لا تسأل مُجرب، غامِر وتعلّم من تجربتك الخاصة👌🏻😌| نشرة أصباح وأمسية البريدية - العدد #18

بواسطة أصباح وأمسية #العدد 18 عرض في المتصفح
صباحُ الخير🌤️ جمعة مباركة، سعيدة جداً بانضمام الأعضاء الجدد لقائمة قُراء نشرة أصباح وأمسية البريدية، فأهلاً وسهلاً بكم✨

Unsplash - صورة ملتقطة بواسطة جيسون هوجان

Unsplash - صورة ملتقطة بواسطة جيسون هوجان

في ردهة المحل ضلت الفتاة الشابة تحوم حول قطعة ملابس قررت أخيراً أن تتفحصها بين يديها، حتى أتت عاملة المحل لتساعدها ولتجيب على أسئلتها، السعر، المقاسات، خيارات الألوان ...، ويبدو أن طلب الفتاة متوفر، رغم أن رضاها وحماسها قد بدءا يرتسمان شيئاً فشيئاً على محياها، إلا أن وجهها مازال يشوبه بعض التردد، لذا التقطت هاتفها وبدأت تتحدث: "هل أنتِ متأكدة ؟... لكنه بدا لي جيداً بعد تفحصه!... أها!" ثم غمغمت ببعض عبارات وأغلقت الهاتف.انتهت المكالمة، اعتذرت الفتاة من العاملة ثم خرجت من المحل.. على مايبدو أنها عدلت عن فكرة الشراء كلياً.

في عملية اتخاذ القرار يوجد ثلاثة أنواع من الناس، نوع حذر، متوكل، وعشوائي؛ وعلى مايبدو أن هذه الفتاة من النوع الأول بجدارة!

قد تعترضون على تسميتها بالحذرة، آخرون سيصفونها بالمترددة، أو ربما الحريصة، ولن نختلف، سنسميها بأي مسمى وسيظل السلوك ذاته بنفس السياق، بنفس التوصيف والنتائج.

لفترة ليست بالقصيرة، كنت ذاك النوع من الناس، الذي يسعى لتفحص الخيارات التي أمامه بدقة قبل اتخاذ أي قرار، فدراسة تجارب الآخرين كان جزءاً مهماً قبل إقدامي على خوض نفس التجربة أو اتخاذ ذات القرار.

ودائماً هنالك تلك النقطة التي تصل إليها، فتتجلى أمامك قناعة مغايرة وموقف مفصلي، تدرك عندها بأنك في مرحلة ما ملزم بفصل تجربتك الخاصة عن الآخرين، ملزم أن تعيش  وفقاً لظروفك ورؤيتك، وأظن أن تلك المواقف التراكمية هي ما تصنع النضج مع الوقت.

قبل اختياري لتخصصي الجامعي، كنت أمام تحد صعب في غربلة اختياراتي، وقد كانت الآراء المختلفة تصب عليّ صباً، الأهل، الأقارب الأصدقاء، معارف الأصدقاء، أقاربهم وحتى الجيران أبدوا بعض النصح لي، استمعت إلى قصص مختلفة عن ذات التخصصات، متناقضة في النتائج أحياناً، ومتوافقة أحياناً أخرى، عُرضت عليّ تخصصات بعيدة كل البعد عن اهتمامي لكنها قريبة من اهتمامات قائلها، ووسط كل هذه التجارب المختلفة، أراد دماغي الصراخ بصوت عالٍ: لست بحاجة إلى معرفة المزيد من التجارب!! 

وتلبية لذلك الصوت، اخترت أقرب تخصص تميل إليه نفسي، رغم أن الكثير من المقربين أخبروني بأنه قد لا يناسب شخصيتي! ولكن بالنسبة لي كنت أكثر شخص يمكنه أن يقرر، يعرف قدراته ويعرف مهاراته، لذا قررت المجازفة، ودخلت هذا التخصص الذي ينعته الجميع بالصعب، وبغض النظر عن نجاحي فيه من عدمه إلا أني سعيدة جداً لأني خضت تجربة الاختيار بنفسي.

في منعطفات الحياة، نبدأ بتلقي التحديات، نتعثر، نمر بتجارب فاشلة، نرتكب الأخطاء، نختبر شعور الندم، التحسر، تأنيب الضمير والشعور بالذنب، وربما بسبب كل ذلك نسعى للهروب أو الحذر المبالغ فيه عندما نواجه تحديات لاحقة، رغم أن كل تلك المشاعر مشروعة، ولا يجب الهروب منها بقدر وجوب معرفة ما تحمل لنا من مؤشرات.

 الاستشارة لا تساوي :سؤال المجرب؛ الاستشارة تعني أن تسأل أصحاب الاختصاص والخبرة، لا أن تلقي بنفسك في معمعة الآراء الشخصية.

لماذا عليك أن تتعلم فن المجازفة؟

متعة المجازفة تكمن في حرية الاختيار، في الشعور بالشجاعة، في تأصيل الثقة، وفي التعلم عن الواقع. وهذه كلها مكتسبات..

المجازفة شكل من أشكال الحرية، حينما تتخلص من قيدها لأول مرة، أعدك أن تشعر بالتحرر من عبودية القلق، عبودية الخوف من تحمل المسؤولية، عبودية الخضوع لآراء غيرك وتقديس تجاربهم...

 لا يوجد شيء أمَرّ من أن تبقى طول عمرك تحت وصاية آراء الناس؛ ماذا تأكل؟ ماذا تلبس وكيف تعيش؟ أي تخصص جامعي تختار، وكيف تتعامل مع مشاكل علاقاتك؟ وكيف تحدد اختياراتك في الحياة، في العمل، في التربية .. إلخ

المجازفة لا تبدأ بأمور مفصلية بنسبة 100% مع أول تجاربنا، هي مهارة تتطور شيئاً فشيئاً، بالابتداء بمجازفات صغيرة، كأن تقرر أن تشاهد برنامجك المفضل على الذهاب مع والدك وأخيك الصغير في مشوار سريع لطالما كنت تحبه.

تأثير الوعي الجمعي المتخبط على القرارات:

عندما يضع المجتمع صورة نمطية خارجة عن الحقيقة، ويؤصلها في وعي من لم يعشها على أنها حقيقة، هنا يكمن الخداع والتأثير الجمعي، خطورته تكمن في قولبة الأفكار والتأثير على تجاربك وقراراتك دون أن تترك لنفسك التفكير فيها حتى! أن تصير ضمن القطيع دون أن تشعر، أن تمقت فكرة لأن المجتمع يقلل من شأنها، كأن تكوني أُماً ربة بيت مثلاً بدل أن تكوني أماً عاملة، حتى ولو كنتِ سعيدة بذلك ولو كان لديك قيمك الخاصة من هذا القرار، أو أن تكون موظفاً فقط بدل أن تصنع مشروعك الخاص، أو تقرر أن تسلك مسار تعليمياً معيناً، بدل الشهادة الجامعية..

في بعض المرات يجب أن نتعلم من تجاربنا الشخصية وليس من تجارب غيرنا، تجاربنا الشخصية جزء مهم من صناعة خبرتنا الخاصة، القلق بشأن النتائج إن كان خارج سيطرتنا لن ينفعنا ولن يحمينا من الخسائر، لذا يتوجب علينا معرفة كيف نفرق بين أمرين: صناعة تجربتنا الخاصة، و محاولة أن نعيد تجربة غيرنا فنصير نسخة منهم.

أدوات مهمة لصناعة تجربتك الخاصة:

١. بناء منظومة قيمية واضحة:

ماقيمة أهدافك؟ هل تذهب كل صباح إلى العمل عبثاً، أم تحركك قيمك؟ قد تكون قيمة المال لعيش كريم.

لماذا تمارس الرياضة؟ هل لأجل قيمة الصحة؟ القوة؟ أم لأجل قيمة المتعة؟ 

لماذا تكمل دراساتك العليا؟ لتحقيق قيمة العلم ونشر المعرفة؟ أم لاكتساب الجاه؟ أم لمنصب أو مال؟ 

تذكر أن جميع قيمك هي أمور خاصة بك، لا يوجد بها صحيح أو خاطئ، أنت من يحدد ذلك وفق معتقداتك وقناعاتك.

دعني أطلب منك إحضار قلماً وورقة، ولتكتب ثلاثة أهداف تسعى إليها، ولتضع لكل هدف قيمة، هذه القيمة ستحدد أولويات كل جهد تبذله في كل هدف، وكل قرار سيترتب عليه خسائر أو مكتسبات يجب أن يتوافق مع أولوياتك.

٢.تنمية المهارات البحثية: 

ليس لمشروع بحثي، ولكن لتأخذ القرار وفقاً لمعلومات وبيانات من مصادر موثوقة، أهل الاختصاص، كتب، مواقع موثقة.. يمكنك أن تجد ذوي الاختصاص في انستغرام، إكس أو أي منصة أخرى، صارت صناعة المحتوى النافذة التي تعرفنا بالكثيرين وبمجالات مختلفة، والاستشارات متوفرة عبر الإنترنت من أي بقعة في العالم، يمكنك مراجعة محتوى أي مختص لتنتفع بخدماته أو معلوماته: صحة، بحث علمي، تربية، تطوير مهني ...

٣. وجود مجتمع داعم: 

وجود أناس يحيطونك بدعمهم غير المشروط، أكثر ما يحتاجه المرء، شخص يمكنك أن تخبره بأنك تريد أن تقدم على خطوة بعد البحث فيها، دون أن قيميك من منظوره الخاص فقط.

٤. تجذير المفاهيم الإيمانية:

التوكل، طلب الإعانة من الله، الإيمان بالقدر، الثقة وحسن الظن بالله، هذه المفاهيم قد تكون معروفة وكثير ما يتم ذكرها ،ولكن الشعور بها واستخدامها كأدوات مساعدة في خوض تجاربنا الخاصة أهم من تجاربنا ذاتها، لأنها قوى داخلية تمنحنا الحصانة النفسية والتقبل والإقبال على النتائج بثبات أكبر.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

• على الهامش 📄•

أدهم شرقاوي: إنها متلازمة ستوكهولم: بعد انتشار تداول صورة الأسيرة التي تودع أحد جنود كتائب القسام بامتنان، تلقت هذه الصورة الكثير من التعليقات الساخرة العاطفية للفتاة اتجاه الجندي، ولكن الكاتب أدهم شرقاوي أسكت قول كل خطيب!

إحدى الأسيرات الإسرائيليات وهي تحيي جندي قسامي أثناء عملية تبادل الرهائن 

إحدى الأسيرات الإسرائيليات وهي تحيي جندي قسامي أثناء عملية تبادل الرهائن 

حمود الخضر:فلسطين بلادي: بينما يشهد العالم كله قوة وصلابة الشعب الفلسطيني،كانت هذه الأغنية تحية لصمودهم🇵🇸

بوستر أغنية فلسطين بلادي-حمود الخضر 

بوستر أغنية فلسطين بلادي-حمود الخضر 

***

🗃️ لقراءة الأعداد السابقة من النشرة: 

ماهي الفسيلة التي ستغرسها🌱
التعامل مع المشاعر الصعبة "دروس المرحلة"🇵🇸✊🏻
"كيف تربي دجاجة" تمييز الفرص من العراقيل🐔🤔

📩 للإعلان والتواصل: 

[email protected]

Bothaina Alyousef1 أعجبهم العدد
مشاركة
نشرة أصباح وأمسية البريدية

نشرة أصباح وأمسية البريدية

عن الحياة، الوالدية، والمواقف الشعورية! لا بأس أن تقرأها مع تسرب خيوط الشمس الأولى فلربما تلهمك! نسمات الليل الهادئ فلربما تطمئنك! ولا تنسَ أن تحتسي مشروبك المفضل معنا 😉

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من نشرة أصباح وأمسية البريدية