نشرة غيمة البريدية - «أحاديث غيمة يونيو🎈»

بواسطة هيا سليمان #العدد 12 عرض في المتصفح
قبل ٨ أعوام فتاة ما تردد: 
                      "No Limit gon touch the sky”                                “لا حدود سنلمس السماء" 

أخبرُنِي الآن مستحضرةً إياها مقارِنَةً إياها بي، فتاةُ السنة الأخيرة من الثانوية وإلى أين وصلت الآن بداخلها قبل كل شيء…هاهي كلماتكِ وأفكاركِ لامست سماءً ما، صارت غيمة

لاحدود لطاقاتنا وإن نضبت فهي تتجدد، إن توقفتَ في درب ما فهناك دروب أخرى وأيام قادمة، مادمت تتنفس فهناك فرص متعددة ولا حدود لغيوم أفكارك فدعها تتحرر في سماء رحبة تسعها. 

كغيمة الآن وجدت الكلمات وسيلة  تتشكل بها ووجدت سماء بريدكم رحبًا لها، وبهذا اليوم أتمت عامها الأول، فشكرًا لسعة أفق بريدكم حين عبرت فيه، وأتمنى أنها كانت غيمة نافعةً لا ضارّة، سارَّة في أغلب مرورها لا مضيّقة 

وفي يومٍ كهذا؛ أعيدُ قراءة النشرة الأولى: «ميلاد🎈»

لأقتبس منها وأكرر مجددًا :

"مباهج الحياة حيث أنت" وأضيف عليها:

"والعالم في ناظريك" 

تدهشني فكرة أن العالم ليس واحدًا وإنما متعدد!

تدهشني فكرة أن كل فرد منا نحن البشر يرى العالم في عينيه مختلفًا عما يراه الآخر، إذ يخالط ماينظر إليه بأفكاره ومشاعره ورؤاه، وبأمنياته وأحلامه، بإحباطاته ونجاحاته و بجروحه وصدماته، والمرحلة التي يعيش فيها. انتهي من دهشتي بإدراك أنَّ أفكارك ومشاعرك…إلخ) هي من تحدد كيف تنظر للعالم وكيف تنظر لنفسك وكل هذا هو صورة حياتك وذكرياتك ومستقبلك 

العجيب في الأمر أن بوسعنا أن نختار كيف ننظر إليه! 

فالعالم في ناظريك أي أن تعريفك للعالم ونظرتك له عائدة إليك وإلى ماتعيشه.

هذه الأشهر جربت في قراءاتي أن اقرأ في السيرة الذاتية التي يكتبها شخص ما عن حياته 

بدأت بكتاب (العمر الذاهب -رحلة المازني المعرفية من القراءة إلى الكتابة):

وهو جامع لما تفرق من كلام الأديب كانت رحلة جميلة، في حديثه عن نفسه وحياته عن حبه للكتب بعض علاقاته ومواقفه مع الآخرين..إلى آخره.)، شيء ما تلمسه وتدركه في النظر لحياة شخص آخر ولآرائه وأفكاره ولأحاديثه

بعدها بشهر وأكثر قرأت كتاب (عشت سعيدًا من الدراجة إلى الطائرة) لـ عبدالله عبدالكريم السعدون. في هذا الكتاب يحكي السعدون عن حياته من صغره ودراسته ووظيفته في الطيران حتى كبُر وتقاعد من عمله، وأثَّرَ في نفسي كثيرًا رؤيته للجانب الإيجابي، نقده لبعض العادات والسلوكيات تحفيزه للتعلم والعلم والرياضة اقتباسه لبعض المقولات الرائعة ولا أنسى حديثه عن عمته ووالدته وشخصياتهما ومامرتا به، كل تلك المعتقدات والحكايات ومرورًا بها تجعلني أفكر أكثر في كيف نرى العالم؟ وكيف نكتبه ونقرأه؟

وحاليًا ومنذ أكثر من شهر أقرأ بشكل متقطع كتاب (أنا قادم أيها الضوء) لـ محمد أبو الغيط رحمه الله 

يكتب فيها عن إصابته بالسرطان ورحلته العلاجية، ومافعله فيها ودون أفكاره في هذا الكتاب، ومازلت اقرأ فيه، تدهشني طريقة تعايشه مع مرضه ومحاولاته، ونظرته وتعريفه لبعض الأشياء في حياته وأفكاره ولامستني حتى الآن عدة جوانب وأسطر...

وأدرك من هذه الكتب والسير أكثر كيف نرى العالم؟ كيف تختلف رؤيتنا وأفكارنا؟ 

حيوات الآخرين في الكتب وفي غيرها أيضًا، قد تجعلنا نبصر أكثر في مفهوم الحياة، العالم… ولم أتوقع بأن أتحدث عن كتب في نشرتي وكتبته هكذا عفويًا مع استحضار فكرة رؤيتك للعالم، فهل ترى العالم الآن ذات الرؤية التي تراها قبل سنة؟ سنتين؟ ثلاث…؟ ومالذي تغيّر؟

اختياراتنا اليومية، قراراتنا، وطريقة تفكيرنا، مشاعرنا وتصرفنا معها إما بالكبت أو التعبير الصحي، العادات الصحية والعادات الضارة، الأشخاص من حولنا، مانراهو مانتابعه، مانقرأه و مانسمعه… كلها تُشكِّل وتتدخل فيما تراه وطريقة رؤيتك له. فاختر مايجعلك ترى العالم بشكل أفضل لأن العالم ليس ما أراه أنا ولا آخر بل عالمك هو ماتراه وعالمي ما أراه أنا وعالم آخر هو مايراه هو ويعتقده

والحياة مستمرة سواء كنت حيًا أم لا، موجودًا أو غائبًا عن وعيك أو تركيزك، مريضًا أو معافى متعبًا أم لا... ستستمر، فما دمت موجودًا اجعل هذه الاستمرارية حياة مبهجة بناظريك إذ أنت موجود وحي وحاضر، لن أخبرك بأن تغمض عينيك وتكرر (أن الحياة رائعة مبهجة) -كمن يخبرك أن تغمض عينيك وستصبح أسدًا  لا ستصبح زول مغمض عينيه😂😂-

بل أعني أن تمنح نفسك جزءًا تستريح به أن لا تجعل نظرتك دائمًا سوداوية مُحبطة فأنت في نِعَم لا تعد، وقد وهبت يومًا، إذا يومك الآن هبة وقد حيزت لك الدنيا: 

 قال ﷺ: «مَن أصبحَ منكم آمنًا في سربِهِ، مُعافًى في جسدِهِ عندَهُ قوتُ يومِهِ، فَكَأنَّما حيزت لَهُ الدُّنيا»

الراوي :عبيدالله بن محصن |المحدث :الألباني |المصدر :صحيح الترمذي الصفحة أو الرقم:2346| خلاصة حكم المحدث :حسن. التخريج: أخرجه الترمذي (2346) واللفظ له، وابن ماجه (4141)

وأعني أن تركز على مايجعل حياتك الآن أفضل بقدر ما تستطيع، ومايجعل حياتك هناك حيث الخلود جنةً تتتنعم به فاختر 

لن تتغير نظرتك للأشياء وللعالم ولنفسك في يوم 

لن تصبح عالمًا في يوم 

لن تصبح سعيدًا في كل يوم 

لن تصبح غنيًا في يوم 

لا بد أن تخطو 

أن تدعو 

وأن تسعى باختصار

قال ﷺ: «إِنَّما العلمُ بِالتَّعَلُّمِ، و إِنَّما الحِلْمُ بِالتَّحَلُّمِ، و مَنْ يَتَحَرَّ الخَيْرَ يُعْطَهُ، و مَنْ يَتَّقِ الشَّرَّ يُوقَهُ»

الراوي :أبو هريرة | المحدث :الألباني | المصدر : السلسلة الصحيحة الصفحة أو الرقم : 342 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن أو قريب منه

فلا يكفيك القرار وإنما أن تمضي به، هذا الحديث كلما تمعنت في كل جملة أجد فيها الكثير من المعاني التي تستحثني على أن أمضي وأسعى، أن اتفاءل وأدعو

نعم؛ هذه النشرة كتبت أولًا بتخطيط بعض الأفكار التي أريد التعبير عنها وهممت بتدوينها حتى تكتمل بعض الأفكار الأخرى لأعبر عنها، لكنني وجدتني ذات صباح وأنا أهم بتدوين الأفكار وسأغلق الجهاز بعدها لأفكر.. وجدتني أكتب كل هذا عفو الخاطر فستكون هي هكذا كما هي.

***

هنا غيمة يونيو دون عنوان يميزها إلا هذا، من هنا…أحب أن أشكر الكثير من الأشخاص الذين كانوا سببًا في تحفيزي لانشاء النشرة البريدية، بداية من هيا التي تعبر عن أفكارها أو شيء من مراحلها بشكل خفي على شكل قصص تُسمى (مذكرات غيمة)، وبداية لكل من يحفزني على الكتابة التي عزمت وأنا أعد النشرة أن تكون التزامًا مني بأن أكتب ولو مرة على الأقل في الشهر، ثم شكرًا لمن كان سببًا بتشجيعي على الفكرة و لمعرفتي موقع هدهد حين جاءني تنبيه بالبريد إعلان دورة في مجال التنمية للمدرب أ.جاسر بن عبد الرحمن، ثم بداية نشرة أ.نايف ثلاث مرات والتي كانت محفزة على البداية، وشكرًا لمنصة منهاج   ولـ  العنود ناسجة حرف، حينما قالت لي عبارتها بعد أن استعنتُ بها لتثريني بجانب النشرات البريدية، واشتراكها بعدة نشرات وقراءتها لها، وقالت: «أحاول أخلق من المكان الجماد شيء حلو» هنا البريد المكان الجماد، لعل غيمة كانت من الأشياء الحلوة فيه السارّة لقرائها. 

شكر خاص للأصحاب الذين صدقوا معي بآرائهم، وقرؤوا بعض النشرات قبل إرسالها بأيام 

شكرًا لكل الرسائل الطيبة في مختلف التطبيقات ولكل رسالة معزة خاصة ولاتُنسى

شكرًا لمن قرأ غيمة وشكرًا لمن اشترك فيها 

بدأتُ غيمة رغم أني وقتها كنت في وقت اختبارات وتسليم تكاليف وبحوث بدأتها  ببساطة دون تفكير مطول، أدرك الآن أن الوقت المناسب للبداية لا يحتاج إعدادًا مطولًا أحيانًا.. ربما غيمة تعلمني الكثير.. وأعترف بما أنني كنت أفكر بتاريخ النشر وربطه بالميلاد: لو تركتها للتاريخ الهجري حتى شهر صفر، وأجلتها لما كانت موجودة الآن… وأدرك أن الطيبين لايكفون عن مساعداتهم ودعمهم، كما لا أنساهم من الدعاء 🌱

***

أردد اليوم أيضًا: " ميلادك كل يوم تبدعين فيه أكثر.. وتتعلمين أكثر.."، وحرصت من حينها ألا أكف عن الولادة والبدايات أيًّا كان اليوم أو التاريخ.. حتى لو كانت بعض النهايات مؤلمة، وأتعبتني… أدرك بعدها أن هناك نهوض مذهل، وإشراقة، هناك ولادة جديدة، وبداية...

صباحك خير إن كنت تقرؤها صباحًا، ومساؤك خير إن كنت تقرؤها مساءً

***

ولأنَّ أصواتكم تهمني، ولأنني أعتز بكل تعليق يصلني... هنا (جدارية) وكما سميتها "سماء رحبة" لغيومكم/ أفكاركم، ولتكتبوا فيها ماشئتم (لكم، لمن يقرأ، لغيمة، أو لكاتبة غيمة).

للانتقال لها 👇🏼

للانتقال لها 👇🏼

(جدارية) سماء رحبة
***

شكرًا لقراءتك كلماتي، أتمنى أنَّها كانت نشرة سارَّة.

☁️

مشاركة
نشرة غيمة البريدية

نشرة غيمة البريدية

تذهب وتأتي الأفكار كغيمة في رأسي ولأنَّ فضاء الكلمات قد يسع لاحتوائها... هذه النشرة غيمةٌ من أفكاري وبكلماتي؛ أبعثها إليك آملةً بأنْ تكون غيمةً سارَّة بكل حالاتها حين تعبر في سماء بريدك، في اليوم الثامن من كل شهر في الساعة ٨:٠٦ص ✨.

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من نشرة غيمة البريدية