تأثير مهارة البطء على الإبداع في الكتابة 🍃🦋نشرة مرجع التدوين البريدية - العدد #49 |
بواسطة مرجع التدوين • #العدد 49 • عرض في المتصفح |
في عالم سريع كالذي نعيش فيه، لا يمكن "للبطء" أن يفوز بسهولة⏳🚀
|
|
من الكتب التي تنتظرني لقراءتها، كتاب ما أتحدث عنه حين أتحدث عن الجري لهاروكي موراكامي، ومن ترجمة بثينة الإبراهيم. |
أكثر ما شدني من اقتباسات الكتاب قبل أن أضعه ضمن قائمة كتبي، هو مقولة موراكامي " في كل خطوة بطيئة كنت أكتشف عالماً جديداً من الأفكار والمشاعر"، ولأن موراكامي كاتب وأديب معروف، فلا أستبعد أن جزءاً من تجربته الإبداعية في الكتابة كان قد ذكرها في بعض تأملاته التي تعلمها من الجري، وأخص هنا ماذكره من فضيلة البطء -في هذا العالم السريع المجنون- وتأثيرها على أفكاره ومشاعره بشكل واضح! |
منذ شهر من الآن، يمر عليّ كثيراً موضوع إراحة الجهاز العصبي عن طريق التخفف من المحفزات والحركات السريعة في حياتنا؛ يفرض عصرنا الحالي -على أدمغتنا خاصةً- الكثير من المدخلات السريعة، المعلومات السريعة، الحلول السريعة، والوجبات السريعة، كل شيء صار متاحاً بنقرة زر أو لمسة إصبع، وهذا ما يجعل الحياة مرهقة إلى حد قد لا نستطيع ملاحظته أو إدراكه بسهولة، ولكن أجهزتنا العصبية تعاني وتترجم ذلك إلى تصرفات وردود أفعال مختلفة، قد تتمثل أحياناً، في عدم القدرة على الاسترخاء، المرونة، السعة في التعامل مع الظروف والمشكلات، والأهم: تأثير ذلك على إضعاف عضلة الإبداع في الكتابة وفي الحياة بشكل عام! |
وأتذكر بخصوص ذلك ما كتبته آلاء ابوتاكي في منشور لها عبر انستغرام عن ذاك السلك، ماذا لو فصلناه؟ ، كيف ستتعامل الأمهات مع أطفالهن، بتوتر أقل، وهدوء أكبر، وذكرت إحدى هذه الطرق لفصل السلك وإراحة الجهاز العصبي، وهي أن نعيش التفاصيل ببطء وحضور أكبر! ومن باب أولى سيحتاج أي شخص مبدع أن يفصل السلك باختياره قبل أن يضطر إلى فصلها بسبب الظروف. |
صار موضوع البطء، وإدخال بعضاً منه في حياتي أمراً ملحاً لي خاصة في الكتابة، السبب أن الكاتب كي يمضي في كتابته ويعصر خلاصة أفكاره ومشاعره عن موضوع معين، بل حتى يحيكها بطريقة عميقة وملفتة، يتوجب عليه أن يتقن مهارة الملاحظة، وهذه النصيحة حصلت عليها في حدث ثقافي من مثقف كبير السن، كان يعيش في مدينتي عندما كنت في الثانوية العامة، بعدها عرفتها في مرحلتي الجامعية في موضوع التشكيل البصري والجمالي للعناصر المرئية قبل توظيفها، وقتها لم أكن منغمسة في مواقع التواصل الاجتماعي كما هو الحال اليوم، ولم تكن الأمور سريعة إلى هذا الحد الكبير والمتنوع، الجاذب، والمسيطر. |
ماذا تتطلب منك مهارة الملاحظة؟ |
تتطلب في المقام الأول البطء، التريث، التأمل بسكون وهدوء في أبسط مشهد، أبسط فكرة، أبسط موقف، أو خاطرة عابرة. ومقياس إتقانك لهذه المهارة ستنكشف مع تململك السريع وشعورك بشعور غير جيد، ورغبة عارمة في إيجاد أي مشتت يقطع عليك لحظات الحضور؛ جهازك المحمول أو التلفاز أو حتى صناعة محادثة عارضة مع أقرب شخص موجود تلك اللحظة دون هدف واضح غير الخروج من حالة البطء تلك إلى حالة السرعة وتحفيز جهازك العصبي والحصول على جرعة دوبامين سريعة! |
في الكتابة، أبسط تقنية يمكنها أن تكسبك مهارة الحضور الشعوري والبطء، هي التدوين اليدوي بالقلم، يتيح لك الأمر أن تتريث قليلاً وأن تمارس بعض المجهود الذي يقلل من سرعة طباعة الكلمات وكتابة الحروف، هذه العملية اليدوية تشبه كل عمل يدوي، وستحتاج فيه أن تخفض من سرعتك ووتيرتك في الكتابة، وأقترحها لمن يشعر بصعوبة كبيرة في فصل سلكه العصبي عن طريق البطء والتباطؤ. |
مهارة البطء تحدّث عنها الكثيرون منهم، كارل أونوريه، وذكرنا كتابه هذا في عدد سابق، أما ماجعلني أكتب عن البطء من زاوية أخرى هي" الإبداع" في هذا العدد، هو الشعور الذي صار يتملكني كل مرة أستعد فيها لكتابة موضوع طويل ومفصل، لم يعد لدي السعة والصبر الكافيين لأكتب مقالاً طويلاً، والسبب هو التكاسل في عرض الأفكار أو بذل المجهود في صياغتها، لذا فأنا لا أنكر أن معظم المواضع التي اختصرت فيها أفكاري افقدت كتاباتي الكثير من الإبداع، وعيت حينها إلى أن جهازي العصبي لا يمتلك وقتاً للتريث والصبر، متوتر بسبب بقايا تأثيرات السرعة التي دخلت كل شيء في حياتي، لذا: نفس عميق، ملاحظة وحضور، وعودة لتأمل مشاعري وأفكاري قبل صياغتها إلى نصوص مكتوبة. |
هل تشعر بأن تقليل الوتيرة السريعة في بعض نشاطاتك اليومية يمكن أن يحدث فرقاً في عملك الإبداعي؟ كيف يمكن للبطء أن يخدم جهازك العصبي؟ |
*** |
◀️📺 تلفزيون مرجع التدوين: |
ترغب بظهور كتاباتك في تلفزيون المرجع؟ اشترك من هنا ودع الباقي علينا |
🔸مدونة "غسق": |
نوف ، تكتب في مدونتها غسق عن تجاربها ومشاعرها، هذه المرة اخترنا لكم تدوينتها بعنوان فوضى البدايات، ما يميز التجربة الإنسانية في تشابهها بين البشر أنها تواسي أصحاب الهم الواحد؛ وهنا في هذه التدوينة ستجد الكثير من المواساة لمن يعاني فوضى البدايات، مابعد التخرج، البحث عن وظيفة ومحاولة التأقلم فيها. |
🔸مدونة "ذكرى خاطفة": |
ينسج معاذ خالد ذكرياته الحية ببداعة في مدونته ذكرى خاطفة، وعن بعض الحنين والشوق يكتب في تدوينته جدتي.. ما بين خياطة الأرواح والملابس، خاط هذه التدوينة بسلاسة وسكون وبعض الذكريات من الماضي عن جدته الراحلة. |
🔸مدونة "مكاناً قصياً": |
مشاعل تكتب في مدونتها تدوينة كواليس مهمش، عن الشخص الذي بات وجوده المهم معتاداً ومضموناً ومريحاً بالنسبة للآخرين، بينما هو هناك، يقبع بصمته ويواصل جهوده ليبقى ويعطي بصمت دون أن يقدر ذلك أحد! |
🔸مدونة "بيث جوزيف": |
عودة إلى بثينة وتدويناتها التي أعجز عن التوقف في الاسترسال فيها لسلاسة طرحها وجمال أسلوبها. في تدوينتها كومة ذكريات ودرجة حرارة! تكتب بثينة عن ذكرياتها، عن احتفاظها بمواقف الطفولة وأحداثها، وكلها مواقف لطيفة استمتعت بقراءتها وحفزت في ذاكرتي صور وذكريات خاصة. |
🔸مدونة "الجوهرة": |
جوهرة تمتلك مدونة ممتعة، كل تدوينة كانت مميزة ومتفردة، ولها بعد فكريّ خاص، في تدوينتها التهويدات بين الذكرى والتراث الثقافي، تتحدث عن تهويدات الأطفال "التي تتعدى الرغبة في تنويم الطفل إلى ماوراء التركيبة الانسانية". |
🔸مدونة "ضوء": |
تكتب ضوء، عن الحياة وتجاربها، محملة بكل مافيها من مشاعر وتخبطات في تدوينتها الحياة مليئة بالتجارب، وأن أنواع الأشخاص وأنواع تحدياتهم قد تكون مختلفة، ما بين القوة والضعف، والنجاح والفشل. |
📱⏹️ ...هل ستكتفي بالمشاهدة لوحدك؟ 📺 شارك هذه التدوينات مع المهتمين😌✨ |
*** |
◀️ 🎙️بودكاست العدد: |
يوسف عماد كاتب شاب وصانع محتوى، يتحدث عن أول أعماله في الكتابة وكيف انتشر ونشر، و تجربته في تعلم كتابة الروايات والقصص منذ بداياته الأولى في بودكاست شقة 11. |
متابعة ممتعة ونافعة ✨💡 |
*** |
كتابة وإعداد: إيمان السقاف. |
*** |
🗃️ لقراءة الأعداد السابقة من النشرة البريدية: |
منعسكات مما تعلمته من كتابة النشرة على حياتي 🕯️💡🌱 |
اقرأ كتاباتك من مقعد القارئ 🪑🧐 |
عندما يفترس التوتر والتشتت إبداع الكاتب😵🤕 |
السفر و تحفيز ملَكَة الكتابة والإبداع 🌍✨✈️ |
*** |
📩للإعلانات: |
التعليقات