كيف تصيب القارئ بالدهشة😲؟! صناعة المتعة عبر الكتابة📝 | نشرة مرجع التدوين البريدية - العدد #5

يتساءل الكثيرون: ما الذي يمكن أن يجعل نصي مميزاً لا يُقاوم؟ نصّاً يتمكن من لُبِّ القارئ العابر عليه صدفةً بمجرد أن يقرأ مطلعه؛ لا ينفك منه قبل أن ينهيه، أن تجعله المتعة مستمراً بالقراءة، أن تسحبه من عالمه إلى عالم آخر فلا يملك إلا أن يصاب بالدهشة حتى آخر حرف؟! 

في هذا العدد سنتحدث -على سبيل الذِكر لا الحصر- عن بعض الطرق التي تجعل نصوصك ممتعة وجاذبة للقارئ.

الرفق والرفقة:

لم يُشبّه الكاتب بالصديق من فراغ! يحب القارئ أن تكون صديقه قبل أن تكون معلمه، شيخه أو مرشده، تكمن متعة القراءة الفعلية في أن كيمياء العلاقة بين الكاتب والقارئ لا تخضع "للنقد الموجَّه"؛ التقريع و اللوم، التعالي والسخط،  "الشخصنة" والتذمر، كلها أساليب كفيلة بوضع حاجز عالٍ بينك وبين القارئ، فالكتابة التي تطغى عليها هذه الأساليب لا تشبه الرفقة في شيء، يستطيع الكُتّاب إضافة المتعة للقراء عن طريق مشاركة الأحاديث كرفاقٍ محررين من الندية، متقبلين للضعف البشري المشترك رغم اختلاف أشكاله فيهم، وهذا يسهّل للكتّاب الخوض في عيوبهم ومشكالهم بشفافية وقرب دون خوف، لذا ابتعد قدر الإمكان عن الخطاب الهجومي، الذي يخبر القارئ أنه لا يفهم، أو يحجمه أو يستصغره بأي شكل من الأشكال، وابتعد عن اللغة المتسلطة المتعالية، وإصدار الأحكام المسبقة.

استخدم التفاصيل المألوفة:

 اصنع تفاصيل واقعية مألوفة، سهلة وسلسة، يستطيع القارئ هضمها بأريحية؛ صِفها وخض فيها قبل أن تخوض في لب الفكرة الأساسية التي قد تكون ثقيلة، دسمة أو حساسة، يصعب على القارئ أن يصطدم بها فجأة، فتسبب نفوره، أو تجعله في وضع غير مريحة للقراءة، فيهرب طلباً للخلاص، لذا فالغوص في بعض التفاصيل المألوفة بذكاء وإبداع، يجعل من نصك أكثر سلاسةً وواقعية.

ابدأ بتصفية ذهن القارئ من الشوائب الفكرية:

قبل الخوض في الفكرة الرئيسية اجعل القارئ جاهزاً لها، وذلك بأن تضع أقصى توقعات يمكن أن ترد في ذهن القارئ، وعلى أساسها أورد نصك بأسئلة تجيب عليها، شعور تؤكده، ومبادئ ترفضها، اجعل القارئ يتحرر من المعيقات التي يفكر أو يشعر بها اتجاه العنوان أو الفكرة الأساسية، هكذا تجعله جاهزاً لأن ينسجم مع فكرتك يمكنك الوصول إلى هذه الشوائب عن طريق نقد نصك ذاتياً كقارئ، كلما أثرت فيك كتابتك كلما كان تأثيرها أقوى على القارئ.

اعمل على الإيقاع الشعوري كـ"فنان":

 تماهى في كتابتك بين السرعة والبطء.

 كأي فنان يرسم لوحة بفنه، يحتاج الكاتب عنصر الإيقاع كما يحتاجه المصمم البصري والموسيقي، أن يكون هناك إيقاع في الطرح- لغوياً ومجازياً- هذا يجعل القارئ مستمتعا ومركزاً ومواصلاً للقراءة. وهكذا تتفادى أن يكون نصك على رتم واحد مما قد يسبب الملل للقارئ، للكلمة المكتوبة وقع على القارئ، يمكنها أن تؤثر فيه وإن لم ينطقها.

كيف تفعل ذلك؟ 

1. فاوت بين استخدام الوصف السريع الموجز، وبعض الوصف الطويل المتغلغل.
2. استخدم كلمات وصفية متتالية ضمن جملة طويلة.
3. أضف بعض السجع دون تكلف.
   
4. كن جيداً في استخدام علامات الترقيم قدر استطاعتك.
   

"الذروة اللذيذة" اجعلها نقطة جاذبة! 

هل تعرف لم يبدو آيسكريم "القمع أو البسكوت 🍦"ممتعاً عند تناوله أكثر من أي نوعٍ آخر؟ فإلى جانب تباين القوام بين هشاشة "الوافل" و نعومة "الكريمة" المجمدة، يمتلك ذنب الايسكريم معزّة خاصة لدى المتذوقين؛ تشبه القضمة الأخيرة، النهاية المتوجّة، وهي دافع قوي لالتهام القمع بسرعة للوصول إلى هذه النهاية اللذيذة! وهكذا يجب أن تفعل؛ فبعدما تغري القارئ بتمهيدة سهلة، وإيقاعات لطيفة، لابد للفكرة أن تأخذ نصيب الأسد من الفن الذي تصنعه، اعمل على عرض الفكرة الرئيسية بطريقة شيقة وواضحة، يعطي هذا الأمر انطباعاً تصورياً جيداً عنك، يُشعر جمهورك بأنك دائماً ما تخبئ لهم الكثير من الدهشة والإبهار إذا ما واصلوا القراءة، فيتعطشون لها ويشعرون بالفضول اتجاه ماتريد قوله.

اعمل على فكرة تستحق عناء القراءة:

  حاول أن تنسج فكرة حتى وإن لم تُحضّر لها مسبقاً بداية الكتابة، تتوالد الكلمات في ذهن كاتبها حتى تبوح بجوهر فكرة تتمحور حولها، أحياناً نبدأ بالكتابة بسبب فكرة ضبابية أو شعور مجهول، نبني الجمل ونصنع العبارات المنمقة، ولكن ذلك لا يكفي، يجب أن تخدم نصوصك فكرة واضحة أو شعور واضح، يحتاج الأمر القليل من الجهد الذهني والتأملي حتى نصل إليها، وسنحصل في النهاية على نصٍ أخّاذ جدير بالمحاولة! 

إيمان - مرجع التدوين.

الاشتراك ومشاركة النشر مع الأحباب سيساهم في التحفيز للكتابة وسيساعدنا في الاستمرارية.

لقراءة العدد السابق من النشرة: 

للإعلانات: 

[email protected]