الإيجابية المسمومة🤒 | نشرة أصباح وأمسية البريدية - العدد #19

بحلول نهاية ديسمبر، تبدأ الأرض بالدخول في سبات عميق،دورة الأرض وفصولها الأربعة آية من آيات الله، تتجلى في التقلبات، وتتعاقب فيها الأضداد بشكل دوري، ويبدو أننا نشبهها في تقلباتنا!

في الفترة الأخيرة، لم تكن الكتابة في النشرة البريدية بالسهولة التي اعتدتها، والسبب يعود لبعض المؤثرات الخارجية والنفسية جراء مايحدث في غزة.

الأمر أشبه -كما وصفه أحدهم-بأن تُضرب على وجهك وأنت نائم! هل تتخيل مقدار الفزع،الصدمة وتضاعف الألم إثر الضربة؟ هذا بالضبط مايحدث لنا؛ لا يتسنى أن نتعافى من أثر مشاهد الدمار والألم حتى يأتينا فيديو جديد أكثر ألماً من الذي قبله، ثورة المشاعر في ازدياد بشكل هستيري، وجميعها مخزنة في نفوسنا وأدمغتنا بشكل أو بآخر، حتى حينما نتغافل عنها أو نتجاهلها، المتنفس الوحيد هو المخزون الإيماني الذي يمكن أن نبنيه و نقويه يوماً بعد يوم.

لذا ففصل مواضيع النشرة عن المشهد صعب جداً، خاصة أنها نشرة شخصية ومساحة خاصة لمشاركة التجارب والأفكار التي أعيشها وتمر بخاطري وربما تزامنت مع أحداث يومية أو مرحلية لكثير من القراء.

ومع حرصي على التفاؤل والإيجابية ورؤية الجيد في كثير من الأمور والصعوبات التي قد تواجه أي شخص في تحدياته في هذه الحياة، تظل مساحات الألم، الغضب، العجز، الفتور .. وغيرها من المشاعر المحتدمة، حقاً إنسانياً وطبيعياً يأخذ بعض الوقت لنتيهأ بعدها للازدهار من جديد.

أعلم أن هنالك الكثيرين قد لا يروقهم أن يظل الحديث بنفس السياق والوتيرة، "ليس في مثل هذه النشرات أيضاً"، لأنه يبعث في نفوسهم شعوراً غير جيد، وخيار التوقف عن متابعة الأخبار، خيار شخصي، لكن الانقطاع عنها تماماً يمس ولاءنا للخير والإنسانية ناهيك عن ولائنا للدين والعقيدة والقومية، أعلم أن معظم قراء أصباح وأمسية يميلون للمواضيع الإيجابية ، ومتأكدة أن معظم البشر يميلون لها، لكن لا بأس بإتاحة الفرصة للمشاعر أن تأخذ مجراها، إن الثورة ضدها بمقاومتها، رفضها وعدم تقبلها، أمر قاس، وهذا مايسمى الإيجابية المسمومة، والتي قد نختبرها في حياتنا بعيداً عن أحداث غزة حتى.

 الإيجابية المسمومة تظهر بأشكال عدة، أحدها مطالبتك بأن تبقى بخير على الدوام، أن تنجز على الدوام، وعدم تقبل مساحات الألم كجزء طبيعي من حياتك سواء كنت أنت من تقسو على نفسك أو تلك الأفكار التي تتلقاها من محيطك صراحة أو مجازاً.

لذا فتَفَهُم مشاعرنا على أنها مؤشرات صحية تخبرنا برسائل معينة وتكشف احتياجات خاصة بنا، يحتاج أن نتجاوب معها بما يلبي هذه الاحتياجات.

            • على الهامش 📄•

🔸إذا كنت مهتم بالقراءة، أو بالكتابة خاصة، مرجع التدوين من أجمل الأماكن التي تمنحك فرصة للتعرف عن أشخاص كثر، يشاركون اهتماماتهم المختلفة والملهمة ✨👌🏻

🔸صدمة الطفولة صارت موضة، لا يجب أن تكون منطلق تبرر به وتبني عليه مستقبلك، التحرر من فكرة سيطرتها عليك، والانطلاق من حاضرك لا من ماضيك، فلا يوجد إنسان عاش حياة رخاء منذ ولادته، هذه الأمور تحدث كثيراً وواجبنا نحوها، أن نقوم باللازم من علاج بعد وصولنا لمرحلة الوعي.

🔸تدوينات في الأمومة، بواسطة بثينة اليوسف، تشارك بعض تجاربها الجميلة بسلاسة ومتعة.

🗃️ لقراءة الأعداد السابقة من النشرة:

 📩 للتواصل والإعلان: [email protected]