اقرأ كتاباتك من مقعد القارئ🪑🧐 نشرة مرجع التدوين البريدية - العدد #47 |
بواسطة مرجع التدوين • #العدد 47 • عرض في المتصفح |
كي تكسب ثقة القارئ، عليك أولاً أن تجيد الإجابة على الأسئلة التي يمكن أن يطرحها عند قراءة كتاباتك✨✍🏻
|
|
حكت لي زميلتي عن أيام دراستها الجامعية في أول محاضرة من الفصل الثاني في آخر سنة لها: دون أي مقدمة، وقفت بروفسورة من أساتذة قسم العمارة أمام حائط من حوائط القاعة الدراسية المكتظة بطلاب السنة الأخيرة، وبدأت تنظر إلى الحائط قائلةً: "هذا الجدار يسمع ما أقوله، ويمكنني فهم ما يود الحديث عنه" هنا نظر كل طالب إلى زميله نظرة سخرية، ثم تابعت حديثها بسؤال: "هل تسمعون ما يقوله هذا الجدار لكم؟" كبت الجميع ضحكته، وبدأت بعض الحمحمات تثير ضجة مكبوتة عن رغبة عارمة بالضحك، في محاولات حثيثة من قبل الجميع لكتم هذه القهقهات قبل أن تدوي في أركان القاعة! |
بالتأكيد، يمكن للمنازل والمباني أن تحكي للبشر عن الكثير، وهذه العبارة مجازية تدل على تأثير العمارة على الإنسان بواسطة الإنسان (المصمم المعماري) وتسخيرها للعناصر البصرية ومواد البناء وغيرها، ولكن طريقة طرح الفكرة من قبل الأستاذة، كانت بالفعل طريقة ساخرة، مفاجِأة، ومضحكة، حتى مع علم الطلاب عن الفكرة التي تود إيصالها، ماذا حدث بعد ذلك؟ انشغل الجميع عن بقية الدرس بكتم ضحكاتهم خاصة أن الأستاذة بَنَت على هذه الفكرة جميع نقاط الدرس! وظل الحديث عن الجدار محور المحاضرة كاملة، ومع الوقت بدت الأستاذة مرتبكة وهذا الارتباك جر المزيد من الأمثلة المضحكة المشابهة للجدار المتكلم! |
عندما أقرأ كتاباً أو رواية لا يتحدث فيها الكاتب بتسلسل منطقي منذ البداية، يصبح من السهل أن أتحول إلى كتاب غيره على الفور، حتى لو كنت فاهمة للفكرة التي يود الكاتب طرحها، أحد الأسباب هو أني أفقد متعة القراءة ولا يصبح لدي ثقة عما يمكن أن يقابلني في منتصف الكتاب، وهنا أفضل ألا أضيع وقتي.. |
السؤال هنا، ما الذي يجعل الكاتب يقع في مثل هذا الخطأ دون قصد؟ وسأجيب من منطلق بعض المرات التي وقعت فيها في نفس الخطأ عند الكتابة، وهو عدم قراءة الكاتب لما كتب من مقعد القارئ! |
ولا أقصد بذلك عملية المراجعة والتحرير، بل أقصد التقمص في المقام الأول، أن تقرأ ما كتبت بنظرة القارئ، دون علم مسبق بالموضوع أو الفكرة، فلا تستعجل أو تسلّم بمعرفة القارئ ولو بجزء عما تريد الحديث عنه، وبذلك ستعرف إن كان موضوعك أو فكرتك تحتاج إلى مقدمة إيضاحية، أو ربما قد يناسبها طرح مثال، قصّ موقف، أو تشبيه يسهّل ويمهد للفكرة الوصول بسلاسة لعقل القارئ، ويغنيك عن الوقوع في مواقف محرجة تجر بعضها البعض. |
ابدأ كتابتك بتساؤل: |
ربما تحتاج إلى تشويق، إلى توضيح، أو تحفيز القارئ على التساؤل قبل الإجابة، وهذا كله يصب في مصلحة النص والموضوع الذي تود الحديث عنه. |
باعتقادي أن الأستاذة لم تكن قليلة علم وفكر بقدر عدم توفيقها في توصيل المعلومة، كان الأمر سيكون أفضل لو أنها ابتدأت حديثها بسؤال موجه للطلاب، مثل: هل للمباني لغة تعبر بها عن نفسها للإنسان؟ هل يمكن أن تترك انطباعات شعورية تحاكي مشاعره؟ أن تمثل حديثها إلى الجدار بعد ذلك لن يكون ساخرا وفكرة غبية، بقدر كونها طرفة تدعم سؤالها السابق بطريقة لطيفة. |
التنبؤ والحل: |
ثم عندما تبدأ بتمثيل حديثها إلى الجدار، ربما توقعها وتفهمها لـ"لامنطقية" السؤال الذي قد يُضحك الجميع، قد يقوي موقفها بدل إضعافه و يجعل الأمور تحت السيطرة، بدل مفاجاتها من ردة فعلهم وارتباكها فيما بعد.كذلك الكاتب، تفهمه لمدى جنونية الفكرة أو سخريتها واعترافه بذلك للقارئ قبل عرض الأدلة، يجعل القارئ أكثر اطمئناناً وثقة بالقادم، ويجعل الطرح أكثر تشويقاً. |
ففي حال أردت أن تتحدث عن أهمية الروتين المتكرر الممل في حياة أي شاب في بداية العشرينات يطمح لتطوير نفسه وإثرائها وإغنائها، ربما يتوجب عليك أن تخبره أنك تعلم من منطلق تفكيره أنه محب للمغامرة والتغيير والانطلاق، وتتفهم عدم رغبته في العيش بنمطية، وبعدها تبدأ بأسلوب الإقناع وعرض الأدلة وتخفيف حدة وقع كلمة روتين/ متكرر/ ممل على نفسه. |
تناوب بين مسرحك، ومقعد قرائك: |
عندما أكتب لا أنسى أن أتناوب بين هذين الدورين، دور الكاتب وهو يبدع على خشبة المسرح ويستعرض جميع مهاراته دون قيود أو خوف، ثم دوره عندما يعود إلى المقعد ويرى أداءه متقمصا فئة قرائه المستهدفة ( تفكيرهم، أعمارهم، واهتماماتهم) .هكذا يمكنه أن يعدل في أدائه حتى يخرج بنص محكم متسق وممتع، دون أن يضيع الفائدة. |
ربما تكون قد صادفت مثل هذه الكتابات المميزة والمشوقة؛ كتاب عندما قرأته شعرت فيه بأن كاتبه يشعر بك ويشبهك. |
*** |
◀️📺 تلفزيون مرجع التدوين: |
ترغب بظهور كتاباتك في تلفزيون المرجع؟ اشترك من هنا ودع الباقي علينا |
🔸مدونة "حاتم": |
إن كنت تحب الشعر فننصحك بقراءة كتابات حاتم الشهري، في مدونته يكتب أ.حاتم، الكثير عن الشعر، الأدب، القراءة، وتجاربه ورؤاه عنهم. |
نرشح لكم من تدويناته، في فردوس الكتب، يتحدث فيها عن الكتاب وما يحويه، وبعض الأفكار التي أوردها كاتبه. |
🔸مدونة "محاولات": |
سارة الجريسي تكتب برشاقة وخفة قصصاً قصيرة، في مدونتها، تتحدث أيضاً عن أيامها وتجاربها ومواقف أخرى بتسلسل بديع وملفت. |
نرشح لكم تدوينتها بعنوان: أفضل الأيام. |
🔸مدونة "مرآتي": |
لدى ابتسام مدونة منوعة وقيّمة جداً ! تكتب فيها عن اهتماماتها المختلفة أحد هذه الاهتمامات هو الأدب، والقراءة فيه. |
قيل من قبل أن الأدب يرقق الطباع، وفي تدوينتها يشيدون به ولا يقرؤونه، تتحدث عن الأدب الكلاسيكي على الخصوص، ولماذا يجدر بنا أن نقرأ فيه. |
🔸مدونة "عقلٌ يُخط": |
فجر تدون الكثير عن الأفكار المتكررة التي تراودها، تضعها في إطار واضح، بسلاسة ويسر. |
تطرح فجر العديد من التساؤلات في مقتطفات، و تواصل حديثها عن العفوية المطلقة في تدوينتها مقتطفات. |
📱⏹️ ...هل ستكتفي بالمشاهدة لوحدك؟ 📺 شارك هذه التدوينات مع المهتمين😌✨ |
*** |
◀️ 🎙️بودكاست العدد: |
حلقة مميزة عن القراءة، في حوار بودكاست ونس، د. رشاد يتحدث عن تجربته الخاصة في الكتابة وتأليف الكتب، ثم القراءة وأنواعها، كيف تقرأ كل نوع، ومتى؟ |
متابعة ممتعة ونافعة ✨💡 |
*** |
كتابة وإعداد: إيمان السقاف. |
إشراف عام: أحمد قربان. |
*** |
🗃️ لقراءة الأعداد السابقة من النشرة البريدية: |
عندما يفترس التوتر والتشتت إبداع الكاتب😵🤕 |
السفر و تحفيز ملَكَة الكتابة والإبداع 🌍✨✈️ |
هل نكتب لأنفسنا أم للقارئ؟ 🤔🎯 |
*** |
📩للإعلانات: |
التعليقات