"كيف تربي دجاجة؟" تمييزُ الفُرص من العراقيل 🐔🤔 | نشرة أصباح وأمسية البريدية - العدد #15

بواسطة أصباح وأمسية #العدد 15 عرض في المتصفح
صباحُ الخير🌅 السعي في الحياة عمل سامي، لا بأس أن تفتر، لا بأس أن تمل لكن لا تيأس، رزقنا مضمون، فهلا جعلنا سعينا مشكور؟! 

في وسط الانشغال بترتيب جدول أعمال الأسبوع القادم، شعرت برغبة في الفِرار من المألوف.. في التوقف قليلاً وإراحة عصيبات دماغي من تكرار العمل على نفس الوظيفة، ذات المهام المرتبطة بها، وذات المصطلحات المفروضة فيها..

كان اقتراح أخذ دورة في "تربية الدجاج"خياراً مطروحاً، رغم كل ما به من غرابة واستنكار! قد يبدو ذلك مضحكاً؛ لقد ظهر في بريدي عرض لدورة مجانية! لا أعلم كيف وصل إلى بريدي إعلان كهذا؛ يخص المزارعين وهواة تربية الحيوانات الأليفة، وساكني المناطق الريفية البعيدة! تخطى دماغي -عن قصد- الخوض في تفاصيل المعلن والمرسل وكيف وصل هذا البريد، وجعل يخوض في تفاصيل الدورة بفضول ورغبة في الاستكشاف، حدثت نفسي بطرافة: اون لاين.. مدة الدورة معقولة.. ومنصة العرض يسهل الوصول إليها، وصف الدورة مليء بالتنميق في إظهار محاسن تربية الحيوانات الأليفة وشعور السرور الأعمق الذي يمكن أن يُضاف إلى حياتك إذا ما "ربيت دجاجة"!

كانت فكرة عرضت نفسها في الوقت المناسب (عندما نويت تعلم شيء جديد بعيداً عما اعتدته وبعيدا عما تخصصت فيه!) 

أعيش في المدينة، حيث تبدو الفكرة خارج نطاق اهتماماتي كلياً، لم يسبق لي أن فكرت بالإمساك بدجاجة حية بيديّ العاريتين، تاريخي مع دجاجة حية لا يتعدى رؤيتها في الصور والتلفاز وطرقات الريف عند زيارة بيت جدي في الصغر، ورواية لطيفة قرأتها منذ فترة "الدجاجة التي حلمت بالطيران"، عدا ذلك، فأنا أعترف أني لن أفلح في الإمساك بدجاجة ناهيك عن تربيتها! 

يخبرني صوتٌ بداخلي، أنك الآن، وبينما أنت تقرأ كلماتي هذه، تنكر طريقتي في التفاعل مع الأمر، لكن لنكن صريحين، كم دورة في "تربية الدجاج"رمت بنفسها أمام ناظريك وظلت تلمع في دماغك رغم بعدك كل البعد عن الاهتمام بمجالها؟ شعرتَ في لحظة ما أن تعلم شيء جديد قد يملأ فراغك، يضيف إلى خبرتك، يغير مزاجك المزدحم بالاعتيادية.

تخرجت صديقتي من تخصص صحيّ، تحبه، وتحب العمل فيه، ولا تنفكُّ من خوض تجارب جديدة مرتبطة به، بعضها تطوعاً منها، وأخرى كورسات مدفوعة تُحب تعلُّمها، لكنها لم تجد عملاً يشبع شغفها بظروف مناسبة، فظلت تتنقل من كورس إلى آخر ومن عمل تطوعي إلى غيره، حتى أصيبت بالملل اتجاه كل عمل تقوم به! ولم يعد يرضيها نمط التجارب الجديدة التي ألفتها أو تخصصها الذي ابتعدت عنه!

وهنا يجدر بنا أن نقف تلك الوقفة الجادة مع أنفسنا، حتى لا تفقد الجهود التي نبذلها معناها في تقديرنا لمهاراتنا وإنجازاتنا!

كيف تميز الفرص من المعرقلات؟ 

الفرصة: لها نتيجة واضحة ولو كانت بسيطة (الاستمتاع، كسب العلاقات، الشعور بالأهمية...الخ) 

العرقلة: نتيجتها غير واضحة، لا ينتج عنها مكتسبات ذات قيمة، فيها شعور بتضييع الوقت.

الفرصة: الشعور بالرضا والسعادة أو الحماس . 

العرقلة: الشعور بالملل، بالإحباط، بالسخط أو الحسرة. 

الفرصة: ملائمة لظروفك غالباً، ولا تعرضك للمجازفة بأساسيات تحتاج تأمينها في عملك بل تدعمها.

العرقلة: قد تكون مجازفة، قد تخسرك أصولك أو تتعدى على منطقة الأمان الوظيفي أو المالي لديك.

كيف تخلق فرصك الخاصة بك؟ 

1. ركز على ما تجيد وماتحب عمله، ما يستغرق منك وقتاً دون أن تشعر بمروره، مهارة تتقنها بشكل احترافي، واصنع منها خدمة أو منتجاً.

2. اجعل لك سنداً ثابتاً: في بعض الأمور، لا يجب عليك أن تذهب للبحث عن فرص لتطوير عملك أو إغناء تخصصك دون أن تضمن ماتملكه من وظيفة، شغف وتنمية خبرة، علاقات مهنية، مدخرات أو مصادر دخل.

3. ابحث عن قيمك خلف الأمور الرتيبة التي تمارسها يومياً، حتى لا تتخلى عنها على حين غرة، رعاية أهل بيتك، ممارسة الرياضة، القيام بأعمال المنزل ..الخ، معرفة قيمك التي أنستك إياها الاعتيادية، سيجعلك أكثر امتناناً، ورضاً.

4. اترك لنفسك فرصة للنمو بينما تستمتع بالعمل الذي تحب ولا تستعجل النتيجة. تذكر أن خوض الرحلة الممتعة أهم من الوصول إلى الوجهة.

5. تزود بالمهارات المعاصرة إن كان تخصصك يحتاجها وتتلاءم طبيعته معها، من لا يجاري العصر، تدفن ذكراه في الماضي!

ترشيحات:

كتاب نموذج عملك الشخصي.

كتاب أنشئ مشروعك باستخدام دماغك الأيمن.

أما عن دورة تربية الدجاج، فقد نسيت أمرها،لم تسعفني ذاكرتي بتذكرها أو وضعها ضمن خطتي الأسبوعية، لذا أكملت مهامي الاعتيادية المألوفة بحمدالله! 

***

↩️ تعقيبة:

 كانت إحصاءات العدد الماضي راااائعةً😍🥳، أتمنى أن تعم فائدته جميع قرائه، لذا تحمل لكم نشرة أصباح وأمسية البريدية أعداداً مميزة🌟 في المستقبل القريب بإذن الله 😎👌🏻 

📬 لكي تصلكم الأعداد المميزة اللاحقة نرجو الرد على هذا الإيميل بكلمة "تم".

🗃️ تجدون جميع الأعداد في ملف النشرة، في حال لم يصلك أحدها بعد الاشتراك..

تأكد من وضع ايميلك في خانة الاشتراك.

           دمتم بود ✨🙏🏻

مشاركة
نشرة أصباح وأمسية البريدية

نشرة أصباح وأمسية البريدية

عن الحياة، الوالدية، والمواقف الشعورية! لا بأس أن تقرأها مع تسرب خيوط الشمس الأولى فلربما تلهمك! نسمات الليل الهادئ فلربما تطمئنك! ولا تنسَ أن تحتسي مشروبك المفضل معنا 😉

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من نشرة أصباح وأمسية البريدية