عندما يجعلك الخوف تتقوقع، حديث خاص عن الخوف🐚💀نشرة مرجع التدوين البريدية - العدد #79

22 سبتمبر 2025 بواسطة مرجع التدوين #العدد 79 عرض في المتصفح
لا ينبغي للعقل أن يروي قصصه طوال الوقت. عليه أن يُخبرك بما تُريد قوله فقط، وإلا فهو مُزعج. — سادغورو

كتب سيث جودين في مدونته كلاماً بليغاً عن الخوف، يستحق الوقوف عنده وتأمله ومراجعته في سياقات كثيرة في الحياة، أحدها،  خوفي من تأليف رواية وقفت سنين أنتظر الوقت المناسب لأكتبها، ولم يأتي حتى الآن هذا الوقت!
 لدي الكثير من الأعذار والمبررات ولا أعلم حقيقة متى سأبدأ في كتابتها، أحد هذه الأعذار، حاجتي لمعرفة تاريخ المنطقة التي حدثت فيها الحكاية، وتزامنها مع العديد من القضايا الاجتماعية في ذاك الوقت، بالإضافة إلى ارتباطها بالعديد من الأحداث كالهجرة وعوامل ديموغرافية أخرى، وتأثيراتها المتبادلة على ثقافة المجتمع في تلك الحقبة، الخوف من عدم قدرتي على عكس التاريخ من خلال الرواية أو إيصال المعنى والرسالة عبرها، مع أن الرواية تقوم عادة على أسلوب التصريح، إلا أن تسلسل الأحداث مهم جداً، بالإضافة إلى طريقة صياغتها وطريقة عرضها، ومطابقتها للواقع والمنطق. 

كل الأحداث تحتاج مني إلى الكثير من الاطلاع والبحث والسؤال للتأكد، لذا فقد نمت هذه المبررات في عقلي وبدأتُ أتحرك على أساسها، أضف إلى ذلك أن لدي العديد من المشاريع الكتابية التي توقفت عن الكتابة فيها، وهي تشغل تفكيري كل عدة أيام مهما حاولت أن أقنع نفسي بأني سأستأنف العمل عليها لاحقاً إلا أني أعي أن لدي أعذار منتهية الصلاحية بشأنها، ولدي شك عن مقدار الوقت الذي تحتاجه فعلياً للتفرغ لها. وكلما أراجع هذه الأعذار وأتذكرها أجد أنها قناع لوجوه أخرى، كالمثالية، التوقعات العالية من النتائج، وأخيراً الخوف، لأني أصل أحياناً إلى طريق أعتقد أني لا أستطيع أن أضيف أو أشارك شيئا ذي معنى! يخبرني صوت بداخلي أنها فقاعات من الوهم المتضخم ولكني أجد صعوبة في تخطيها وفقعها لتتلاشي مع تأثيراتها عليّ دون رجعة.

Unsplash 

Unsplash 

هذه المرة موقفي من الخوف والكتابة سيكون تحليلياً من باب المشاركة مع شريحة يهمها هذا الأمر، فكل الحلول التي لديّ حالياً ماهي إلا محاولات للوصول إلى فهم جذر الخوف لديّ، وأعتذر سلفاً إن لم تجد -عزيزي القارئ- ما يقارب تجربتك مع الخوف أو يشابهها، ولكني هنا لأشاركك خليطاً من نقاط ضعفي، وأرجو أن يؤنسك وجود هذا الضعف في غيرك؛ فمن حق المرء أن يشعر بأنه ليس وحيداً وهو يخوض معارك مألوفة حاله حال الجميع، ومن حقه أن يستعيد شجاعته على الأنس بضعف غيره فلا يشعر أنه غريب أمام الإحباط والفشل، ومن حقه ألا يشعر بأنه غير جدير بالتفرد للوصول للحل مع /أو دون الجميع.


أما بالنسبة لي، فأنا أدرك أن هذه الخطوة ستعود بالفائدة عليّ أيضاً، لأني هكذا أصل بصورتي إلى أضعف شكل، وأتحدى بذلك أن أجعلها عثرة تعزز رغبتي في نسخة مثالية مني تغذي جزءاً من الخوف الذي يتملكني في الكتابة في مشاريع أخرى غير هذه النشرة.

Unsplash 

Unsplash 

يبدأ الأمر عندما يثرثر عقلك: 

قبل النوم، في لحظات الهدوء بينك وبين نفسك، وأحياناً في الساعة الثانية بعد منتصف الليل عندها تدخل في دوامة من الاسئلة. 
هنا قد يبدأ عقلي وأفكاري بالثرثرة، تتداخل الأصوات، تعلو تارة دون رادع لخفضها، وأشعر بهمة عاجزة، ولعلك تعاني ذات الشيء! 

مجرد التفكير المفرط في فكرة تخاف الخوض فيها قد يؤجل إقدامك لوضع حل لها، لذا فالحل :

١. أن تفكر فيها تفكيرا منطقياً في أقرب فرصة ممكنة، أن تحلل حقيقة هذا الصوت، وما يكمن وراءه؟ استخدم الكتابة التفريغية، ستبدو الأفكار عشوائية في البداية ولكنك بعد أيام ستجد ترتيباً متسلسلاً لها يضعك أمام خيارات عدة لتجاوزها.

Unsplash 

Unsplash 

٢. أن تدرس مرحلتك الحالية وتذكر نفسك بهدفك بعد انتهائها، عليك أن تحدد ما الذي يشغلك في الفترة الحالية، وهل هو عذر حقيقي يجعلك تؤخر حل مشكلة الخوف لديك، إذا كان عذر حقيقي، فضع لنفسك هدف مراجعة أسادباب خوفك بعد انتهاء مرحلتك الحالية وصعوباتها.

خلطة ترعرع الخوف وتكبره في نفسك: 


١.المكون الأول، المقارنة غير المنصفة: 

دائماً ما نسمع لا تقارن بينك وبين غيرك، قارن بينك وبين نفسك القديمة، لكن حتى هذه النصيحة ليست منصفة! على الأقل بالنسبة لي، فأنا لست بمزاج جيد دائماً، ولا أمتلك أياماً تمشي بالمسطرة دائماً، وأحياناً يهمني أن أصلح نفسي في جانب بعيد عن الكتابة، لذا، مقارنة نفسي بماضيّ، يزيد خوفي عندما أجدني تأخرت عن نسختي القديمة، وهنا يكبر الخوف وأظلم نفسي، حتى لو تقدمت في مجال آخر. 

٢.المكون الثاني، توقع نتائج فارقة جداً في حياتك:تصورك لنتيجة مثالية بعد قيامك بالمهمة الثقيلة التي تخافها وهذا يجعلها أثقل على الشعور، وتشعرك بأنها تحتاج منك عملاً وجهدا كبيراً لم تعتد القيام به، أو يمكن أن يربك بقية جوانب حياتك ويستنزفك.لذا إن كنت تخاف الإقدام في العمل على مسألة ما، خذ بعين الاعتبار بأنها قد لا تغير العالم وقد لا يكون لها نقلة نوعية، لكنها ستكون مكسب في جميع الأحوال، هكذا لن تؤجلها حتى تتعدل الظروف وتصبح مثالية مئة في المئة، لأن من هذا العذر تتغذى مشاعر الخوف وتكبر. أدركت هذه الخلطة وأنا أعمل جاهدة على فكها وفك مكوناتها.

تذكير / أولى خطوات الشجاعة، الإقدام بكل خوفك: لا أتوقع أن أستعيد شجاعتي بعد زوال خوفي، يمكن للمرء أن يستعيد شجاعته مع حمله مشاعر الخوف في ذات الوقت، الخوف يتلاشى عندما تُقدم بالتدريج، لا يذهب فجأة، ويحتاج للمبادرة، المبادرة هي الشجاعة بعينها، خطوة صغيرة فقط، خطة بسيطة تهون عليك الصعوبات، إبدأ بالمجمل من الأعمال ودع التفاصيل، هكذا تتخلص من رهبة المواجهة

Unsplash 

Unsplash 

 أعمل حالياً على أبسط خطة، خطة تساندني لا خطة تعجزني.

ماهي مخاوفك التي تجعلك تؤجل؟ وماذا ستفعل لتجاوزها؟ نية اليوم هي مكسب الغد.

Unsplash 

Unsplash 

***

◀️📺 تلفزيون مرجع التدوين:

ترغب بظهور كتاباتك في تلفزيون المرجع؟اشترك من هنا ودع الباقي علينا.

🔹مدونة "حكايات فاء":

ماذا حدث في شهر (مايو)؟ الذي تظن فاطمة بأن أنفاسها انقطعت قبل أن ينتهي!

شهريات مايو

شهريات مايو

شهريات /مايو.

🔹مدونة "يونس بن عمارة":

كنت أناقش أصدقائي مؤخرًا عن حقيقة "الإلهام" في الأعمال الفنية، وكالعادة الآراء اختلفت حتى وجدت تدوينة شارك فيها يونس اقتباسات رائعة لمبدعين كبار توضح حقيقة وجود الإلهام.وبالمناسبة، التدوينة فيها عدة مواضيع أخرى مثرية أنصحكم بالاطلاع عليها.

الإلهام والموهبة في الأعمال الفنية لا حقيقة لهما: إِنْ هما إلا عمل مستمر ومواظبة وصبرٌ جميلٌ

🔹مدونة "عبدالعزيز آل رفدة": 

كنت أحتسي الشاي مع صديقي، ودار بيننا حديث شيّق حول أهمية إشراك المريض في خطته العلاجية، والإنصات الجاد لملاحظاته وتجربته. دفعنا الفضول للبحث أكثر في هذا الجانب، حتى وقعنا على نشرة ثرية كتبها عبدالعزيز، تحدث فيها بعمق عن قيمة صوت المريض ودوره المحوري في الرعاية الصحية.

كيف نبني علاقة ثقة بين المريض وصانع القرار في تبني الخطة العلاجية الأمثل لجميع الأطراف في منظومة الرعاية الصحية الحديثة؟

🔹مدونة " القاصة": 

اليوم دار بيني وبين مجموعة من طلاب السنوات الأخيرة في الجامعة حديث عن أهمية بناء العلاقات والروابط المهنية، وكيف أنها تصنع فارقًا كبيرًا في المستقبل.

أنصحكم أنتم أيضًا بالاهتمام بهذا الجانب، وأشارككم تدوينة جميلة كتبتها القاصة عن أهمية هذا الموضوع.

بناء العلاقات المهنية: كيف تصبح قيمتك مفتاحًا لفرص جديدة

هل ستكتفي بالمشاهدة لوحدك؟ شارك هذه التدوينات مع المهتمين 🌐

***

▶️🎙️ بودكاست العدد: 

بودكاست سيكولوجيا 

بودكاست سيكولوجيا 

بودكاست يعرّف الخوف ويتناوله من جميع جوانبه بدايةً من جذوره ومخاوف الطفولة مرورًا بأثره على العلاقات ووصولًا إلى مواجهته والتعافي منه. من المحاور المهمة والتي شدّت انتباهي: الفارق بين الخوف والقلق وماهية ردات الفعل الدالة على الخوف. استماعًا ماتعًا وخوفًا معتدلًا لا يعكر صفو أيامكم بل يدفعكم للأمام.

بودكاست سيكولوجيا | بداية جذور الخوف 

متابعة ممتعة ونافعة ✨💡

***

           كتابة وإعداد: إيمان السقاف.

                        غالية الجهني

            إشراف عام: أحمد قربان.

***

🗃️ لقراءة الأعداد السابقة من النشرة البريدية:

الإبداع في وقت مقيد،تجربة شخصية علمتني تحقيق أهدافي في الكتابة في وقت محدود⏳📒🖊️
"التحيز العقلي للحاضر"، لماذا نفضل مشاهدة الريلز على الكتابة؟🤳🏻🤔📱
تمهل واستمتع، لا تبتلع لحظات الكتابة⏳🍃✨
***

📩للتواصل والإعلان:

[email protected]

صبا الزيود1 أعجبهم العدد
مشاركة
نشرة مرجع التدوين البريدية

نشرة مرجع التدوين البريدية

نشرة أسبوعية تهم المدونين والقرّاء وكل من يود أن يبدأ الكتابة. نشارك بها مواضيع متنوعة عن الكتابة والتدوين، الأفكار والخيال، والتجارب الملهمة لأقلام الكتّاب.

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من نشرة مرجع التدوين البريدية