عيد العافية🥳🎇 | نشرة أصباح وأمسية البريدية - العدد #22

بواسطة أصباح وأمسية #العدد 22 عرض في المتصفح
خواتيم مباركة، جعلنا الله وإياكم من المقبولين عنده، وفي من عتقه ورفعه وأكرمه🤲🏻🌛

Unsplash By Wout Vanacker

Unsplash By Wout Vanacker

يجلس سعيد على الأريكة، يرخي ذهنه للاشيء، يطقطق في هاتفه قليلا ثم ينام قيلولة طويلة أو ساعات تعويضية عن سهر ليلة العيد، هكذا العيد في أبهى حلته بالنسبة إليه، يتلذذ "بالفضاوة" لأنه سئم روتين العمل، مع ذلك فإن هذه الفضاوة العشوائية تصبح مملة مع الوقت، ويرغب ألا تطول إجازته كثيراً، فهو لم يتعلم كيف يقضي أوقات استراحةٍ كأوقات العيد هذه، لأن انشغاله بالعمل لم يعطه فرصة لتعلم ذلك!

على النقيض تماماً بهجة، أمٌ لأربعة أولاد، وأختٌ لثلاث بنات وثلاثة شبان، ولدى زوجها إخوة وأخوات وأقارب كُثر في نفس المدينة، لذا فالتحضير للعيد بالنسبة إليها، دوامٌ كاملٌ من الركض والاستعداد، تفعل ذلك تحت تأثير الضغط، وككل عام تتمنى أن يخرج رمضان بثلاثين يوماً حتى تنهي باقي الأعمال والتحضيرات، ولكن مع ذلك، العيد ليس عيداً من غير كل هذا التعب والزيارات!

أما سعد فهو فتىً في عامه الجامعي الأول، لديه بعض المهام القليلة التي يؤديها في العيد لمساعدة أبيه، كأن يتولى أخذ السيارة للمغسلة لتنظيفها قبل مشاوير العيد، أو أن يُحضر زكاة الفطر وبعض أغراض المطبخ، سعد يضجر أحياناً من هذه المهام، ويشعر بالعبء حينما تُطلب منه مهمة يتعارض وقتها مع خططه الخاصة.

في الجانب الآخر، فرح وسعاد، أختان في الثالثة عشر والرابعة عشر من عمرهما، لا تتعدى طموحاتهما أبعد من أحذية أنيقة وملابس جذابة، وكثيراً ما تتأففان وتشكوان ملل العيد، العيد ممل لأنه مجموعة التزامات متكررة، ومتكلفة ككل عام، وتأتي دفعة واحدة فيما يتعلق بمساعدة أمهما وترتيب البيت. كما أن أخويهما ووالدهما لا "يفسحانهما" في أماكن ترغبان بالذهاب إليها حقاً، لذا لا يخلو العيد من التذمر من جانبهما، يفضفضان بذلك لبعضهما، تضحكان بعدها وأحياناً تتشاجران، خصوصاً حين تكلف أحدهما بمهمة غير منتظرة من قبل الكبار.

الجد راضي، سيبلغ عامه الخامس والثمانون بعد أسابيع، أحياناً يخطئ ويخبر الآخرين أنه سيبلغ الخامسة والتسعون.. يُزيد عشراً! ربما فرق عشر سنوات بالنسبة لمثله، لا تشابه فرقها عند كهل أو شاب، أو ربما هو في بداية النسيان أو اللامبالاة!

لكن الجد راضي يسعد جداً بلمة أحفاده وأبنائه حوله، وحينما يظل صامتاً، لوقت طويل يعلم الجميع أنه بدأ يشعر بالتعب، لكن أكثر من يبهجه من الصغار راكان -حفيد ابنه- يسأله دائماً سؤالاً معتاداً، ماذا كنتم تفعلون في العيد عندما كنتم صغاراً ياجدو؟ هنا فقط يمكن للجد راضي أن يسرد تفاصيل التفاصيل لحياة عادية من أيام طفولته وشبابه، ويمكنك أن تلحظ حماسه مختلط ببعض الحنين، الفرح والاشتياق!  يذكر الكثير من أسماء الأحباء والأصدقاء الذين غادروا الحياة والذين لا يعرفهم أحدٌ غيره من الحاضرين، ثم لا يمكن أن يقطع حديثه إلا سؤال واحد: "و ماكان عندك "جهاز ذكي" ياجدو وأنت صغير؟!"

Unsplash By Robert Collins

Unsplash By Robert Collins

هذا هو العيد! لن يخلو أبداً من هذا الارتباك، الأعباء، أو هذه المشاعر، لا يمكننا أن نعيش العيد فارغاً منها..

 اجعل العيد عيداً ببعض التفاصيل التي قد تظنها روتينية أوغير مهمة: الابتسامة، استحضار الفرح، ارتداء أفضل ما لديك، التواصل مع الناس... ستصبح هذه التفاصيل في أعياد أخرى ذكرى ثمينة! تذكر أن الأعياد لا تبقى بنفس الملامح، مصيرها أن تكبر وتتمرحل بمرحلتك العمرية، فلا تنسَ أن تستمتع بها وتمتن لله لما لديك في الحاضر، فهناك دائماً من يعيش أقل منك، في خوف، جوع، حزن أو فقد...العيد فرصة، ليعلمك شيئاً لم تكن تعلمه.

وكما كان يقول أهل زمان "العيد عيد العافية

أتمنى لكم قضاء عيدٍ سعيد✨ .. ورفع الله البلاء عن كل مظلوم.

***

🗃️ لقراءة الأعداد السابقة من النشرة البريدية:

سِرُّ المِزاج "الرايق" كل صباح😇🌞
شراهة البحث عن المعلومة 🤑
الإيجابية المسمومة 🤒
مشاركة
نشرة أصباح وأمسية البريدية

نشرة أصباح وأمسية البريدية

عن الحياة، الوالدية، والمواقف الشعورية! لا بأس أن تقرأها مع تسرب خيوط الشمس الأولى فلربما تلهمك! نسمات الليل الهادئ فلربما تطمئنك! ولا تنسَ أن تحتسي مشروبك المفضل معنا 😉

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من نشرة أصباح وأمسية البريدية