كيف تأثر معتقداتنا على تطورنا وسلوكنا؟🙄🍃نشرة مرجع التدوين البريدية - العدد #42

ربما سمعتم قبل الآن بهواية "جمع الطوابع البريدية"، لدي في المقابل هواية غريبة بعض الشيء، وهو أني أخصص في خزانتي أدراجاً خاصة لجمع الجديد من الدفاتر الملونة ومذكرات كتابة المهام ذات التصاميم البديعة، جمعتها في عدة زيارات لمناطق مختلفة أثناء السفر! وبعضها من زياراتي كل مرة إلى متجر جديد للقرطاسية.

في كل مرة في موسم العودة إلى المدارس، أتحمس كثيراً لزيارة المكتبات ومحلات القرطاسية، رغم أنه ليس لدي من يرتدي المدرسة من أفراد أسرتي بعد، ورغم أني أنهيت جميع المراحل الدراسية ولم أعد طالبة تحتاج إليها، أذهب لغاية واحدة فقط، غريبة ومثيرة للتساؤل :وهي مشاهدة أحدث ماوصل في السوق من الدفاتر والكراسات والنوتبوكس! هذه المرحلة هي آخر طريقة توصلت إليها، كحلٍ مُرضٍ لي، حتى أتوقف عن عادة تجميع وشراء المذكرات والنوت الورقية، والتوقف عن تكديسها.

وفقاً لبعض الاجتهادات في مجال علم النفس، فإن شراء القرطاسية قد يكون نوعاً من أنواع الحنين إلى الماضي، ويمكن أن يكون شرات القرطاسية -بما فيها nootbooks- وسيلة عن الرغبة في التعبير عن الإبداع وطريقة لاستكشاف الأفكار والعواطف، وقد حاولت تفسير ما يحصل معي وترجيح أحد هذه الأسباب كدافع لحبي لتجميع النوتات -مع عدم استخدامي- لها دون أن أقتنع بأحدها. 

بالبحث خلف هذا السلوك فلا يمكن أن يكون سبب التكديس -دون الجرأة على استخدام هذه المذكرات- هو الحنين، ولا يمكن أن يكون سببه أن لدي الكثير لأكتبه، كان من السهل عليّ أن أكتب بدلاً عن تجميعها وتخزينها فقط دون هدف، ولكن بعد تأملي في الأمر، وجدت أني أفعل ذلك لأني أطمح للمثالية المطلقة في الكتابة، أريد أن أكتب بمثالية دون زلات، ودون أي نقص، وأشعر أني ربما أكتب شيئا لا يثير الإعجاب ولا يستحق أن أتلف به هذه المذكرات والدفاتر ذات التصاميم البديعة والجميلة، بينما في الواقع أعلم أن هذا ضرباً من الأماني والخيال والتناقض في ذات الوقت، لأن الكتابة ليست من وظيفتها الخروج بمعادلات تامة، لا تقبل النقاش! بل إن حلاوتها أحيانا تكمن في تلك النواقص والهفوات التي نتعلم منها وهدفها يكمن في اختلاف بعض الناس معنا في القضايا التي نطرحها فكرياً ومعرفياً ونعبر عنها عن طريق الكتابة. 

مثل هذه السلوكيات ومثل هذه الهواية كشفت لي عن نفسي وعن علاقتي بالكتابة وأثر تصوراتي الشخصية عنها، واقتضى الأمر أن أتعامل معها بطريقة المواجهة بدلاً عن السلوك الذي طفى وطغى عن هذا المعتقد بالتكديس المستمر في كل مرة أرى فيها نوتة جميلة فأشتريها حتى وإن لم أكن في حاجة إليها.

أولى الخطوات التي انتهجتها لأتعامل مع رغبتي في الكتابة بمثالية، أن أسمح لنفسي بارتكاب بعض الأخطاء، وعند العودة إلى تدويناتي القديمة، فيمكنني ملاحظة أن كثيرا منها كان ناقصا بشكل ما، إما تنقصه حبكة مميزة أو تنقصه مراجعة إملائية، أو ينقصه اكتمال الفكرة و التركيز على لب الموضوع. 

في خطوة لاحقة، بدأت في قراءة بعض النقد الأدبي، وانتقادات كثيرة طُرحت لأكثر الكتاب شهرة في الرواية والقصة والشعر، كل تلك الانتقادات -وأحياناً بعض الطعن- لم يمنع أن تُخلد كثيراً من أعمالهم في ذاكرة الناس وربما كانت توثيقاً اجتماعياً وتاريخياً وثقافياً.

أستطيع أن أقول الآن أنني -إلى حد ما- قد استبدلت هذا المعتقد القديم بمعتقد جديد (الأخطاء هي وسيلة للتطور والإبداع المستمر)، ساعدني هذا على البدء باستخدام مخزون النوتات، وصارت الأخطاء والجمل المشطوبة والملغية منظراً مألوفاً أستطيع تقبله، المهم ألا يوقفني عن الكتابة أو يكون معيقا لها، والأهم أني صرت أكتفي بمشاهدة الجديد من التصاميم ولا أشتري إلا ما قد أحتاجه من أجندة سنوية أو شهرية، وبذلك صارت مساحات خزانتي مريحة ومنظمة.

هل لديك سلوك معين تظنه بسبب معتقد أو تصور سلبي أو إيجابي؟ كيف هو تأثيره على حياتك أو كتاباتك وهل يمكن تحويله إلى أداة مساعدة للتطور؟ 

◀️📺 تلفزيون مرجع التدوين:

🔸مدونة "هنادي":

لدى هنادي مدونتها الثرية، تكتب عن الإنسان وأهم القضايا التي تشغله في الوقت الراهن، لديها تنوع في الطرح وأسلوب سلس في الكتابة وفكرة لافتة في كل عنوان. 

"نحن مجموعة أناسيَ في إنسان"حديث هنادي  وفلسفاتها حول الإنسان الآخر في دواخلنا، نرشح لك بقلمها هذه التدوينة. 

🔸مدونة "مكاناً قصياً":

ليس من السهل أن تكتب بلغة بسيطة وأسلوب مبهر في ذات الوقت، مشاعل تجمع بين هاتين الميزتين، وتنسج بهما فناً يستحق أن يُقرأ! لذا فمدونتها مساحة تستحق الإعجاب.

توثق مشاعل عودة خطواتها إلى أماكنها المفضلة، إذا كنت تفكر في التخطيط لمهامك كما تعودت، هنا مشاعل تشاركك العودة إلى هذه اللحظة في تدوينتها: دوائر.

🔸 مدونة "سارة الجريسي": 

تكتب سارة في مدونتها قصصًا قصيرة، مراجعات كتب، يوميات، ومشاهدات حياتيّة، في رشاقة كتابية لطيفة جاذبة.

 كيف تتفاقم الأفكار في رؤوسنا حتى تصبح شبحا يغذي القلق وجميع مخاوفنا، سارة تسرد أحد هذه الأفكار وكيف قام عقلها بعملقة بعض مخاوفها، نرشح لك بقلمها:

كابوس ظل كابوساً: الزواج وهايلكس والدي.

🔸مدونة "أحمد قربان":

المهندس أحمد يتعلم باستمرار، ويحب نشر المعرفة، فيكتب هنا في مدونته عن الإدارة والتخطيط و توصيات لجعل الحياة أفضل.

لدى أحمد طرقاً خاصة قام باستخدامها لزيادة إنتاجيته والتخلص من المشتقات نرشح لك بقلمه:

الآلية الأنسب لزيادة إنتاجيتي في ظل تزاحم المستندات. 

📱⏹️ ...هل ستكتفي بالمشاهدة لوحدك؟ 📺 شارك هذه التدوينات مع المهتمين😌✨

◀️ 🎙️بودكاست العدد:

في أحد الأعداد السابقة تم ذكر هذه الحلقة في إشارة سريعة، ولأنها حلقة غنية عن الكتابة و لا يُمل منها، رأينا أن نرشحها بشكل خاص، أ.أحمد العساف لديه الكثير من النصائح عن تجربته في مجال الكتابة، حلقة جميلة وتستحق تكرار سماعها.

الكتابة مشروع العمر.

متابعة ممتعة ونافعة ✨💡

كتابة وإعداد: إيمان السقاف.

إشراف عام: أحمد قربان.

🗃️ لقراءة الأعداد السابقة من النشرة البريدية:

📩للإعلانات:

[email protected]