عن محاولات الإبهار - العدد #15

بواسطة م. طارق الموصللي #العدد 15 عرض في المتصفح
كنت حائرًا حيال موضوع العدد، حتى وصلتني رسالتهم.

حين أهمّ بكتابة أي قطعة محتوى، فإنني أحاول إيجاد بداية للقصة، لكنني -صراحةً- لا أذكر متى بدأت قصة: محاولة إبهار الطرف الآخر.

أعود بذاكرتي نحو أيام المراهقة، وأول منتدى سجّلت فيه، وحاولت إبهار الأعضاء عبر قصصٍ تعلمتها من خُطب الجمعة (كان منتدى إسلاميًا). ومع ذلك، لا أجدها بدايةً موفّفة؛ فمعظم المراهقين يحاولون رسم صورة العالم كما لو كان يدور حولهم.

أمرر شريط الذاكرة قليلًا، فيقف عند محاولتي إبهار فتيات -لا أعرفهنّ- عبر دعوتهن لارتداء الحجاب (تجد المزيد من التفاصيل هنا). ومجددًا، معظم المراهقين يحاولون إبهار الجنس الآخر.

ننتقل إلى أيام المدونات؟ صحيحٌ أنني "نضجت" قليلًا، وأمتلك رؤية بعد قراءة كتاب (البوصلة القرآنية - د. أحمد خيري العمري)، ومع ذلك، لا أُنكر أن قضائي ساعات في التدوين كان بهدف سماع عبارة: يا إلهي! يا لثقافة هذا الشاب العالية.

وبعد كل هذه السنوات، تأتيني الرسالة

لم تصلني الرسالة لأنني مُدوّن فذّ! بل لأنني "تحرّشت" بالمنصة عبر تغريدة.

والآن، بعد أن أصبح الأمر جديًّا، ماذا أفعل؟

في البداية وأقولها صراحةً، فكرت في "الاستهبال" كطريقة أجدت نفعًا. لكن فجأة، صدمتني (صاعقة وعي): ما هذا الهراء الذي أفعله؟

ما الفائدة -مثلًا- من إخبارهم أنني لا أمتلك أي فكرة، بل في الواقع عقلي خالٍ من الأفكار؟

تصفحت المنصة جيدًا. حسنًا، بعض التدوينات/المقالات عميقة ويتضح أنها كُتبت بعد جهد وبحث كبيرين. (هل يكلفنا العصر الرقمي مقدرتنا على التجول؟) مثلًا.

لكنك تجد أيضًا مقالات بسيطة وسهلة (قد تصادفها في أي مزرعة محتوى حتى!). سبعة ترشيحات لكتب اليافعين تحببهم في القراءة؟؟ .. حقًا؟!

بكل الأحوال، ليس بمقدوري كتابة أي من النوعين.

سأعترف: منذ بدأت طريقتي هذه في المراسلات، وأنا بلا عمل.

ربما يبدو ذلك غريبًا. لكنها الحقيقة؛ إذ تتوقف قدرتي على الخروج بأفكار مُلفتة للنظر بمجرد ظهور "استجابة" أوليّة من المنصة/صاحب العمل. حينها، أعمد لمشاركة روابط مقالاتي وتدويناتي السابقة، والتي أراها بعيدة عن سوق العمل ومتطلباته.

في هذه المرحلة، تشعر بأن منظومة قيم تُبنى داخلك، فكل فكرة تُحيل إلى مكمّلتها:

يظهر ذلك فيما تقرأ:

أو تكتب:

وأحيانًا كأفكار تأتيك على حين غرّة.

كُتب النص السابق قبل قيلولة أرحت بها أعصابي المشدودة. أشعر بالمسؤولية اتجاه المتابعين، ومع ذلك أرى أن عليّ مشاركتهم النصوص كما هي.

كان من الجليّ بالنسبة ليّ، أنني أسير في طريق خاطئ. إذ مضت شهور (هما شهرين بالتحديد) وأنا لا أفعل أي شيء سوى تصفح توتير، ومراقبة إنجازات روّاده، ثم محاولة الوصول إلى رواد الأعمال وأصحاب المشاريع منهم.

شعرت أن (الكون) يُرسل إشاراته من خلال وضع التدوينات التي ذكرتها أعلاه في طريقي. ففكّرت: إلاما أسعى بالضبط؟ فوجدت الإجابة في كلمة (روائي)؛ أريد أن أكون روائيًا لا مجرد كاتب محتوى بنصوص باهتة تتقادم مع الزمن.

ربما يكون ذلك مصير روايتي القادمة أيضًا، إنما قد تختفي المدونات وأخواتها من منصات الكتابة، بل وربما الانترنت ككل، لكن الكتب تبقى للأبد، صحيح؟ إذًا.. فالأمر يستحق المجازفة.

حاليًا

أحاول التركيز على فهم ذاتي أكثر، على قراءة الكتب بتأنٍ (عوض قراءة المتسابقين تلك!)، إضافة لعيش الحياة كما هي.

مشاعري متذبذبة اتجاه الكتابة، فتارةً أحبها وتارةً لا. لكن مهما حدث، أعلم أنني لن أتخلى عنها. الفرق فقط أنني سأخفف من النشر قليلًا (لن يطال التخفيف النشرة، فلا تقلقوا!)

الباب السريّ 🚪

قد تبدو جزئية اليوم منفصلة عن عالم القصّ، لكن أرجوك لا تحكم عليها قبل نهايتها.

حسنًا، لنبدأ بسؤال بسيط: عندما تتصفح مقالاً، فتراه هكذا..

بما تشعر؟

عن نفسي، حين أرى مقالًا ليس سوى قطع محتوى طويلة، "أفزع" قليلاً؛ إذ يبدو الأمر وكأنني أمام "معركة فهم"، هذا قبل أن أبدأ في قراءة المقالة حتى!

على الجانب الآخر، ماذا لو قُسّمت قطع المحتوى ببعض العناصر المرئية؛ كالرسوم التوضيحية أو البيانية وغيرها؟

سأسعد للغاية بالطبع. إذ سأعلم -ضمنيًا- أنه بعد استيعاب قطعة المحتوى، سيكون لدى ذهني بضعة لحظات للاستيعاب عبر تلك المرئيات البسيطة. ستغدو الأخيرة بمثابة ملخصات لطيفة أو مكملة لما قرأته للتو، وسترشدني طوال القراءة بطريقة ممتعة.

هذه المرئيات هي ما أشير إليه باسم مغانط المرح Fun Magnets:

تزيد مغانط المرح من إحساس القارئ بكونه جزءًا من النص، كما أنها تشجعهم على التمسك بالقصة، والمضي قدمًا لمعرفة ما سيحدث. وأما عن التسجية، فلأنها تجذبك على الفور، حتى لو لم تكن متأكدًا تمامًا عمّا ستكون.

لا تقتصر مغانط المرح على الرسوم التوضيحية. يمكن أن تكون -كما أسلفنا- رسوم بيانية ومخططات (الأمر متروك لإبداعك). يتمثل دورها الأساسي في تبسيط المُعقّد، والعمل كمرشد بصري يحافظ على سير القصة.

صحيحٌ أنك لن ترى شيئًا كهذا في رواية، لكن ماذا لو أعتبرنا استخدامها "نقطة تفوّق" لروايتك/قصتك؟

أداة سحرية من الـ 📦

ربما ترغب ببدء رحلتك على اليوتيوب عبر فيديوهات بسيطة، أو ترغب تحويل تدويناتك إلى تدوينات صوتية. في كلتا الحالتين (وغيرهما): أنصحك باستخدام Woord؛ منصة لتحويل الكلام المكتوب إلى منطوق، وتضمّ (بوت فويس أوفر) باللغة العربية. وبشكل أكثر من مقبول.

نصائح للاستخدام:

الاشتراك ليس زهيدًا (25$/شهريًا)، ومع ذلك الاشتراك المجاني كافٍ كبداية، إليك أفضل النصائح لاستخدامه (بناءً على تجربتي):

  • يتيح لك الاشتراك المجاني ملفين صوتيين فحسب؛ لذا اختر النص بدقّة، دققه عبر مدقق آلي.
  • احرص على تشكيل النص. سيبدو النطق غريبًا إن كان النص بلا تشكيل! وخدمات التشكيل العربية أكثر من أن تُحصى، على سبيل المثال: مشكال - المشكل الآلي "شكللي"

من خارج الـ 📦

من المسائل التي تشغلني، النقد. إذ أشعر أنني أحتاج لإرشادات سلوكية ومعرفية، لكنني في ذات الوقت، لا أتقبّل النقد المباشر (وجهًا لوجه) على عكس المكتوب.

شخصيًا، أتمنى لو ينتقد أحدهم محتواي، حتى ولو على الملأ، لسببين:

الأول/ أنه لا توجد ماتسمى دعاية سلبية، فحتى ولو "سخر" أحدهم من المحتوى الذي أقدّمه، فسيعمد جمهور ذاك الشخص لمطالعة (مادة السخرية). وترااا أصبح جمهوره .. جمهوري.

الثاني/ أن النقد أو الانتقاد، سمه ما شئت. معناه وجود خلل ما تجب معالجته. لفت نظري من قِبل القارئ يستحق جائزة.

على سبيل المثال، راسلني أحد الأخوة الأعزاء بالرسالة التالية:

ومنذ فعل، وأنا حريص على الابتعاد عن المثالية في الأعداد.

وفيما يخصّ أعمال الغير، فلطالما حرصت على (توجيه النصيحة بالخفاء)، ثم اكتشفت أنني بذلك أضيّع الفرصة على الراغبين بشقّ طريقهم؛ النقد علنًا يُشبه البناء علنًا: كلاهما يُعلّم ويُجنّب أخطاء البدايات.

لذا، أرجو أن يعذرني أصحاب أكاديمية المعمل.

أعزائي هناك: النشرة البريدية لا تنفع في حال الأخبار العاجلة (كما تفعلون في نشرتكم). إذ لديكم -حتى لحظة كتابة هذه السطور- 

نأتي لنشرة رسائل مشفرة، اختيار العنوان ذكي فعلًا. الخطأ المُرتكب هنا: الحماسة الزائدة. إذ نلاحظ إدعاء فريق رسائل مشفرة أن نشرتهم ستكون أسبوعية، في حين أنهم منقطعون منذ 26-3-2022.

هل تعرف من أقترف جريمة أكبر؟ محدثك!
حيث أعلنت أن بودكاست مخفوق الكلام سيكون شبه أسبوعيًا، لكن لم أنشر حلقة (رغم مرور عامين ونصف على الإعلان)

صحيح أن قول الشاعر ينطبق عليّ:

لا تَنهَ عَن خُلُقٍ وَتَأتيَ مِثلَهُ .. عارٌ عَلَيكَ إِذا فَعَلتَ عَظيمُ

مع ذلك، لا زلت غاضبًا! إذ أن روعة الأعداد السابقة تجعلني ظمآنًا للمزيد (وأنتم تعرفون العلاقة بين الظمأ والغضب)

نأتي لصانعة المحتوى المرئي (تدّعي أنها كاتبة محتوى.. دون دليل!😝) الآنسة سنا حسام، ونشرتها 💥ومضة💥

أعترف أن افتتاحية أعدادها.. سحرتني 🤩

💟

💟

عتبي عليها: الانقطاع.😔

وبما أنها غير مهتمة بالمحتوى المكتوب 😛 فربما اشتراكك في قناتها على اليوتيوب "لايت سترايك | Light_Strike" يُسعدها
[بما أن الوصول إلى 1000 مشترك ضمن قائمة أهدافها للعام الجديد]

نشرات بريدية لم يترك أصحابها وسيلة تواصل [أرجو منك مشاركة العدد، علّ رسائلي تصل لأصحابها]:

  • هوية جديدة - فتاة الفيغما: النشرة بسيطة ومتنوعة، كما يُفترض بالنشرات البريدية أن تكون🤩. إنما في العدد الأول، تطلب صاحبتها -صالحة كما ورد في العدد الثالث- مشاركة القراء أمنياتهم معها، ولا أدري كيف سيفعلونها وهي لم تدع وسيلة تواصل! [حسنًا، يمكنهم ذلك عبر الردّ على العدد 😅.. المهم الفكرة وصلت]
  • نأتي لنشرة منى حاج يحيى البريدية، حيث وعدتنا أ. منى استكمال الحديث حول العلاقات العامة في الأسبوع القادم (نُشر العدد بتاريخ مميز: 22-2-2022). وكان ذلك أول وآخر عدد! أرجو أن نشهد عودتها قريبًا.

وبالحديث عن النقد: تُشير الإحصائيات إلى أن أكثر من نصف المشتركين لا يتصفحون العدد.

ما يدفعني للتساؤل: ما الخطأ الذي ارتكبته في الأعداد السابقة، فزهِد هؤلاء الأعزاء بالنشرة؟ 😭

في الختام.. تذكروا: أنا أحبكم 💘

مشاركة
الكتابة داخل صندوق!

الكتابة داخل صندوق!

عن الكتابة وطقوسها غير المحكية

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من الكتابة داخل صندوق!