ماهي مرجعيتك التي تعيد بها تعريف نفسك؟ 🌱🌅 | نشرة أصباح وأمسية البريدية - العدد #26

31 أكتوبر 2025 بواسطة أصباح وأمسية #العدد 26 عرض في المتصفح
لا تتوقف عن التعلم والامتلاء بما يشبهك، تعلم كيف تبني السعة لوقت ضيقك.

Unsplash 

Unsplash 

أجمل هدية مستدامة يمكنك أن تهديها نفسك ألا تتوقف عن ممارسة الأنشطة التي تشبهك.

أن تظل تبحث في زحام أيامك عن فرصة لممارسة هوايتك، أن ترسم، تقرأ، تنحت، تشكل، وتستمتع.

أن تظل تتعلم كيف تلتزم بما يمثل قيمة لديك حتى بعد الأوقات الصعبة، الأيام المليئة واختلال توازنك الذهني والنفسي.

مهما غبت انقطعت بسبب مرض أو وعكة أو ظرف طارئ أو مرحلة انتقالية، تجيد العودة للقيام بما يُعرّف عن ذاتك لنفسك، تعود لممارسة الرياضة لأنها مهمة بالنسبة لك؛ تنعشك وتجدد طاقتك.

تعود للقراءة بعد انقطاع، تعود للتواصل مع الأهل والأصدقاء بعد الانشغال، تعود للقيام بإحياء الطقوس الفريدة في الأعياد، المناسبات، الفصول، وذكرى الأيام الاستثنائية في حياتك.

أن ترغب بالسفر مجدداً، أو ترغب بالتقوقع مجدداً.

أن ترغبي بإعادة تصفيف قصة شعرك، وصبغ لونه كل بضع سنين، أو ترغبي في العودة للالتزام بالسنن والنوافل بعد أن اكتفيتي بالفرائض. 

كل هذا له تأثير واضح على صحتك النفسية. لأنه يعلمك من أنت عندما تنسى من كنت. حتى بعد انتهاء انشغالك ودورك الروتيني لسنين طويلة.

Unsplash 

Unsplash 

دعني أوضح لكم الفكرة، وأقدم لكم مثالاً واقعياً، عن بعض أحوال الناس من حولنا لنتأملها ونتفحصها:

كل العالم مستريح من نظرة طالب في السنة الأخيرة من المرحلة الثانوية، من طالب تتراكم عليه الدورس وتنتظره الاختبارات، منهك وضجر من الواجبات وإرهاق اليومي الدراسي المُعاد مراراً و تكراراً.

ولكل وماما: أعلم أن الانشغال بمتطلبات الأمومة يرهقك، يعصرك حتى آخرك، يشعرك في كثير من اللحظات أنك تعجزين أن تلبي احتياجاتك الأساسية للبقاء على قيد الحياة، الأمومة تستنزفك حتى آخر قطرة من الطاقة وتضيق وسعك.

ماذا عن الموظف بوظيفة كاملة ترهقه؟

أعلم أن الوظيفة تشغل حياتك، لا تكاد ترتاح دون أن تفكر في أسباب عنائك فيها؛ التزاماتك المالية والأسرية، صناعة سيرتك المهنية، الترقية الوظيفية وتحقيق الذات والإنجاز.

وكذلك التقاعد -عن كل ماسبق- صعب، صعب جداً بكل أشكاله؛ فارغ، محزن، رتيب، ومليء بالوحدة والوحشة.

يصعب على المرء أن يعرف نفسه وذاته في فترات الراحة و الإجازات الطويلة بعد أن اعتاد على وظيفة ودور واحد يكرر مهامه لسنين.

لذا فسنين التقاعد صعبة جداً على نفسية الموظف، والأمومة صعبة جداً على الأم بعد أن يكبر أطفالها، وتقل حاجتهم لها، وبنفس المنطق فقضاء وقت ممتع في الأعياد والعطل صعب على الطالب والموظف الذي لم يتعلم كيف يسترخي، كيف يستمتع، كيف يهدأ ويستريح، وكيف يجد نفسه ويعبر عنها في أوقات الفراغ الصادمة؟!

Unsplash 

Unsplash 

إن صناعة عالم يشبهنا ضروري بشكل لا تتصوره، لأنه المرجع الذي سيعرفك من تكون حينما تفقد دور روتيني عشته لسنين طويلة، دون أن تتعلم خلال تلك السنين كيف تدخل أنشطة وعادات على حياتك بشكل بسيط وسلسل، تعبر عنا وعن قيمك دون أن تنقطع كلياً وتنغمس في الدور المرحلي الوحيد فقط.

تذكر بين الفينة والفينة، أن تعيد تفعيل الارتباطات التي تعبر عنك، تذكر أن تشجع نفسك، إخوتك، زوجتك وأطفالك على اكتشاف هواياتهم واهتماماتهم وإحيائها بينما تسلبكم  انشغالات الحياة الوقت الكافي لممارستها.

لا تنقطع عن العبادات المفروضة، ولا تنقطع عن السنن، عد لأدائها في أقرب فرصة واترك عنك عقلية المثالية والأبيض والأسود.

وأيضا لا تنس نصيبك من الدنيا، فكل فعل أو هواية أو سلوك إيجابي تمارسه الآن ويعبر عنك، سيكون المرجعية التي تعرف بها نفسك في أوقات الفراغ، فيقل وقع فترة التقاعد على عليك، وتصير قادراً على مواجهة الوحدة بالكتابة، والوحدة بلقاء الأهل والأصدقاء الدوري لأنه فعل اعتدته واعتادوه منك، والوحشة بهواية طبخ أو رياضة تمارسها.

تذكر دائماً، أيام الانشغال الروتينية المتكررة، هي أكثر الأيام التي تحتاج فيها لأن تمارس فيها هواياتك ونشاطاتك وبعض النوافل ولو بأقل القليل.

Unsplash 

Unsplash 

والآن، ابدأ بأول خطوة، ماذا كنت تحب أن تعمل قبل أن تنشغل بمرحلتك الحالية؟

***

📬 لقراءة الأعداد السابقة من النشرة:

هل أنت "دافور" في مدرسة الحياة؟ 🎒✅
النُكتة" التي قصمت مشاعر البعير🐪🍂
سِرُّ المِزاج "الرايق" كل صباح😇🌞
***

📩 للتواصل، راسلني على: [email protected]

Shine Golden1 أعجبهم العدد
مشاركة
نشرة أصباح وأمسية البريدية

نشرة أصباح وأمسية البريدية

عن الحياة، الوالدية، والمواقف الشعورية! لا بأس أن تقرأها مع تسرب خيوط الشمس الأولى فلربما تلهمك! نسمات الليل الهادئ فلربما تطمئنك! ولا تنسَ أن تحتسي مشروبك المفضل معنا 😉

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من نشرة أصباح وأمسية البريدية