التجدد في الكتابة وأثره على الترغيب على القراءة✨📚نشرة مرجع التدوين البريدية - العدد #43

كثير من المهن تورث للأبناء من قبل الآباء أوالأجداد، فلا أستغرب أحياناً رؤية أسرة امتهن جيلان من أجيالها مهنة محددة، كالتجارة، الطب أو الهندسة مثلاً، القراءة -على الرغم من عدم كونها مهنة- فهي سلوك أو هواية يمكن توريثها للأبناء، ويمكن غرسها في سنوات مبكرة، ربما اختلف الأمر الآن عن سابقه بسبب المشتات الكثيرة من ألعاب الفيديو، و قنوات الأفلام والمسلسلات لكل الفئات العمرية، فصار استهلاكها أكثر رواجاً وإغراء من قراءة كتاب أو تصفح مجلة. مع ذلك فالقراءة ليست حصراً على فئة عمرية معينة ويمكن لأي شخص في هذا الوقت أن يغرس حب القراءة في أطفاله منذ الصغر! ولكن هل يمكن أن يجد هؤلاء في القراءة ما وجده آباؤهم؟ هل يمكن أن تصير مواضيع وأفكار الكتب غير قادرة على إفادة المتلقي بالشكل الذي يحتاجه في ظروف هذا العصر؟ 

طرح الروائي أسامة المسلم في مقابلة له سؤالاً شدني: ما الذي يجعل نتفلكس قادرة على شد الشباب الحالي أكثر من أن تشدهم رواية؟ السبب هو مواضيعها، والقوالب التي توضع فيها الفكرة والطرق الجديدة والأكثر قربا للشباب الحالي في استساغتها وعكس تحدياتهم ! 

وإثر هذا السؤال جال بخاطري سؤال آخر، كيف يمكن للكاتب في هذا الوقت أن يطوع أسلوبه في الكتابة ويطوره، بشكل يشد الجيل الحالي والأجيال بعده للقراءة؟  بغض النظر عن عمر الكاتب أو لأي جيل ينتمي..

يمكن أن تورث كثير من المهارات عبرالأجيال في كثير من المهن كما هي، ولكن تبقى تحديات كل عصر مختلفة ومتجددة، وبالتأكيد مختلفة عن العصور السابقة، وهذا ما يجعل الكتابة حالها حال بقية المهن والمهارات، أن تحظى بمساحة من التغيرات، تسمح للكاتب أن يبدع بالطريقة المناسبة، حتى يصبح أقرب للقارئ وللقضايا والتحديات الفكرية والشعورية التي يعاصرها.

وبرأيي فدراسة وقراءة المخزون الأدبي والثقافي الذي خلّفه الكتاب من الأجيال السابقة، يشكل ذات أهمية الاجتهاد لفهم هموم الجيل الجديد وتحدياته واختيار اللغة المناسبة التي تُطرح بها القضايا التي تهمه.

لماذا يتوجب علينا أن نكتب بلغة الحاضر والمستقبل؟

القضايا والتحديات المستجدة: لو تأملنا، سنجد أن هنالك قضايا استثنائية غيرت تجربة البشرية خلال السنوات الأخيرة؛ جائحة كورونا وفرض العزلة على الصعيد الاجتماعي، تذبذب العلاقات وصعوبة التعامل معها أو فهمها أحياناً. الهروب من الألم والهشاشة النفسية وثورة المعلومات والشراهة الاستهلاكية، كل هذه التحديات الجديدة التي نعيشها والتي سيمتد أثرها في مستقبل البشرية بطريقة أو بأخرى تفرض علينا أن نتكيف ونواكب هذه التغيرات في الكتابة أيضاً. 

فمثلا لو أعدنا النظر في طبيعة حياتنا الآن سنلاحظ  السمات التي صار يتميز بها هذا الجيل وتشكل جزءا هاماً من هويته، والتي لم تكن موجودة في الأجيال السابقة:

١. السرعة والملل في طريقة عيشه و أسلوب حياته، هذا يجعل الكاتب يركز على المواضع التي يمكنه أن يوغل الوصف والتعمق فيها والمواضع التي لا بأس باختصارها بل ربما هو ملزم باختصار وصفها.

٢. وفرة المعلومات ومصادرها بالتالي يحتاج أي كاتب أن يبذل جهداً لانتقاء المعلومة وتهذيبها  ليعرضها بشكل يلفت انتباه القارئ إليها مع استخدام مهارات السرد فيها، فالخيارات متنوعة أمام القارئ ويمكنه الوصول إليها بلمسة إصبع، التركيز على مهارة الجذب ولفت الإنتباه صار ضرورة لا رفاهية.

٣.الرموز واللغة البصرية، يمكن أن تضيف صورة واحدة الكثير من الانطباع لدى القراء في هذا الوقت، لاحظت أن العناصر البصرية تفرض عليّ القراءة وتشدني إلى جانب العنوان المنمق، في وقتنا الحالي اعتدنا على اللغة البصري في كل منتج تقريباً، النص الذي ترافقه صورة أو تصميم مناسب يمكن أن يحصد أعلى القراءات، بالمثل فإن أغلفة الكتب صارت عنصراً مهماً للترويج للكتب.

في الفترة الأخيرة، صرت أميل أكثر للقراءة للكُتاب الجدد في الساحة؛ وصرت أكثر بحثا وانفتاحاً لقراءة مؤلفاتهم، ومما لاحظته كثرة تنوع أفكارها ومعاصرتها للقضايا الاجتماعية والثقافية المستجدة، وهذا يجعل من دافعي للكتابة على نفس النمط مشجعاً وأكثر توثيقاً لما نعيشه في الوقت الراهن. 

أعتقد في النهاية أن التجدد والمعاصرة لا يتعلقان بالكتابة فقط، بل بكل المحتويات المرئية والمسموعة، المعاصرة والمواكبة شرطاً للنمو والاستمرارية، وتقبل التحديات المستجدة والاقتراب من الواقع من حيث الفكرة وقالبها من قبل الكاتب، هو أكثر ما يمكن أن يشد الجيل الحالي للقراءة.

أخبرنا عن آخر المؤلفات والكتب التي أحدثت تغييرا في فكرك أو ألهمتك؟ وما الذي جعلها مميزة في نظرك؟ 

◀️📺 تلفزيون مرجع التدوين:

🔸مدونة "مريم بازرعة":

أنصحك بأن تحضر ورقة وقلماً وتتحهز لتجربة نصائح مريم في تدوينتها:

📖 لمن يسأل كيف أتعلّم الكتابة؟ إليك ٨ نصائح للبدء بتعلّم الكتابة والانطلاق في التّدوين.

إذا كنت تكتب وتسعى للإبحار في هذا المجال فمريم تمتلك عالماً من النصائح المحفزة والنادرة في مجال الكتابة في مدونتها✨

🔸 مدونة "بيث جوزيف": 

قراءة تجارب الآخرين والصعوبات التي تواجههم في الحياة، طريقة من طرق توسيع المدارك، تتحدث بثينة عن سبب تركها للكتابة وأشياء أخرى في فترة من حياتها: 

📖 لماذا انقطعت عن الكتابة اليومية و أشياء اخرى!

في نهاية اليوم حين تشعر بثينة بالامتلاء فإنها تفرغ ما بجعبتها في هذه المدونة الجميلة المنوعة مدونة بيث جوزيف، في لياقة كتابية عالية.

🔸مدونة "هنادي":

تتساءل هنادي: كيف يمكن أن ننجو من الألم؟، تطرح في تدوينتها الكثير من التساؤلات ووصف لمشاعر الألم .

📖 كيف يمكن أن تنجو من الألم؟ 

لدى هنادي مدونتها الثرية، تكتب عن الإنسان وأهم القضايا التي تشغله في الوقت الراهن، لديها تنوع في الطرح وأسلوب سلس في الكتابة وفكرة لافتة في كل عنوان. 

🔸مدونة "مكاناً قصياً":

البيوت أماكن تختبأ في الذاكرة، دائماً ما يرسم الحيز الفراغي لأي ذكرى خلفية للمشاعر ودفئها، تكتب مشاعل عن هذا الموضوع في تدوينتها: 

📖 مخبأ للذاكرة، جديد.

ليس من السهل أن تكتب بلغة بسيطة وأسلوب مبهر في ذات الوقت، مشاعل تجمع بين هاتين الميزتين، وتنسج بهما فناً يستحق أن يُقرأ! لذا فمدونتها مساحة تستحق الإعجاب.

📱⏹️ ...هل ستكتفي بالمشاهدة لوحدك؟ 📺 شارك هذه التدوينات مع المهتمين😌✨

◀️ 🎙️بودكاست العدد:

في هذه الحلقة تمت استضافة الكاتب الروائي أسامة المسلم، للحديث عن روايته "خوف"، في خضم الحديث يتطرق أ.أسامة إلى العديد من النقاط المهمة التي يسعى فيها إلى توضيح حاجة الكُتّاب إلى معاصرة كتاباتهم بما يتناسب مع الظروف المستجدة، التحديث والخروج عن الأنماط القديمة وعدم الإصرار على فرضها على الجيل الحالي أولى مهام الكاتب للخروج بعلاقة جيدة مع القراء في هذا الوقت.

أسامة المسلم | حقيقة خوف.

متابعة ممتعة ونافعة ✨💡

كتابة وإعداد: إيمان السقاف.

إشراف عام: أحمد قربان.

🗃️ لقراءة الأعداد السابقة من النشرة البريدية:

📩للإعلانات:

[email protected]