نشرة غيمة البريدية - «فنّ عشق الحياة المجهولة❣️»

8 ديسمبر 2025 بواسطة هيا سليمان #العدد 25 عرض في المتصفح
"ميتٌ هو من يتخلى عن مشروع قبل أن يهمَّ به، ميتٌ هو من يخشى أن يطرح الأسئلة حول الموضوعات التي يجهلها، ومن لا يجيب عندما يُسأل عن أمر يعرفه. ميتٌ هو من يجتنب الشغف ومن لا يجازف باليقين في سبيل اللايقين من أجل أن يطارد أحد أحلامه".‏- بابلو نيرودا.

كم مرة واجهتَ الفراغ؟

فراغ من عمل، من وظيفة، من دراسة…

واجهتُه مرة قبل خمس سنوات بشخصية مغايرة عن هذه الشخصية، أول الأشهر فيه كانت جميلة قضيتها بشكل صحيح بالانغماس فيما أحب، ثم تلاشى ذلك وسقطت في ركود وإحباط كمرض لا يُرى.

لكن هذه المرة كانت مغايرة، فقد خلقت المرحلة الماضية في نفسي شيئًا فريدًا، ومع تغير الظروف خلال هذه السنوات، فلم أشعر بالفراغ… بل بضرورة ما تصرخ فيّ: (إيّاك أنْ تنساب!) 

فقد بدت الأيام كمن يبتلعني، ويقال: «من ترك نفسه بلا جدول، جدولته الملهيات».

ومع ظروف الحياة المتنوعة، وبين أهداف عدة… قد نتوه وتسيّرنا الأيام، بدلًا عن السير فيها

وسط ذلك تأتي لحظات يقظة فأدرك ما أريد وأمضي في أيامي على نحو جيد، وفجأة أتوه حتى تأتي يقظة أخرى

و أنا أكتبُ هذه النشرة وسط يقظة ما، جعلتني أقلِّب أوراقي، وأجد جدولًا أو قائمة بالأصح أعددتها لنفسي قبل مايقارب الشهر وأسفلها كتبت الكثير ومنه:

"ثم نعود، لنتعلم، ونكمل الرحلة بمراحلها المجهولة" 

من هُنا جاء العنوان (فن عشق الحياة المجهولة)؛ فطريقنا في هذه الحياة -مهما خططنا- يظلّ مجهولًا.

نصمم أيامًا، نكتب أهدافًا ومهام، لكن الدرب ضبابي، ومعالم الطريق لن تتضح لك وأنت في مكانك، وإنما يكشفه السير! 

وجهلنا بالقادم يضفي مخاوف عديدة، وقلقًا يساورنا، ومشاعر إحباط تزورنا كضيف ثقيل يدعونا لليأس.

فخطرت في بالي أن لا آخذ ذلك بجدية تكبت الفؤاد، وتجعل الرحلة رمادية، ويصيب العمى عيني جراء هوس الوصول والوجهة… بينما نستطيع أن نجعل الرحلة فريدة، بذكريات جميلة، تجعل الوصول أكثر لذة، وخطواتنا أكثر استقرارًا..

حسنًا مالذي يساعدنا على ذلك؟ ربما التسليم والتوكل، ربما عدم الاستعجال، ربما أن نعمل بثقة مطمئنين بنصيب جميل، وطريق ميسر من رب العالمين، وأن ندع الغيب للعليم سبحانه.

أشاركك هذه الأفكار التي زارتني فهي غيمة من غيمي، قد تلهمك لشيء ما.

فرحلاتنا وحيواتنا ليست كلها سواء، لكنها تشترك في كوننا لا نعلم ولا ندري ما القادم؟ وما المكتوب؟

والبعض سيعمل وسيسعى وسيعيش، لكن برمادية، بقلق، بفارغ صبر، بخوف قد يعيق المسير.

ماذا لو عشقنا كونها مجهولة، ومضينا؟

"فل الحجاج وخل عنك الهواجيس

كلٍ يموت وحاجته ماقضاهـا"

***

شكرًا لقراءتك نشرة غيمة، انتظرني في عدد قادم ستجد غيمةً ما سماء بريدك -بإذن الله-☁️

مشاركة
نشرة غيمة البريدية

نشرة غيمة البريدية

تذهب وتأتي الأفكار كغيمة في رأسي ولأنَّ فضاء الكلمات قد يسع لاحتوائها... هذه النشرة غيمةٌ من أفكاري وبكلماتي؛ أبعثها إليك آملةً بأنْ تكون غيمةً سارَّة بكل حالاتها حين تعبر في سماء بريدك ☁️.

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من نشرة غيمة البريدية