هل أنت "دافور" في مدرسة الحياة؟ 🎒✅ | نشرة أصباح وأمسية البريدية - العدد #25

بواسطة أصباح وأمسية #العدد 25 عرض في المتصفح
أعر نفسك اهتمامك واستماعك، قبل أن تعيرهم للآخرين 🍃

Unsplash 

Unsplash 

لا زلت أتذكر -بوضوح- أول أيامي في المرحلة الجامعية منذ عشر سنوات؛ مشاعر الحماس والقلق والتأهب، مخاوف ومعتقدات وتوقعات عالية من نفسي، يصادمها شعوري بثقل المسؤولية وخوفي من الفشل، كل ذلك كان معبأً من قبل المحيطين في مخازن عقلي؛ مترقبةً لكل تحدٍ سمعت عنه من زميلة تكبرني بسنة جامعية، أو من صديقة تحكي تجربة والدها أو قريب لها في دراسة هذا التخصص والعمل فيه، أحدهم ندم أشد الندم، والآخر فشل في منتصف الطريق، وآخر عاش تعيساً لأن شهادته لم "توكله عيش" مقابل الجهد والمال الذي بذله في الدراسة! 

كان اختيار تخصص أقل في صعوباته الظرفية وأقل تطلباً للمهارات الشخصية خياراً أكثر إغراءً من وقع دوامة المخاوف هذه على نفسي! 

"يا ألله! هنالك كثير من المصاعب التي سأقبل عليها" وأتذكر أني كتبت كثيراً عن هذه المعتقدات والمخاوف، وبررت لنفسي و وضعت لها أسباباً تجعلني أواصل الطريق عندما أتحسر ذات يوم، ولأتذكر مستقبلاً عندما لا تجاملني الأيام :لِم اخترت هذا التخصص الجامعي دون غيره؟

عندما بدأت صفوف الدراسة، لا أنكر أني كنت مليئة بالحماس والانفتاح على كل التمارين والواجبات والمشاريع الصعبة والسهلة، كنت أضخ جُهداً غير اعتيادي، خدمتني بعض مهاراتي الإبداعية التي أمتلكها، أحياناً أبالغ في الاجتهاد، وتارة أعود لاتزاني، وأحياناً تتزحزح ثقتي بنفسي وعملي، كنت منكبة على الاجتهاد والسهر، لكن تحت تأثير ضغط الخوف من الفشل في المقام الأول! 

هل سأنجح هذا العام؟ هل أغير تخصصي؟ هل سأحصل على علامة النجاح نهاية الفصل الدراسي؟

ثم في نهاية الفصل الدراسي، نسفت النتيجة النهائية كل هذا التعب النفسي والذهني والجسدي:

تقدير امتياز، الأولى على الدفعة، علامة جديرة بالاهتمام في أول فصل جامعي، الكثير من عبارات المديح من قبل الأهل والأصدقاء، وبعض الشهرة البسيطة عند أستاذة القسم 🎉👏🏻!

بالطبع، الأمر ليس وكأني أخذت براءة اختراع.. إنها السنة الأولى فقط.. لفصل الأول .. حماس البدايات، ولكنها خففت عني حِملًا كبيراً، حمّلتُ نفسي فوق طاقتها، لم أكن متعاطفة معها على الإطلاق!

لو لم يكن هنالك من يقيم أعمالنا نهاية الفصل، لواصلت القلق والضغط النفسي حتى يوم التخرج، حتى وأنا أبذل حسناً دون أن أعلم!

بغض النظر عن مدى تفوقك في الجانب الأكاديمي لكن قواعد الحياة هي هي ذاتها.

في الحياة، هكذا تسير الأمور؛ لا أحد سيخبرك بأنك أحرزت علامة كاملة في تحدٍ ما، لا أحد سيخبرك أنك تخطيت بامتياز مشكلة في أحد علاقاتك أو تربية أبنائك، لن تظهر علامة صح خضراء فوق المشهد الذي أحسنت فيه التصرف، ولن تحصل على مقرر علامة نجاح أو رسوب نهاية كل عام، لكن في المقابل :

سيكون من السهل دائماً أن تتبنى حكم الآخرين على فشلك، أن تركز على زلاتك من عيونهم ووجهات نظرهم، ستعيش أسبابهم وتقريعهم وتذنيبهم وتنصبها حكماً عليك.

من سيخبرك بأنك دافور في اجتياز اختبارات الحياة؟ لا أحد.

من سيأخذ بجميع ظروفك الشخصية التي دفعتك لترجيح قرار مصيري على غيره؟ لا أحد.

من سيصفق لك، في كل تحد تخوضه بينك وبين نفسك؟ عندما تقوم بعد إخفاقاتك، وتتقوى بعد انهياراتك، وتصمد وقت ضعفك؟ لا أحد.

وإن كان هنالك أحد من البشر، فهنالك ألف صوت بشري يمكنه أن يُشعرك بالسوء والفشل على غير وجه الحقيقة، أتفهم هذه جيداً، جميعنا نعيشه، انتبهنا إليه أم لم ننتبه.

إذا كنت لا تستطيع أن تتلطف بنفسك، ولا ترى إلى أي مدى أنت" ناجح في حياتك" فإليك بعضاً مما قد يخفف عنك.

عندما تشتتني الحيرة أو ينال مني الشك، في سيروراتها أو في قراراتي التي قررتها: 

1. لا أقاوم النتائج السلبية لكل تجربة تمر بي، تعلمت أن أقبلها و أقبل أنها حدثت، ولكني أتذكر وأراجع كل نتيجة إيحابية حدثت أيضاً! يصبح وقعها على نفسيتي كبيراً.

2. أحتفل بانتصاراتي، أعلنها على الملأ إن كانت الظروف تسمح لي، أو أتصرف كما يتصرف الناجحون بيني وبين نفسي، ولكن اجعل بعض انطباع الثقة بالنفس والتمكين، تصدر مني وتصل إلى الجميع حتى إن لم يعلموا سبب كل هذه الإيجابية.

3. أكتب كثيراً، الكتابة تذكرني من أنا؟ ماذا خضت من مصاعب؟ وما كانت نواياي، وكل الجهود التي بذلتها، كيف مرت كل التحديات بسلام؟

هكذا أستشعر كيف كانت النتيجة مشرّفة والتجربة أكثر متعة!

✅ من سيخبرك أنك "ناجح" في مدرسة الحياة؟  لا أحد سواك، أنت، والأيام.

***

لقراءة الأعداد السابقة من النشرة: 

النُكتة" التي قصمت مشاعر البعير🐪🍂
سِرُّ المِزاج "الرايق" كل صباح😇🌞
"كيف تربي دجاجة؟" تمييزُ الفُرص من العراقيل 🐔🤔
***

📬 للاشتراك بالنشرة البريدية: 

أهلاً بك، سيصلك كل عدد على بريدك الإلكتروني، اكبس هنا✨
***

📩 للتواصل والإعلان، راسلني على: [email protected]

Shine Golden1 أعجبهم العدد
مشاركة
نشرة أصباح وأمسية البريدية

نشرة أصباح وأمسية البريدية

عن الحياة، الوالدية، والمواقف الشعورية! لا بأس أن تقرأها مع تسرب خيوط الشمس الأولى فلربما تلهمك! نسمات الليل الهادئ فلربما تطمئنك! ولا تنسَ أن تحتسي مشروبك المفضل معنا 😉

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من نشرة أصباح وأمسية البريدية