العقل السليم في "الكتابة المستمرة"، كيف تؤثر الكتابة في دماغك؟🧠🌟- نشرة مرجع التدوين البريدية - العدد #11

بواسطة مرجع التدوين #العدد 11 عرض في المتصفح
مرحباً أعزاؤنا قُراء نشرة المرجع، أتينا لكم في هذا العدد بدراسة فريدة عن الكتابة لن ترغبوا بتفويتها👌🏻✨

من كان ليتخيل ما ستؤول إليه البشرية من تطور سريع وملحوظ في مجال الصحة الجسدية واللياقة البدنية؟

خلال الفترة الأخيرة صارت البشرية أكثر وعياً في اختيار ما تأكل، وأكثر قناعة بأهمية النشاطات البدنية وخطورة كثرة الجلوس وقلة الحركة، والسبب هو ارتفاع وعي العالم لأهمية ممارسة الرياضة والذهاب "للجيم"، وفهمه لمعنى "طعام صحي" أكثر من أي وقت مضى.

 وعلى مايبدو أن كثيراً من المواضيع الصحية تتعدى الصحة البدنية، ستحصل  في الحقبة القادمة على دراسات مكثفة ومستفيضة، كدراسات النوم، تأخير الشيخوخة والتعمير ، وكل مسألة ترتبط بالصحة النفسية والذهنية، ومن ضمنها تمرين الدماغ بشكل كافٍ

والسؤال المهم هو: كيف نمرن أدمغتنا؟ 

باختصار، لن تحتاج إلى أثقال ،أو أجهزة السحب والدفع، لكن ستحتاج وقتاً روتينياً مقتطعاً من يومك، بالإضافة إلى أدواتك المتوفرة، لتقوم برياضة الكتابة،أما المكان، فقد يكون مكتبك، أو جهازك، هذا هو "الجيم" الذي ستمارس فيه تمارينك اليومية لتنشط دماغك!

الكتابة اليومية، تحليل الماضي للإقدام على المستقبل: 

أتفقُ مع بليك ماكينلي في مقالة، كيف تساعدك الكتابة على الازدهار،حين قال عن تجربته في الكتابة اليومية: هي نافذة على حالتك الذهنية في لحظة معينة، لأن استعادة الماضي من خلال كلماتي يساعدني على التعلم من أخطائي السابقة، وهكذا أنا قادر على الاقتراب من المستقبل بمزيد من الثقة وقليل من التخبط، فعندما تشعر بالإحباط أو التعثر أو التوتر أو الفضول أو عدم اليقين - اقرأ يومياتك. استرجع تلك اللحظات و ابحث عن الأنماط أو المؤشرات الخطرة، وفكر فيما إذا كانت تنطبق على ما تشعر به اليوم أم لا.

هذا التمرين الكتابي ليومياتنا البسيطة أو مشاعرنا العميقة، أعُده فائدة فورية لكل شخص يكتب حتى لو لم يكن كاتباً متخصصاً!

الكتابة رياضة العقل:

قرأت هذه العبارة ومثيلاتها كثيراً في حياتي:"القراءة رياضة للعقل" و كان من البديهي التسليم لهذه المقولة، كون القراءة نشاط يحفز على إعمال العقل في النقد، التساؤل، التفكير والتحليل.. إلخ، ولكن أن تكون الكتابة مؤثرة على طريقة تفكيري بشكل قد يحدث فارقاً في خلايا دماغي، كان الأمر يحتاج لإثبات علمي حتى أقتنع، وكان الإثبات الذي أقنعني وجعلني أعقد العزم على الالتزام بالكتابة قدر الإمكان، دراسة عن تشريح نشاط مناطق الدماغ عند الكتابة السردية أو القصصية، فعلى سبيل المثال عندما تتذكر تجربة سابقة لتكتبها فتتخيلها أو تصفها بعين عقلك، تعمل قشرتك البصرية في دماغك بطريقة مشابهة لما تعمل عندما تنظر إلى شيء ما في الحياة الواقعية.

وقد أظهرت دراسة مسح الدماغ التي أجراها الدكتور مارتن لوتز وفريقه في جامعة غرايفسفالد في ألمانيا أنه عندما يُطلب من الكتاب المبتدئين أن يكتبوا قصة، تضيء القشرة البصرية لديهم! يشير هذا إلى أنهم كانوا "يشاهدون" القصة التي كانوا يختلقونها تتكشف في رؤوسهم، على غرار الطريقة التي تشاهد بها فيلمًا أو مشهداً مصوراً، في الوقت ذاته أظهر الكتّاب ذوو الخبرة الطويلة في الكتابة نشاطًا إضافيًا في كلاً من منطقة بروكا (وهي المنطقة المخصصة للكلام في الدماغ) ومنطقة النواة المذنبة (والتي تقع في عمق الدماغ) - ولكنها على العكس تماماً - تظل هادئًة  وخاملة عند الكتّاب المبتدئين!

بالتالي فكونك كاتباً تتمتع بموهبة فذة في الكتابة لا يكفي لتنشيط دماغك، أنت تحتاج لأن تكتب باستمرار ودون انقطاع لتمرن خلايا مخك وتنشّطها!

الإعياء وإجهاد الكتابة السلبي:

لفتني تعبير أحدهم حينما قال:" الانتهاء من الكتابة يشبه الانتهاء من سباق ماراثوني"، هنا استحضرت منظر عدّاء منهك، يلهث، يتصبب عرقاً، ويلتقط أنفاسه بصعوبة، ليعوض السوائل التي فقدها..

وبما أن لا غنى لنا عن ربط الكتابة بالتمارين الرياضية في هذا العدد، فلا غرابة من أن كثير من التشبيهات في التمارين البدنية يمكننا إسقاطها كما هو الواقع في مهنة الكتابة! 

والواقع يقول، أن الكتابة لأوقات طويلة يمكن أن تجعلك مرهقاً ذهنياً وبدنياً، فالجلوس على مكتبك أو على جهازك لفترات طويلة قد يؤدي إلى عواقب صحية لا تسر الخاطر؛ فلا أحد يريد أن ينشط عقله على حساب مفاصله أو عضلات جسده! 

وأكثر ما اختبرته شخصياً من إرهاق الكتابة هو الشعور بالسلبية وقلة الإنتاجية، وقد تظهر علامات الإرهاق لدى البعض على شكل صداع وخمول أو نوم مضطرب! خصوصاً مع أولئك الذين تشكل الكتابة مصدر رزقهم الذي يعيشون عليه.

لذا هذه بعض الحلول التي قد تساعدك على التخلّص من الشعور السلبي حين تصاب بإجهاد الكتابة:

1. إذا شعرت بالإرهاق خذ وقتاً للراحة: لا أعتبر الإنصات لاحتياجاتنا بشكل فوري تدليل للنفس، بل حق من حقوقها، يقلل ذلك من تفاقم حالة الشعور بالإجهاد. إراحة دماغك وحواسك مهم لتجديد طاقتك وزيادة تركيزك، لذا خذ "بريك" ولن تندم.

2. تغيير موضوع الكتابة؛ إذا كنت تؤلف كتاباً، أو تكتب في موضوع تخصصي معين ولكنك تشعر بالإرهاق الذهني أو التشتت، جرب أن تكتب في غيره لبضعة أيام، فمثلاً بدل أن تكتب في سلسة مقالات أدبية، جرب أن تكتب يوميات من حياتك، جرب أن تكتب عن الطبخ، أو الرياضة التي تحبها، فعلت ذلك الأسبوع الماضي واكتشفتُ أني أستمتع بالكتابة بعيداً عن مجال العمل!

3. اقرأ، اشحن بدل أن تفرغ، أحياناً لا تنجح فكرة القراءة في التغلب على الإرهاق الذهني، ولكن القراءة المسلية في كتاب يعجبك أو القراءة السريعة للمقالات في مواضيع تهمك أو لكتابك المفضلين، يمكنه أن يمتص التعب الذي يعتريك بسبب الكتابة.

4. الشعور بالإجهاد بعد الكتابة يعني بكل بساطة فرصة: للنوم الجيد، وجبة مغذية، تجربة القلم والورقة بدل شاشة الكمبيوتر، وربما ممارسة بعض الرياضة لزيادة إفراز هرمون الدوبامين.

التعامل مع الكتابة كنشاط مهم لصحتنا العقلية والذهنية، يتطلب أن نخصص له وقتاً ونبذل بسببه جهداً، لكن النتيجة تستحق!

هل عقدت العزم على جعل رياضة "الكتابة" ضمن مهامك اليومية؟

كتابة وإعداد: إيمان السقاف.

مراجعة عامة: أحمد قربان.

***

لقراءة الأعداد السابقة من النشرة:

الكتابة كآلية للبقاء، هل يمكن أن تحمينا الكتابة من الأمراض 🧠🛡️
تجربة افتراضية لتطبيق نظرية "موت المؤلف"🔍🧐
انعكاسات ثقة الكاتب على القارئ🪞📖

للإعلانات:

[email protected]

مشاركة
نشرة مرجع التدوين البريدية

نشرة مرجع التدوين البريدية

نشرة أسبوعية تهم المدونين والقرّاء وكل من يود أن يبدأ الكتابة. نشارك بها مواضيع متنوعة عن الكتابة والتدوين، الأفكار والخيال، والتجارب الملهمة لأقلام الكتّاب.

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من نشرة مرجع التدوين البريدية