ماهو سر النخلة التي أثمرت بعد عقدين من الزمن؟🌾🌴نشرة مرجع التدوين البريدية - العدد #67

في حوش بيتنا نخلة عمرها اثنان وعشرون عاماً بالضبط، زراعتها لم تكن بفسيلة تم غرسها، لكنها زُرعت من الصفر؛ حبة نوى في تربة الحوش، هذه النخلة عقيم لا تثمر، وكل ما أعرفه عنها أنها تنمو كل عام أكثر فأكثر متفرعة حتى غزت سعفها شرفة بيتنا وبعض شبابيك بيت الجيران، وبسببها نسمع في شهور معينة من السنة نوعاً من العصافير الصفراء المائلة للخضرة تجمع أغصان أعشاشها في عملية لطيفة بديعة نترقبها من حين إلى آخر من النافذة بهدوء، ونستمتع بمنظر العصافير وصوتها وهي تجمع أعواداً رفيعة كالقش من سعفها، هذه هي الفائدة الوحيدة لها -الملحوظة من قبلنا نحن البشر- عدا ذلك فهي عقيم؛ تشغل مساحة من الحوش، وتستهلك بعض المياه، ولابد أنها تقوم بدورها البديهي في عملية تنقية الهواء كشجرة مثل باقي النباتات الخضراء في عملية مسلَّم بها لا تميزها بشيء.

ولأن النخلة شجرة لها قيمتها وأهميتها في ثقافتنا وتراثنا، فقد كنا نكتفي بقص السعف بانتظام حتى لايتضايق الجيران، ولولا ذلك ربما تم اقتلاعها لأنها بلا فائدة ولم تحقق الهدف المرجو منها!

Unsplash 

يتم قص السعف بشكل دوري منذ عدة أعوام حتى لا تضيق المسافة، الخبر المفاجئ أن النخلة قد أثمرت فجأة في رمضان الماضي، وظن الجميع أن هذا الغصن -بثماره الصغيرة جداً- مجرد بذور ستموت و تنتهي حتى تم استشارة أحد المزارعين في المنطقة وقام بالعمل اللازم لتكمل النخلة عملية الإثمار ويتم تجهيزها لموسم الإثمار القادم.

النخلة العقيم أثمرت! 

اليوم صباحاً وأثناء شربي لكوب الشاي، تساءلت عن السبب واكتشفت بعدها أن السعف لم يتعهد أحد بقصها منذ فترة طويلة هذا العام، وربما يكون هذا عامل مؤثر، بالنسبة لي أصدقه رغم أني لست خبيرة في هذا المجال، ولكن بعض الأبحاث تظهر أن التحدث بلطف إلى النباتات يدعم نموها وتقول بعض الثقافات من بلاد الشرق أن النبات يحتاج أن نسمعه كلاماً جيداً كل يوم حتى ينمو و يزهر، ما يعني أن النبات كالإنسان إذا أسمعته كلاما طيباً يمكن يحيا وإذا أسمعته كلاماً قاسياً يمكن أن يموت أو يتوقف عن الإثمار، وربما كلمة عقيم و بعض الكلمات المرادفة لها مما يُلقى على مسمع هذه النخلة، كانت تؤثر عليها بشكل ما، فما بالكم بقص سعفها؟ من هذا المنطلق لابد أنها ستتوقف عن الإثمار دون شك! 

Unsplash 

الشاهد في الأمر، أننا في كثير من علاقاتنا وأعمالنا نشبه هذه النخلة، فنحن البشر، تحيينا كلمة كما تكسرنا كلمة، الكلام الطيب كالشجرة الطيبة، يحفظ لنا مكانتنا ويعزز ثقتنا بأنفسنا خصوصاً عند سماعها ممن نحب ومن يعز علينا، كما أن الكلام القاسي والتهميش والتقريع والتذنيب يمكن أن يملأنا بالجروح والحزن ويوقفنا عن النمو في الحياة بطريقة أو بأخرى خاصة في العلاقات المقربة، مثل علاقة الأبناء، والآباء، والإخوة والأصدقاء.

Unsplash

الأمر الآخر الذي استخلصته من أمر هذه النخلة، أننا أيضاً في طموحاتنا نشبهها، في وظائفنا ومسؤولياتهنا وأدوارنا، وبالنسبة لي حتى في الكتابة، وجود أشخاص يقدرّون ما أكتب كل مرة يؤثر عليّ؛ وإن لم يكن تأثيره مباشراً وواضحا لكنه محفور في اللاواعي!
لذا إن كنت كاتباً أو تمارس أي نشاط إبداعي أو دور أو مسؤولية يتحتم عليك أن تتواصل فيها، فمن قصة هذه النخلة إثباتات وحقائق كثيرة تنطبق على واقعنا: 

ألا نصدق من يحجم جهودنا، حتى لا نقتنع بأنها جهود عقيمة لن تثمر.
في بعض المراحل من مسيرة النجاح سنحتاج الصبر حتى نتعافى ونتشافى، وسنحتاج الصبر حتى نحصد الثمر، أن نواصل العمل حتى وإن كنا نشعر بالملل، حتى وإن استغرق الأمر الكثير من الوقت. 
أن نأخذ مساحتنا الكافية للنمو قبل أن نتوقع من أنفسنا نتائج كبيرة ومبهرة، نترك سعفنا تأخذ مداها الحقيقي قبل أن نطالب أنفسنا بالحصاد، في الوقت ذاته أن نتجنب قدر الإمكان من يقمعنا أو لا يراعي ظروفنا في نقطة معينة. 

Unsplash 

هذه الحقائق أيضاً تنطبق علاقتنا وتحفيزنا نحن بالآخرين، كي نكون مصدر للأمان وسبباً لنموهم ونجاحهم.

ويعود السؤال تارة إلى ذهني في لحظة تأمل وشفقة، هل كانت هذه النخلة تفقه ما ينعتها بها الآخرون بنخلة عقيم! أم هل أسمعها أحدهم كلمة طيبة بانتظام بدلاً عن قص سعفها؟!

Unsplash 

◀️📺 تلفزيون مرجع التدوين:

🔹مدونة "يونس بن عمارة": 

"جزء من متعتي في التعلّم هو أنه يمكنني من التعليم"قرأتها مرة ووجدت أنها حقيقية جدًا؛ ولكن حين أسمع حكايات رفاقي المعلمين أظنهم يتنازعون هذه المتعة أحيانًا.والسؤال، هل للتعليم عبر الإنترنت ذات الهموم والعقبات؟الإجابة في تدوينة يونس بحكم خبرته في هذا النوع من التعليم.

كيف تُدرِّس الناس عبر الإنترنت دون أن تضربهم بالسكاكين؟

🔹مدونة " أحمد قربان":

لست مع موجة اللهاث خلف كل جديد دون الحاجة إليه؛ لاسيما إذا كان الجديد جهازًا يساعدني في إتمام مهام العمل.

يشارك أحمد ‬تجربته في استخدام الكمبيوتر والآيباد💻📱وهل يغني أحدهما عن الآخر؟

خدعوك فقالو..الآيباد قاتل الكمبيوتر

تدوينة خدعوك فقالو..الآيباد قاتل الكمبيوتر

🔹مدونة "ريمة أحمد":

من مفارقات الحياة العجيبة أن مواقف الحزن والفرح المهمة -كليهما- يحدثان تغييرًا في حياتنا دائمًا.حدث هذا مع ريمة أيضًا.ماذا حدث؟ وماذا تغير في حياتها بعد وفاة جدتها، غفر الله لها.

أبريل ريمة بين الصدمات والضياع والمقاومة للاستمرار

تدوينة أبريل ريمة بين الصدمات والضياع والمقاومة للاستمرار

🔹مدونة "بثينة":

لي مع التمارين الرياضية قصص كثيرة؛ مابين اشتراكات النوادي والتجارب المنزلية؛ ومحاولات الالتزام وتحقيق النتائج المطلوبة.لذا أبحث دائمًا عن تجارب الآخرين معها.شدتني تدوينة بثينة ووجدتها مرجعًا متنوعًا لقنوات اليوتيوب الرياضية؛ كما أنها حفزتني لمعاودة برنامج التمارين المنزليةألق نظرة، متأكد أن أحد الخيارات المطروحة سيعجبك👍

تجربتي مع قنوات اليوتيوب الرياضية

تدوينة تجربتي مع قنوات اليوتيوب الرياضية

هل ستكتفي بالمشاهدة لوحدك؟ شارك هذه التدوينات مع المهتمين 🌐

◀️ 🎙️بودكاست العدد:

النخلة ليست مجرد شجرة، بل هي رمز من رموز العطاء، ولها تأثيراتها الواضحة في ثقافة وحياة الأرض التي تزرع فيها، في هذه الحلقة من بودكاست 1949 يتحدث م.سلطان الثنيان عن كنز التمور وتأثير النخيل على عادات وضيافة المجتمع السعودي!

التمور. كنز النخيل.

بودكاست 1949

متابعة ممتعة ونافعة ✨💡

           كتابة وإعداد: إيمان السقاف.

            إشراف عام: أحمد قربان.

🗃️ لقراءة الأعداد السابقة من النشرة البريدية:

📩للإعلانات:

[email protected]