍ منظم عبر الكتابة دونما انتظار تراكمها وتعقيدها، فتحلل مشاعرك خلال الموقف وأفكارك لتنظر إليه من جانبٍ آخر وكأنك خارج الصورة حتى تفهمه بشكل أفضل. |
عمومًا، تجربتي مع الكتابة العلاجية فتحت لي أفاقًا أوسع ساعدتني لفهم نفسي، واتخذتها وسيلةً للتعبير كلما شعرت بالقلق، التوتر، أو حتى خالجني شعورًا لم افهمه، وأصبحت أدونها لتكون مرجعًا كتابيًا وشعوريًا فيما بعد. لازلت احتفظ بمذكراتٍ كتبتها عن مشاعري حيال آخر امتحان، وقلقي قبل أول يوم في وظيفتي والكثير من الأحداث المتفرقة في حياتي، وعندما أعود لها أسعد أنني نضجتُ عن تلك النسخة، وتعاملت مع مشاعري بلا تردد، حتى ايقنت أنها أسلوبًا حياتيًا ينير دربي. |
ختامًا، الكتابة متنفس للكُتاب وغيرهم، دوّن ما تشعر بلا كلل ولا ملل فالحياة أقصر من أن تعاش بين مشاعر غير مفهومة وأفكار غير مرتبة. |
كاتبتكم المعهودة السعيدة بصملتها لأربعين نشرة!: عهد🌷 |
*إذا أعجبتك النشرة أطّلع على أخواتها السابقات(: |
أزمة كاتب! - العدد #15 - نشرة نَجوى عهد | هدهد
الأزمات كثير! وجلجلة أفكار الكاتب أكثر):
gohodhod.com
|
اللحظة المثالية💫 - العدد #35 - نشرة نَجوى عهد | هدهد
عن المؤجلات المحبوسة
gohodhod.com
|
التعليقات