عادات خريفية لرعاية نفسك وذاتك🍵🍂| نشرة أصباح وأمسية البريدية - العدد #27

عندما بدأ تغير الجو في أكتوبر، شعرت بذات المشاعر التي كانت تحدث لي كل عام، ولاحظت على نفسي مقدار ما اختزنته الذاكرة السنوات الأخيرة عن هذا الشهر، فلا زلت أتذكر حساسية موسمية تصيبني في موعد محدد من الخريف وقد أُصبت بها بشكل طفيف الأسبوع الماضي!

توقعت نزول المطر لأنها أمطرت في نفس الوقت من العامين الماضيين، وقد ابتلت الشوارع مرات عدة بسبب الأمطار الخفيفة خلال هذا الشهر، أيضاً أترقب ظهور نوع من العصافير لا يظهر إلا في أكتوبر، وتصير زقزقتها المتعالية صباحاً نوعاً ووقت الظهيرة من الأصوات اللطيفة جداً خلال العام كاملاً.

Unsplash 

لا أتذكر مشاعر خاصة لأي فصل بقوة مشاعر فصل الخريف، وحين أبحث عن تفسير، لا أجد غير تفسير واحد، وهو أن تغيراته تعمل على حواسي الخمس كلها!

للخريف انقلاب مناقض في كل شيء، في روتين اليوم وطوله، في النوم، المناعة، برودة الجو وأحوال الطقس، لذا، فكل ذكرى حدثت في الخريف هي ذكرى خاصة يصعب عليّ نسيانها، لأنها تحمل تفاعلاً شعورياً مع جميع الحواس تقريباً، وتفاعل جميع حواس الإنسان في عيش اللحظة يسمى باليقظة الذهنية!

حديثي طويل عن اليقظة الذهنية والحضور في اللحظة، ليس لأني أتقنها ولكن لأني أسعى قدر الإمكان أن لا أنجرف مع معضلات العصر الراهن: التشتت، النسيان، التوتر، والهروب من مشاعري المتراكمة واتخاذ القرارات.

دعني أخبرك عن أهم الأفكار والعادات التي يمكنك أن تقتنص فصل الخريف لترعى بها نفسك وتدعمها حتى يدخل الشتاء بمعنويات أعلى.

التخفف والحضور:

أجمل مكسب يمكنك أن تهديه لنفسك في الخريف، هو التدرب على عيش اللحظة والعودة للواقع بكل مافيه، ومهما كانت المشاعر التي تعيشها هذه المرحلة (سعيدة أو كئيبة)، ستجد أنك بعد اليقظة الذهنية، أكثر استرخاء، أكثر تأملاً، وأكثر حكمة اتجاه مجريات الأحداث التي تعيشها وكثير من النشاطات والعادات تدعم مفهوم الحضور واليقظة الذهنية التي ستحتاج أن تتدرب عليها حتى تتقنها.

في الخريف اهدأ واسترح:

Unsplash 

خذ دقائق من التأمل، التأمل أصعب مما تظن إن لم تكن معتاداً على الخلوة لدقائق مع نفسك، لايمكنك تصور المقاومة التي ستحدث،قد تشعر بالخوف أو القلق أو رغبة في الهروب، لأن الجلوس بمفردك دون هاتفك أو شاشة تلفاز أو كتاب أو حديث مع شخص أو أيا كان من أدوات الإشغال والإلهاء، يعني التركيز، ومواجهة الأفكار والمشاعر الصعبة المخبأة دون القدرة على الهروب منها.

التأمل أن تجلس بمفردك، تتأمل في حالك، تصغي للملل الذي تظنه ملل، تصغي للشعور الحاضر أو فكرة قديمة، أو تنظر للطبيعة من نافذتك، لأحوال الناس، لسعة السماء، وتنسى مشاغلك المعتادة.

عادة لعبادة: 

من منا لا يجاهد من أجل عبادة؟ عبادة الذكر مثلاً، كالتسبيح الحمد، والتكبير، من السهل القيام بها قبل الشروق أو قبل الغروب، لأن النهار قصير، وبالإمكان ربط هذه الذكر بهذه بوقت محدد بكل سهولة، فهي تشرق متأخرة، وتغرب مبكراً، وعلى الأغلب إن فاتك الشروق لن يفوتك الغروب.

يقول تعالى: ((فَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ (39))) الذاريات

أو خصصها بعد صلاة العصر وبعد صلاة الفجر، كما قال سبحانه:(( فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ)) [الروم:17]

وتذكر أن الذكر هو استشعار لمعية الله عز وجل وحضورنا القلبي، وليس مجرد رقم في عداد الإصبع.

عادة البكور: 

إذا كنت تطمح أن تجرب الاستيقاظ باكراً، أو أن تنضم لهذا النادي، فأنصحك بأن تبدأ الآن، فأمثل وقت كما تقول نور الهدى الهديب لتعلم البكور هو بداية من سبتمبر، حيث تغرب مبكراً وتنام جيداً في الليل، أضبط ساعتك البيولوجية عن طريق التعرض لضوء شمس الشروق وضوء شمس الغروب، واستمتع بمعجزة الصباح ،وبركته.

المشي في الخارج: 

Unsplash 

عادة المشي من أجمل العادات، لكن غالباً ليست في الخارج، ففي الصيف ومع حرارة الجو في معظم بلداننا يصعب على المرء المشي في الخارج، بل تصير العادة صعبة وثقيلة، لذا فأمثل وقت هو مثل هذا الوقت، تذكر أن المشي في الهواء الطلق تجربة فريدة بإمكانها أن تجعلك سعيداً وأكثر انتعاشاً، جربها ولن تندم.

ارفع مناعتك:

 حتى تزيد بعض مناعتك قبل الإصابة ببعض الأمراض الموسمية المتكررة، أنصح أن تدخل الزنجبيل والكركم إلى غذائك، يمكنك تجربة وصفة لاتيه الكركم بالزنجبيل والعسل، أو يمكنك خلط مقدار من العسل مع الكركم والزنجبيل والحبة السوداء وتناول مقدار ملعقة صغيرة يومياً من هذا الخليط.

تنبيه: هذه الوصفات قد لا تناسب من يعانون من بعض المشاكل الصحية بسبب أحد المكونات، لذا راجع الطبيب قبل تناولها.

شاركنا مظاهر الخريف من منطقتك أو بلدك، كيف تبدو الطبيعة عندكم 🍁🌬️؟ 

📬 لقراءة الأعداد السابقة من النشرة:

📩 للتواصل، راسلني على:

 [email protected]