نشرة غيمة البريدية - «كيف حال قلبك؟» |
بواسطة هيا سليمان • #العدد 16 • عرض في المتصفح |
|
يأتي لتلقي نظرة على قلبك وروحك وحياتك، يأتي لتدرك مابين العام وماقبله، يأتي ليذيقك نسائم رحمة ولطف من الله بالآيات والدعاء والصلوات بشياطين صُفدت؛ فيا باغي الخير أقبل! |
رمضانكم مبارك🌙 |
قبل أعوام وأنا استمع إلى سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم في أحد ليالي رمضان، فتحت مذكرتي وكتبت: |
![]() |
رمضان يُعيد لي هذا التساؤل؛ كيف حال قلبك؟ |
أن تنظر فيه مابين عام وآخر ومالذي حدث له؟ مالذي آلمه؟ وماسيُصلحه أكثر؟ |
ورمضان هذا العام؛ عاد السؤال قويًّا ومازلت أحاول الإمعان في قلبي وخطوي والطريق. |
ولذا النشرة التي كان من المخطط أن تُرسل في الثامنة مساء في اليوم الثامن؛ توقفت أمام حالة سببها السؤال وأمام قرارات عدة. فقررت أن تكون هكذا تعبيرًا عنه دون الأسلوب المعتاد للعرض والسؤال والإخبار في نشرة غيمة. بل تعبيرًا مباشرًا من القلب هُنا إليكم… |
فهل طرحت على نفسك هذا السؤال وأمعنت النظر في قلبك؟ فهو موضع نظر ربك، يذكر ابن باز-رحمه الله-: |
"جدير بالمؤمن جدير بمن تعز عليه نفسه أن يعنى بقلبه وعمله، وأن يجتهد في طهارة قلبه وصلاحه، وفي صلاح عمله واستقامته حتى يفوز بالكرامة والعاقبة الحميدة، ولهذا قال عليه الصلاة والسلام: إن الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم. فالإنسان قد يكون جميلا وقد يكون عظيم القوة لكن لا قيمة له لأنه صرف قوته وأعماله في معاصي الله -عز وجل-، وفيما يباعد من رحمته -سبحانه وتعالى-." |
وذكر ابن باز أسبابًا لطهارة القلب وصلاحه وصلاح العمل، ألخصها في نقطتين: |
١- العناية بالقرآن الكريم والتدبر لمعانيه والاستفادة منه لأنه أنزل للعمل والاستفادة، لم ينزل ليحفظ في الرفوف والدواليب أو في الصدور فقط، ولكنه أنزل للعمل ليستفاد منه ليتخذ منهجا في هذه الحياة علما وعملا، وهو يدعو إلى كل خير ويهدي إلى الطريق الأقوم كما قال تعالى: (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ) [الإسراء:9]، وقال تعالى: (قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ) [فصلت:44]، وقال سبحانه: (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ) [ص:29]، وقال سبحانه: (وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) [الأنعام:155] فكتاب الله فيه الهدى والنور. |
وأضيف عليه قول ابن القيم-رحمه الله-: |
"إذا أردت الانتفاع بالقرآن فأجمع قلبك عند تلاوته وسماعه، وألقِ سمعك ، واحضر حضور من يخاطبه به من تكلم به سبحانه منه إليه؛ فإنه خطاب منه لك على لسان رسوله، قال تعالى: ﴿إِنَّ فِى ذَٰلِكَ لَذِكْرَىٰ لِمَن كَانَ لَهُۥ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى ٱلسَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ﴾ [ق: ٣٧] - كتاب تهذيب الفوائد لابن القيم -د.سلطان بن ناصر الناصر. |
٢- ومن أعظم أسباب طهارة القلب وصلاحه الإكثار من ذكر الله كالتسبيح والتحميد والتهليل والتكبير والاستغفار، هذه من أسباب صلاح القلب أيضا، وهكذا التوبة إلى الله من المعاصي من أعظم أسباب صلاح القلب، فإن المعاصي تمرض القلب وتضعفه وتقسيه، فإذا أكثر العبد من ذكر الله ومن قراءة القرآن وبادر بالتوبة طهر القلب وصلح واستقام أمره، وإذا تابع السيئات أظلم القلب وساءت حاله وقسا، وربما طبع عليه فلا يعقل بعد ذلك معروفا ولا منكرا، نسأل الله العافية، والقلب هو الأساس متى صلح صلح العمل وصلحت الجوارح، ومتى فسد فسد كل شيء، نسأل الله السلامة. |
ولهذا في الحديث الصحيح عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه قال: «ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب» فالقلب هو الأساس في صلاحك وفسادك، فمتى أصلح الله قلبك بالعمل الصالح والتقوى والإيمان والتوبة الصادقة والخوف من الله وتعظيمه والشوق إليه جل وعلا والأنس بمناجاته وذكره استقامت أحوالك وصلحت أعمالك، ومتى خبث القلب بالنفاق والشرك والكبر والخيلاء والإعراض عن الله والغفلة عن دينه ساءت الحال وخبثت الأعمال. |
*** |
والمتأمل في أدعية الرسول صلى الله عليه وسلم، سيجد العناية بالدعاء بصلاح القلب وسلامته: |
- «يا شدَّادُ بنُ أوسٍ ! إذا رأيتَ النَّاسَ قد اكتنزوا الذَّهبَ والفضَّةَ؛ فاكنِز هؤلاء الكلماتِ : اللَّهمَّ ! إنِّي أسألُك الثَّباتَ في الأمرِ ، والعزيمةَ على الرُّشدِ ، وأسألُك موجِباتِ رحمتِك ، وعزائمَ مغفرتِك ، وأسألُك شُكرَ نعمتِك، وحُسنَ عبادتِك، وأسألُك قلبًا سليمًا، ولسانًا صادقًا، وأسألُك من خيرِ ما تعلَمُ، وأعوذُ بك من شرِّ ما تعلَمُ، وأستغفرُك لما تعلَمُ؛ إنَّك أنت علَّامُ الغيوبِ» الراوي: شداد بن أوس| المحدث: الألباني| المصدر: السلسلة الصحيحة| الصفحة أو الرقم: ٣٢٢٨| خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح. |
- «كانَ يقولُ في دعائِهِ ربِّ أعنِّي ولا تُعِنْ عليَّ، وانصُرني ولا تنصُرْ عليَّ، وامكُر لي ولا تَمكُر عليَّ، واهدِني ويسِّرِ الهدى لي، وانصُرني على من بغَى عليَّ، ربِّ اجعَلني لَكَ شَكَّارًا، لَكَ ذَكَّارًا، لَكَ رَهَّابًا، لَكَ مُطيعًا، إليكَ مُخبتًا، إليكَ أوَّاهًا مُنيبًا، ربِّ تقبَّل تَوبَتي، واغسِل حَوبَتي، وأجِب دعوَتي، واهدِ قلبي، وسدِّد لساني، وثبِّت حجَّتي واسلُلْ سَخيمةَ قلبي» الراوي : عبدالله بن عباس| المحدث :الألباني| المصدر :صحيح ابن ماجه| الصفحة أو الرقم: 3103| خلاصة حكم المحدث : صحيح| التخريج : أخرجه أبو داود (1510)، والترمذي (3551)، وابن ماجه (3830) واللفظ له |
"واهْدِ قَلْبي"، أي: أرشِدْه ووفِّقْه إلى مَعرِفتِك، ومعرفةِ الحقِّ والهُدى والصِّراطِ المستقيم. |
"اسْلُلْ سَخيمةَ قَلْبي"، أي: أخرِجْ مِن قَلْبي: الحِقْدَ والغِلَّ، والحسدَ والغِشَّ. |
- «[عن] شهر بن حوشب قال: قُلتُ لأمِّ سلمةَ : يا أمَّ المؤمنينَ ما كانَ أَكْثرُ دعاءِ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ إذا كانَ عندَكِ ؟ قالَت : كانَ أَكْثرُ دعائِهِ : يا مُقلِّبَ القلوبِ ثبِّت قلبي على دينِكَ قالَت : فقُلتُ : يا رسولَ اللَّهِ ما أكثرُ دعاءكَ يا مقلِّبَ القلوبِ ثبِّت قلبي على دينِكَ ؟ قالَ : يا أمَّ سلمةَ إنَّهُ لَيسَ آدميٌّ إلَّا وقلبُهُ بينَ أصبُعَيْنِ من أصابعِ اللَّهِ ، فمَن شاءَ أقامَ ، ومن شاءَ أزاغَ . فتلا معاذٌ رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا» الراوي : أم سلمة أم المؤمنين | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترمذي| الصفحة أو الرقم: 3522 | خلاصة حكم المحدث : صحيح| التخريج : أخرجه الترمذي (3522) بلفظه، وأحمد (26679)، وأبو يعلى (6986) كلاهما بلفظه دون قوله:«فتلا معاذ ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا». |
*** |
أصل لنهاية النشرة سريعًا فهي عن هذا السؤال الذي حرّك فيني الكثير… وأسألني مجددًا؛ كيف حال قلبك؟ |
*** |
برامج أنصح بها عن سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم: |
* البودكاست الذي أثار التساؤل حينما روى عن حادثة شق صدر رسولنا الكريم: |
![]()
|
اضغط هنا للانتقال إلى صفحة البودكاست |
وهو يحكي سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم بأسلوب أدبي ماتع، مستندًا على كتاب المؤلف محمد الصوياني -شفاه الله تعالى-. |
أما البرنامج الآخر؛ علمني عن السيرة الكثير مما لم أعرفه من غيره.. كما أنه يصحح بعض الأحداث ويوضح ماشاع ولم يصح في السيرة: |
![]() |
اضغط هنا للانتقال إلى قائمة تشغيل البرنامج |
*** |
![]() جدارية غيمة(سماء رحبة) لآرائكم، وأحاديثكم |
للانتقال إلى جدارية (سماء رحبة) |
*** |
دمتم بخير وود، ومبارك عليكم الشهر🌙🤍 |
التعليقات