عندما يفترس التوتر والتشتت إبداع الكاتب! 😵🤕نشرة مرجع التدوين البريدية - العدد #46 |
بواسطة مرجع التدوين • #العدد 46 • عرض في المتصفح |
التوتر والتشتت من أعداء الإبداع، تحتاج أن تستعيد توازنك وتتحرر من سيطرتهما🏂🏻🍃
|
|
أتذكر أول مرة أصعد فيها إلى المنصة لإلقاء قصة قصيرة تأهلت إلى الحفل الختامي لدورة تدريبية لكتابة القصص القصيرة، كانت الإضاءة ساطعة موجهة إلى عينيّ بشكل مزعج، صوتي لا يكاد يُسمع بسبب بعد المايكروفون عني، وجو القاعة كان يبرد شيئاً فشيئاً، و بسبب كل ذلك؛ ارتبكت في قراءة المقدمة، وهذا جعل التوتر ينعقد ويتصاعد بمجرد أن قاطعتني مقدمة الحفل بقولها: إيمان، لا يكاد صوتك يسمع، هنا طويت الكلمات طياً سريعاً - (قرأتها بسرعة شديدة)، وضاعت مقدرتي في استخدام نبرة الصوت الحوارية في القصة، و لم يسمع القصة -التي كانت تتحدث عن إحدى قضايا المجتمع- سوى نخبة الكتاب المتقدمين في أول صف من المقاعد، وعندما انتهيت من آخر كلمة كنت أشعر بالإحباط والخجل، وجل ما أريده هو الخروج من المنصة بأسرع وقت لأتسمر في مقعدي، لأهدأ وأستعيد توازني، أو لأنخرط في بعض المشاعر المزعجة من تقريع وجلد لذاتي بسبب فشلي في طرح القصة بشكل يليق بموضوعها. |
هذا الموقف يذكرني بمحاولاتي في الكتابة، رغم أنه يركز على مدى مقدرتي في عملية الإلقاء والطرح أمام الجمهور وليس عن طريقة الكتابة بذاتها، لكن هذه المشاعر تشبه تماماً تلك المشاعر الناتجة من المحاولات الكثيرة حينما تعصف بذهني فكرة مهمة، لكني أفشل في صياغتها كتابيا، والسبب أفكار متشابكة و مزعجة تتركز في دماغي، وأصوات داخلية تثرثر في عقلي، وظروف خارجية مشابهة لصوت مقدمة الحفل الختامي وهي تنبهني عبر المايكروفون أمام العلن، فتزيد الطين بلة وسط جميع هذه التوترات، وهكذا يصير الناتج من كتابتي: موضوعاً ركيكاً غير مترابط، قد لا يرقى كتابياً ولا لغويا لمستوى الفكرة التي أردت التعبير عنها وإيصالها! |
إذا كنت تكتب، فلابد أنك تعلم أن البدء في الكتابة والمضي فيها ليس بسيطاً دائماً، يصبح الأمر صعباً حتى على الكاتب المتمرس حينما يفقد تركيزه أو يصاب بالتشتت لسببٍ يشغل باله، أو بسبب بعض ظروف الحياة التي يمر بها، ويصبح حينها صياغة فقرة لم تكن تأخذ منه أكثر من بضع دقائق، شبيهاً بهمّ كتابة رواية طويلة، لا يعلم من أين يبدأ كتابتها وكيف ينهيها. |
أبطئ حركتك: |
عن تجربة شخصية، فالتوتر بالنسبة لي يرتبط بالسرعة والوقت، بمجرد أن أشعر أني أسابق الزمن لتسليم عمل ما أو نشرة، فهذا يعني أن الناتج غالباً سيحتوي على الكثير من الأخطاء اللغوية وانخفاض في جودة كتابتي،طرح هذا المقال بعض الأبحاث التي تشير أن السرعة والعمل تحت الضغط تؤثر في العمل الإبداعي لدى الموظفين، وكانت إحدى النصائح للتغلب على هذا النوع من التوتر، أن تعمل ببطئ، وأن تتحرك ببطئ سواء عند فتح جهازك المحمول أو أثناء الضغط على لوحة المفاتيح، فعندما تبطئ حركاتك الجسدية عمدًا، فإنك بذلك ترسل إشارة إلى دماغك بأن لديك متسعًا من الوقت، مما يساعدك على الشعور بمزيد من الاسترخاء. (بعد بضع دقائق، يمكنك العودة إلى السرعة الطبيعية ! ). |
خفض مستوى الأدرينالين والكورتيزول : |
جرب أن تخرس الأصوات الكثيرة في دماغك، عن طريق خفض هرمونات التوتر، ورفع هرمونات الاسترخاء، والطرق ليست جديدة وجميعنا يعرفها، وهي أن تمارس رياضة لا هوائية (Aerobic exercise) كالمشي لدقائق أو أن تمارس تمارين التنفس لخفض مستوى التوتر؛ نشر موقع Harvard Health Publishing مدى أهمية هذه التمارين في تبديد التوتر حيث تعمل على خفض مستويات هرمونات التوتر في الجسم، مثل الأدرينالين والكورتيزول. كما تعمل على تحفيز إنتاج الإندورفينات، وهي مواد كيميائية في المخ تعمل كمسكنات طبيعية للألم ومحسنات للمزاج. والإندورفينات هي هرمونات مسؤولة عن مشاعر الاسترخاء والتفاؤل التي تصاحب العديد من التمارين الرياضية الشاقة. |
لذا فجسدك وتحريكه يمكن أن يساعدك على إعادة التركيز فيما تكتب عن طريق العمل على تحفيز إفراز هذه الهرمونات. |
دائرة الإبداع والتوتر: |
لاحظت حقيقة دائرة الإبداع، حيث أن التوتر يمنع الإبداع وفي الوقت ذاته يمكن للإبداع أن يتخلص من التوتر؛ فبمجرد أن تدخل دائرة التوتر فأنت قادر ببعض التقنيات البسيطة -كالسابق ذكرها أن تخفف منه شيئاً فشيئاً- حتى تصل إلى طرف الإبداع، إذا واصلت الاجتهاد وعملية الكتابة يمكنك في كثير من المرات أن تلاحظ أن كتابتك بدأت ركيكة وانتهت بشكل مختلف وأعلى مستوى بمجرد أنك كنت أكثر هدوءاً واسترخاء واسترسلت في الكتابة على هذه الحالة، وصولك إلى تلك النقطة يعطيك فرصة للإبداع وهنا ستلاحظ بأن التوتر كاد يتلاشى تماماً! هذه الملاحظة جعلتني أتشجع دائماً للإقدام على البطء في الحركة، ومحاولة الاسترخاء، إن لم يسمح لي الوقت والمكان بممارسة نشاط حركي ففي العادة أقوم ببعض تمارين التنفس المعروفة، ما يعني أن إدراكي لهذه النظرية يجعلني أسعى لخفض توتري بدلاً عن الانغماس فيه. |
الطرق للخروج من التوتر كثيرة، ولكل شخص طريقته لاستعادة هدوئه وتركيزه، لكني تعلمت من الكتابة أن أكون أكثر وعياً وملاحظة بأفضل الطرق التي تساعدني على الإبداع وتجاوز مثل هذه المعرقلات. |
ماهي طريقتك للتركيز وسط المشتات؟ هل اكتشفتها؟ |
*** |
◀️📺 تلفزيون مرجع التدوين: |
ترغب بظهور كتاباتك في تلفزيون المرجع؟ اشترك من هنا ودع الباقي علينا |
🔸مدونة "بيث جوزيف": |
الكتابة لاستمرارية لفترة من الزمن كان إحدى تجارب بثينة المميزة، كيف خاضته وكيف أنهته في تدوينتها: |
📖 في سبيل الاستمرارية وتحدي الذات كتبت مقالا يوميا لمدة أربعين يوماً. |
🔸مدونة "عقلٌ يُخط": |
فجر تدون الكثير عن الأفكار المتكررة التي تراودها، تضعها في إطار واضح، بسلاسة ويسر، |
📖 في هذا العدد نرشح لك تدوينتها عن الكتابة، ومشاعرها اتجاها: إلى كل شخص في العالم يمارس الكتابة: كان الله في عونك. |
🔸مدونة "مكاناً قصياً" |
مشاعل تدون عن بداية العام الدراسي وعلاقتها معه حتى الآن، عن أيامها ومجرياتها وتقلباتها، نرشح لكم تدوينتها بعنوان: |
🔸مدونة "مريم ": |
📖 في كتابات مريم ونصائحها الكثير من الواقعية والمنطقية، مريم لديها تجربتها ودليلها في الكتابة المنتظمة، تقرأون تفاصيل ذلك في تدوينتها: |
📱⏹️ ...هل ستكتفي بالمشاهدة لوحدك؟ 📺 شارك هذه التدوينات مع المهتمين😌✨ |
*** |
◀️ 🎙️بودكاست العدد: |
تعايش الإنسان مع الايام الصعبة ليس بالأمر الهين، عندما يصير رتم الحياة ثقيلاً، وغير معتاد، ونحن ملزومون بأن نعيش تفاصيل كل يوم، الأيام الصعبة كيف نديره، نواجهها، وكيف نتعامل معها؟ |
متابعة ممتعة ونافعة ✨💡 |
*** |
كتابة وإعداد: إيمان السقاف. |
إشراف عام: أحمد قربان. |
*** |
🗃️ لقراءة الأعداد السابقة من النشرة البريدية: |
السفر و تحفيز ملَكَة الكتابة والإبداع 🌍✨✈️ |
هل نكتب لأنفسنا أم للقارئ؟ 🤔🎯 |
التجدد في الكتابة وأثره على الترغيب في القراءة ✨📚 |
كيف تأثر معتقداتنا على تطورنا وسلوكنا؟🙄🍃 |
*** |
📩للإعلانات: |
التعليقات