"التحيز العقلي للحاضر"، لماذا نفضل مشاهدة الريلز على الكتابة؟🤳🏻🤔📱نشرة مرجع التدوين البريدية - العدد #77

1 سبتمبر 2025 بواسطة مرجع التدوين #العدد 77 عرض في المتصفح

Unsplash 

Unsplash 

في نادرة من النوادر -التي لم تعد تحدث بسبب استخدامنا للهاتف عوضاً عن القنوات الفضائية - كنت أقلب في قنوات التلفاز حتى صادفني مسلسل كرتوني من أيام طفولتي، لحظتها هتفت دهشة: يااه!! وتذكرت كم كنت أفضل في تلك الأيام -كأيّ طفل يفضل أن يعيش اللحظة الممتعة عوضاً عن الالتزام- أن أتم مشاهدة مسلسلات الكرتون المفضلة لديّ على أن أراجع فروضي المدرسية وأتمها، حتى يمنعني والديّ من مواصلة مشاهدة التلفاز لفترة طويلة بإطفائه والحزم معي، وأذكر أني ندمت ذات مرة على مشاهدة عدة حلقات متتالية من هذا المسلسل بشكل استثنائي في إحدى القنوات، حتى مع إلحاح أمي عليّ للمذاكرة إلا أني أجبتها بعد أن ترجيتها بأني أنهيت ما عليّ من فروض مدرسية بشكل كامل، ثم كانت نتيجة اختبار أحد المقررات مؤسف ومحبط، في ذلك الوقت لم أكن أعي ماذا يعني أن أندم على قراراتي بسبب متعة لحظية، وهذا علمني درساً لا يُنسى مفاده أن المتعة اللحظية قد يكون لها عواقب إن قدمناها على حساب نتيجة مستقبلية لا تخدم أهدافنا و طموحاتنا! 

Unsplash 

Unsplash 

قرأت في ورقة بحثية تمت عن طريق مجلة الجمعية الاقتصادية القياسية " Econometrica" يفسر هذا السلوك وفقاً لنظرية الانحياز العقلي للحاضر Present Bias ويعرف بأنه الميل لتفضيل مكافأة حالية أصغر على مكافأة لاحقة أكبر.   

 في الحقيقة هذه العقلية إذا تم المبالغة في العيش على أساسها فهي سبب لاستحواذ نوع مختلف من القلق المؤجل بشكل يعرقل علينا عيش مستقبلنا عيشة كريمة، وقد لاحظت على نفسي وتفكيري مؤخراً أني أتحدث عن الحاضر، وعيش اللحظة والاستمتاع بها وما إلى ذلك من هذه المفاهيم التي باتت تغيب عنّا بسبب المشتات إلا أن النقيض الغلو أو "التطرف" منها هي أن نتأثر بعقلية "الانحياز العقلي للحاضر" بشكل مفرط في جميع مجالات الحياة، وهي أيضاً عقلية سلبية لها عواقب قد لا نرغب في حدوثها! مثل  الوقوع في فخ الديون؛ فتعيش حياة صعبة بسببه لأنك ربما فضلت متعاً لحظية على أن تتريث في تحقيقها.

وهذه العقلية ذاتها ذكرها فيصل كركري - كاتب ومحاضر في مجال إدارة الأموال الشخصية- في استضافة بودكاست بدون ورق في إجابته عن سؤال: مادمت في صحتي وعافيتي، هل من المفترض أن أكتشف العالم وأجرب وأخطئ أم من المفترض أن أحرص على المال وأدخره لوقت الكِبر في وقتٍ سيخفت فيه حماسي للسفر والتجربة والمغامرة؟ فكانت إجابته: أن الإنسان وفقاً لعقلية الانحياز للحاضر يريد فقط أن يعيش في الحاضر يصرف أمواله، يأكل، يشرب، ويفعل ما يريد، ولكن هذا المبدأ جميل وجيد ويجب تطبيقه ولكن لا يصلح لأن يُطبق في جانب المال! بل يجب الموازنة بين الادخار والاستمتاع بالأموال بشكل حكيم.وبنفس العقلية قد نتوقف عن تحقيق أهدافنا التي رسمناها وحددناها بما يخدم أولوياتنا وذواتنا المستقبلية، ودعني أذكرك أن أهدافك الكتابية قابلة لأن تتضرر أيضاً بسبب التصرف وفقاً لعقلية الانحياز للحاضر.
 ولتتحقق من ذلك دعني أسألك، في وقت الملل هل ستفضل أن تكتب تدوينة ستنشرها بعد أسبوع أو أسبوعين، أم ستفضل التقليب في ريلزات الانستقرام أو تيك توك؟

Unsplash 

Unsplash 

ماهو الحل لإيقاف التصرف وفقاً لعقلية الانحياز للحاضر؟ 

كتبت د.شون م.بيرن حلاً بسيطاً في نهاية مقالها بعنوان: كيفية منع عقلية الانحياز للحاضر من تدمير مستقبلك : وهو تعلم مهارة تحقيق التوازن بين "التفكير السريع" و"التفكير البطيء".
والمقصود أن تفكر في الأمر جيداً قبل أن تتخذ قراراً لحظياً سريعاً بناء على اللحظة الحالية التي تعيشها ودون التفكير في العاقبة، خاصة فيما يتعلق بالقضايا المهمة في حياتك، كوضعك الاقتصادي، الصحي، أو الإبداعي.في نفس الوقت أنت لا تريد أن يكون تفكيرك مُركزًا على المستقبل لدرجة أن يُرهقك انضباطك الذاتي ويُبدد فرحة حياتك وعفويتها.


قررت أن أفكر اتجاه مشاريعي في الكتابة باستخدام مهارة التفكير هذه لأتفحص ما إذا كانت تؤثر أو تخدم أهدافي على العموم، فأنا أعلم أني في بعض الأوقات قد أكثف الكتابة على حساب أمور مهمة، وأحياناً يحدث العكس فلا أشعر برغبة في كتابة ما يفترض علي إنهاؤه وفقاً لهدف وضعته مسبقاً، والسبب رغبتي في الهروب وإنفاق الوقت في أمور غير مهمة على حساب هدفي في الكتابة!


 فالتفكير البطيء قبل الاستعجال يمكن أن يعيد لي توازني والقرار الأمثل لكيف سأنفق وقتي الحالي.


أخبرنا، هل لديك هدف في الكتابة تؤجله كثيراً بسبب تقديم متع لحظية لإنفاق الوقت على حسابه؟ هل يمكن أن تبدأ بوضع خطة بسيطة جداً لتحقيقه على فترة زمنية مناسبة حتى تقيد بعض أوقاتك؟

***

◀️📺 تلفزيون مرجع التدوين:

ترغب بظهور كتاباتك في تلفزيون المرجع؟اشترك من هنا ودع الباقي علينا.

🔹مدونة "أحمد قربان": 


ما الذي علينا أن نجبر أنفسنا عليه كي نحصل على المفتاح السحري للإنجاز؟يكتب أحمد:

طريقة جديدة -صادمة قليلاً- ساعدتني على الإنجاز بشكل أكبر.

🔹مدونة "يونس بن عمارة":

الحق إنه جديد عليّ، وهذا ما دفعني لقراءة تدوينة يونس والتي كانت ترجمة وتفريغًا نصيًا للقاء بودكاست يتطرق لهذا المصطلح.قراءة ماتعة لكم.

ما هي سولار بانك؟ (Solarpunk) هل هي فكرة؟ حركة مجتمعية؟ أو أدب خيال علمي؟ مع Paweł ‘alxd’ Ngei

🔹مدونة "عبدالعزيز آل رفدة": 

أعود إليكم أعزائي مع عبدالعزيز ونشرته البريدية التي وإن لم تكن في المجال الصحي فإنها ستجذبك للقراءة.هذه المرة يعطينا خلاصة مابعد الماجستير التنفيذي، والذي منحه خارطة للطريق كما يقول.

قراءة ماتعة.

من داخل التحول كيف غيّر الماجستير التنفيذي في الإدارة الصحية رؤيتي للنظام الصحي؟

🔹مدونة "القاصة":

يدهشني المبدعون دائمًا، لذا أحب التعرف على التفاصيل التي تصنع إبداعهم، والروتين خلف كل خطوة.لذا أشارككم كواليس القاصّة في رحلة الكتابة، مشاعر وحالات وأماكن.

كيف يُصنع الإبداع: خلف كواليس القاصّة

هل ستكتفي بالمشاهدة لوحدك؟ شارك هذه التدوينات مع المهتمين 🌐

***

◀️ 🎙️بودكاست العدد:

إدارة الوقت- بودكاست مايكس

إدارة الوقت- بودكاست مايكس

مهارة إدارة الوقت هي القدرة على تنظيم ساعاتك وأولوياتك بذكاء، بحيث تُنجز أكثر في وقت أقل، وتوازن بين العمل والاستمتاع بالحياة. في هذا البودكاست، يوضح ماجد الغامدي كيف يجعلنا التخطيط الجيد أكثر إنتاجية وأقل هدرًا للوقت، مشيرًا إلى أن دقائق قليلة من التنظيم قد توفّر ساعات من يومك.

إدارة الوقت - ماجد الغامدي

متابعة ممتعة ونافعة ✨💡

***

         كتابة وإعداد: إيمان السقاف.

                           غالية الجهني

           إشراف عام: أحمد قربان.

***

🗃️ لقراءة الأعداد السابقة من النشرة البريدية:

تمهل واستمتع، لا تبتلع لحظات الكتابة⏳🍃✨
مكسبان تراكميان من الكتابة لتحسين حياتك الشخصية✅📉
هل جرّبت أن تعمل "ديتوكس" لدماغك؟🥤✨
هل من الطبيعي أن ينسى الكاتب ما كتب؟ الكتابة والنسيان🤔🧠
***

📩للتواصل والإعلان:

[email protected]

مشاركة
نشرة مرجع التدوين البريدية

نشرة مرجع التدوين البريدية

نشرة أسبوعية تهم المدونين والقرّاء وكل من يود أن يبدأ الكتابة. نشارك بها مواضيع متنوعة عن الكتابة والتدوين، الأفكار والخيال، والتجارب الملهمة لأقلام الكتّاب.

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من نشرة مرجع التدوين البريدية