السفر و تحفيز ملَكَة الكتابة والإبداع 🌍✨✈️نشرة مرجع التدوين البريدية - العدد #45

من أمتع الكتب التي قرأتها في أدب الرحلات -وشعرت حينها بأني جلت البلدان عبر كلمات الكاتب- كان كتاب العشق والسفر للكاتبة نهى عودة (الجزء الأول من سلستها)، كان أسلوب الكاتبة ووصفها كفيل بأن ينقلني إلى بلدان ومناطق لم أسمع عنها من قبل، وكثيراً ما دفعتني دقة وصفها وفضولي لمقاربة الصورة الذهنية -التي رسمتُها في خيالي إثر قراءة بعض الفصول- إلى الاستعانة بقوقل والبحث عن الرموز العمرانية والتاريخية التي ذكرتْها في كتابها محملة بكل مشاعر الدهشة وقصص الأساطير والأبطال الذين عاشوا فيها أو مروا بها.

هذه المحاولة لمطابقة ما تكوّن في ذهني وخيالي عبر سرد المؤلفة مع الصور والأماكن التي شاهدتها بفضل قوقل، أضافت على كل بلد سمة جديدة في ذاكرتي، وصارت المدن تحمل ملامحاً أكثر وضوحاً رغم عدم زيارتي لها، هذه التجربة دفعتني بفضول لإعمال خيالي وتصور طبيعة الحياة وتحدياتها، وكشخص اعتاد أن يعبر بالكتابة والكلمة، أعترف أني بعد قراءة كتاب من هذا النوع، يمكنني أن أكتب الكثير، أن أختلق شخصيات بسمات محددة وطبيعة مختلفة، وربما إن لم أفعل ذلك قد يظل عقلي عالقاً في خيالي دون أن أحظى بترجمتها ونسجها على شكل فكرة في قصة أو رواية أو تدوينة تأملية.

وعلى الرغم من أن بعض الفصول والفقرات -في الكتاب- كانت تحتاج لبعض التركيز المكثف إلا أن رصانة لغة الكاتبة جعل من القراءة نشاطاً ممتعا كفيلا أن يلهمني لأكتب عن المدن القديمة التي زارتها، والتأمل في الشخصيات والأماكن والأحداث متلبسة بثقافة مدينتها ومتشربة بقضاياها وتحدياتها الاجتماعية والتاريخية!

مالذي يجعل السفر أداة تحفيزية للكتابة والاستلهام؟

في مقالة قرأتها عن أكثر المدن إلهاماً للكُتاب في العالم، كان لكل مدينة ميزة يفسر صاحب المقالة سبب إلهامها للكُتاب، فباريس لديها أكثر من 10000 مقهى، تردد عليها كتاب مشاهير مثل إرنست همنغواي  وتي إس إليوت، بينما لوس أنجلوس هي عاصمة صناعة السينما العالمية، ولهذا السبب فإنها المكان المشبع بالسمات المسرحية الكلاسيكية التي تشكل سيناريوهات العديد من الأفلام، أما نيويورك فهي المدينة المليئة بدور النشر المشهورة عالميًا ومجتمعات الكتابة الداعمة والنوادي الثقافية، وهنالك مدن أخرى في شرق آسيا وأوروبا وكلها كانت تتفاوت ميزاتها بين طبيعة خلابة أو معالم معمارية وتاريخية تشكل ثقافة استثنائية مميزة للبلد.

ولكن إذا تفحصت الأمر، يمكن لأي سفر لأي مدينة داخل بلدك أو خارجها إلى غير هذه المدن العالمية المشهورة أن يحفزك، يظهر الفارق أحياناً في أنه كلما بعدت المدينة جغرافيا عن مكان معيشتك كلما جربت واختبرت اختلافات أكبر وأكثر إلهاماً.

كتبت جينا ريني في مدونتها عن السفر وذكرت عدة أسباب تجعل من السفر محفزاً للكتابة وتجربة فريدة لصقل مهارات الكاتب، إحدى هذه النقاط كانت "الاكتساب الحسي"، وربما هو أقوى الأسباب التي تشجع أي كاتب ومبدع على السفر حيث تفسر أهمية السفر بأنه يغمرنا في عالم من المشاهد والأصوات والأذواق الجديدة. ويمكن أن يكون هذا التحميل الحسي الزائد بمثابة حافز للإبداع. ففي البيئات غير المألوفة، تعالج أدمغتنا وابلًا من المعلومات الجديدة، فتنشأ روابط بين المحفزات الجديدة. ويمكن أن يلهم هذا الوعي الحسي المتزايد أفكارًا جديدة أو يقدم منظورًا جديدًا للأفكار القديمة!

كيف تسافر بأرخص الطرق وأسهلها: 

إن كان باستطاعتك السفر فهذا أمر رائع وإلا فالبدائل كثيرة، منها قراءة كتب أدب الرحلات مثل سلسلة م. نهى عودة في العشق والسفر، أو مشاهدة بعض الأفلام والمسلسلات الوثائقية، بالنسبة لي أحببت سلسلة Live to 100 : Secrets of the Blue Zones ولا أمانع تكرار مشاهدتها والسبب أنها إلى تجمع بين معلومات الصحة، الطعام، البيئة، الثقافة والحياة الاجتماعية لمناطق مختلفة من العالم، وكانت كل حلقة ملهمة ومثيرة لفضولي وممتعة في ذات الوقت. 

وبالتأكيد إن سنحت الفرصة للسفر الداخلي في بلدك، فلا تفوتها، لأنها لا تقل متعة عن السفر إلى الخارج برأيي، بل إن بعض التفاصيل الصغيرة كالاختلافات في اللكنة، تفاصيل الحياة، والتحديات المتشابهة في الصورة العامة يمكن أن تكون مادة للكتابة أو الاستلهام أو تأكيد اعتزازك بهويتك وانتمائك واستشعارك لجمال الثراء الثقافي لبلدك.

أخبرنا عن تجربة مشابهة، هل سبق وأن أضاف إليك السفر إلى مدينة ما بعض الإلهام والتحفيز للكتابة والتدوين؟ 

◀️📺 تلفزيون مرجع التدوين:

🔸مدونة "عقلٌ يُخط": 

فجر تدون الكثير عن الأفكار المتكررة التي تراودها، تضعها في إطار واضح، بسلاسة ويسر، يمكنك زيارة مدونتها لتتعرف على تلك الأفكار التي تحدث مع الجميع ولكن تصاغ بشكل متفرد.

📖 ماذا يعني أن تكون فارغاً، وبالتحديد أن تكون "فارغاً من الحياة" وكيف هو حالك مع ذاتك؟ المزيد في تدوينة فجر بعنوان: فرصة استثنائية!

🔸مدونة "سارة الجريسي"

📖 كل تجربة نخوضها للمرة الأولى، تمتلئ بمشاعر ثقيلة أحياناً، هذا الشعور هو ما تتحدث عنه سارة في تدوينتها: عن السفر وحيدة لأول مرة!

تكتب سارة في مدونتها قصصًا قصيرة، مراجعات كتب، يوميات، ومشاهدات حياتيّة، في رشاقة كتابية لطيفة جاذبة.

🔸مدونة "هنادي":

لدى هنادي مدونتها الثرية، تكتب عن الإنسان وأهم القضايا التي تشغله في الوقت الراهن، لديها تنوع في الطرح وأسلوب سلس في الكتابة وفكرة لافتة في كل عنوان. 

📖 ماهي أثقل لحظات العمر؟ تجيب هنادي بأنها لحظات الحزن، حينما يتمكن من جوارح الإنسان ودواخله، كيف يعمل وكيف يعرقل؟ في تدوينتها: أثقل لحظاتك.

🔸 مدونة "طائرة ورقية": 

هيفاء صدقت في تسمية مدونتها، لأنها جديرة بأن تحمل القلم لتثقب به بالونة المشاعر الساكنة تحت سقف التغافل، يمكن لتدوينتها أن تحلق بمشاعري عالياً ككل مرة، وبالذات هذه بدءاً من الاستعداد للقاء مولودتها الصغيرة، وانتهاء لاستعادتها بعضاً من عافيتها لتنفق منها على الكتابة،مبارك ياهيفاء:

📖سماء أنجبت سحابة!

📱⏹️ ...هل ستكتفي بالمشاهدة لوحدك؟ 📺 شارك هذه التدوينات مع المهتمين😌✨

◀️ 🎙️بودكاست العدد:

هذه الحلقة، لحزب محبي الشاي ولمحبي السفر، يستضيف بودكاست كاف أ.وائل الدغفق، وقبل حديثه عن الترحال والسفر، أهميته، ميزانيته وكل التجارب والتحديات التي مر بها خلال أسفاره، يتحدث حديثا عميقاً وممتعاً عن الشاي، تاريخه، جودته وأنواعه🍵. 

40 عاماً من السفر والترحال.

متابعة ممتعة ونافعة ✨💡

كتابة وإعداد: إيمان السقاف.

إشراف عام: أحمد قربان.

🗃️ لقراءة الأعداد السابقة من النشرة البريدية:

📩للإعلانات:

[email protected]