هل يمكن أن يكتب الذكاء الاصطناعي أفضل منك؟😧🤖🦾نشرة مرجع التدوين البريدية - العدد #38

بينما كنت أتصفح إحدى منصات التواصل الاجتماعي، قررت الخوارزميات أن تعرض عليّ مقطعاً لفنان راحل وهو يغني على خشبة مسرح حقيقيّ ، وذلك باستخدام الذكاء الاصطناعي، حيث يقف هذا الفنان أمام الجماهير الغفيرة ومن خلفه فرقة موسيقية (بشر حقيقيون) إلا أنه رغم مثوله أمام أعين الجماهير هو بذاته - بنفس الصوت والأداء وحركات الجسد- لكنه لم يكن لحماً ودماً، بل كان تطبيقاً لتقينة الهولوجرام، وهي عبارة عن أشعة ليزرية تجسيدية، ولا أخفيكم كيف كانت ردود الأفعال في التعليقات بين انبهارٍ وبين سخط على هذه التقنية التي قتلت قداسة الأزمنة وخصوصية الفن واختلال معايير مواضع تطبيقها، وترديها بسبب الذكاء الاصطناعي الذي يمكنه أن يسلب كل ذكرى جميلة فتفقد الذكريات رونقها وتصبح عبارة عن "مُجمدات" تعيد صياغة الذكرى بشكل مشوه ورتيب! 

وبالتفكير في وجهة النظر الأخيرة، هل استخدام الذكاء الاصطناعي في تلك الحالة مقلقاً مقارنة بتوظيفه ليحل محل الإنسان؟ فيسلب منه صنعته وخصائصه المميزة، كأن يسرق عمله ويحل بذلك محل الأطباء والمهندسين والخبراء والمحللين في كل مجال؟!

كل هذا وارد في المستقبل القريب مع ثورة استخدامات أدواته وتطورها السريع، ولا أخفيكم أن الكثيرين قد اعتقدوا بنظرية سيطرة الروبوتات الذكية على الكرة الأرضية وغزو حياة البشر، وربما ما يحدث مؤخراً يجعل مثل هذه الهواجس أكثر انتشاراً بين الناس.

أحد هذه الهواجس المتكررة: هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يكتب أفضل من الإنسان؟ وبذلك يتم الاستغناء عن الكُتاب والمؤلفين في المستقبل القريب؟

بداية لنتفق على أن الذكاء الاصطناعي أداة مفيدة جداً في حياة الإنسان، وهي تقنية قادرة على كشف الأورام وتمييزها وتصنيفها، وتمييز الوجوه والأشخاص للأشخاص المطلوبين من العدالة، ولكن قد تكون خطيرة في حالات كثيرة، كالزيف العميق وانتحال الهوية -Deep fake-، وعدم القدرة على السيطرة عليها، وكل هذا تحدث عنه نضال قسوم في مستجدات الذكاء الاصطناعي، أخطار وتحديات، وهي حلقة ممتعة أنصح بمشاهدتها لمن يهتم بهذا المجال.

علاوة على ما سبق، فالذكاء الاصطناعي بات أداة جيدة يمكنها أن تساعدك في حل المسائل الرياضية المستعصية، أيضاً في كتابة البريد الإلكتروني أو الرد على رسائله، وهذه الأداة باتت متوفرة وكثيرة الاستخدام الآونة الأخيرة، المهم في الأمر أن تراجع من خلفه دائماً، فأحياناً قد يخطئ في تهجئة بعض الأسماء، كأسماء المؤسسات والأشخاص فيها، ما يجعلها ثغرة تثبت أنك لست الكاتب لهذا الرد بشكل ما! خصوصا إذا كنت معتاداً على كتابتها بالأحرف الصحيحة.

مع ذلك هذا لا ينفي غباء الذكاء الاصطناعي في جوانب أخرى، لأنه أداة تعتمد على المدخلات التي يمدها بها الإنسان في المقام الأول، ولا تمتلك ميزة اتخاذ القرارات أو الإرادة الحرة، يمكن تشبيهها بكل أداة اخترعها البشر لخدمتهم على مر العصور، وبمجرد إمداده بمدخلات خاطئة أو غير مفهومة، فهذا يعني بالضروة أن النتيجة لن تكون بتلك الاحترافية والمثالية المرجوة.

يخبرنا هذا الفيديو وظائف الذكاء الاصطناعي ميقدرش يعملها ، أن الكتابة والتأليف هي أحد أهم الوظائف التي لا يستطيع الذكاء الاصطناعي أن يحل فيها محل الإنسان لأنها وظيفة تعتمد على الخيال والتورية والمجازات التي لا تخضع للقواعد على عكس طريقة عمل الذكاء الاصطناعي، وحتى حينما تطورت هذه التقنية في الفترة الأخيرة إلا أنها لازالت لا تقارَن بجودة الكتابة البشرية، وكلما جربتُها أو قرأتُ نماذج منها ففي كل مرة يتضح لي فيها أنها كتابة آلة يسهل كشفها وتمييزها تقوم على قواعد وبيانات محددة مفتقرة للإبداع والتجانس والحس البشري! وأحياناً أخطاء فادحة في المعلومات والحقائق الواردة. 

علي سبيل المثال الكتابة الساخرة والكوميدية، تعتمد على النكتة والسخرية في سياقات معقدة؛ فتحتاج إلى إلمام بعناصر معينة كالموقف الشعوري والخلفية الثقافية لطارحها وسامعها، بالإضافة للابتكار ومجموعة معلومات لا تعتمد على المنطق وقد تكون مشتتة إذا ترجمتْها أي آلة أو حاسوب.

حتى الآن لم يستطع الذكاء الاصطناعي إثبات جدارته في منافسة الكُتاب والسمة البشرية التي تطغى على كتاباتهم، وفي رأيي كلما زاد تطور الذكاء الاصطناعي واتساع مجالاته وكثرتها، سيصبح المحتوى الاصطناعي محتوىً رخيص مقابل القيمة التي يقدمها المحتوى البشري الحقيقيّ، لذا فتوصيفه كأداة مساعدة هي الوظيفة الحقيقية له بكل جدارة.

هل ترى أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن ينافس البشر في مجال الكتابة والتأليف؟ ماهي تنبؤاتك بشأن الأمر وهل لا تزال قلقاً على الكتابة من استحواذ الذكاء الاصطناعي عليها مستقبلاً ؟

◀️📺 تلفزيون مرجع التدوين:

تلفزيون المرجع يعود بتوصيات جديدة، يمكنك أن تختار منها ما يلهمك، يمتعك ويحاكي الكثير من التجارب الشعورية المشابهة لتجاربنا جميعاً.

🔸مدونة بيث جوزيف:

من لا يرغب في أن يكون المكان مرتباً حوله طوال الوقت؟ الأمهات هن من يشكين من تعب الترتيب مراراً وتكراراً، بثينة في هذه التدوينة تخبرنا عن بعض الحيل التي ساعدتها في ترتيب المنزل: حيل ساعدتني في ترتيب المنزل.

أقترح أن تأخذ "لفة" في مدونتها، أصبت بالحيرة قبل اختيار تدوينة العدد لأن هنالك الكثير من العناوين المغرية في مدونة بيث جوزيف! 

🔸 مدونة جَزلة:

شهد تتحدث عن القوقعة وعن القواقع بمفهومها الأوسع، تدوينة غنية بعنوان: قوقعة، والحقيقة أنها تستحق تجهيز مشروب منعش قبل البدء بقراءتها، وصدقني، كل ما ورد في هذه التدوينة سهل الهضم ومثير بمعلوماته وفلسفته.

مدونة جَزلة لمزيد من التدوينات التي لا تُمل ولا ينتهي بريقها.

📱⏹️ ...
هل ستكتفي بالمشاهدة لوحدك؟ 📺 شارك هذه التدوينات مع المهتمين😌✨

ترغب بظهور كتاباتك في تلفزيون المرجع؟ اشترك من هنا ودع الباقي علينا.

◀️🎙️بودكاست العدد:

الذكاء الاصطناعي من أبسط المعلومات عنه حتى أكثرها تعقيداً،  السؤال: هل يمكن أن يضرنا؟ وكيف نستخدمه بشكل يسهل حياتنا في مجالات عديدة؟، ضيف الحلقة م.ناهض الحربي، برنامج ليش؟ في حوار سهل ومفيد.

ليش لازم نتعلم الذكاء الاصطناعي؟ 

متابعة ممتعة ونافعة ✨💡

كتابة وإعداد: إيمان السقاف.

إشراف عام: أحمد قربان.

🗃️لقراءة الأعداد السابقة من النشرة البريدية:

📩للإعلانات:

[email protected]