كيف يتسبب الخريف في ضياع العادة الإبداعية وكيف تستعيدها؟ 🍁🌥️🍃نشرة مرجع التدوين البريدية - العدد #82 |
20 أكتوبر 2025 • بواسطة مرجع التدوين • #العدد 82 • عرض في المتصفح |
|
في الخريف ومع بدء تسلل الهواء البارد وقصر ساعات النهار بعد الأيام الطويلة وحرارة الصيف، تبدو فكرة البطء والتريث فكرةً مغريةً، فهذا ما يدعونا الخريف للانتباه له فنتقبل إيقاعه البطيء ونتكيف معه قبل أن يدخل الشتاء بتغيراته الحادة والمناقضة لما اعتدنا عليه صيفاً. |
بدأت أشعر ببعض الاختلاف في يومي، كما لاحظت أن الكثير من الأمور قد خرجت شيئاً فشيئاً عن السيطرة، خاصة فيما يتعلق بالمهام الروتينية، وأهم ما أعاني لإرجاعها إلى وضعية الاستقرار هي الكتابة كعادة ابداعية أمارسها بانتظام ولها اولويتها في حياتي، يزيد الأمر تعقيداً أن تبدأ عادات جديدة دون أن تعي وتدرك "مسألة الوقت واختلافه" هكذا تُحمل يومك ما لا يحتمل، مما يدخلك في دوامة التخبط حتى الشتاء فتصاب بالإحباط أو تتشتت لوقت طويل بعد أن كنت في حالة من ثبات العادات أو ثبات مهام اليوم واستقرارها. |
![]() Unsplash |
|
طول الليل والنهار وتأثيره على الروتين: |
لابد من الشعور باختلاف طول الليل والنهار في الخريف عن فصل الصيف حتى لو كنت تعيش في بلد قريبة نسبياً من خط الاستواء. |
وعلى مايبدو أن أصل اختلال روتين الكتابة لديّ متعلق بمتى يبدأ يومي، هذا بالنسبة لي وأيضاً بالنسبة لآخرين فأنا متأكدة أن من اعتاد على الكتابة صباحاً بشكل يومي أو أسبوعي، قد اضطربت علاقته بالكتابة دون أن يعي ذلك، لأنه فجأة سيشعر بأن يومه يمضي سريعاً، الوقت صار أقصر والساعات صارت أقل، وحتى مواعيد الصلوات اختلفت، وتداخلت الأولويات وتقاطعت حتى سقطت المهام ذات الأولوية الأقل لديه. |
ففي حين أني حريصة على أن أكتب في جوّ هادئ مبكراً، والبيت هادئ، صار التغير المفاجئ في روتين النوم ضربة مفاجأة كفيلة بأن تربك خططي في أن أحظى بساعات من الهدوء والخلوة، ويُفسر الأمر علمياً بأن ساعة النوم تصبح أبكر بسبب غروب الشمس في وقت أبكر، وهذا يعني استيقاظهم مبكر لأيام مستمرة ، وضياع الروتين لأيام وأسابيع على التوالي، علماً أني لم أعتد بعد على الكتابة مساء، ولم أفكر أن أغير عادة الكتابة إلى عادة مسائية أنهي بها يومي، لأن معظم ما أكتبه و أنشره، يفرض عليّ التعامل مع الأجهزة والشاشات، ما يعني خياراً غير مناسب لجعل الكتابة عادة مسائية خاصة قبل النوم! |
![]() Unsplash |
ولا أظن أن هذا تحد يواجه أصحاب المهام والأنشطة الإبداعية من الآباء والأمهات فقط، فأي كاتب مرتبط بساعات دوام محددة، يمكن أن يؤثر فيه هذا الانقلاب المفاجئ من فصل لآخر، فالساعة البيولوجية تتأثر ويتأثر تبعاً لها مقدار النوم وساعات الاستيقاظ ومقدار التركيز التي تتطلبها العملية الإبداعية بالضرورة. |
وعلى نقيض من يكتب أو يعمل صباحاً ربما تكون هذه فرصة العام لمن يكتب ويعمل مساء ليكثف أكثر من إنتاجه الكتابي أو الإبداعي أياً كان نوعه، ويوفر وقتاً أطول لمشروعه الخاص. |
لكن إن كنت تعاني كما أعاني من لخبطة الروتين وضياع ساعات الكتابة الممتعة في جو ألِفته واعتدت عليه، فإليك بعض النصائح التي ستجدد معها عادة الكتابة أو أي عادة أخرى لها أولوية وضرورة في حياتك: |
راجع ساعات اليوم لتعلم أين يذهب وقتك؟عندما كان النهار طويلاً في الصيف أضفت العديد من النشاطات والمهام التي لا أعتقد أني سأحتاجها الآن، مثل قيلولة النهار الطويلة، والنزهات النهارية قبل الغروب -والتي أُرجح أن تصبح مرة أو مرتين كل أسبوع على الأكثر-، وأنت أيضاً أعد مراجعة يومك، أقترح أن تبدأ الملاحظة والوعي بساعات يومك كاملة، خاصة خلال النهار، ماذا كنت تفعل ويستغرق منك وقتاً وجهداً؟ هل يمكن أن تؤجله إلى نشاط مسائي؟ أم أنك ستتخفف منه وتلغيه كلياً لعدم حاجتك إليه؟ في حال استطعت تأجيل مهمة نهارية إلى مهمة مسائية، يمكنك أن تضع الكتابة في قائمة المهام النهارية مجدداً مع بعض التغييرات لتتلاءم الظروف ذاتها وتمكنك من استرجاع عادة الكتابة. |
راجع إنتاجك في العام الماضي: |
في مثل هذه الأيام من العام الماضي هل كنت في نفس هذه الحيرة؟ هذا السؤال جعلني أراجع أرشيف الكتابة في الأسابيع اللاحقة في العام الماضي، كما راجعت بعضاً من المذكرات الخاصة، واكتشفت أن روتيني كان مختلفاً بالفعل، ولكني كنت أكتب كثيراً رغم ذلك، لذا فحتى أوفر على نفسي وقتا في تجربة الكثير من الروتينات قررت أن أرتجل بتطبيق نفس الروتين الذي طبقته في نوفمبر الماضي، وهذه ميزة التدوين اليومي الذي يذكرك بأبرز خطوات النجاح ويوفر عليك الجهد كل مرة، ولكن إن لم تكن تمتلك هذا النوع من المذكرات فأنصحك أن تبدأ بها الآن تحضيراً للسنة القادمة، واعتبرها نوعاً من الترفيه لتوثيق يومياتك وحفظها، أكتبها في سطور قليلة أو ضمن كتابة الامتنان شبه اليومية. |
![]() Unsplash |
لاحظت أيضاً أن تعديل العادات تساعد في الاستمرار، بإجراء تغييرات بسيطة على مساحتك في المنزل أو العمل، عدل جدول يومك، وضع أهدافاً محددة لهذا الفصل، ولا تنس أن تستمتع بأجواء الخريف، فهو فرصة للتأمل والتفكير والاستلهام بكل ما يحمله من تغييرات طبيعية، تؤثر على حياتك وعلى الكتابة وجودتها. |
أخبرنا، هل شعرت بأن عادتك الإبداعية ضاعت منك بشكل غير مفهوم خلال هذه الأيام؟ |
ما الذي يمكن أن تفعله لاسترجاعها بتغييرات بسيطة وأجواء مختلفة؟ |
*** |
◀️📺 تلفزيون مرجع التدوين: |
ترغب بظهور كتاباتك في تلفزيون المرجع؟اشترك من هنا ودع الباقي علينا. |
🔹مدونة "عبدالعزيز آل رفدة": |
ما الهرم البحثي ولماذا هو متفاوت القوة؟عن هذا السؤال يجيب عبدالعزيز. |
من تجارب الإسقربوط إلى التجربة المحكمة كيف أصبحت RCT حجر الأساس في الطب؟ |
🔹مدونة "يونس بن عمارة": |
أشارككم عدد من أعداد يونس، مثالي لقراءته هذا المساء كالعادة حمل لنا مواضيع شيقة ومتنوعة، ومن أبرزها اقتباس عن الحياة الطيبة والعيش الرغيد وفقًا لرؤية "جستن ولش".شخصيًا أتفق معه، وأرى أن هذه الجوانب إذا تحققت فهي تصنع بالفعل حياة طيبة ورغيدة |
🔹مدونة "حكايات فاء": |
أصدقائي الكتاب:لمَ تكتبون؟ولمَ يلتزم بعضكم بالكتابة رغم شحّ عدد القراء؟! |
أعرف الإجابة جيدًا.وفاطمة ستخبركم بها أيضًا.لكن، عِدوني بأن تواصلوا الكتابة وإن لم يرجع لكم صدى؛ كما تفعل هي. |
🔹مدونة "أحمد قربان": |
كنت جالسًا مع بعض الشبان، نتسامر ونتحدث عن تدوينة أحمد حول كيف أن إدراكنا للأحداث غالبًا متأثر بانحيازنا الشخصي والمعلومات الجزئية. نصحتهم كما أنصحكم اليوم: قبل أن نحكم على أي حدث، لنحاول النظر إليه من جميع الجوانب ومن عدة منظورات، فربما تكشف لنا الصورة الكاملة ما لم نكن نراه أولًا. |
![]() تدوينة كيف يتشكّل ادراكنا للأحداث؟ |
هل ستكتفي بالمشاهدة لوحدك؟ شارك هذه التدوينات مع المهتمين 🌐 |
*** |
◀️ 🎙️بودكاست العدد: |
![]() بودكاست على الطريق |
ألسنا أحيانًا بحاجةٍ لأنْ نكون كالشجرة في فصل الخريف؟ |
أيهما أهم أن تكسب عادات جيدة وعلاقات مفيدة أم تتخلى عن السيء منها؟أليست حياتُنا هكذا، بين التمسّك بما نحبّ والتخلّي عمّا لم يعد يشبهنا؟ يتحدث هذا البودكاست عن شجاعة التخلي من أجل السعي نحو هدف أسمى وأهم.. عن الانسحاب بهدوء من كل ما يؤذينا، وترك ما يثقل أرواحنا، عن التجدد والتحول إلى الأفضل مثلما تفعل الأشجار في فصل الخريف. |
متابعة ممتعة ونافعة ✨💡 |
*** |
كتابة وإعداد: إيمان السقاف. |
إشراف عام: أحمد قربان. |
*** |
🗃️ لقراءة الأعداد السابقة من النشرة البريدية: |
حديث عن طقوس الكتابة وشؤونها عند الأدباء✍🏼 |
صراع الأجيال والكتابة للجيل المستهدف🤼♂️✒️ |
عندما يجعلك الخوف تتقوقع، حديث خاص عن الخوف🐚💀 |
*** |
📩للتواصل والإعلان: |
التعليقات