التعامل مع المشاعر الصعبة "دروس المرحلة" 🇵🇸✊🏻 | نشرة أصباح وأمسية البريدية - العدد #16 |
بواسطة أصباح وأمسية • #العدد 16 • عرض في المتصفح |
إنها والله لأيامٌ ثقال🍂🌫️
|
|
حاولت هذه الفترة أن أكتب، حضّرت لبعض المواضيع، لكن رغبتي في الكتابة فيها متدنية جداً، أجد صعوبة في تجاوز المشهد المؤسف والمحزن في غزة؛ الأطفال،الأمهات والأبرياء، وهم يبكون،يفقدون، يتألمون،ويموتون بكل وحشية، شعور بالعجز اتجاههم مع طاقة منخفضة، وذهن مشوش، ناهيك عن الانفعالية نتيجة مشاهد النفاق والكذب ومساندات وقحة أو جاهلة من العالم المغيب -عن قصد أو دون قصد- عن الواقع والحقيقة ودعمه للمحتل. |
أما واجباتي ومسؤولياتي فأنا أقضيها ببعض المجاهدة النفسية، والتصبيرات الذهنية، حتى وَعيت لما أحتاج أن أركز عليه ولأحسن به توازني نفسياً وذهنياً، أدركت أن لهذه الأحداث مدلولات أعمق، وربما أحتاج أن أتبنى هذا الفكر والمنطق لأنها مرحلته الحالية، حتى نستمر في الحياة، والأهم حتى يبقى الإيمان وقوداً دافع لنعيش بثبات أكبر، تحكم أعلى، ونظرة مختلفة لا تسلب منا طاقتنا بل تدعم رؤانا ومعتقداتنا وتقوي إنسانيتا وأُخُوتنا لهذا الشعب العربي المغلوب على أمره، ولأكون أكثر دقة، فالوقفات التالي ذكرها ماهي إلا بعض الأفكار التي رأيت أن أسميها بـ"عقلية الأزمات" إن صح التعبير، حين لايكون بيدك تغيير الواقع: |
تحكم فيما يقع تحت سيطرتك: |
حتى تخرج بخسائر أقل، اعمل ضمن نطاق صلاحيتك، ستحاسب عما يقع تحت سلطتك، ما تستطيع فعله لا ما تعجز عن عمله، العجز رغم أنه شعور طبيعي، إلا أنه شعور بشع إذا استمر بالتأصل في حياتك، شعور كالصدأ في الحديد، يجعله عديم القيمة كلما انتشر وتمكن ويجعله يتآكل مع مرور كل دقيقة من الزمن، وهكذا يفعل بنا العجز، خليط من تأنيب الضمير، الإحباط، الحزن، وعدم الحراك، ومايجعله أكثر خطورة هو أننا نتخلى عن مسؤولياتنا فيما نملكه تحت أيدينا بسبب انخفاض طاقتنا جراء شعور العجز، مايمكننا السيطرة عليه، واجباتنا وأدورانا ومسؤلياتنا والتي سنسأل عنها، بل التي ستشكل امتدادات عن هذا الحاضر، إن التفكير في المستقبل هدف يستحق أن نعمل عليه، مهما كان الحاضر مؤلماً سيكون ذات يومٍ ماضٍ مشرّف، لذا فالسعي ضمن حدود قدراتنا للحفاظ على الأمور تحت السيطرة، ماهو إلا عمل صالح نؤجر عليه حتى لا تختل كل أوجه حياتنا. |
لا لشفقة العالم، نعم للفرار إلى الله: |
تضج مواقع التواصل الاجتماعي بالأحداث من حول العالم، وفي حين يناصر البعض إسرائيل، يندد آخرون -من العرب- بمواقف المشاهير السلبية اتجاه ما يحدث في غزة، لاعبوا كرة القدم، مؤثروا مواقع التواصل، الفنانون،العلماء والخبراء من مختلف المجالات، شعور بالقهر اتجاه مواقفهم الصامتة المزرية التي لا تندد بأفعال الصهاينة، بينما يموت الأبرياء دون ذنب، بل ومحاولات مستميتة في نشر فيديوهات لاستجلاب الشفقة والتعاطف مع قضية الفلسطينين ضد الصهاينة، كل ذلك بغية تغيير مواقف الغرب ومجتمعاتهم تحت عذر قدرة تلك الشعوب على الضغط على حكوماتها وبالتالي إيقاف هذه الحرب، ولكن هل هذه الطريقة صحيحة؟ وهل هي مجدية فعلاً أو بإمكانها إيقاف الحرب على الطريقة التي يظنها الكثيرون باستجلاب الشفقة ؟ |
بينما تنشر العديد من المؤثرات في "انستغرام" ذوات الأصول الفلسطينية والعربية، رفضهن لفكرة استجلاب الشفقة أو الظهور بمظهر خانع ذليل ضعيف، يلفتن أنظارنا إلى أن " النصر من عند الله" وطريقة الطرح للدفاع عن القضية يجب أن تكون من منطلق القوة والثبات، فصاحب الحق لا يحتاج إلى تبرير أو تذليل، إنما يستمد قوته من حقه الذي يؤمن به. وأفضل طريقة لتعريف العالم بالقضية والوقوف في صف المستضعفين في غزة هي عبر الأدلة؛ الإحصاءات والأرقام، لا استعراض بكائنا ونواحنا أمام العالم، على أمل أن يلتفتوا لما يحدث، أو يتخذوا موقفاً من حرب الإبادة. |
عقلية المستكشف: |
لا تحاول تغيير وجهات نظرهم، رغم وجود شريحة كبيرة من المنددين لأفعال الصهاينة من الغرب، ومن بعض اليهود الذين يدينون الفعل الوحشي، إلا أن الكثيرين اختاروا أن يكونوا في صف العدو لحماية مصالحهم في النهاية وعن وعي بذلك، لذا فالجدال معهم لايسمن ولا يغني من جوع ومحاولتنا تغيير موقفهم ليس مكسب إنما تسول وخنوع فمن يريد معرفة الحقيقة يمكنه البحث عنها ومعرفتها، ويتفق هذا المفهوم مع عقلية المستكشف التي تحدثت عنها Julia Galef، قليل من السعي والمشاعر الحدسية يمكنها أن تدلك على الطريق الصحيح إذا أردت ذلك! |
القرآن الداعم الأول للمسلمين: |
البكاء أو ذرف بعض الدموع مظهر من مظاهر إنسانيتنا، والقرآن يواسينا كي نأمن ونطمئن وسط صخب صرخات الوجع؛ فآيات النصر، الحرب والقتال ضد الكفار كلها مبشرات بنصر الله للحق، على مر الزمان ومختلف العصور والأقوام. |
فقط قليل من الكتابة: |
وأعني إلى جانب الكتابة التفريغية "الكتابة التذكيرية"، خفت أن أخسر الكثير من الجهد الذي قطعته في الكثير من المشاريع والخطط والالتزامات، ولكنها تحتاج لطاقة وتركيز شديدين لا تدعم وجودهما الظروف الحالية، لذا فقرار تسجيل استئنافاتك اللاحقة بعد أن تهدأ هذه الأزمة قرار جيد، فأنا أؤمن أن هنالك خلاصاً لها بنصر غير متوقع، وبعد أن نحتفل ونركن للسلام ونمتلأ بالطاقة التي فقدناها يمكننا أن نعود من حيث توقفنا بدل أن نتخبط من جديد. |
ويبقى سلاحنا الأول الدعاء، ثم الدعاء، والإيمان بأن الله مع المستضعفين فوق هذه الأرض مهما طال الألم. |
لغزة النصر والسلام 🇵🇸 |
التعليقات