نشرة غيمة البريدية - «أين أيامنا📝🍃؟» |
| 8 نوفمبر 2025 • بواسطة هيا سليمان • #العدد 24 • عرض في المتصفح |
|
كانت تكتبُ فتنسابُ كلماتها، وتحفظ أيامها ومشاعرها، فتتحرر أفكارها... ثم الآن بعد سنوات، وبعد المرور بالكثير تقف دون استيعاب، بانهيارات عدة وتساؤلاتٍ عمّا حدث؟ وعن نفسها، وعن أيامها، وهنا السؤال: أين أيامنا؟
|
|
|
|
صباح الخير قرّاء غيمة الأعزاء☁️، في آخر نشرة تحدثت فيها عن انهيار ما، وعن حل أمسكت طرف خيطه... وهانحن اليوم نَقصُّ حكاية الخيط، في يومٍ واجهتْ فيه بطلة حكايتنا ما جعل الضيق يسكن صدرها حيال موقف ما فأرادت تشتيت نفسها عن هذا الضيق، أو بالأصح، الهرب كالمعتاد! |
|
فأمسكت ورقتها وأقلامها، ارتدت سماعات الأذن وفتحت أول بودكاست صادفها وبدأت بالرسم، ياللأسف! إذ وهي منغمسة في عالمٍ لا تدريه هاربةً، صُفعت بكلام الدكتور في البودكاست-د.عماد رشاد عثمان-، وهو يقول: " أنت أصدق على الورقة والقلم، هناك أمور لا تستطيع أن تقرأها أو تراها نتيجة استحواذ اضطرابتنا وألمنا وصدمتنا وإدماننا على الممرات الذهنية..." ويخبرنا بأن الخلل في داخل رأسك فكيف تقول أنك ستبقي الموضوع في رأسك وتفكر فيه وهو موبوء؟ فأنت تحتاج للذهاب لمنطقة أنظف بقدر المستطاع كالورقة والقلم، فتمسكها وتكتب في لحظتها مثلًا في حالة المدمن يكتب: أني أريد حاليًا أن أفعل كذا وكذا(أي يعود لإدمانه او ماشابه) ويكتب: مالذي حصل؟ ويجيب على نفسه ويكتب، ويقول: أحيانًا ستجد أن كل الذي سبب هذه المشكلة أن أحدهم فعل حركة تجاهك أغضبك وذهب، وأنت شعرت باستياء "وغضب عاجز" فهذا نفس إحساس الطفل الذي بداخلك؛ غضب لا يعرف طريقة إخراجه. |
|
جعلني كلامه أفكر أننا في بعض الأمور نهرب منها، نشتت أنفسنا، تتراكم مشاعر ما في داخلنا فتؤدي مثلًا للإدمان الذي ذكره والعودة إليه، أو بانهيار ما -كما قلت في النشرة السابقة-، لأن هناك داخل عقولنا أمور متعقدة جدًا أشبه بخيوط متشابكة وتزداد في كل مرة وتتخبط فينا فتتعقد أكثر، أن نسحبها لورقة وقلم وأن نحولها إلى كلمات نفسر فيها كل موضوع، شيء سأخبرك أنه نافع جدًا يحتاج منك شجاعة للمواجهة لا للهرب. |
|
في يومها استوعبت أنني أهرب من أفكاري التي تتخبط وأخدر نفسي بالتناسي، ثم أواجه التعب والانهيارات وأنا أدرك في قرارة نفسي أسبابها لكنني كنتُ أشيح وجهي عنها، فكتبت نصًّا بعد أن استوعبت حقيقة ما، أنني لا أكتب! وأنني أهرب! |
|
ورقة هاربة من مذكرة: |
|
| *** |
|
|
|
في أحد البرامج التي تابعتها عرضت إحداهن قصتها وتعرضها لحادث قبل سنوات وانفجرت الوسادة الهوائية وهذا الشيء سبب لها أذى في رأسها بحيث فقدت ذكرياتها التي كانت قبل الحادث وكانت تقول: أنا ما تزوجت كيف عندي ٤ أبناء! |
|
وقد ساعدها على الاستيعاب والتذكر مذكرات سمتها مذكرات الأمومة، كانت تدون فيها عن ابنائها ولم تكن هذه المذكرات مجرد مساعد على التذكر بل تقول أنها من خلال المذكرات التي دونتها تعلمت وعرفت عن أبنائها الكثير. |
|
جعلتني قصتها أفكر و أتساءل عن الأيام التي لم نكتب فيها، أين هي؟ من التوثيق والذكرى والأهمية...؟ ما الأثر الذي صنعته فينا؟ وأين ذهبت؟ |
|
[ اكتب مذكراتك ]كل انسان لنفسه هو جَوهر، وجميع المشاكل تتعاظم عندما يستثني هو حقيقة ذلكالمبهج في كتابة المذكرات أنها تجعل من كل يوم يومًا جَوهريًا، له أحداثه الخاصة المحمّلة بمشاعر فريدة متجددة، يحمل فرص وتفاصيل مميزة، اعتماد التدوين يساعدك في التركيز على تفاصيل حياتك وزيادة الدافعية في التوجّه لما هو مفيد، والبحث عن بشاشة التغيير وحَثّ النفس للإلتفات إليها أينما وقعت، وغض الطّرف عن كل مُشغِلٍ آخر، فصراخ المسيء ليس من شأنك، وعناء المتحاذقين ليس من شأنك، فتَعمَّد الى استثناءه - فشأنك انما هو ما تجتهد بنفسك لبذله - مما يرفع من جودة حياتك وسيطرتك على فكرك ثم معنوياتك، هو يشبه تدريب الذات على المواجهة عبر تفعيل إطار خاص بها ( ساحة المواجهة ) حيثّ إن لم تعتقد ان لقضية معينة بيانات وأبعاد خاصة فأنت لا تستطيع التفكير فيها وحساب تأثيرها أساسًا - أي مواجهتها -، فتعيش قضية معطَّلة غير محسوبة! بينما هذه القضية هي حياتك.عمل الخير فرصة سعيدة، وقول الخير فرصة سعيدة، والمعضلة هي أن نُباعِد أنفسنا عن بساطة ذلك بالانشغال بقضايا أخرى لم تأتي بَعد.. فنعيش الغد قبل الغد، ونطوّل فترة الهَمِّ بالاستعداد له قبل أن يَّهِم!!! فنعيش شقاء لا مستراح منه، لا عبر كلمة ولا فعل، وهذا محسوب من أيامنا. أين أيامنا؟ - دلال سعد، قناة تعلُّم |
| *** |
| لقراءة العدد السابق: «انهيار بعد شوط طويل!» |
|
شكرًا لقراءتك نشرة غيمة، انتظرني في عدد قادم -في موعد مجهول حين يأتي إلهام الكتابة 😂💙، ستجد غيمةً ما سماء بريدك -بإذن الله-☁️ |
|
|

التعليقات