هل نكتب لأنفسنا أم للقارئ؟ 🤔🎯نشرة مرجع التدوين البريدية - العدد #44 |
بواسطة مرجع التدوين • #العدد 44 • عرض في المتصفح |
كلما كان مصدر دافعك للكتابة يتسم بالاستمرارية، كلما استمتعت بالكتابة دون انقطاع✨✍🏻
|
|
في الابتدائية، لم تكن حصص التعبير بالنسبة لي حصصاً عادية كبقية الحصص، كنت أنتظرها بشوق وحماس، وأشعر بنبضات قلبي تدق متسارعة حينما يحين دوري في قراءة ماكتبت، كانت تغمرني الفرحة لأني استطعت كتابة عدة فقرات عن موضوع واحد، وأتطلع لليوم التالي الذي أستعرض فيه قدراتي الاستثنائية في الكتابة- هكذا كنت أضخم إنجازي وأنظر إلى إبداعي منقطع النظير كما يفعل الأطفال في هذا السن؛ حين يقومون بعمل لأول مرة ويعتقدون بعدها أنهم أبطالاً أو عباقرة واثقين من أنهم عرفوا طريقة جديدة واكتشفوا اكتشافاً مذهلاً، وعني أنا؛ فقد استطعت أن أجد طريقة جديدة للتعبير والتألق وتلقي المدح -وأحياناً- بعض التصفيق! |
أتذكر أولى تجاربي في الكتابة، كانت طفولية وعاطفية، وغير مترابطة، أسعى فيها لأنال إعجاب معلمتي، زميلاتي في الصف، أو الحصول على درجة متميزة في المقرر، بعدها بعدة سنوات صار الهدف مملاً، ولم يعد يهمني أن أتلقى المديح أو أحصل على درجات عالية، لأن الجميع صار يجيد الكتابة والتعبير وربما أفضل مني بكثير. |
مع دخولي عالم القراءة ( وملاحظتي لأساليب الكُتاب وطريقة كتاباتهم مواضيعها) أكثر فأكثر في مراحل وسنين لاحقة، بدأت أدرك أن العالم أكبر من صف دراسي وأن الكتابة تتجاوز حصص التعبير ومواضيعه المنتقاة، وأن الأفكار أكبر من أن يحملها دماغي وكل المشاعر أعمق من أن يحتويها صدري، لذا غيرت استخدام هذه الأداة العجيبة، وصرت أكتب من أجل أن أقول لا في قصة قصيرة أو من أجل أن أُبين فكرة تضايقني في خاطرة، وظللت أكتب حتى شعرت برغبتي في مشاركة كتاباتي وكنت أحتاج لمن يراجع من بعدي قبل أن أقدم على خطوة النشر. |
رغم فارق المدة وفارق السن وفارق العقلية والنضج بين المرحلتين، إلا أن الأولى بقيت لفترة قصيرة والثانية امتدت امتداداً طويلا للمرحلة الجامعية، وحينما قررت كتابة هذا العدد" هل نكتب لأنفسنا أم للقارئ" تذكرت أني في المرحلة الأولى كنت أكتب للآخرين في المقام الأول وفي المرحلة الأكثر امتداداً كتبت لنفسي كأولوية وحاجة، حتى قبل أن أقرر النشر ومشاركة كتاباتي! |
في تدوينته أسئلة وأجوبة عن عملية الكتابة، تحدث سيث غودين عن تجربته في الكتابة، وذكر بأنك إن لم تكن بصدد كتابة عمل روائي على وجه الخصوص، فعليك أن تكتب لنفسك لا للآخرين، كل الإلهام والإبداع والتجارب التي خضتها، كفيلة بأن تغني وتثري القارئ لأنك تعرف جيدًا تفاصيلها، ويمكن لقصة نجاحك وكفاحك أن تصل للآخرين بمجرد أن تكتب لنفسك في المقام الأول. |
على مستوى معين، يكتب كل مؤلف لنفسه. وأنا فخور بعملية الكتابة التي اتبعتها هنا، وبمدى الجهد الذي بذلته في دفع هذا الكتاب إلى الأمام وبكل ما تعلمته من خلال القيام بذلك.ومن ناحية أخرى، نكتب لقرائنا، وقد أخبرني قرائي أن المزيد من الأمثلة الملموسة وعدد أقل من الحواشي هي الطريقة الأفضل إذا كنت عازمًا على بدء المحادثات وتعزيز التغيير الإيجابي |
الكتابة لنفسي كانت بمثابة تدريب على التفكير: |
لدى جاك فانلايتلي مدونته الخاصة التي قرر أن يكتب فيها عن اختصاصه في الهندسة، وكان يرغب في المقام الأول بمشاركة خبرته وعلمه، ولكنه تأكد بعد فترة طويلة من التدوين أن الكتابة عادت بالنفع عليه على مستوى خبرته، فلم يكن يجرؤ على أن يكتب في شيء من اختصاصه دون أن يتأكد أنه يعلم تفاصيله جيداً، لذا فهذه النظرة الفاحصة جعلته يطّلع أكثر على الأمور التي لم يكن ملماً بها! |
يقول فانلايتلي في تدوينة خاصة بتجربته في الكتابة : أن الكتابة لم تكن مجرد شرح لشيء ما لجمهور المدونة، بل كانت أداة لإضفاء الدقة على تفكيري. |
إن الشيء العظيم في الكتابة هو أنها تكشف عن كل هذه المجالات التي كنت تعتقد أنك فهمتها ولكنك لم تفهمها، لقد أجبرتني الكتابة على تعلم أشياء بمستوى أعلى من أي شيء آخر. |
ولأنه قرر أن يكتب لنفسه قبل الجمهور، صار لديه دافع للتعلم والتعليم في الوقت ذاته، وأنا أجزم بأن الكتابة بهدف إفادة أنفسنا قبل الآخرين -بأي شكل من أشكال الإفادة، هي أحد أسرار الاستمرارية وعدم الانقطاع، عندما تكتب للآخرين ويصير هدفك مشاهدات أو قراءات أعلى، يصير من المحبط أن تكتب مالم تحقق هذا الهدف، بالإضافة للتقيد بحصر الأفكار والمواضيع التي يمكنك الحديث عنها وتقييد الإبداع لتتماشى مع مطالب السوق ورغبات القراء. |
في النهاية أعتقد أن الكتابة من أجل القارئ أمر في غاية الأهمية، تحديد مسارك ولغة الكتابة وطريقة عرض أفكارك لا غنى عنها لتصل إلى قلوب وعقول القُراء، ولكن أن تكتب بنية الكتابة لنفسك، لهدف مرتبط بذاتك، تطويرها، توثيق تجاربك، تنمية مهاراتك أو التعبير عن أفكارك، هو وقود دافع للكتابة لا ينتهي ولا ينضب بسهولة. |
تذكر أن تكتب لنفسك وليس للسوق، وامنح نفسك الوقت لتطوير أسلوبك الخاص وصوتك الخاص. يستغرق الأمر مدى الحياة، لذا استمتع به. |
*** |
◀️📺 تلفزيون مرجع التدوين: |
ترغب بظهور كتاباتك في تلفزيون المرجع؟ اشترك من هنا ودع الباقي علينا |
🔸مدونة "طائرة ورقية": |
كتبت هيفاء: أنا هنا أكتب لأني أريد أن أكتب باستمرار وأريد أن أشتت قلقي، ولأكون جدة في منتصف عمرها تحب أن يتحلق حولها الأحفاد. |
في تدوينتها: عدد تنازلي(7-8) يوما. |
🔸مدونة "أحمد قربان": |
ما الذي يجعل الكتابة والنشر في مدونة أفضل من النشر في مواقع التواصل الاجتماعي؟ يستعرض أحمد هذا السؤال مع شرح للإجابة في تدوينته: |
🔸مدونة "مريم بازرعة": |
تكتب مريم تعقيبة عن رواية قرأتها، وتجاوب على العديد من الأسئلة المتعلقة بالرواية وماشدها إليها في تدوينتها: |
📖 انطباعي عن رواية “العطر .. قصّة قاتل” [الرواية محاولة تتويج للرائحة وحاسّة الشمّ] |
🔸 مدونة "بيث جوزيف": |
في هذه التدوينة تكتب بثينة عن الكتابة في الأوقات التي تزدحم فيها المهام ويكثر الانشغال، وتلقي بمثال عن تجربتها، تدوينة ملهمة بعنوان: |
📱⏹️ ...هل ستكتفي بالمشاهدة لوحدك؟ 📺 شارك هذه التدوينات مع المهتمين😌✨ |
*** |
◀️ 🎙️بودكاست العدد: |
أ.د. يعن الله، يبدأ حديثه عن التدريس وطرق التدريس، بعد ذلك يتعمق شيئاً فشيئاً في عمل الدماغ وكيفية حله للمشاكل، كيف ينسج أفكاراً جديدة وكيف ينقب عن خفايا الحقائق، الحلقة ممتعة لكل شخص يرغب في تعلم مهارة حل المشكلات بطرق إبداعية. |
متابعة ممتعة ونافعة ✨💡 |
*** |
كتابة وإعداد: إيمان السقاف. |
إشراف عام: أحمد قربان. |
*** |
🗃️ لقراءة الأعداد السابقة من النشرة البريدية: |
التجدد في الكتابة وأثره على الترغيب في القراءة ✨📚 |
كيف تأثر معتقداتنا على تطورنا وسلوكنا؟🙄🍃 |
كيف تتجاوز "مراحل حياتية" قد تفقد فيها قدرتك على الكتابة!😟🚫 |
*** |
📩للإعلانات: |
التعليقات