"النُكتة" التي قصمت مشاعر البعير🐪🍂|نشرة أصباح وأمسية البريدية - العدد #23 |
بواسطة أصباح وأمسية • #العدد 23 • عرض في المتصفح |
"الغضب عبارة عن حمض يمكن أن يضر الإناء الذي يُخزن فيه أكثر من أي شيء آخر يُسكب عليه🌋"- مارك توين
|
|
كُلّ مشاعر المشقة من صبر وتحمل تتبادر إلى ذهني حينما يُذكر «الجمل، البعير… » و كل ما يرادفها من أسماء الجِمال والنوق! وعلى الرغم من رمزية هذا الحيوان في منطقتنا العربية، وتفهمنا للظروف الطبيعية التي ألفناها جميعاً، إلا أن قلبي كثيراً ما كان يَرِقّ لسفينة الصحراء المكافحة هذه، وبصراحة هذا الشعور قديم، تطور مع الوقت بعد وعيي بالانحباس الحراري وزيادة درجات الحرارة المناخية في بيئتنا بشكل غير مسبوق منذ عدة سنوات، الأمر الذي جعلني أتساءل "هل توجد صفات مشتركة بين الكائنات الحية تساعدها على التكيف مع تغيرات الطبيعة كما يفعل البشر؟" وهذا السؤال جرني بعيداً إلى إجابة تتجاوز مسألة التكيف، إلى طريقة التعامل مع المشاعر؛ فقد تتفاجأ أن الجَمل الحقود يخزن المشاعر كما يفعل الإنسان تماماً، وقد سمعتُ من كثيرين حولي قصصاً عن جملٍ غدر بصاحبه بسبب حقد دفين!! وهنا تساءلت كيف يمكن لهذا الكائن الصبور أن يخزن كل هذا الصبر على هيئة مشاعر صعبة قد تدفعه للقتل أوالأذية؟ |
ولأن "الشيء بالشيءِ يُذكرُ" حكت قريبتي موقفاً حصل مع أخيها الذي تخرج من المرحلة الجامعية منذ خمسة عشر عام، وخلال العيد الأخير اجتمعت "شلته من الجامعة" كالعادة في عزيمة اعتيادية سنوية، يسترجع فيها الأصدقاء النكت والمواقف التي لا يزالون يتذكرونها من أيام الجامعة، وهذه المرة ذكّرهم أحدهم بموقفٍ مضحك - يتذكرونه كل عام تقريباً- جعل أكثرهم مسالمة ووداعة ومَرَحاً يستشيط غضباً ولوماً وعتاباً، حتى أنه قلب "الجَمعة الحلوة" نكداً واتهامات جادة، كان ذلك الموقف القديم المضحك مقلباً في حقه، وكانوا جميعاً يضحكون كلما ذكروه، ولم يكن يبدي هذا الشخص أي استياء أو غضب مدة خمسة عشر عاماً بحالها! ولكن يبدو أن استحضار المقلب القديم هذه السنة بالذات كان "النكتة التي قصمت مشاعر البعير!" |
كيف تتحول مشاعرنا إلى "مشاعر بعير"؟ هذا السؤال مهم جداً، لأن التسميات حول موضوع المشاعر هذا متشابك للغاية ومنتشر في الوقت ذاته، فالملفات المغلقة بين الأزواج والتي قد ينتج عنها انفجار من نوع ما على حين غرة، هي ذاتها تلك المشاعر المتراكمة بين الإخوة، الموظفين ومدرائهم، الأصدقاء وجميع العلاقات البشرية وهي ذاتها التي تسمى بالاختناق العاطفي كما يسميها د.كولين مولين. |
كل شخص قد ينتج عن كبته نتيجة مختلفة، فليس شرطاً أن يطفح الكبت بالحقد والضغينة كما يحدث مع البعير، بل قد تنتهي هذه المشاعر المتراكمة بعزلة، سكري، ضغط أو حتى اكتئاب كما ذكر طارق العصيمي في حلقة كيف تتحكم في أفكارك في ظل الضغط النفسي ، وذكر الكثير عن موضوع الكبت بالذات. |
و بخصوص مسألة التسامح والتجاوز، ربما تبادر إلى ذهنك -كما تبادر إلى ذهني- هذا السؤال: هل يتوجب علي التنفيس عن غضبي أو تفكيكه والتعامل معه كل مرة أغضب فيها؟ |
فبعض المواقف قد لا تحتاج إلى وضع حدود أو فتح نقاش بقدر حاجتنا لتعلم أداة "التغافل الناجح"، وليس أي تغافل، بل التغافل اليقظ الذي تختاره عن وعي وقبول للنتائج كما تحدثت عنه د.آمال عطية في حلقة ازاي أتغافل بدون كبت للمشاعر، وبرأيي أن هذا يجعل الأمر أكثر منطقية وواقعية بعيداً عن التطرف، وأكثر جدوى حتى لا نقع في الهشاشة النفسية الرافضة لكل كبت، وفي الوقت ذاته عدسة مكبرة نرى بها مشاعرنا لنستطيع التعامل معها قبل أن تعترضها نكتة تودي بكومة المشاعر المتراكمة والمخزنة منذ فترة طويلة، وربما تُكب حِمل السنين على العلاقة مع الطرف الآخر فتهشمها! |
*** |
تدوينات أنصح بقراءتها👌🏻✨ |
1. هل تود اختبار الحياة الحقة، انس القواعد إذاً : من لم يقرأ لـ م.طارق الموصللي فقد فاته الكثير، هذه التدوينة بالذات، أحسست أني أعرفها، وقد حاولت مسبقاً الكتابة عنها في عدد غامر وتعلم من تجربتك الخاصة، ولكن الكثير من معتقداتي بشأن أهمية خوض التجربة الشخصية والإقدام عليها رتبتها هذه التدوينة المثرية، بل أضافت لمعتقداتي وضوحاً أكبر على الصعيد الشخصي! |
2. سياسات المكتب، أن تحفر حفرة لأخيك وتدفعه فيها: استمتعت بقراءه هذه التدوينة لـ محمد جواد، لأنها ببساطة حددت مصطلحاً واضحاً لمواقف مررت بها في عملي السابق، والحقيقة أني أحب أن أقرأ في هذا المجال؛ العلاقات داخل إطار العمل والتصادمات التي تحدث بين الأفراد، ومحاولة الخروج بأقل خسائر ممكنة، والأهم عدم حمل جميع "لوثات العمل الشعورية" معنا إلى المنزل. |
3.يوتيوب: كيف تركز على مهامك المهمة فعلاً وترتبها: أحب أن أقرأ لـ ريم، لأني أشاركها حب التخطيط والتنظيم، وما يعجبني في كل كتابتها سلاسة الطرح، هذه التدوينة عن التخطيط، الذي يأتي بالممارسة وبأن يرشدك شخص جربه من قبل، ومهما قرأتُ عنه، فإني أبحث دائماً عن طريقة أفضل لتبسيطه، واستسهال مهمة التخطيط، كما أرشح تدوينتها المعنونة بـ هل فكرت من قبل في عنونة عامك؟! |
*** |
🗃️ لقراءة الأعداد السابقة من النشرة البريدية: |
عيد العافية 🥳🎇 |
سر المزاج "الرايق" كل صباح 😇🌞 |
شراهة البحث عن المعلومة 🤑 |
*** |
📬 للاشتراك بالنشرة البريدية: |
اكبس هنا😍✨ |
*** |
📩 للتواصل والإعلان، راسلني على: |
التعليقات