انعكاسات ثقة الكاتب على القارئ🪞📖- نشرة مرجع التدوين البريدية - العدد #8 |
بواسطة مرجع التدوين • #العدد 8 • عرض في المتصفح |
مرحباً جميعاً، نؤمن أن عملية القراءة هي ناتجة عن علاقة بين طرفين (الكاتب والقارئ) ولايمكن أن تتم بدونهما، ولكن هل يمكن أن تؤثر ثقة الكاتب على القارئ تأثيراً كبيراً؟
|
|
الشيء الأكثر أهمية هو الثقة. عليك أن تؤمن بأن لديك القدرة على سرد القصة، وتفجير نبع موهبتك، وجعل قطع اللغز تتناسب مع بعضها البعض، بدون هذه الثقة، لا يمكنك الوصول إلى أي مكان، الأمر يشبه الملاكمة؛ بمجرد دخولك إلى الحلبة، لا يمكنك التراجع، عليك أن تقاتل حتى تنتهي المباراة. |
في مجال التطوير الذاتي، تشكل الثقة موضوعاً خصباً يعمل عليه المدربون، أهميتها، كيفية اكتسابها، الخسائر التي يمكن أن نتكبدها بدونها، ولكن حين نتحدث عن الكتابة، لا أحد يعلمنا ما العواقب التي يمكن أن تطول نصوصنا؟ عملية نسجنا وتجميعنا للعبارات ورصها، النسيج البنائي للجمل التي نصوغها، والأهم -والذي يعنينا معشر الكُتاب- الأثر الذي يمكن أن نتركه لدى القارئ! |
في علم النفس يقال أن إحدى طرق تهدئة الجهاز العصبي هو عن طريق جهازٍ عصبيٍّ آخر هادئ ومتزن انفعالياً، تحدث مواءمة عصبية وردة فعل تلقائية تخرجك من حالة التوتر والانفعال بمختلف مستوياتها إلى حالة الاتزان والهدوء. ضبط الانفعالات عن طريق جهاز عصبي آخر. |
بنفس المفهوم تبعث ثقتك بنصوصك آثاراً لا يستهان بها لدى القارئ، ففي حين يبدو لنا أن القارئ هو الطرف المستقبل في العملية، إلا أنه الطرف المهم، حيث ترسو عنده المعاني وخلاصة جهدك المبذول وبالتالي فهو الذي يمكنه أن يقيم موهبتك أو محتواك عن طريق الأثر الذي تتركه فيه. |
كما تُستخدم مواد التجميل بغرض إخفاء العيوب، يستخدم الكاتب المتردد الكلمات المنمقة والعبارات المجازية ليُضَيّع المعنى أو الفكرة، ليُخفي بعض العيوب في نصه، معتقداً أنه نجح في إصلاح الخلل، لكن ذلك لا يمر مرور الكرام بالنسبة للقارئ الحذق. |
لايمكن الاستهانة أو الاستخفاف بحدس القارئ، يمتلك القارئ القدرة على اكتشاف الكتب الميتة، النصوص السطحية، القناعات المتناقضة أو الأفكار المتطرفة في الطرح والوصف، وعليه فإن اكتشافه للكاتب غير الواثق حقيقة منعكسة فيما يكتب؛ في الفكرة التي ينسجها بكد؛ في صدق القضية التي يدافع عنها، وفي مدى نجاح الحل الذي يعرضه. والخسارة، حين تخذل الكاتب ثقتُه في تبيين صدقه وقوة تجربته! |
والمفتاح للثقة هو الإيمان بقدرتك على الكتابة وإيصال المعنى منذ البداية، تلك هي الثقة التي تحتاج أن تكتسبها كل مرة تشرع فيها في كتابة نصٍّ أو محتوىً جديد، صحيح أن ذلك يصل إلى القُرّاء في نسخته النهائية، لكن بالنسبة إليك فهو البداية للعملية الإبداعية والذهنية، رغم أنك ربما ستستغرق في الكتابة وقتاً طويلاً ومحاولات كثيرة؛ تعدل فيها، تمحي، تبتكر، وتصيغ حتى ترسو على الشكل الأخير من إنتاجك! وفي المقابل غالباً سيحتاج القارئ إلى وقت أقل لقرائة نصّك وتقييمك. |
وهذا البحث عن ثقة القارئ في الكاتب قد نجد تفسيره في سلوك الكثير من القراء قبل شراء الكتب، حيث اصبح سلوك قراءة المقدمة أو أجزاءً من الكتاب ضرورة لديهم، لأنهم يبحثون عن الجواب في أسلوب الكاتب، ويستشفون مقدار مايتملك من ثقة اتجاه ما يكتب، الأسئلة التي تدور بخلدهم دائماً: هل يمكنهم أن يثقوا بالكاتب؟ هل يشترون الكتاب؟ هل يتستطيع أن يسد حاجة عندهم؟ أو يحل مشكلة لديهم؟ |
في المقابل؛ من خلال المقدمة أو فقرة من الكِتاب، يستطيع الكثير من الكُتاب أن يعكسوا ثقتهم بما يكتبون، وأن يعطوا انطباعاً جيداً للقارئ بالتحفيز والتشويق وعرض بعض الحقائق التي يحتاج أن يعرفها القارئ، وهذا ما يجعل القارئ بدوره واثقاً من مضمون ما سيقرأ قبل أن يقرأ! اقرأ اكثر عن كيفية كتابة نص مبهر. |
هكذا تحدث المواءمة، وهكذا يحدث انعكاس متبادل للثقة بين الكاتب والقارئ، ليس دائماً، ولكن غالباً. |
مؤشرات انعكاس ثقتك ككاتب: |
|
في الختام، لا تنسَ أن الجميع لا يكتب بمثالية، وليس من المتوقع منك ذلك، ارتكاب بعض الأخطاء لا يعني أنك كاتب غير واثق، بل هو جزء من العملية التعليمية والتطويرية لكتابتك، والحقيقة أن استشعارك لثقتك في الكتابة ربما يحتم عليك أن تكتب دون الخوف من أن تقع في الخطأ! |
إيمان-مرجع التدوين |
*** |
لقراءة الأعداد السابقة من النشرة: |
لماذا نكتب؟ دوافع الكتابة ومكاسبها الفردية والمجتمعية📝 |
إن لم تزرك فكرة براقة فاصنعها - كيف تتعامل مع الجمود الفكري لقلمك؟📝✨ |
كيف تصيب القارئ بالدهشة😲؟! صناعة المتعة عبر الكتابة📝 |
للإعلاتات: |
التعليقات