الفصل الخامس - العدد #34 |
بواسطة عهد • #العدد 34 • عرض في المتصفح |
نشرة تذكيرية للقلوب الفتية
|
|
للأرض أربع فصول، ولأسير الشوق في (اسمحيلي يا الغرام) خمسة «عودي المبري بقى به من بقايا الوقت روح.. وفصل خامس حايرٍ بين الفصول الأربعة». |
تتوافق فصولك مع فصول السنة؟ |
تدور الأرض حول نفسها وحول الشمس، مسببةً بذلك أول الظواهر التي درسناها على الإطلاق، تعاقب الليل والنهار، وتوالي الفصول. هذه الحركة التي تدرسها الفيزياء بعناية، وتستقصيها علوم الفلك بدقة تساهم بشكل رئيسي في هذه التغييرات الثابتة على مدار السنين. وبلا إسهابٍ في العلوم.. ما علاقة الفلك معنا اليوم؟ |
مرني اقتباس لرجلٍ يقول «لابد أن يمرك فصلًا فيه تزدهر» مشيرًا أن أيما كانت العواصف التي تلوفك وتحوفك إلا ما ستنجلي. ذكرتني هذا الإشارة الذكية إلى مدى تشابهنا مع الأرض وفصولها، ألسنا في نهاية المطاف نجابه وندابك في هذه الحياة وعلى إثرها تتوالى الأحداث علينا؟ فنفرح حينًا ونحزن ونمل ونتعب ونطمئن ونحلم وننخذل ونخطط وننجح ونفشل. في منظور تشابهنا مع الفصول وهذا التأمل الحديث الذي يؤكد لي مرة أخرى أن كل شيء في هذه الحياة يشبهنا، وكل العلوم التي تفسر كل ظاهرة من حولنا ترتبط بنا بشكلٍ أو آخر، يتجلى ذات المثل الذي نضربه منذ الأزل، النّاص على أن الحياة محطات، وكل محطة تحمل في جعبتها من السعادة والحزن نصيب الأسد. |
![]() *أمواج افتراضية* |
تتوالى وتنجلي |
تبتهج الأرض بالربيع، فبعدما أعيت البرودة ترابها يهلّ الهتان مقبلًا ومبشرًا، ولكن لا تدوم الفرحة عندما يعاود الشتاء الكرّة. وتظل الحياة في ذات النهج مرارًا وتكرارًا، والحظيظ من تأمل هذه التغيرات وقاسها على فترات حياته ليعرف أن كل شيء له وقته وقدره وإن قسى الشتاء وطال ليله. هل مرت عليك قصة الملك الذي نحت على خاتمه «هذا الوقت سيمضي»؟ قيل أن الأساس في العبارة هو تذكير له أن الحزن والسعادة -على حد سواء- ستنجلي، هي ليست بطاقة كونية ولا أعجوبة سحرية؛ بل سنة حياتية. |
وللأشجار مثل فصولنا حكايةٌ مثيرة، فتنمو وتثمر رغم معرفتها أن الخريف قادم، وكل ورقة عملت بجد للبقاء على قيد الحياة ستذبل وتجف وتتساقط، لكن لأن جذورها راسخة؛ تصمد في وجه الرياح العالية، وتجد طريقتها في الازدهار مجددًا مهما طال الوقوف، مثل الطيور التي تحلق سربًا واحدًا محملةً بالأمل لمكانٍ أكثر دفء يضم أفئدتها الرقيقة وبيوت القش الصغيرة في كل مرة. |
اؤمن أن تقبل حقيقة تغير الأمور بهذا الشكل، والتعامل مع المشاعر السلبية خصوصًا يساعد في تبددها لا محالة بل ويجعل الحزن أخف وطأة، ويساعد في تقبل الحياة لاسيما إدراكنا العميق أن كل من عليها بلا استثناء يمر بارتفاعٍ وهبوط، ولست أنت من تكابدك لوحدك .. حتى العصفور في السماء والنملة في الأرض والسمكة في البحر.. تذكير رباني لدنيوية الحياة وصغر أثرها الفعلي. |
وعمومًا، كل المذكور في الأعلى معروف، لكن لأن الذكرى تنفع المؤمنين لابد وأن تعاد على العقول والمسامع، فقد تأخذنا الحياة بين أمواجها الهائجة وتضيعنا بين سبلها التائهة، لينبغي لنا مجددًا أن نذكر ذواتنا بحقيقتها اللازمة لزومًا لا مفر منه. والتفكّر في ما حولنا يساهم في إثراء أرواحنا وتغذيتها بسحر الحياة مهما حملت على متنها، وأن الرحلة مهما بدت غريبة وقاسية فهي ليست حصرًا لك دون غيرك، وكلًا عنده خير. |
ختامًا، هذه الأبيات الجزلة والرهيفة. |
هي الحياةُ فعِش فيها على أملٍ بأنّ آمالانا يومًا ستنتَصرُ لا بُدّ للنفسِ مِن يومٍ تُسرُّ بهِ والبِشرُ يومَ غدٍ يأتي بهِ القدَرُ الدكتور والشاعر ماجد عبدالله |
كاتبتكم المعهودة التي تجابه أمواجها مهما علت: عهد🌷 |
*إذا أعجبتك النشرة أطّلع على أخواتها السابقات(: |
التعليقات