سِرُّ المِزاج "الرايق" كل صباح😇🌞| نشرة أصباح وأمسية البريدية - العدد #21

🌞 سِرُّ المِزاج "الرايق" كل صباح:

قبل أسبوعين أُصيب طفلي ذو العامين بنوبة بكاء على وجبة الفطور، لأنه لم «يُملّح» ولم «يُفلفل» البيض المسلوق بنفسه كما يقولها «فلفول» في أغنيته الشهيرة، ورغم علمي المسبق بأن هذه المرحلة من طفولته طبيعية في اختبار نوبات الغضب والبكاء، إلا أني وقفت متسائلة: هل بكى طفلي بسبب تفويته تمليح وفلفلة البيض؟ أم لأنه لم يبدأ يومه بمثالية متوقعة؟ وتذكرت نفسي على الفور في تلك اللحظة!

يُصنف البشر حسب أمزجتهم وطاقاتهم إلى صنفين، صنفٌ صباحيّ، وصنف مسائيّ، يعاني مزاجياً الصنفُ الذي لا تخدمه فترة دوامه؛ يصير أكثر عرضة للإصابة بنوبة غضبٍ عابرة تكدر صفو بقية يومه، وقد يكون سببها تافهاً؛ كتفويته تمليح البيض بنفسه مثلاً!

ولأن الذهاب إلى العمل بنشاط وحيوية، ونفسية متأهبة، لم يعد خياراً بقدر كونه إلزاماً ؛ خصوصاً إذا كانت طبيعة عملك تتطلب ذهناً صافياً وإنتاجاً إبداعياً -باستبعاد أن تكون بيئة العمل سامة طبعاً- كان عليّ كشخص صباحيٍّ أن أعلم السبب وراء توتري وعصبيتي مرات كثيرة قبل مباشرة العمل، مع أني أُحب الصباح، ويبدأ عقلي بصناعة أفكار جيدة حين أنهض مبكراً!

ضللت أتساءل إذا ما كان هناك أسباباً أخرى -غير التصنيف المعروف (صباحي / مسائي) - تجعل من الموظف من أي صنفٍ كان، ذو ابتسامة مشرقة، عقل نشط، ومزاج عال أثناء مباشرته العمل؟ وهل يمكن أن يشكل هذا التصنيف ضغطاً على الأشخاص المسائيين بطريقة غير منصفة؟ 

وفقاً لتصريح د.رافائيل بيلايو، أخصائي النوم في مركز طب النوم بجامعة ستانفورد، فمن الشائع أن يكون لدى الأشخاص ميول وراثية نحو كونهم أشخاص صباحيين أو بومة ليلية، لكن هذه الميول لا تحدد أنماط نوم الشخص. بمعنى آخر، من الممكن لشخص لديه ميل وراثي لأن يكون بومة ليل أن يصبح شخصًا صباحيًا، والعكس صحيح، هذا يجعل أعذار الصنفين في كفة واحدة لدى أرباب أعمالهم! 

رغم أن لا أحد يتحرى تصنيفك كـ(صباحي أو مسائي) في سيرتك الذاتية، إلا أن ذلك كان ليفتح عيونهم في التحيز لتوظيف الأشخاص الصباحيين على حساب المسائيين لصالح نمو مؤسساتهم.

ببعض البحث والتجربة يمكن لأي شخص أن يعرف أحد أسباب الحصول على صباح جميل، ألا وهو النوم الجيد، والذي يمكن للأشخاص المسائيين محاولة اكتسابه ببعض الجهد كما تقول "دايان ماسيدو" في كتابها "إصلاح النوم"، وأنا موقنة وعلى علم واقتناع بأن للنوم تأثيره الواضح في مزاجي لليوم التالي، إلا أن هذا السبب لم يكن كافياً لتفسير مايحدث معي من سرعةٍ انفعالية أو توتر ماقبل الدوام في بعض المرات التي آخذ فيها كفايتي من النوم! 

 استغرق الأمر مني فترة بسيطة لأستوعب السبب الآخر لصناعة أصباحي، ألا وهو وجبة الفطور الصحية ومكوناتها، حيث تؤكد الدراسات الأخيرة حقيقة أن وجبة الفطور الغنية بالبروتين خاصة وبعض الكربوهيدرات المعقدة مهمة جداً لتحظى بصباح عمل مشرق، مع الأخذ بعين الاعتبار الابتعاد عن السكريات والكربوهيدرات المكررة وجرعات الكافيين العالية، زد على ذلك أن وجبة فطور غنية بالبروتين قد تحدث فارقاً في تعويض نوم ليلة بائسة سهرتها لسبب طارئ! كما تؤكد ذلك خلود عودة «مرشدة نوم» مما يعني أن البروتين ينتصر بجدارة على الكافيين في مسألة إمدادك بالطاقة والنشاط!

وهكذا حصلت على سببين منطقيين، يمكن أن يغيرا طاقتي كل صباح، بقي سبب أخير أعتقد بضرورته لصناعة يومي بشكل فارق، وهي الدقائق الذهبية، وقتٌ مقتطعٌ وروتيني لممارسة نشاطات تهمني؛ كبعض الرياضة، القراءة، الكتابة، أو تحديد مهام اليوم.

شخصياً، أنظر للدقائق الذهبية على أنها مصدر لتحفيز إفراز هرمونات السعادة أو الوقاية من هرمونات التوتر على حد سواء، وتُفصل في الأمر "إيمي شميتور لاندينو"  في كتابها «صباح جميل حياة جميلة» عن تجارب مثبتة؛ حيث استطاع الكثير من الأشخاص المسائيين العناية بأمزجتهم الصباحية بتطبيق نصائحها الواردة في كتابها. 

و هذا السبب الأخير يبدو وجيهاً جداً في فك لغز مزاجي المتوتر كاملاً كشخص صباحي حصل على نوم جيد ووجبة فطور جيدة لكنه فوت عدم وجود وقت روتيني خاص يستعد به نفسياً وذهنياً لمباشرة العمل ويشحذ به همته.

لذا فهذه الأسباب الثلاثة يمكنها أن تحسن حياتك مع الدوام، فالأصباح "الرايقة" تعني بالضرورة حياة "رايقة"، ولو كانت أَمسيَتك مجنونة ومنهكة👌🏻

            • على الهامش 📄•

🔸هذا الريلز لطيف ويخلي الواحد يبتسم، يستحق وائل الدحدوح لقب فخر العرب ✅

🔸في مجال الكتابة، أَعُد التعرف على كتابات مريم بازرعة، وطارق ناصر مكسب لأي شخص يهوى التدوين، بدأت القراءة لهما في فبراير الحالي، ولكل منهما فائدة قبعت في تفكيري لمدة لا تفعلها الكثير من المعلومات والنصائح التي أقرأها في العادة من أجل الكتابة والتدوين الشخصي، لذا فأنا أرشح وبشدة أن تقرأوا تدوينة مريم عن الحيل السريعة للكتابة اليومية والتدوين اليومي ، وتدوينة طارق بعنوان لماذا عليك كشخص لديه معرفة يريد مشاركتها أن تنتقل للمدونة الشخصية اليوم قبل الغد؟ في حال كنتم من هواة الكتابة، والتوثيق أو التدوين..!👌🏻

🔸عندما تشعر بأن هنالك أشياء كثيرة ستفوتك ولا تعلم كيف "تمشي" على خططك..

🔸 هذه الصورة رسالة من الله! 

ألقِ نظرة على تدويناتي الأخيرة ✨

•الإنسانُ ليس شكلاً هندسياً، ولكن قد تكون حياته عبارة عن دائرة؛ يضخ قلبُه دمَه في جسده بشكل دائري، مزاجه دائرة، صحته دائرة، هذه التدوينة التأملية بعنوان الإنسان دائرة؟ أمي في زيارة لبيت أهلها.

•في حال كنت من الصنف الذي لا يقاوم شراء الكتب الورقية، فأود أن أشاركك كيف قاومتُ شراء الكتب الورقية؟

🗃️لقراءة الأعداد السابقة من النشرة البريدية: