الانتقاد الشرس المتوحش 🥵 - العدد #16

بواسطة م. طارق الموصللي #العدد 16 عرض في المتصفح
هل من حقي انتقاد عمل الزملاء صنّاع المحتوى؟ لا أعلم! 🥺

رغم ذلك، وبما أن هدف النشرة مواكبة أحداث يومي ككاتب، وبما أنني قضيت جُل الأسبوع الماضي في التصفح المتمهّل لأعمال الآخرين، فأعتقد أنني وجدت الموضوع المناسب لعدد الأسبوع! 🤓

نبدأ مع شخص تعرفون جنونه، شخص لا يتورع عن اختبار الأفكار الجديدة مهما بدت جنونية! 🤯
مشكلته فقط أنه كثير الكلام 🤕. فهو يُعلن عن الكثير من المشاريع، ويستفيض في شرحها حتى ينسى تطبيقها.

على الجانب الآخر، نلاحظ أنه -وكما تبيّن في العدد الماضي- كاتب محتوى سيء🥴. أسرّ ليّ -ويؤنبني ضميري لكشف سرّه- أنه تفاجئ حين تلقى طلب "اختيار" موضوع يتحدث عنه! إذ اعتاد -والكلام لا زال لـطارق- أن يكتب وفق طلب العميل😵.

ظاهريًا، لا عيب في ذلك، إلى أن تعلم عزيزي القارئ أن العزيز طارئ (هكذا يُنطق اسمه باللهجة السورية) يودّ أن يكون روائيًا حقيقيًا؛ ومن شروط الروائي الحقيقي أن يكون صاحب قضية تشغله طوال الوقت حتى يُخرجها على الورق. ونعلم كلينا -بناءً على العدد السابق نفسه- أنه لا يمتلك الآن (همًّا) بمعناه الثقافي، وإنما (همومًا حياتية) فحسب☠️.

لذا، فها أنا أخبركم/يخبرك أنه قد يتوقف قريبًا عن نشر أعدادٍ جديدة (أقول قدّ فلا داعي للبكاء😲)

الباب السريّ 🚪 (حين يُشرع على مصراعيه!)

كتابة فقرة الباب السريّ اليوم، دفعتني لمعايشة عشرات المشاعر في آنٍ معًا: دهشة - مُتعة - غِبطة.. وأئذنوا لي بسرد القصة من بدايتها [هل تُكتب "أئذنوا" هكذا فعلًا؟].

من مكانٍ ما -ستخبركم عنه السطور التالية- تعرفت إلى نشرة بريدية تُعنى بالقصّ = رواية القصص. فقلت: لما لا أُترجمها، لكن لن أخبر القراء بالمصدر إلا عند نهايتها؟ [لأضمن عدم خبو شعلة التشويق داخلهم]

وهكذا، نفذت خطتي في العدد العاشر وما بعده.

ثم حانت لحظة الحقيقة

يذكر تحت عنوان (كيف تكتب قصة لا يمكن تجاهلها) يُخبرنا لورانس، صاحب دورة Thinking In Stories والأهم: نشرة More To That، ما يلي:

لسنوات، أدركت أنني أود كتابة شيء عن المال. ونظرًا لأنه أعظم قاسم مشترك بين البشرية على الإطلاق، بدا من المناسب أن أكتب قصة عنه يومًا ما.
ومع ذلك، لم يكن لدي أي فكرة عن نقطة البداية. فمع موضوع ضخم وشاقّ كهذا، من أين سأبدأ؟ ما الذي يمكنني قوله ولم يُقل بالفعل؟ ومن أنا لأتحدث عن الموضوع على أي حال؟

بسبب هذه الشكوك، تركت الفكرة وقلت لنفسي سأتعامل معها لاحقًا. إذ بعد كل شيء، كانت الموضوعات الأخرى التي يمكنني التطرق إليها أكثر من أن تُحصى، وهي الموضوعات التي شعرت براحة أكبر في الكتابة عنها.

لكن مع مرور الوقت، لم أستطع تجاهل وجود الفكرة.

كمبدع، لا بدّ أن اختبرت هذا الشعور؛ حين ترفض "أفكار معينة" مغادرة عقلك، وتعلم أن عليك التصرف حيال ذلك. فليس بمقدورك -ببساطة- أن تسمح لها بإثارة الفوضى داخل عقلك، وتغدو الحاجة ماسّة لاتخاذ إجراء من خلال إخراجها بلمستك الخاصة، ومشاركة هذه النتيجة مع الآخرين.

بعبارة أخرى، تشعر أن ثمّة قصة بداخلك يجب إخبارها. 
في بعض الأحيان تنتظر اللحظة المناسبة للبدء. لحظة هبوط الإلهام، أو حلول المزاج المناسب لبدء الرحلة.

لكن المشكلة في هذا الأسلوب: أنك تعتمد على "أهواء الظروف". الإلهام سريع الزوال، والحالات المزاجية أسرع منه. وبصفتك راوي قصص، لا يمكنك الاعتماد على هذا النوع من الصدفة لتقديم أفضل أعمالك.

عندما استوعبت ما سبق، تغيّر موقفي تجاه صعوبة موضوع النقود.
بدلاً من ركنه على الرف، نفضت عنه الغبار وواجهته مباشرة: كتبت في يومياتي عن المال، وتأملت تجاربي في الأمور المالية، وجعلته موضوع نقاش مع مَن حولي؛ أردت فهم كيف يمكن للمال أن يتيح الحرية التي يرغب فيها الجميع تقريبًا، مع امتلاك القدرة أيضًا على "تركيع" حتى أكثر الأشخاص عقلانية!

بعد أسابيع من التفكير، تبدّى كل شيء بعد ظهيرة أحد الأيام.

كنت أخوض محادثة مع زوجة أخي، وبدأت خيوط إطار العمل الأولي تتشكل في عقلي. أخبرتها أن علاقتنا بالمال تنقسم إلى ثلاثة أشياء رئيسية:(1) حدّ المعيشة(2) الحرية المالية
(3) الثراء
تخيلتها مرتبة بشكل منظور رأسي، حيث يتعين عليك اجتياز كل واحد بالتسلسل لاختبار كيف يؤثر المال على هويتك.
بعد ذلك مباشرة ، رسمت مخططًا سريعًا للتأكد من أنني لن أنسى الهيكلية:  

ثم بدأت في تقسيم مرحلة (حدّ المعيشة) إلى مراحل فرعية أصغر، موضحًا كيف تؤدي كل مرحلة إلى زيادة/نقصان الخوف:

كان هذا كل ما احتجته للبدء

[زرعت البذرة الأولى، وحان الوقت لتنميتها لتصبح قصة]

خلال الأسابيع القليلة التالية، استخدمت الطريقة المذكورة في دورة Thinking In Stories لتحويل هذه الفكرة إلى سرد متماسك.

استعنت بموقف شخصي حول خوفي من التشرد لأوضح كيف أن المال يشوه مفهومنا للنجاة (أسلوب أسميه "تأطير المشكلة Problem framing"). 
لخّصت علاقتنا بالمال ضمن مخطط واحد دعوته: طيف المال The Money Spectrum (طريقة "تبسيط التعقيد Simplifying complexity"). 
ثم بنيت عالمًا، اصطحبت فيه جمهوري -بأسلوب المحاكاة- خلال كل مرحلة، ليشعر بضبابية أو وضوح كل منها.

وفي النهاية، تشكّلت بين يديّ تدوينة توضيحية من 7500 كلمة و 50 رسمًا توضيحيًا. حملت عنوان Money Is the Megaphone of Identity، ونشرتها على الموقع في فبراير (شباط) 2020.

كان نجاحها ساحقًا

لم أعتبر نفسي قبل التدوينة كاتبًا في مجال المال والأعمال. إذ كانت اهتماماتي الرئيسية (ولا تزال) الفلسفة وعلم النفس، لذلك بدا عالم المال خارج اختصاصي.

لكن بعد نشرها، أدركت كيف يمكن للقصة جيدة الصياغة أن تجعلك راوي قصص "مُرخصًا" في أي مجال تختاره. لا يهم ما إذا كنت مبتدئًا أو خبيرًا في هذا المجال؛ إذا كانت قصتك رائعة، فهذا يكفي.

في اليوم التالي، راسلني مورغان هاوسل Morgan Housel، كاتبي المفضل في مجال الأعمال، ليقول أنه استمتع بالتدوينة. حتى أنه شاركها في عدد نشرته البريدية لذاك الأسبوع.

أطلق عليها نِك ماجيولي Nick Maggiulli، وهو من المفضلين لدي، لقب: واحدة من أفضل التدوينات الاستثمارية لعام 2020. 
شُركت القصة مرات لا حصر لها، حيث تُرجمت إلى العربية والصينية أيضًا.

وقفة!

استوقفني ذِكر صديقنا (لورانس) ترجمة تدوينته للعربية، وفي أقل من لحظة، أدركت أن تلك إحدى تدوينات صديقي يونس بن عمارة. وكان ظنيّ في محله: المال بمثابة مُكبّر صوتٍ للهوية

  • نُشرت تدوينة لورانس -كما أسلفنا- في فبراير (شباط) 2020.
  • ليُترجمها العزيز مصطفى بوشن -تحت إشراف يونس- خلال أقل من شهر.
  • ليأتي ذكر الترجمة في عدد نشرة بريدية، يتلقاها الآلاف كل بضعة أيام، بعد عامين 👇

ويمكنك الآن تخيّل المردود المعنوي والمادي لأمرٍ كهذا. صحيح؟

نُتابع..

من خلال قصة واحدة، بات الناس مهتمين بما أقوله عن المال. ويعود الفضل في ذلك لتنظيم بعض خيوط التفكير في سرد ​​متماسك، مما وفر مصداقية كان من الممكن أن يستغرق بناؤها سنوات.
إذا كان هناك أمرٌ أريدك أن تتذكره من هذه الرسالة، فهو: قصة رائعة تؤسس المصداقية التي كان من الممكن أن يستغرق بناؤها سنوات.
كنت لأستغرق عقودًا من تسلق السلم الوظيفي لجذب انتباه مَن جذبتهم التدوينة. ولكن من خلال تحويل إطار بسيط إلى سرد مقنع، سرعان ما "تسلّقت" تلك القصة السلم الوظيفي عوضًا عنيّ.

والآن، هل سأستمر في نشر هذه السلسلة؟

لا أدنى شك!

لا يهمّ ما إن "كُشف سرّي". فطالما أن اللغة الإنجليزية تقف حائلًا أمام تعلم البعض لفنّ رواية القصص. سأستمر في المسير.

أداة سحرية من الـ 📦

لم يُسعفني الوقت لإيجاد واحدة 😅

من خارج الـ 📦

بعد أن نلنا/نلت من طارق/"شخصي..الكريم؟!"، دعونا ننتقل إلى زميلنا التالي، أو بالأحرى زميلتنا: غُداف غريب السبيعي.

صادفت حسابها على تويتر صدفةً، فتملكني شعور بالعطف ورغبة بالاحتواء والتبنيّ المهني (شيء يُشبه Godfatherly).
إنما، ولأُرشح شخصًا ككاتب محتوى موثوق، لا بدّ ليّ من رؤية عمله، أليس كذلك؟ ورأيت.. لكن من أين أبدأ؟

[وقفة! تراودني نفسي؛ أن اِمسح كل ما كتبته. لكن ذاك ما أدعوه -نداء الإبداع الخفي- بمعنى: سيكون عدد اليوم من أمتع الأعداد التي سأكتبها]
نُتابع..

قلت سأبدأ مما يبدأ به الآخرون: النبذة التعريفية/البايو/Bio.

تصفحت المقالات المذكورة في رابط معرض الأعمال. لكن لقِلتها، لم أتمكن من الحكم عليها. غير أنني -والحق يُقال- تشوقت للاستماع إلى حلقة بودكاست LEK بعد قراءة المحتوى الذي أعدّته غُداف.

البايو مزدحم قليلًا. وفي رأيي، ذكِر مهارات (التدريب والإسعاف الأولي) لا يُضيف للمسيرة المهنية هنا؛ يُفضّل لصاحب الحساب المهني/الاحترافي الاكتفاء بذكر المهارات المرتبطة بمجال العمل (أو) تبيان أوجه استفادة العميل بشكلٍ مباشر.
أحببت عبارة نحرص على تنوع خدماتنا لنكون معك في رحلة مشروعك حتى النهاية.
وأخيرًا، مذكور أن الحساب انطلق قبل بضعة أشهر، ومع ذلك لا توجد سوى تغريدتين. [متشوقون لرؤية إبداعاتك آ. غُداف]

بالنسبة لنشرة كلمات مسحورة البريدية، فالأستاذة حنين -صاحبة النشرة- زميلة قديمة، ما يجعل شهادتي في حُسن نشرتها البريدية.. مجروحة. ومع معرفتي ذلك، أقول: لا تفوّتوا أيًّا من أعدادها.
أحببت شجاعتها وإقدامها وحماسها على إطلاق النشرة رغم كثرة المشاغل.

ولا يمكنني اتهام آ. عَائشة الزبيدي، صاحبة نشرة لحظة حلوة- بالتقصير في مشاركتنا إبداعاتها. إذ رغم مرور شهور طوال على آخر عدد نشرته، لكنني اكتشفت أنها نشطة جدًا اجتماعيًا.
بالنسبة لأعداد النشرة، فهي -كما يُشير اسمها- تتضمن لحظات جميلة تستحق التوثيق. أحييّك أ. عائشة.

الآن، لو أردت استعراض أسماء الأشخاص الذين أراهم في كل مكان، فسيحتل د. سعد لُطفي مكانة مميزة في القائمة. وتمامًا كما استنتج في ختام عدد نشرته الأول: كان سرده ممتعًا لأقصى حدّ.
أما العدد الثاني، فسأقول: فتحت عيناي على وسعهما بقراءة ما كتبت أ. سعد. وأنتظر العدد الثالث -حيث تُحدثنا عن كيفية بناء تطبيقات الويب ٣، ومميزاته وعيوبه- بشوق ولهفة شديدين.

تحديث: نشر د. سعد لطفي العدد الثالث أثناء كتابة هذا العدد 😅

تصفحت كل عدد من نشرة حمده صالح البريدية، وأحببت اللطف المتجليّ في كل كلمة، وكل جملة فوضوية كانت أو مُنسّقة.

إجابتي عن سؤال لم يُطرح: هل استمتعت بكتابة العدد؟

ج: أكثر مما تصورت! 😘 🤩

مشاركة
الكتابة داخل صندوق!

الكتابة داخل صندوق!

عن الكتابة وطقوسها غير المحكية

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من الكتابة داخل صندوق!