صراع الأجيال والكتابة للجيل المستهدف🤼‍♂️✒️نشرة مرجع التدوين البريدية - العدد #80

29 سبتمبر 2025 بواسطة مرجع التدوين #العدد 80 عرض في المتصفح

بجانب الطاولة التي كنت أنتظر فيها أن يجهز مشروبي البارد، كانت بجانبي عائلة من ثلاثة أفراد: أم في بداية الخمسينات، شابة في الثلاثينات، وفتاة ربما بعمر الثانية عشر أو الثالثة عشرعاماًً. قضيتُ لحظات الانتظار على هاتفي، لكن أصوات حوارهم كانت مسموعة، واضحة، ومشتتة، حيث حاولت الابنة الصغرى أن تقنع والدتها بشراء جهاز موبايل -خاص بها- تستخدمه باستقلالية تامة- هذا ما فهمته- لكن الأخت الكبرى قطعت مبررات أختها الصغرى بقولها: امتلكتُ أول هاتف عندما صرت في أول سنة من الكلية، لترد الأولى باندفاع وتهكم: "هذا طبيعي بالنسبة لك، لأنك من جيل التسعينات!!". 
وهنا خيم هدوء للحظات على تلك الطاولة والمقهى أجمع، وابتسامات متفرقة ارتسمت على وجوه المحيطين من زوار المقهى، فرغم حدة الطرح كان رد الفتاة الأصغر طريفاً ومضحكاً، خاصة وهي تتحدث مع أختها الكبرى في مسألة العمر.


يصدمك مراهقوا اليوم بمثل هذه الأجوبة والردود التي تشعرك بأنك قادم من عالم آخر، قديم جداً، صعب التأقلم كعجوز متشدد، ولا تفهم.

مهما كنت تظن أنك أصغر سناً من أن تُصنف من ضمن كبار السن و العجائز ، يبقى جدال الأجيال حاضراً مع الجيلين -الذي قبلك والذي بعدك- وأحياناً يبدو نوعاً من الكوميديا بينما تخبئ هذه الجدالات خلفها نداءات لتطوير طرق جديدة للتعامل مع الأجيال الأصغر في جميع المجالات.

Unsplash 

Unsplash 

جيل ألفا وجيل Z أكثر ذكاء مما نعتقد، ويدرك هذان الجيلان مدى استحقاقهم لوجود سياقات مختلفة للعملية التربوية والتوجيهية، سياقات وتغيرات تناسبهم لا تقولبهم في قوالب سابقة لا تتماشى مع العصر الذي وُلدوا فيه، فمهما كان نوع وعمر المحتوى الذي تريد إيصاله لهم، فإن القالب مهم جداً، لأن لكل جيل سلوك مختلف وطريقة تفاعل مختلفة في الإقناع والتأثير.

أما جيل الألفية "جيل Y" مواليد (1981- 1996)مثلاً، كان أكثر استجابة للتنميط من قبل الأجيال الأكبر منه.

ووفقاً لسلوكيات كل جيل فالثقافة والقراءة والكتابة يتوجب أن يتغيروا ليتماشوا مع متطلبات العصر.


كلنا بسبب ما فرضته التكنولوجيا تغيرنا في تجربتنا مع القراءة، و قد نكون من جيل الألفية لكننا نسلك طريقة الجيل زد في طريقتنا في القراءة وعلاقتنا معها، بسبب ما فرضته علينا الظروف الراهنة، رغم أننا عشنا في طفولتنا تجربة مختلفة في القراءة لا تخضع للتأثر بالمحتوى الرقمي والمحتوى السريع، فما بالك بجيل زد وجيل الألفا؟ اللذان لم يسبق لهما خوض تجربة الأجيال السابقة في القراءة والاطلاع؟!

Unsplash 

Unsplash 

ووفقًا لاستطلاع أجرته مجلة Library Journal، فإن جيل Z يقضي أقل وقت في القراءة مقارنةً بالأجيال الأخرى، حيث يُعلن 36.3% فقط منهم أنهم قارئون نهمون. ووجدت دراسة أخرى أجرتها Best By Numbers أنه حتى عند القراءة، لا يستطيع هذا الجيل أن يقرأ سوى 7 دقائق في الساعة في المتوسط (وهو أقل متوسط وقت للقراءة بين الأجيال).
إن تعرض جيل زد المبكر لوسائل التواصل الاجتماعي لم يُساعده على القراءة الطويلة.

فقد كانت منصات التواصل الاجتماعي العملاقة، مثل فيسبوك، موجودة عندما كبر الكثير من هذا الجيل ووصلوا لسن يسمح باستخدامها، بينما برزت منصات مثل إنستغرام مع دخول أكبر جيل من جيل Z سن المراهقة.

وبالتالي فجميع الفئات العمرية لهذا الجيل قد استخدم مبكراً هذه المنصات فمكّنت النشأة في بيئة كهذه جيل Z من تطوير فترات انتباه أقصر ليتمكن من أداء مهام متعددة. يتنقل جيل Z في المتوسط بين خمس شاشات في المرة الواحدة، ولا تتجاوز فترة انتباهه 8 ثوانٍ.


لذا فمن وجهة نظري أن الكتابة تحتاج أن تكون عصرية ومتماشية، بتغييرات وتحسينات مهمة في بنية النص وطريقة عرضه، وأهم هذه التحسينات:

Unsplash 

Unsplash 

اعمل على مقدمة تستحق:

القارئ ليس لديه صبر، حتى يصل للنقطة التي ستلفت بها نظره؛ لذا فالمقدمة مهمة جداً، تحتاج أن تبدع فيها وتكون ذكياً بحيث لا تحرق أفكارك مبكراً.سرعة التشتت تشكل ضغطاً على الكاتب الذي يكتب لمثل هذه الأجيال، فلأنهم لا يستطيعون الصمود في التركيز على ما يقرأون أكثر من سبع دقائق، يجعل من الكاتب أمام تحد للعمل على مقدمة مرهونة بهذه الدقائق حتى يقرر القارئ من هذا الجيل أن يواصل ما كُتب له ويستمر بالقراءة أو يتركه بلا رجعة.


نص يحتوي على إيقاع:

كيف ستعرض نصك؟ مهم جداً أن تفكر ببنية النص، ورتم واضح بين التشويق ولفت الانتباه للتهيئة لفكرة بجدية، فمثلاً بالنسبة لي أرى أن المحتوى السريع ليس شيئا سلبياً دائماً، فأحياناً عرض النقاط بطريقة سريعة عبر منشور في انستغرام، ثم تفصيلها في رابط مدونتك قد يكون ملفتة وجذاباً، إذا تم العرض بطريقة ذكية وهنا يتوجب تطوير مهارات الكاتب في كيفية تشكيله للنص و توازنه بين المتعة والإبهار ولب الموضوع.

Unsplash 

Unsplash 


الابتعاد عن لغة الندية: 

لا تضخم من أمجاد جيلك وذكائه، كثير من الكُتاب يلمح أو يصرح في كتاباته بطريقة غير مباشرة ولا شعورية بأفضلية جيله، فكراً أو عيشة، ويفترض أنه بذلك يقدم نصحاً من خلال قص المواقف وسرد الأحداث الماضية كأمثلة تستدعي المقارنة بين الجيلين على أساس أفضلية جيله، فحتى في مثل هذه الحالات تحتاج أن تكون موضوعياً وغير منحاز، و أن تنتقد مشكلة متكررة لدى الجميع لتوصل المعنى والحل بشكل حيادي لا ينطوي تحت تحيزك لأبناء جيلك، تحرر قليلاً من عقلية "الجيل الذهبي"، "جيل الطيبين" عندما تكتب للفئة الأصغر منك.


لا تفرض مالم يعشه الجيل اللاحق على أنه فاته الكثير، ففي الحقيقة، هذا الجيل :

✅أكثر ذكاء ومرونة.

✅لديه انسجام وتواصل أكبر بين أفراده.

✅ يتميز بسرعة البديهة وسرعة التعلم والإنتاجية.

✅ولديه القدرة على التفكير خارج الصندوق لحل المشكلات.


أخبرنا من أي جيل أنت؟
ما رأيك بالقراءة والكتابة على أساس تحديد الجيل المستهدف؟ وهل تؤمن بانسجام الأجيال؟

***

◀️📺 تلفزيون مرجع التدوين:

ترغب بظهور كتاباتك في تلفزيون المرجع؟اشترك من هنا ودع الباقي علينا.

🔹مدونة "أحمد قربان":

مشاهدة الأفلام عندي ليست ظاهريةً أبدًا، فكل مشهد يدهشني أتوقف عنده وأحاول فهم مراحل تصويره؛ وأحمد يشاركني في ذلك، فشرح في تدوينته تحديات تصوير أحد المشاهد المدهشة، من فكرة النص ومركز الكاميرا والإضاءة ومرورًا بتوصيات ومشاهد للمخرج نفسه.فهل لديك أيضًا -عزيزي القارئ- مشاهد تعمقت في تفاصيلها؟

عندما يجتمع الشغف مع المهنة

تدوينة عندما يجتمع الشغف مع المهنة

تدوينة عندما يجتمع الشغف مع المهنة

🔹مدونة "حكايات فاء":

طريفة أفكار الصغار وتوقعاتهم، ولكنها لا تبقى كذلك حين يكبرون؛ ويدركون العكس.وجدت ذلك أيضًا في تدوينة فاطمة.بم كانت تفكر؟ وماذا أدركت؟

لا أعرف الطريق ولا تعرفني خطوتي

تدوينة لا أعرف الطريق ولا تعرفني خطوتي

تدوينة لا أعرف الطريق ولا تعرفني خطوتي

🔹مدونة "عبدالعزيز آل رفدة":

كنت أحتسي الشاي مع صديقي، ودار بيننا حديث شيّق حول أهمية إشراك المريض في خطته العلاجية، والإنصات الجاد لملاحظاته وتجربته. دفعنا الفضول للبحث أكثر في هذا الجانب، حتى وقعنا على نشرة ثرية كتبها عبدالعزيز، تحدث فيها بعمق عن قيمة صوت المريض ودوره المحوري في الرعاية الصحية.

كيف نبني علاقة ثقة بين المريض وصانع القرار في تبني الخطة العلاجية الأمثل لجميع الأطراف في منظومة الرعاية الصحية الحديثة؟ 

🔹مدونة " القاصة":

مستمر في متابعة مدوني الشهريات الدورية، فوقعت على تدوينة القاصّة حيث تسرد الأحداث الأسبوعية مع حصيلة الشهر من المعلومات والمشاهدات والمسموعات.

بشائِر فيفري و حمد الاستجابة

تدوينة بشائِر فيفري و حمد الاستجابة

تدوينة بشائِر فيفري و حمد الاستجابة

هل ستكتفي بالمشاهدة لوحدك؟ شارك هذه التدوينات مع المهتمين 🌐

***

◀️ 🎙️بودكاست العدد:

بودكاست غلاف

بودكاست غلاف

حوار ثري مع الكاتب ورائد الأعمال ثامر شاكر، مؤلف كتاب «القواعد غير المكتوبة للقيادة الحديثة». يسلط البودكاست الضوء على وضع الجيل الجديد في بيئة العمل والتحديات التي تواجههم، فرصهم، وما الذي تحتاجه المؤسسات اليوم لتواكب طموحاتهم.

القواعد غير المكتوبة للقيادة الحديثة: أسرار قيادة الجيل الجديد | بودكاست غلاف

متابعة ممتعة ونافعة ✨💡

***

           كتابة وإعداد: إيمان السقاف.

                        غالية الجهني

            إشراف عام: أحمد قربان.

***

🗃️ لقراءة الأعداد السابقة من النشرة البريدية:

عندما يجعلك الخوف تتقوقع، حديث خاص عن الخوف🐚💀
الإبداع في وقت مقيد،تجربة شخصية علمتني تحقيق أهدافي في الكتابة في وقت محدود⏳📒🖊️
"التحيز العقلي للحاضر"، لماذا نفضل مشاهدة الريلز على الكتابة؟🤳🏻🤔📱
***

📩للتواصل والإعلان:

[email protected]

مشاركة
نشرة مرجع التدوين البريدية

نشرة مرجع التدوين البريدية

نشرة أسبوعية تهم المدونين والقرّاء وكل من يود أن يبدأ الكتابة. نشارك بها مواضيع متنوعة عن الكتابة والتدوين، الأفكار والخيال، والتجارب الملهمة لأقلام الكتّاب.

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من نشرة مرجع التدوين البريدية