نشرة غيمة البريدية - «جمع لأشتات فيض ما🎈»

8 يونيو 2025 بواسطة هيا سليمان #العدد 18 عرض في المتصفح
في عامها الثاني، تحوم غيمة متشكلة من أسئلة وشيء من مذكرات هاربة؛ عن صوتك وعن الطفل فيك، هل هو باقٍ ولم يكبر؟

مساء الخير وكل عام وأنتم بخير قراء غيمة، وعاد عيدكم بالخير والمسرة والصحة والعافية ودامت سعادتكم

مساء الخيرات تكتب هذه النشرة في أيام عيد الأضحى 🐏

ولمن لم تزره غيمة في سماء برِيده في بداياتها اطلع على أول النشرات (ميلاد🎈) وسبب تحديد تاريخها ووقتها🤍

والنشرة السنوية الأولى: (أحاديث غيمة يونيو🎈)

وأنت تقرأ الآن النشرة السنوية الثانية لغيمة 🎈!

***

هل تكبر وطفلك باقٍ لم يكبر؟

أذكر ذات مرة بلحن شجي يتردد في رأسي ربما نستطيع القول أنها في أيام مارس عام٢٠٢٠ أو فبراير لأنها الفترة التي تسبق إعلان تعطيل الدراسة والحجر. كان الوقت آخر العصر بعد دوام طويل كنت أستريح والغرفة دون أنوار إلا نور الشمس، في تلك الفترة من حياتي -واعتبر مرحلتي تلك كلها كانت بانغماس مع نفسي في مواجهة المجتمع والهرب من الواقع والتعرف علي وعلى الحياة أكثر- في تلك اللحظة الشاعرية حينها كنت أنظر إلى صورة بعيدة وضعتها على مكتبي صورة لي في عمر الرابعة أو الخامسة لست أدري حتى… وبشكل وشعور غريب بعثه الصوت الذي أدندنه ولا يمكن أن أنسى لحنه ذهبت لعالم خيال رأيت فيه نفسي أمام نسختي الأصغر وهي تنظر لي واحتضنها وابتسم لها. كان هذا الخيال فارقًا بالنسبة لي، واتساءل اليوم بشأن الطفل بداخلي… هل يجب أن يكبر مثلما تكبر؟ وأجيب لا ليس بالضرورة فهو أنت! جزء منك!

كثيرًا ما نعول المشاكل الداخلية حديثة أم قديمة بأنها عائدة لجرح في طفولتنا، كما أن التربية والطفولة يشددان على أهمية أول سنوات الطفولة... لكنني لا أرى أن كل المشاكل تعود لوقت ما منسي في ذاكرتك أو محفور فيها واكتسبت فيها جرحًا بقي أثره، ولا أنكر هذا بل الكثير منها ناشئ من ذلك الوقت أو بعده

فاتساءل: فهل حنوت على مابداخلك؟ هل فاجأك مرة جرح قديم؟ أو معلومة تخبرك وتصف ماتشعر به وأن مرده إلى حدث في طفولتك فتحاول التفتيش عنه في ذاكرتك التي محت أغلب الأشياء؟

وأثناء تساؤلاتي عن مصطلح (الطفل الداخلي)-وهذه الإجابات مقتبسة من إجابات ChatGBT-

ظهر أن هذا المصطلح ظهر حديثًا لكن الحديث عنه بدأ من أعمال عالم النفس كارل يونغ مرتبطًا بالإبداع، والبراءة، والعفوية، كما أن دراسات علم النفس أظهرت أن الطفل الداخلي يحمل آثار الطفولة المبكرة ليست السيئة فحسب -كما يتداول عن العلاج والتشافي- بل أيضًا يحمل الآثار الإيجابية!

كما ذكر أن تقنيات كالتأمل والكتابة التعبيرية والعلاج بالفن مما يساعد على التواصل مع طفلك الداخلي، أو مشاعرك المكبوتة. 

" تعلم الفرق بين التعاطف مع الذات والشفقة على الذات أحد السبل التي تمكننا من الرفق بأنفسنا. قال أحدهم لي ذات مرة: «لو كنت أبًا طيبًا لنفسك ماذا ستقول لها؟». إيقاظ ذلك الأب الطيب المحب بداخلنا هو أمر علينا جميعًا الإكثار منه. وإن استطعت أن ترفق بنفسك سترفق بالآخرين."

مقتبس من (محادثات في الحب، ناتاشا لن).

وأخبرك: 

(دع ذلك الطفل فيك، حادِثه، ربِّت عليه، احتضنه 

جرب خذ بيديه، هو أنت 

صورة منك، جزء منك 

بقيَ عالقًا؛ وبحنوك ويديك سيكون معك كبيرًا متألقًا معافى)

***

يقول الشاعر فهد المساعد في قصيدة (كبوة جواد): "خذني فحضنك أبغفى.. ياه مبطي ماغفيت"

نظنها قصيدة عن عاشقين ولكن! حين ننظر لقصيدته من البداية إلى النهاية كان يخاطب نفسه صغيرًا بعدما رأى صورة له فيقول:

"أمس ضقت .. ورحت أقلّب ذكرياتي .. وانتهيت

عند صورة طفل صوته مثل صوتي لا انجرحت

وش مثل لا والله إلا هذا أنا يوم ابتديت

أنطق حروفٍ تلعثم في لساني لا انمدحت

هذا أنا يوم الحياة فنظرتي عشرين بيت

ومسجدين ومدرسة من طين كم فيها اصطبحت"

ويتضح صوت الطفل فيه حينما يسأله ويحاوره: 

"وصاح صوت الطفل فيني: أنت من وين ارتميت؟

قلت:أنا المستقبل اللي فيه كم همت وطمحت"

كانت هذه القصيدة تلامسني في مقابلتها أنفسنا بوقت الطفولة حيث المباهج والأحلام، لكن المباهج ليست مقصورة على الطفولة وربما أنظر نظرة إيجابية ولو كنت شاعرة لكتبت على مثل هذه القصيدة وحولتها لمعنى إيجابي لأقول فيها: انظري لي! وهل أديت ماكنتِ تودين؟ هل صرت أفضل؟ 

وأفكر هل النسخة هذه الصغيرة حين تراني ستدهش وتحدثني؟ هل سترتاح لي؟ هل حين تراني تبتسم وتردد بداخلها: أريد أن أصير مثلها عندما أكبر! 

وأردد نهاية قصيدة فهد المساعد وهي التي لامستني أكثر:  

"اضحك وعلم زماني من أنا ومن وين جيت

طق باب الحزن واصرخ فيّ لامنّي فتحت"

لقراءة القصيدة كاملة، انقر: (فهد المساعد، كبوة جواد)

***

ورقة هاربة من مذكرة ميلاد

***

اعتراف من كاتبة غيمة

نشرة لم أفكر حينما بدأتها بأنها ستستمر بدأتها فحسب، لأني أريد أن أكتب؛ أن تصبح غيمة صوتي... لكنني نسيت مع مفترقات الطرق، مع بعض الظروف والتي كانت صعبة في عامي الماضي، فعاد لي انغلاقي، بدأت بتفقد صوتي ولا أجده، أغلقت أبوابي متأذية... تشتت الغيمة في سمائي، تكدرت السماء واظلمت عليّ فبت أعيش بهدوء، أنسج فصول حكايتي بصمت، بعزلة، ببرودة... وشيء من ذكريات دافئة جميلة متفرقة أحافظ عليها في زواية ما. 

هناك حيث ركزت عليّ، أو هربت من كل شيء بتركيزي على ما أدرس وأعمل؟

بعد محاولتي للعودة بعد توقف، كتبت لنفسي ولغيمة:

(أصنع وجودًا 

سعيًا 

محاولات 

من خلالك)

ثم نسيت مع الانشغالات حتى خفت، فقابلت نفسي، وقابلت غيمتي... متسائلة ماصنعتُ؟ نسيت كل الأشياء والأهداف والدوافع، لكنني لم أنسَ كيف كتبت النشرة الأولى عام ٢٠٢٣ في مغرب ذلك اليوم وأنا أحتسي شايًّا صار "عاقدًا باردًا"، بشعور غثيان جراء غفوة مفاجئة وأفكر في تكليف لتحليل مقامة أدبية، لأغلق ماكتبت في النشرة الأولى وأكمل في تكليفي والوقت ليس لصالحي، في ذلك الزحام الذي أحببته وأفتقده في بعض المرات، جاءت غيمة كالتزام كتابي، وكصوت لي في هذا العالم، واستمرت رغم الظروف المجهولة لكم  عن صاحبتها، ولذا حينما اشتدت توقفتُ سابقًا...

 لكن الغيمة لا تتوقف هي تسير، صحيح أنها تتشتت لكن بمشيئة الله تعود💙... فحين تشرق شمس اليوم الثامن من كل شهر ميلاديّ ستجد غيمةً ما سماء بريدك -بإذن الله-؛ غيمة تعبر عن السؤال، عن الفكرة، عن الشعور.. لصاحبتها ثم لآخرين.

***

إشراقة

عام هجريّ في نهاياته يعني بداية عام آخر، تطل عليكم (شمس)، مُحاوِلةً منح إشراقة ما، بتقويم لعام ١٤٤٧هـ(مجاني)؛ إذ تتجلى البدايات وجمالياتها وتوضع الأهداف من جديد، وتأمل من خلال التقويم السنوي وقوائم المهام وتقييم مدى إنجازها أن تكون ذات عون لكم، إيمانًا منا بأهمية التخطيط والتنظيم في حياة الفرد وأن "لكل جهد منظم عائد مضاعف"

لاقتناء نسختك من التقويم
***
للانتقال إلى جدارية (سماء رحبة)
***

" إن طعت شوري كل ما شفت الظروف سنحت

بدّل لياليك القديمة.. بالليالي الملاح"💙

مشاركة
نشرة غيمة البريدية

نشرة غيمة البريدية

تذهب وتأتي الأفكار كغيمة في رأسي ولأنَّ فضاء الكلمات قد يسع لاحتوائها... هذه النشرة غيمةٌ من أفكاري وبكلماتي؛ أبعثها إليك آملةً بأنْ تكون غيمةً سارَّة بكل حالاتها حين تعبر في سماء بريدك ☁️.

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من نشرة غيمة البريدية