علاقة التأمل في الطبيعة بالإبداع، هل هي حقيقية أم مجرد وهم نفسي؟ ☁️🍃نشرة مرجع التدوين البريدية - العدد #69

خرجت بعد فترة طويلة -قرابة الأسبوعين -لم أخرج خلالها في جولات في الطبيعة، ولأن درجة الحرارة في الخارج لا تطاق هذا الشهر من السنة بالذات في مدينتي، فحتى فتح النوافذ نهاراً يشكل فكرة ثقيلة لا يستحسنها أي شخص يعيش هنا، لذا لم أتمكن من أن أنظر للسماء كفاية أو لمنظر حديقة الحيّ حتى، ولا أعلم إن كان للأمر صلة، ولكني شعرت خلال هذه الفترة بأني صرت أقل رغبة في الكتابة وكثيرة التحفيز والتفكير في أمور ومواقف وتصرفات لا تستحق أن أصرف وقتاً وجهداً عليها، فأدنى تحفيز يمكنه أن يُشغل عقلي وتفكيري لساعات أحياناً، هذا التفكير يعمل كخلفية صوتية مزعجة خلال قيامي بنشاطاتي اليومية.

Unsplash 

لذا خرجنا قبل ثلاثة أيام في جولة طويلة بالسيارة هدفها الوحيد والرئيسي هو التأمل؛ تأمل البحر والسماء والهضاب ومنظر الغروب.

والنتيجة أني بعد عودتي لاحظت كتابتي لهذا العدد بطاقة متجددة! 

 السؤال الذي راودني بعد هذا الموقف هو: هل هذا شعور نفسي ألفت أشعر كلما انقطعت عن تأمل الطبيعة، أم أنه ظاهرة حقيقية؟ 

وبعد بحثي عن الموضوع، وجدت ورقة علمية نُشرت في عام 2015، وفيها أجرى باحثون هولنديون دراسة قاموا بنشرها في مجلة الغابات الحضرية والتخضير الحضري - أكدت هذه الدراسة: أن التجول في الطبيعة يعزز التفكير الإبداعي.

التفاعل مع الطبيعة، أو تأملها يمكن أن يُلهم أي مبدع لأن يصنع فكرة ويبلورها عبر مهارته لتُشكل قيمة معنوية أو حسية، فمثلاً سمعت مسبقاً عن أمهر الطهاة وهم يخوضون تجارب الطبخ في الطبيعة وباستخدام أدوات بدائية أو حديثة، كما يفعل الرسامون والشعراء والأدباء، ولاشك أن السّر يكمن في إعمال معظم الحواس وتفاعلها في آن واحد، لأن الطبيعة تحمل رائحةً وملمساً و منظراً وأصوات مميزة- وهي عناصر الاستشعار الحسية التي إن ركزت فيها في وقت واحد شعرت بالحضور في اللحظة- ما يجعل الأجواء أكثر حيويّة وراحة، من ملل المكاتب والغرف والحوائط والجدران.

Unsplash 

ومثالاً على ذلك تصف إنغا سيمبسون -كاتبة عن الطبيعة- تأثرها بالطبيعة عند الكتابة وخاصة تأملها للأشجار وتأثير ذلك على نصوصها.

من منا لا يعرف قصة نيوتن والتفاحة؟ كيف دفعه سقوط التفاحة إلى التأمل، التفكير،الفضول، والتحليل؟ 

الطبيعة تجعلني أشعر بأن الحياة أوسع من فكرة تؤرقني وتضيق عليّ، و أكثر رحابة من همٍّ لا يزول بسهولة.

ولتسهيل تأمل الطبيعة، هنالك عدة أمور يمكن فعلها بشكل بسيط بدل استثقال فكرة التجول فيها في الأوقات التي لا تسمح ظروفك بذلك: 

Unsplash 

1. 🌱 امتلك نبتة في مكان عملك أو منزلك: النباتات أحد أهم عناصر الطبيعة الحية، وامتلاك إصيص صغير بنبتة منزلية يمكنه أن يحفز عندك التأمل ويغير نفسيتك، اجعل لها مهمة يومية أو شبه يومية بسقيها بانتظام .

2. ⛅افتح النوافذ وتأمل الأفق أو السماء والغيوم إن أمكن، حتى القطط في الشارع والطيور المحلقة يمكنها أن تلهمك لأنها جزء مهم وممتع من الطبيعة، التركيز مع الحيوانات وتصرفاتها يأخذك إلى عالم عجيب قد تتفاجأ من هذه "الأمم" كيف تعيش بذكاء؟

3. 🖼️ اجعل للطبيعة صورة داخل منزلك ومكان عملك؛ صور الحوائط تفي بالغرض،ففي 2022، وجد الباحثون في دراسة نُشرت في مجلة Thinking Skills and Creativity أن استخدام الصور الطبيعية كخلفيات لتطبيق Zoom أدى إلى تحسين الإبداع في مكالمات المؤتمرات ومكالمات العمل والمقابلات الشخصية!

أتساءل مرات؛ ماذا لو سقطت التفاحة بجانب شاعر أو كاتب بدلاً عن نيوتن؟ ربما سيؤلف قصيدة لا ينساها الناس،أو رواية عظيمة، أو ربما سيلتقطها و يأكلها ويحظى بفوائدها المادية لاغير، وكلها سلوكيات تفاعلية مع الطبيعة، ولكنها تكسر الجمود، تخفف من المشاعر المكدّسة و المتراكمة، تحرر المشاعر الإيجابية الداعمة لمحفزات الإبداع، وتُعمل العقل في سياقات مختلفة قد تكون مفصلية في حياة البشر!

Unsplash 

ماهو أكثر منظر في الطبيعة يمكنه أن يحفزك على الإبداع، أو طرد الأفكار السلبية؟ وهل تبذل جهداً لتأمله كما تبذل جهداً في الكتابة؟ 

◀️📺 تلفزيون مرجع التدوين:

🔹مدونة "القاصة"

صديقٌ لي انتقل من مدينته للعمل في مدينة أخرى فصارت أحاديثه منوعة وجاذبة؛ أصبح لديه تجارب جديدة.يحدث هذا دائمًا عند تغيير الأماكن؛ فكيف إذا كان الشخص كاتبًا لطيفًا مثل القاصّة حين انتقلت من تونس إلى قطر.لذا نحن موعودون بتدوينات جميلة قادمة.

من تونس إلى قطر، أما بعد

تدوينة من تونس إلى قطر، أما بعد

🔹مدونة "لبنى":

ما أحوج النفس في زمن الفوضى إلى وقفة مع ذاتها، وتدوينة كهذه تفتح بابًا للتأمل في اللغة وما تواريه من معانٍ دفينة!

لفتني طرح Lucif3r__@، وأعجبتني الجرأة في تطويع اللغة لتكون مركبًا نحو السلام الداخلي.
وأما أنا، فمتحمّس لقراءة بقية السلسلة ومعرفة الشخصيات الأدبية، وأظنكم بعد قراءة هذه التدوينة ستتحمسون مثلي ☺️!

دعوة للتصالح 

🔹مدونة "غسق":

أعرف مدى قسوة شعور الأشخاص من المفردات التي يستخدمونها في التعبير عنه.لذا حين قالت نوف إنها "تودّ أن تتقيأ هذا الشعور" عرفت أن مشاعرها تخنقها.تعبير الآخرين عن مشاعرهم ربما يلامس زوايا في دواخلنا لم نستطع الوصول إليها.

طائر في قفص

تدوينة طائر في قفص 

🔹مدونة "بشرى":

 أصبحنا نتفق أن هذه الحياة التي نعيشها تركض ونحن نركض معها😣ولكننا نحتاج إلى أن نقف وقوفًا تأمليًا ونقول مثلما قالت بشرى "حياة الركض لا تشبهني" لنتمكن من مقاومة تيارها والتوازن معه.

اقرأ مع بشرى لتتوقف عن الركض معها.

حياة الركض لا تشبهني

تدوينة حياة الركض لا تشبهني 

هل ستكتفي بالمشاهدة لوحدك؟ شارك هذه التدوينات مع المهتمين 🌐

◀️ 🎙️بودكاست العدد:

بودكاست لوحة إلهية

إذا كنت تبحث عن بودكاست هادئ مفيد ومليء بالتأملات . فهذه حلقة حوارية تستحق الاستماع إليها من بودكاست اللوحة الإلهية، وهي تتحدث عن الطبيعة و علاقة الإنسان بها وأهميتها في ثقافات الحضارات حول العالم، و للإنسان.

الطبيعة مع محمد خليفة.

متابعة ممتعة ونافعة ✨💡

           كتابة وإعداد: إيمان السقاف.

            إشراف عام: أحمد قربان.

🗃️ لقراءة الأعداد السابقة من النشرة البريدية:

📩للإعلانات:

[email protected]