ليست هناك فكرة مكررة! [العدد الأخير🔚] - العدد #40 |
بواسطة م. طارق الموصللي • #العدد 40 • عرض في المتصفح |
كما خطر لك بالضبط؛ هذا عدد النشرة الأخير! 👤
|
|
"دائمًا ما يغيّر (نسخ الاقتباسات) معانيها؛ عبر تجريدها من السياق، رغم أن الكلمات لم تتغير" |
تخيل المشهد التالي.. |
أثناء انغماسك بقراءة كتاب، فجأة يتصاعد إحساس متحرك في الضفيرة الشمسية Solar plexus، والذي تفسره على أنه "هذا مهم!" لذلك تُخرج قلم التمييز "Highlighter" لتخطّ جملة صفراء زاهية. |
ربما كنت شخصًا يحب نشاطات العقل الثاني Second Brain، لذا تُخرج هاتفك للاستفادة من خاصية التعرف الضوئي على الحروف في تطبيق Readwise ونقلها إلى في Evernote (نعم، هذا شيء!). |
ثم تتابع القراءة، مطمئنًا أنك قد استوعبت الفكرة التي أشارت إليها ضفيرتك الشمسية. |
باستثناء، أنك لم تستوعبها فعلًا. فأنت أخذت سلسلة كلمات من السياق؛ الذي منحها معنى، ووضعتها في الفراغ! |
تتواجد الفكرة في سياق أوسع: فتتواجد الجملة داخل فقرة، والفقرة ضمن صفحة، التي تنتمي بدورها لفصل، ومجموعة الفصول هي ما يشكّل الكتاب، ويأتي الكتاب ضمن (مجموعة أعمال) التي تشكّل حياة من المعرفة، والخبرات والذكريات والمعتقدات. |
هل انتهينا؟ بالطبع لا! فحياة المعرفة والتجارب والذكريات والمعتقدات -حياتك- هي جزء من حضارة والحضارة جزء من محيط حيوي. |
إذًا، ماذا يعني عزل أحد تلك المكونات؛ تجريد فكرة عن سياقها؟ يهدم شيء كهذا المنظومة بأكملها! |
لأوضّح أكثر، أحتاج لاستحضار فكرة قوية يصفها الفيلسوف البريطاني الشهير آلان واتس بوضوح. |
الطائر ليس مجرد (جسده المحسوس)، فالطيور -في الحقيقة- هي مصنوعات بيئة الطيور "Bird-environment process" بأكملها. عندما نقول "طائر"، فنحن نضمّن (البيئة) في قولنا ذاك، ولكن يبدو أننا ننسى ذلك دائمًا وينتهي بنا المطاف بـ "تصنيف" وعزل الطائر عن العالم حوله. |
بالمناسبة، نحن متشابهون. |
إذ لسنا مجرد أناس على الأرض، منفصلين عنها. بل نتيجة لما تفعله الأرض "الإعمار Peopling". |
يبدو أنني استرسلت، لذلك لنعد إلى الأفكار والسياقات. |
تحتاج الأفكار لسياق لتكون (أفكارًا)، لأن الفكرة هي مصنوع بيئة الأفكار، ووجود إحداهما مقرون بوجود الآخر. ولذا، عندما نستنسخ حروف فكرة، تمامًا كما فعلت في الاقتباس بداية العدد، فإننا نعزلها عن ذاك الاقتران. |
لكن هذا غير جائز، لذات السبب الذي يجعل من المستحيل للطائر أن يتواجد خارج بيئته! |
إنه دليل "عنف مفاهيمي" يشبه محاولة إجبار الضوء على الوجود بدون ظلام، أو خير بلا شر، أو حياة بدون موت. |
ماذا يعني ذاك لك باعتبارك كاتب محتوى؟ |
هذا يعني أنه عندما تأخذ فكرة من سياق آخر، عليك منحها آخرًا. وتعود إليك كيفية فعل ذلك: |
|
ما المقصود بـ"السياق الخاص"؟ |
أي أن تصبح فكرتنا.. جزءًا من هيكل عملنا، وسط حياتنا المعرفية وتجاربنا وذكرياتنا ومعتقداتنا، ضمن منظورنا للحضارة والمحيط الحيوي الذي نعيش فيه (ما يجعلنا نحن). |
كيف؟ نحتاج لإعادة صياغة ما نعتقد أن المؤلف يعنيه بكلماتنا الخاصة؛ تسخير كل ما يجعلنا نحن. |
😨:: |
لكن ذاك ليس صوابًا، خاصةً إن كان هدفنا الحفاظ على الفكرة الأصلية (بأمانة قدر الإمكان)، على سبيل المثال ضمن تسلسل في بحث أكاديمي. |
هذا ببساطة غير ممكن. فمهما فعلنا، لا يمكن للفكرة أن تظل على حالها، لأن السياق قد تغير، وتذكر أن الفكرة ليست "ذاتها" بل "مصنوع بيئة الأفكار". |
إليك إعادة صياغة متبلورة لما قاله سونكي آهرنز: |
"من الضروري دمج فكرة في سياقي الخاص لتجنب جعلها قصاصة لا معنى لها؛ هذا يغير الفكرة دائمًا". |
إذا قارنت بين العبارتين، فقد تبدوان متشابهتان جدًا. لكن الثانية لي. أعتقد أنه قريب مما كان يعتيه، لكن لا يمكنني أن أعرف حقًا على وجه اليقين. لا أحد يستطيع أصلًا. |
أودّ التأكيد على أن تدوين الملاحظات ليس مطلوبًا لعملية الاستيعاب هذه. كما يقول آندي ماتوشاك Andy Matuschak: لا يدّون القراء والمفكرين الفعّالين الذين أعرفهم ملاحظات عند القراءة. لا، لكنهم ما زالوا يفعلون ما بوسعهم -بطريقة ما- لدمج ما يقرؤونه في كيانهم. |
وربما يكون هذا أفضل من خلال الكتابة. |
ملاحظة:: أخذت الفكرة من نشرة Thinking Out Loud، وطوّرتها. |
*** |
🆕: موهوب أمام التلسكوب 🔭 |
🖋️ عرفينا بنفسك! من أنت؟ |
اسمي عهود |
🖋️ صِفِ لنا -باختصار- روتينك اليومي ككاتبة محتوى؟ |
بالغالب أحب الكتابة عما يدور بذهني. |
🖋️ هل يمكنكِ إخبارنا بشيء لا يعرفه جمهورك عن أسلوبكِ في الكتابة؟ |
بالغالب أحب الأسلوب الحزين😅 |
🖋️ بمجرد نشر قطعة المحتوى، كيف تروجين لها عادةً؟ |
مازلت اعمل ومبتدئه كثيرا بالمجال |
🖋️ كيف تحافظين على حماستك أثناء المشاريع المُتعبة؟ |
أتذكر النهايه الجميله |
🖋️ هل تمانعين مشاركتنا إنجازك الأعظم. |
إلى الآن أسعى اليه |
🖋️ حدثينا عن مشروع فشلتِ فيه والدرس الذي تعلمته؟ |
عملت بالتسويق لأحد المنتجات وفشل، تعلمت ألا أتحطم وان كل مافي هذه الحياه تجارب لي وتجعلني اقوى. |
🖋️ ما التحديات التي واجهتها خلال مشروعكِ الأخير؟ وكيف تعاملت معها؟ |
مشروعي الاخير اريد أن اكون في عالم صانعين المحتوى وانا اسعى ان اطور نفسي بهذا المجال |
🖋️ ماذا تقرأين الآن؟ |
أحب الكتابه لا اقرأ الكتب كثيرا مجرد تصفح حسابات الخواطر القصيره |
خالص الودّ ✨🙏 |
*** |
أداة سحرية من الـ 📦 |
هل تعاني تشتت الاقتباسات بين مختلف التطبيقات؟ الحل في تطبيق Readwise الذي ذكرناه بداية العدد. |
كن أكثر حكمة واحتفظ بالمُقتطفات والاقتبسات من الكتب بشكل أفضل: يرسل لك Readwise بريدًا إلكترونيًا يوميًا يعيد إبراز أفضل ما لديك من كاندل وغود ريدز وغيرها. |
وهكذا لن تُعاني من إيجاد فكرة مقالك القادم (بعد مزجها بخبراتك طبعًا 😉) |
*** |
من خارج الـ 📦 |
📤 بعد غيابها لشهورٍ طوال، تعود إلينا آ. بتول بنصٍ غير مكتمل. |
📤 وفي حين كانت تدوينة بتول "متشائمة" بعض الشيء. جاءت تدوينة آ. ريم عن خُلاصة العام واقعية.. منطقية.. ومليئة بالتفاؤل المُبهج. |
📤 استمتعت بقصة أستاذنا محمد بابكر مع الكتابة، أرجو لكم -بدوركم- قراءة ماتعة. |
📤 مع الجدل الدائر حول تطوّر الذكاء الصُنعي وتطبيقاته المُدهشة، يتبادر سؤال خطير إلى أذهاننا: معركتنا مع الإنسالة؛ من سينتصر؟ إليكم الإجابة بقلم أستاذنا خالد المرحبي |
📤 إن كان إطلاق مدونة يُسعدني ذراعًا، فإطلاق نشرة بريدية يُسعدني باعًا. لذا، رحبوا معيّ بنادية ميرة وأول أعداد نشرتها البريدية 🥳 |
📤 ماذا تقصد آ. بشائر بـوضع (إعادة ضبط المصنع) لنا باعتبارنا بشر؟ أدعوكم لقراءة تدوينتها بذات العنوان. وربما تُسعدها متابعتكم حسابها على تويتر. |
*** |
صندوق امتنان 💟 |
🧡 سلوى منسي [ممتنٌ لمشاركتها الدرس الذي تعلمته من العدد] |
🧡 فيصل شقف [شهادة عظيمة من صحفي بارز] |
🧡 ممدوح نجم [أعلم أن المشكلة في زرّ المشاركة، وأنك كنت تقصد هذا العدد] |
*** |
هل سيكون العدد الأخير حقًا؟ 😰 |
نعم، كان ما قرأته لتوّك العدد الأخير من نشرة الكتابة داخل صندوق على منصة هُدهد. |
وكما وعدت إحدى القارئات.. |
سأتحدث عن الخطوة التالية ضمن تدوينة مفصّلة.. |
كُن بالقرب.. 🤏 |
🔚🙋🏾♂️ |
التعليقات