الكتابة مرآة النفس وتجربتها الخاصة والمميزة🔮🌌نشرة مرجع التدوين البريدية - العدد #39

بواسطة مرجع التدوين #العدد 39 عرض في المتصفح
الكتابة دواءُ الفوضى، والطريقة المثالية لفك التشابك الشعوريّ النفسيّ والفكري!💊🩹 

على غير المتوقع، بعد العودة من أسبوع مليءٍ بالاسترخاء والانتعاش استغرقت وقتاً طويلاً وأنا أحاول أن أكتب هذا العدد من النشرة! في العادة قد يؤخرني البحث عن فكرة خلاّقة أو موضوع مميز عن الكتابة، من إتمام موضوع العدد في الوقت المحدد له، لكن هذه المرة، لم تكن المشكلة في قلة الأفكار أو نضوبها بل كانت المشاعر هي سيدة الموقف، وتوقعتُ أن هذا يحدث كثيراً مع الكُتاب حينما يشعرون بجرعة زائدة غير معتادة من مشاعر معينة، مشاعر الإحباط، الحزن، الغضب، أو حتى السعادة التي يمكنها أن تجرفك بعيداً إلى مواضيع أخرى خارج السياق الذي تريد الكتابة عنه أو إكماله.

Unsplash 

Unsplash 

لا أنكر أن الأمر كان صعباً عليّ، خاصةً أني لم أشأ أن أكتب في أي فكرة حضّرتُ لها مسبقاً، علماً بأني قد جمعت العديد من الأفكار والمصادر في مواضيع متفرقة متعلقة بالكتابة والتدوين، لكن كل ما أشعر به اتجاهها هو المقاومة وعدم الرغبة في الاسترسال أو تجربة إنهاء أحدها.

لذا بدأت الأمر باختبار سريع؛ هل يمكن أن تكون قد أصابتني "حبسة الكاتب"، خلال أسبوع فقط؟ من يدري، الأمر وارد ومحتمل، لذا قررتُ أن أكتب عن موقفٍ حصل لي قبل عدة أيام، أردت صياغته كأقصوصة صغيرة سهلة بنفس الأحداث كما هي  دون التعمق في التلميح القصصي أو استنباط الحكمة، والحقيقة أني استرسلت واندمجت في الكتابة! 

إذاً، الأمرُ لا يتعلق "بحبسة الكاتب"!

فكرتُ لوهلة بأخذ استراحة، ولكن ما المغزى من أخذ استراحة بعد استراحة؟!🙂 عدت في الأساس لتوي من استراحة تسببت في كل هذا!

ولأني في العادة أبحث عن بعض التفسيرات المنطقية التي لا تنتهي دائماً بإجاباتٍ واضحة، فقد قررت البحث عن توصيف لهذه الحالة التي أمر بها، واكتشفت فيما بعد أني ربما أمر بحالة من الانغماس في مشاعر الاسترخاء وهذا ما يسمى بالكثافة التحفيزية.


في مقالة بحثية نُشرت لأول مرة في أغسطس 2013، كانت تتعلق بإيجاد إجابة واضحة للسؤال التالي : هل التأثيرات السلبية (المشاعر السلبية) تُضَيق عمل العقل ومجال الإبداع؟ وهل التأثيرات الإيجابية (المشاعر الإيجابية) تعمل على توسعتهما؟

وقد تبين أن المعيار الحقيقي لا يرتبط بسلبية المشاعر ( التوتر، الغضب، الحزن،..) ولا بإيجابيتها ( سعادة، امتنان…) إنما ترتكز على كثافتها وقوتها، ففي حال كنت سعيداً جداً قد لا تستطيع الكتابة جيداً بسبب كثافة المشاعر هذه وفي حال كنت متوتراً ( توتراً بسيطاً) فهذا لن يمنع أن تتدفق أفكارك وتتحفز للكتابة وللإبداع فيها.

 إذاً ما الحل إذا كانت كثافة التحفيز عالية وقوية المشاعر، هل يمكن أن نستسلم فقط دون أن نجد حلاً منقذاً؟ 

على الرغم من وجود الكثير من مشاهير الكتابة الذين استغلوا أنواع المشاعر لإنتاج أدبيٍّ وفكريٍّ عظيم - مثل كافكا وهمنغواي- إلا أن الأمر قد لا يجدي نفعاً مع غيرهم.

لذا جربت بعض الحلول التي كانت قريبة إلى نفسي:

التنفيس:

قررتُ أن أبدأ بالتنفيس ببعض الكتابة التفريغية؛ أن أُفرّغ أقصى ما أستطيع تفريغه من أفكار، الكتابة من غير هدف في الساعات المعتادة من الكتابة كل مرة، وهذا ما جعلني أستعيد بعضاً من الجدية والتحفيز، وربما ابتعدت مسافة كافية عن جو الاسترخاء إلى جو العمل.

 الكتابة الارتجالية: 

قررت بعدها أني لن أكتب عما سبق من الأفكار التي تنتظرني، سأكتب موضوعاً ارتجالياً عن الكتابة، وقد وصلت إلى نتيجة جيدة رغم عدم مثاليتها، لكني قررت عدم مشاركتها هذا العدد لحاجتها لبعض التحسينات والمراجعة، وهكذا اكتشفت أن الكتابة الارتجالية دون تخطيط خطوة ممتازة للعودة إلى السياق الذي أريد الكتابة فيه.

Unsplash 

Unsplash 

 أحياناً بعض العفوية والتمرد عن حالة التنميط يفي بالغرض، وعلى الأرجح سأعود إلى نفس الحلول إذا ألمّت بي ذات المشكلة مستقبلاً.

على كلٍ، قد تبدو هذه التجربة تجربة شخصية جداً، وقد لا تحدث مع الكثيرين، إلا أن الحديث عن الكتابة وحدها دون النظر إلى شعور الكاتب وأحواله الخاصة التي تميزه عن غيره فيه ظلم للكاتب، فمهما بُنيت لها القواعد واتفق الجميع عليها، تظل الكتابة تخضع لقواعد صاحبها وأحواله ومن الصعب تجريمه في الأوقات الصعبة التي يتوقف فيها أو تقل جودة كتابته عن المعتاد.

أردتُ من خلال هذا العدد أن ألفت النظر لكل كاتب صنع له أعلاماً ومرشدين ربما يشعر أحياناً أنهم يتحدثون من أبراجٍ عاجية لا واقعية أو تعسفية، ثم يتعامل مع كل كلمة تُقال له على أنها من الثوابت والمسلمات؛ فيشعر في كثير من الأحيان بأنه غير كافٍ ولا يستحق أن ينظر للكتابة أو يحبها بطريقته الخاصة، هذا الموقف حدث معي قبل تسع سنوات، جعلني تقديس رأي شخص أبرع مني في الكتابة بأن أشعر بعدم استحقاقي للإكمال في هذا المجال، رغم حبي لها، وانقطعت عن الكتابة سنوات بعدها، عدت إليها بعد أن نضجتُ كفاية، وبعد تحدٍ كبير من الاستمرار والانتظام.

Unsplash 

Unsplash 

وأنت، ماذا علّمتك تجاربك مع الكتابة؟ وهل زادتك فهماً لنفسك وقربتك منها؟

***

◀️📺 تلفزيون مرجع التدوين:

إذا كنتَ مستعداً لقراءة بعضٍ من التدوينات المنوعة، فتجهز لهذه الفسحة من الإلهام والكلمات الخفيفة العميقة التي لو صاحبها فنجانك ☕، فيمكنها أن تأخذك بعيداً في جولة ممتعة، مفيدة ومهمة💫🌍🍃.

🔸مدونة ريم عبدالعزيز: 

ريم الحارثي تكتب في مدونتها عن الكثير من الأمور، الفلسفة المخلوطة بالمتعة والمفعمة بالثقافة، تراكيب ريم التعبيرية مدهشة! لدرجة أنك لن تمل ابتدائها بالحديث عن الحقائق بل ستسرسل حتى النهاية، ستندمج بالقراءة وتغوص في أجوائها!

في تدوينتها رومانسية الشعور بالاغتراب الإنساني، تكتب ريم عن الاغتراب بكل أبعاده، كيف يتفاعل الإنسان معه وكيف يعيشه؟

🔸مدونة مريم:

إذا كنت تكتب وتسعى للإبحار في هذا المجال فمريم تمتلك عالماً من النصائح المحفزة والنادرة في مجال الكتابة في مدونتها

 مريم بازرعة شخصية ملهمة بالنسبة لي، كل عنوان لكل تدوينة لها يدفعني لحب الكتابة أكثر فأكثر🥰🍃

هل تساءلت يوماً ما الذي ينبغي عليك قراءته لتطور من مهاراتك في الكتابة؟ هنا خطة قراءة مقترحة من أجل تطوير الكتابة باللغة العربية لدى كتّاب المحتوى والمدوّنين. أنصحك أن تقرأها لأنك ستجد الكثير من الإلهام هنا! 

🔸مدونة بيث جوزيف:

عن تدوينة الترويح عن النفس بعد يوم متعب!

عن تدوينة الترويح عن النفس بعد يوم متعب!

عن التفاهة البناءة تكتب بثينة تدوينتها الترويح عن النفس بعد يوم متعب!

لن تنتهي جولاتي في مدونة بيث جوزيف، ومرة أخرى يمكنني إعادة قراءة ما تكتبه بثينة، وأحياناً أتصفحه مراراً و تكراراً ، ربما لأنها تكتب بطريقة سهلة ممتنعة! هنالك الكثير من العناوين المغرية التي ستلفتك لقراءتها ! 

🔸مدونة جَزلة:

شهد تتحدث عن ألد أعدائها، تذكر التفاصيل والوصف بطريقة ملفتة وجاذبية من هو هذا العدو؟ يمكنك التعرف عليه في تدونتها بعنوان الصرخة!

تدوينة الصرخة!

تدوينة الصرخة!

مدونة جَزلة لمزيد من التدوينات التي لا تُمل ولا ينتهي بريقها.

📱⏹️ ...هل ستكتفي بالمشاهدة لوحدك؟ 📺 شارك هذه التدوينات مع المهتمين😌✨

ترغب بظهور كتاباتك في تلفزيون المرجع؟ اشترك من هنا ودع الباقي علينا.😉

***

◀️🎙️بودكاست العدد:

بودكاست مهارات 

بودكاست مهارات 

يُقال: "في التجربة حياة"، ولكن الحياة يلزمها "كاتلوج"، مرشدون، وخرائط تدلنا على الوجهات الصحيحة، وربما كل ذلك ينسينا كيف نغامر، كيف نخرج إلى مساحات أكثر عفوية وشجاعة وإقبال، أحياناً يغلب الطبع والفضول البعض منا لصناعة تجاربه الخاصة والبعض الآخر قد يظل متوجساً يمشي إلى جانب الجدار بحذر، حتى في مناطق الأمان وفي المواضع التي يتوجب عليه أن يفرد فيها جناحيه ليطير!

بودكاست العدد للاقتراب من جانب المغامرة والثقة وبعضاً من الانجراف مع الفضول للاقتراب من ذواتنا!

عمر فاروق في حديث ملهم وشيق عن معنى صناعة تجاربنا الخاصة.

في التجربة حياة.

متابعة ممتعة ونافعة ✨💡

***

كتابة وإعداد: إيمان السقاف.

إشراف عام: أحمد قربان.

***

🗃️ لقراءة الأعداد السابقة من النشرة البريدية:

هل يمكن أن يكتب الذكاء الاصطناعي أفضل منك؟😧🤖🦾
ثلاث نصائح لإيقاظ شغفك الخامل 🥱⚡🤯
أهمية أن تحظى بقُراء أوفياء لكتاباتك 🤝✨
***

📩للإعلانات:

[email protected]

مريم بازرعة1 أعجبهم العدد
مشاركة
نشرة مرجع التدوين البريدية

نشرة مرجع التدوين البريدية

نشرة أسبوعية تهم المدونين والقرّاء وكل من يود أن يبدأ الكتابة. نشارك بها مواضيع متنوعة عن الكتابة والتدوين، الأفكار والخيال، والتجارب الملهمة لأقلام الكتّاب.

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من نشرة مرجع التدوين البريدية