كيف تتجاوز "مراحل حياتية" قد تفقد فيها قدرتك على الكتابة!😟🚫نشرة مرجع التدوين البريدية - العدد #41

بينما كنت أتصفح منصة "X" ، وقع ناظري على تغريدة لتدوينة ملفتة كانت بعنوان "شتاء معنويّ طويل" كتبت فيها هنادي لوحة بديعة بليغة تصف فيها كل المشاعر والأفكار التي تعيشها في فقدانها رغبتها وقدرتها على الكتابة كما كانت في السابق، بعد تجربة الأمومة وإنجابها لطفلها، استطاعت عبر كلماتها أن توصل الشعور الذي تعيشه بدقة؛ كمُّ الألم والعجز الكبيرين الذين يمنعانها أن تعود لسابق عهدها في الكتابة.

ولأني جربت مقدار مايحدث عند الدخول لعالم الأمومة لأول مرة، من الشعور بالمسؤولية وعدم استيعاب حجمها وشكلها الجديد علينا وما تحمله من تغيير جذري في الحياة، وترتيب الأولويات وكيفية التعامل معها وكل ما تحمله من تحديات صحية ونفسية، فيمكنني القول أن هنادي كانت على حق في وصفها لهذا الشعور، ومتأكدة أن العديد من الأمهات الشابات اللواتي يكتبن أو يمتلكن مدونات ألفن الكتابة فيها، قد جربن بعضاً من هذا الشعور أو بعضاً من هذه الصراعات الداخلية إن لم يكن كلها.

ما تعيشه هنادي، شعور شائع في كثير من مراحل الحياة -مالم تُشخص الحالة بغير ذلك من قبل الطبيب المختص- فرأيت أن أسلط الضوء على هذه الحالة ومثلها الكثير مما قد يعيشه أي كاتب في أي سن وفي أي مرحلة من مراحل الحياة المختلفة. 

بعض الأمور التي قد تساعدك في الخروج من هذه المرحلة دون خسائر كبيرة ودون أن تطيل البقاء فيها نفسياً ومعنوياً، جمعتها عن بعض الحالات التي عاشت فقدان الشغف والرغبة في أي عمل إبداعي وليس حصراً على الكتابة فقط:

١.السباحة مع الموجة:

السباحة مع التيار أسهل بكثير من السباحة عكسه، هذا القانون الفيزيائي منطبق على ظروف الحياة كذلك، ويمكنك بعدها أن تخرج باستحضار أكبر للتجربة الشعورية، وربما بعد وقت قصير تبدأ بالشعور ببعض المتعة والراحة.

حدثت نفسي بهذه الفكرة في الأيام الصعبة، فبدل من أن أجتهد لساعة في الكتابة، ربما يجدر بي أن آخذ قسطاً من الراحة وأستسلم للنوم بعد ليلة طويلة من السهر، أو أن أركز على وجبة مغذية لتعويض جسدي ونفسيتي وأعينها على التشافي، وأعلم أن كل هذه الأمور تبدو من المسلمات ولكن التفكير فيها على أنها نعمة وإنجاز وفرصة، يضاهي استعادة شغف الكتابة وسيكون له تأثير كبير على نفسيتك.

٢. المشي التأملي: 

عن تجربة شخصية، المشي التأملي بالتفكير في ماتراه عينك فقط لمدة 30 دقيقة مع التنفس العميق والهادئ كفيل بأن يزيد هرمونات السعادة والإنجاز والنشاط بداخلك ويعطيك الجرعة الكافية للبدء في مشروعك القادم. كتبت حنان علي في مدونتها كثيراً عن العلاقة بين المشي والكتابة تحديداً وأرى انها كشفت سر عظيم بمعرفتها لهذه العلاقة والكتابة عنها. 

في حال لا تعلم آلية تطبيق التنفس العميق والتأمّلي فأنصحك بتجربة تطبيق Headspace الذي يشرح هذه العملية بصورة بسيطة جداً. 

٣.خفض سقف التوقعات والتنازل عن الكماليات: 

توقعنا للأفضل دائماً، يجعلنا تحت تأثير ضاغط، يزيد الإحباط وفي الغالب نخرج بنتائج معاكسة للهدف الذي كنا نرجوه، فبدل أن نرغب في كتابة تدوينة مؤثرة عن تجربتنا، نصطدم بعدم وصولنا للمستوى المطلوب، نلاحظ ركاكة الصياغة والعرض وقلة الجاذبية والدهشة التي يمكن أن تعكسها! لذا لا بأس، عليك أن تخبر نفسك أنك سيئ في الكتابة هذه المرة وهذا أمر طبيعي، لكنك قادر على استعادة موهبتك بمجرد مرور الوقت ومع اعتيادك على الظروف التي تعيشها وتجاوزها.

٤.القراءة وتقليل التوتر: 

نعتقد جميعاً أن أسهل عمل يمكننا القيام به في مثل تلك المرحلة هو القراءة، قد يبد الأمر بهذه البساطة لكن مع ذلك، فحتى القراءة قد تشكل تحدياً، لذا فقراءة التدوينات والمقالات، خيار سريع جيد ومستحب وقد يقلل من مستوى التوتر كما أوضحت بعض الأبحاث، وربما يجدر بك أن تركن الكتب جانباً لأنها تحتاج وقتاً لإنهائها، وهذا قد يسبب بقاءك في دوامة الإحباط.

خذ وقتاً كافياً للتقبل والتأقلم، كن لطيفاً مع نفسك، ولا تقلق يمكنك استعادة قدرتك على الكتابة مع الوقت حينما تصبح مستعداً لذلك، وقد تتفاجأ بتطور كتابتك عن ذي قبل، بسبب التجربة الشعورية التي مررت بها، وتصير النتائج لصالحك بعد أن ظننتها عكس ذلك!

أخبرنا هل سبق أن سمعت بمثل هذه الحالة أو عشتها في مرحلة من حياتك؟ كيف خرجت منها وكيف صارت علاقتك بالكتابة بعدها؟ 

◀️📺 تلفزيون مرجع التدوين:

🔸 مدونة "سارة الجريسي": 

تكتب سارة في مدونتها قصصًا قصيرة، مراجعات كتب، يوميات، ومشاهدات حياتيّة، في رشاقة كتابية لطيفة جاذبة.

نرشح لك بقلمها:

وصفات علاجية للنسيان.

🔸مدونة "أحمد قربان":

المهندس أحمد يتعلم باستمرار، ويحب نشر المعرفة، فيكتب هنا في مدونته عن الإدارة والتخطيط و توصيات لجعل الحياة أفضل.

نرشح لك بقلمه:

كيف يصافح المخرج كرستوفر نولان المشاهد عن طريق البعد الخامس.

🔸مدونة "بيث جوزيف":

في نهاية اليوم حين تشعر بثينة بالامتلاء فإنها تفرغ ما بجعبتها في هذه المدونة الجميلة المنوعة مدونة بيث جوزيف، في لياقة كتابية عالية.

"كم من الألم تتحمله الأم التي تترقب و تعد الأيام و الليالي لتلتقي بطفلها ثم يرحل عنها بلا وداع؟"إلى قلوب الأمهات الحزينة تكتب بثينة: 

هل مسموح أن تحزني على جنينك المجهض؟

🔸مدونة جَزلة:

تكتب شهد في مدونتها "جزلة" ما يجعلك تعتقد أنك في عالم من البيان اللغوي، وكلماتها منسوجة بإحكام!

نرشح لك من تدويناتها: 

عن الأخلاق المحمدية الإنسانية.

📱⏹️ ...هل ستكتفي بالمشاهدة لوحدك؟ 📺 شارك هذه التدوينات مع المهتمين😌✨

◀️ توصية العدد:

هذا الأسبوع نرشح لكم مشاهدة ممتعة لهذه القناة المختصة بالتقنية، صحيح أن التقنية مجال بعيد عن الكتابة، لكن ندعوكم للإستلهام من الإخراج المذهل لصاحب القناة عبدالله رخا، في هذه التغطية يصوّر عبدالله مراجعته لشاشة بطريقة إبداعية جداً، تبدأ من تحديد موقع تركيب الشاشة لتجهيز الموقع وتأثيثه من الصفر لتركيب الشاشة وتجربته لها. الفيديو متعة بصرية منقطعة النظير🤩. 

عنوان الحلقة: أقوى سيت اب بلايستيشن من الصفر- PS5 Setup 2025!!

متابعة ممتعة ونافعة ✨💡

كتابة وإعداد: إيمان السقاف.

إشراف عام: أحمد قربان.

🗃️ لقراءة الأعداد السابقة من النشرة البريدية:

📩للإعلانات:

[email protected]