نشرة غيمة البريدية - «بحثًا عن لغتي🧩» |
8 سبتمبر 2025 • بواسطة هيا سليمان • #العدد 20 • عرض في المتصفح |
«أقبلوا كالعصافير يشتعلون غناءً.. فحدقت في داخلي كيف أقرأ هذي الوجوه.. وفي لغتي حجر جاهلي؟» -محمد الثبيتي
|
|
في أيام الدراسة وأثناء دراسة مايسمى المنهج الأسلوبي(منهج نقديّ)، كانت في بداية الأوراق وأعلاها تعريفات للمنهج لكن ماوقع في بالي إلى يومنا هذا تعريف يقول بوفون: «الأسلوب، هو الرجل نفسه». |
و في كتاب (اللغة هوية ناطقة) للدكتور عبدالله البريدي، يطرح تساؤلًا في المقدمة: |
« هل نحن لغتنا؟ ولمَ؟ وكيف؟ أصائب ماكان يقول الرسَّام الألماني السويسري بول كلي (١٨٧٩- ١٩٤٠): (أنا هو أسلوبي)؟ أم الصواب العكس: (أسلوبي هو أنا). (اللغة والنحن: مَنْ يُشكِّل مَنْ؟) أم أنهما رأيان سديدان، معًا، بوجه أو بآخر أو لسبب أو لآخر؟ أم أنه لا فرق أصلًا بين هذا وذاك وأن تلمّس الفرق لا يخرج عن كونه فذلكة لغوية وتلاعبًا بالكلمات، لا أكثر، وربما أقل؟» |
أجيب بنعم على سؤاله الأخير، أرى اللغة تعبير عن هويتنا، وأسلوبي هو أنا فحين أكتب بطريقتي وحرفي ولغتي، سأظهر أنا ولو كان بذات الموضوع الذي عبَّر به غيري سيختلف شيء ما، هذا المختلف هو الحد الفاصل بين حرفي/ أسلوبي/ صوتي/ لغتي، وما يخص الآخر. |
وتزداد الأسئلة بحثًا عن أجوبة، وفي محطات حياتنا نتوقف قليلًا للإمعان والتأمل، هذه المرة تساءلت عن لغتي التي باتت تتلاشى، وفي محاولة إدراك ما أريد وكامتداد لجوهر ذلك الحرف وتلك اللغة، وجدتني أبحث عن نفسي وليس عن لغتي وأسلوبي فحسب فبعض أحداث الحياة غير المتوقعة وانعطافاتها تجبرك على إعادة صياغة لكل شيء، إلى تأمل يفضي بك نحو ذات أخرى فيك، ومراحل حياة تتطلب منك هذه الذات الجديدة. كتبتُ قبل فترة أثناء بحثي عن لغتي: |
أعود وأبحث عني وعن لغتي، أسأل نفسي لمَ بدأت أكتب؟ ولمَ استمريت عليها؟ ولمَ مازال قلبي معلقًا بفكرة أن أمتهن الكتابة؟ سواء امتلكت مهنة في يوم ما أم لم أملك، أن تكون الكتابة والقراءة والتعلم جزءً لا يتجزأ من يومي، ومازلت لم أحقق ماتعلق به قلبي بأن يكون جزء من يومي! في أحد محاضرات الماجستير الأولى كان الدكتور يتحدث عن المؤلفات العربية التي قال عنها ابن خلدون: "أصول هذا الفن وأركانه وماسواه تبعٌ لها وفروع عنها " وهي:(أدب الكاتب لابن قتيبة، الكامل للمبرد، البيان والتبيين للجاحظ، والنوادر لأبي علي القالي)، وأنها تشترك في كونها جمع لأشعار وخطب وأخبار ونوادر وأحاديث..إلخ). وقبل أن يتحدث عنها تطرق إلى العلم والفن وإلى كلمة الفنّ لُغويًّا وجزء مما قُيد مما ذكَر أنها تحمل متصور التنويع، وذكر ابن فارس أن: الأفانين أجناس الشيء وطرقه. والحاصل من كل كلامه والذي لم أقيده في حديثي الآن أن الفن هو التنويع! أذكر في ذلك الوقت وحينها توقفت كثيرًا عند هذا المعنى وأفكر في معنى فنان، ولم يهمني حمله الدلالة والإشارة إلى الإبداع بقدر ما أهمني حمله معنى الاختلاف أو التنويع بالأصح، أو هذا مافهمته ووصلني. فلطالما شعرت بأنني أجمع بين تناقضات، ولم أجد شيئًا (بالكامل) يشبهني، بل أجمع أنا من هذا وذاك وذاك فيظهر شيء آخر ليس بشبيه (كليًّا) لشيءٍ بعينه! من حينها وأنا أفكر أن كلمة فنّان بذلك المعنى قد تصف هذا الذي شعرت بأنه مختلف واستغربته، أما جانب الإبداع فندعو به، وأشعر أنه سيأتي في يوم ما. هذه الأيام أفكر كثيرًا في لغتي، في الكتابة...في صوتي الذي بُحَ ذات يوم ولم يعد، ها أنذي أحاول استعادته بل وتجديده، كما يجمع الفنّ كل تلك الضروب... أن أجمع كل تلك الأجزاء في نفسي، كل تلك التناقضات، لأكون قصيدة ساحرة متمردة على كل الأوزان والقيود تمتلك شعرية لم يمتلكها أي بيت شعر قط! متمردة... ياه تذكرني بشيء قديم، في كل مرة كنت أدرس فيها عن القصة وما تحوي من عناصر و و... كنت أفكر أن أكون تلك المتمردة التي لن تكتب بمثل عناصر القصة المعروفة، ستكتب... ثم أفكر ما تكتبين؟ ستبقى الكتابة لغزي، وربما ما أهدف إليه دائمًا مدفوعة بشيء مجهول بداخلي إن أمسكت خيطه وفهمتُ، حينها سيكون ماسأكتبه مكتوبًا مُذيلًا باسمي وانتهى. -هيا سليمان، ١٦/ محرم/ ١٤٤٧هـ |
*** |
كانت الأشهر الماضية عبارة عن فترة زمنية فاصلة، بين مرحلة كبيرة انتظر تتويج نهاياتها بنجاح بإذن الله، وبين مرحلة جديدة مجهولة، فكانت أشهرًا مليئة بالتساؤلات، بمحاولات البحث، الترفيه والراحة، ولكن أيضًا بالتقلبات من وعكات صحيّة متعددة ومُقلِقَة، إلى ظروف عائلية، وأخبار مُحزنة... إلا أنني أحاول رغم كل ما كان أن أتمسك بأي جزء من أمل مهما بدى ضئيلًا. |
هي طبيعة الحياة أن تكون مليئة بالمتغيرات، فنفتش هنا وهناك ومابين فترة وأخرى ستجد في نفسك شخصًا آخر غير الذي كنتَ تعهد قد تظنه شخصًا أسوأ لأنه متعب نتيجة مامر به وقد تجد أنه أفضل بكثير، كل ما أستطيع قوله الآن أنني سأظل في بحث مستمر عن لغتي وصوتي الذي أرى فيه نفسي وأبصرها أكثر، وسأظل أتفقد ملامحي كلما مررت أمام المرآة، في النطق بأعلى صوت وبالكتابة بخط أكثر جرأة... ذات يوم سأرى الملامح الأكثر بهجة واطمئنانًا في انعكاسي بالمرآة، وذات يوم سأسمع صوتي بأكثر نبرة هادئة اطمئنانًا، صاخبة بهجة! وللكتابة التي أراها مجدًا وحبًا وحلمًا متأصلًا منذ الطفولة ذات يوم سأخط حرفًا أجمل، بفكر من مرّ بهذه المتغيرات والانعطافات والخطوات وصار أكثر استقامة. |
وسط كل هذا فكرت أن تزوركم غيمة مرتان في الشهر، لتكون أقرب لكم وماتنسون غيمة، ولاستعادة جزء من لغتي، جزء من هويتي أن أمارس التعبير بالكتابة. وكتحدٍ لي ألا أنقطع عمّا أحب-وفي الحقيقة حتى ما أسحب أعددت عدة مواضيع متحمسة لكتابتها ومشاركتكم إياها وأن يحين موعدها وتنقح وتزوركم عبر البريد-، فستأتيكم النشرة القادمة هذا الشهر تاريخ ٢٢ ميلادي ٢ الظهر بإذن الله |
(ليه طيب التاريخ والوقت؟ عشوائية تامة وعباطة ٢٢ بجداول التقويم عندي أسفل رقم ثمانية بفاصل أسبوع، و٨ بعده بفاصل أسبوع، أما ٢ الظهر لأنها ٢ بيوم ٢٢🤷🏻♀️! يعني نشرة يوم ٨ =٨ص نشرة ٢٢= ٢م😭 ) |
*** |
🎖أعلى نشرات غيمة قراءة بمعدل فتح 82%: «حيث تلتفت؛ تكون 🧭» |
لقراءة العدد السابق: «ماذا عن لوحتك🖌؟» |
*** |
![]() ولأن صوتك يهمني، جاءت هذه الجدارية. سأسعد بقراءة كلماتك، رأيك، أفكارك... لأنها جزء من غيمة وتدفعني للاستمرار والتقدم☁️ |
للانتقال إلى جدارية (سماء رحبة) |
شكرًا لقراءتك نشرة غيمة، انتظرني في العدد القادم يوم ٢٢. سبتمبر. الساعة ٢م، ستجد غيمةً ما سماء بريدك -بإذن الله-☁️ |
*** |
«ناشدت قلبي أنْ يستريح هل يعود الصبا مشرعًا للغناء المعطر أو للبكاء الفصيح؟» -محمد الثبيتي. |
التعليقات