ركزّ حتى أراك! - العدد #11

بواسطة م. طارق الموصللي #العدد 11 عرض في المتصفح
العدد غير مُدقق، وغير مُنقح، ويتضمن قفزات واسعة بين الأفكار = دليل على تشتت الانتباه!

"تشتت التركيز" أحد المواضيع التي أردت الحديث عنها منذ زمن. فكل يوم، يخرج حاسوبي من وضع السُبات "Hibernate" لأقابل سيل ألسنة التبويب لمشاريع لا تنتهي🔄.

وإن أردت التعصّب لحرفتي🤘، فسأقول أن الكاتب هو أكثر من يتطلب عمله التركيز، فإن أحتاج المصمم لـ 25 دقيقة (بعد غياب المُشتت) حتى يعاود خوض التدفق Flow👀، فالكاتب يحتاج لأكثر من ذلك بكثير. وصدقني، لا أقول ذلك جزافًا؛ إذ أذكر شجاري مع أحد المصممين حين كنت أحادثه هاتفيًا، فإذا به يُرسل ليّ تصميمه الذي أنجزه أثناء حديثنا (أعتبرت فعله استهتارًا بحديثي👿، فقال: جميعنا -يقصد المصممين- يفعل ذلك لا شعوريًا).
فهل يستطيع أي كاتب الجمع بين الكتابة والحديث مع الآخرين؟ أشكّ😒.

وقد لا تتمكن -ككاتب- من خلق طقوس خاصة للكتابة، أو لا تريد ذلك (وذاك صواب) لألّا تُعطل من إنتاجيتك. لكن ليس بمقدورك التخليّ عن (طقس التركيز🤫).

"مقالة لن تُكملَ قراءتها"

بهذا عَنون الزميل أنس أبو سمحان تدوينته، وأنا هنا لأقول له: 

بلى، استطعت استكمال قراءة التدوينة، لكن ذلك تطلّب منيّ جهدًا مضاعفًا (على مدار 3 جلسات منفصلة). ليس بسبب رغبتي في تفقد شبكات التواصل الاجتماعي، وإنما لأن الموضوع المُثار كان يضغط على عقلي كشوكة عالقة بين أسناني؛ أردت الكتابة عنه. ما دفعني لقطع القراءة بغية تسجيل ما أثارته من أفكار.

لطالما اُقترحت الحلول لهذه المشكلة:

شخصيًا، لم يعد لشبكات التواصل الاجتماعي سيطرة عليّ🙄، وطريقتي كالآتي: ألغيت اشتراكي وإعجابي للصفحات والحسابات التي لا تخدم هدفي الأساسي: الكتابة.

بالضبط، باتت الكتابة ونشر المحتوى العربي هدفًا في حدّ ذاته، هدف قصير الأمد (بما أنه لم يعد ثمّة مكان للأهداف طويلة الأمد).

صحيح أن ذلك جعل حساباتي (مُملة)😑، بحيث لم يعد بمقدوري: قضاء مع الوقت المُسليّ عند حاجتي إليه. لكنه ضمِن ليّ -على الأقل- تركيزًا أكبر. ولكن..

مشكلتي مع شبكات التواصل الاجتماعي مختلفة 🥴

اكتشفت منذ فترة أن (التواصل) هو أحد استخدامات شبكات التواصل الاجتماعي [صدّق أو لا تصدّق!😅]. ولهذا، انطلقت في حملة تسويق لعلامتي التجارية الشخصية (لما لا نقل: اسمي ككاتب، ونختصر الأمر؟😕) عبر التفاعل مع صنّاع المحتوى الآخرين.

وأظنني سأُكمل خلال الأيام القادمة 6 أشهر من تطبيق هذه الفكرة، والنتيجة: 200 مُتابع جديد على تويتر - وقرابة الـ 100 على الفيس بوك😔.
لا أعتبرها نتائج مُبهجة، مما زاد في إحباطي قليلًا.

أعزيّ نفسي أحيانًا بأن (عدد المتابعين والمتابعات) غير مهم حقًا، وبأنني لم أكرّس نفسي لمهمة زيادته. غير أن الواقع يقول: هو مهم😓.

فحين يكون هدفك تكوين قاعدة جماهيرية واسعة قبل إطلاق كتابك الجديد، فإن لكل شخصٍ مكانته.

الكتاب الجديد

لنتفق مبدأيًا على مبدأ: لا تتحدث عن الإنجاز قبل إتمامه، أو على رأي المثل: لا تقول فول.. ليصير بالمكيول (المكيول= المكيال). بمعنى لا تستبق إعلان النتائج حتى لو كان السباق في الأمتار الأخيرة. فهذا يمنح شعورًا وهميًا بالإنجاز.

ربما من الأجدر توجيه هذه النصيحة لنفسي🥺، إذ تارةً أجدني أتحدث عن رواية تناقش (أزمة الجنس مقابل الغذاء في الحرب)، وتارةً أتحدث عن وضعي (مذكرات رحلتي مع العلاج الكيميائي) ضمن دفتيّ كتاب.
وبالطبع، التبرير جاهز.. 😕

البلاء يعمّ

حين نتحدث عن تأثير شبكات التواصل الاجتماعي على حياتنا، فهو لا يتوقف عند مقارنة الحيوات، بل يصل لمقارنة الإنجازات. فكَم مِن مرة أُحبطت حين رأيت "إصدارات الكتب الجديدة" - "أخبار المشاريع الجديدة" وغيرها.

حاولت قبل فترة زيادة التفاعل مع الحسابات على تويتر، فوجدت نفسي أنغمس في تهنئة ذاك وتلك على ما قدّموه للعالم، وأنا حيثما أنا! 😧

نعم، ربما بمقدوري التبرير لنفسي -ثانيةً- بأنني أدوّن على الأقل، ولكن تُراني مدوّن فعلًا؟ 😲

الترجمة مُتهم آخر

أُعرّف عن نفسي كمدون ومترجم مستقل، لكنني وجدت مع الأيام أن الشقّ الثاني "يطغى" على الأول. أدركت ذلك حين حاولت التدوين من بنات أفكاري، فأصطدمت بقفلة الكاتب! 😵 إذ أعتاد عقلي التعامل مع الأفكار جاهزة، بحيث لا يبقى أمامي سوى صياغتها بأسلوبي.

ظاهريًا، لا تبدو تلك مشكلة كبيرة، على العكس؛ المترجم ينقل المعرفة ويبني جسورًا بين الثقافات. لنكن واقعيين، ربما ينطبق ذلك على المترجم صالح علماني -رحمه الله- حين قرر تعريفنا على الأدب اللاتيني، لا على شاب طائش مثلي يُترجم: كيف تتوقف عن القلق حيال رأي الآخرين بك؟ ❗️

الأجدر، نقل معرفتي أنا؛ معرفتي بالأدب وفن الحياة ومفهوم السعادة (والخيبة أحيانًا)، هذا ما سيبحث عنه الآخرون بعد مماتي. أمّا تلك المعارف البسيطة (المُترجَمة) فيمكن للآلاف نقلها.. أفضل منيّ حتى😿.

لا أحد في مأمن ☢️

يذكر علي الأعرج، المدون الذي اكتشفته منذ فترة، في صفحته التعريفية عبارة:

لا يوجد لديّ أي حسابات على السوشيال ميديا، لذا فإن وُجِد أي شيء من مواضيع المدوّنة على مواقع التواصل الاجتماعي، فقد تمّ نقلها واقتباسها من هذه المدوّنة.

وبما أنني مهووس بتدويناته (رغم تعقيدها وشطوح بعض مواضيعها🤦‍♂️)، فقد أقنعتني نفسي أنه صاحب الموقف الصائب من شبكات التواصل الاجتماعي، لأُفاجئ بأنه (شريك في الجريمة) 

صحيحٌ أنه يستخدم تويتر "مستودعًا" لشذرات أفكاره، لكن مَن يعلم؟ ربما ينقلب ذات يوم إلى منافحٍ عنها.. ويضيع التركيز😏.

يُعاني حاسوبي مشكلة مزمنة، تدفعه للدخول في وضع السُبات فجأة، ورجحت أن السبب "ثِقل" نسخة ويندوز 10 عليه. لذا حاولت -مرارًا وتكرارًا- تنظيم الملفات داخله إيذانًا بنقلها إلى قرص صلب خارجي (External Hard Drive) بلا جدوى؛ الملفات تتراكم بسرعة خارقة: 

  • مشاريع عملائي.
  • صور -بلا حقوق- لاستخدامها.
  • أفلام سينمائية -ومتحركة Animation- حول المواضيع التي تشغلني حاليًا.
  • كتب PDF عن مواضيع لم أعد مهتمًا بها (فلا أنا بقادر على حذفها "لأنها شرعية" ولا أنا بقادر على قراءتها!).
  • عشرات جداول Excel أنشأتها بُغية تنظيم عملي المستقل.

والقائمة تطول. لكن لن تجد فيها بندًا لـ(مشاريعي الكتابية)! 🤷‍♂️

والآن، ليس بمقدوري التركيز والخروج بمزيدٍ من الأفكار.

الباب السريّ 🚪

[تذكير: أحاول عبر هذه السلسة القصيرة نقل معرفتي -سواء بالترجمة أو بالتجربة- بعالم القصة]

وعدتك -في العدد/الجزء السابق- بإجابة سؤال: كيف تعرف الأفكار التي ستشكل الأساس لقصتك؟ ومن أين تبدأ لتجدها؟ فها أنا ذاك..

سأبدأ بما هو واضح: نعيش في عالم يموج بالأفكار. لذا، لا نعاني من نقصٍ في الإلهام أو الرؤى، حيث إن كل ما نريد معرفته هو مجرد بحث واحد.

ومع ذلك، فمشكلة هذه الوفرة هي بحاجتها إلى جهد عظيم لفلترتها (كما ذكرت في مقالة كيف تنجو من (طوفان المعلومات) الذي يعيشه عالمنا اليوم؟). إذًا، حين نبحث عن الأفكار التي ستصبح "قصصنا"، كيف نعرف من أين نبدأ؟ ما الأفكار التي تصلح لأن تكون قصة؟ حسنًا، أمتلك الحل لهذا اللغز 😌

اتضح أن كل فكرة تخطر ببالك تتضمن قصة "مخبئة" داخلها. ولاكتشافها، تحتاج إلى استخدام أروع أداة في العالم:

المنظور المواضيعي The Thematic Lens

ربما تكون قد سمعت عن (السمة - Theme) من قبل. فتعريفاتها في كل مكان، ولكني أجد أن معظمها مليء بالمصطلحات اللغوية والتعقيد المتكلّف.

لذا خرجت بتعريفي الخاص لسِمة القصة: السِمة = المشكلة التي تطرحها القصة والخلاصة.

نعم، بهذه البساطة!

وكما اتضح  ليّ -عبر سنوات من كتابة القصة- أن السِمة لا تقتصر على مستوى (القصة). بل تنطبق ​​على مستوى (الفكرة) أيضًا. ولتتمكن من رؤيتها، عليك استخدام المنظور المواضيعي Thematic Lens لتقسيم أفكارك إلى مشاكل وخلاصات.

على سبيل المثال ، دعنا نلقي نظرة على هذا الاقتباس بقلم الروائية آن لاموت Anne Lamott:

سيعاود كل شيء -تقريبًا- العمل حين تُطفئه لبضعة دقائق، وذاك ينطبق عليك.

 آن لاموت

ما السِمة الموجودة في هذا الاقتباس؟

حسنًا، إذا قسمتها إلى مشكلة وخلاصة، فستبدو كما يلي:

الآن بعد أن حددت (المشكلة) و(الخلاصة)، يمكننيرؤية بداية قصة تتشكل في عقلي. ربما سأقدم شخصية طموحة تعطي الأولوية لإنجاز المهام، لكنها دائمًا ما تتأرجح على حافة الإرهاق. أو سأبحث عن دراسة حيث حاول الباحثون فهم الرابط بين الطموح والإرهاق، ومعرفة ما إذا كان هذا شيئًا يمكنني بناء سرد حوله.

توجد مسارات عدّة يمكن لهذه القصة أن تسلكها، لكن كل شيء بدأ بعد أن تمكنت من إيجاد السِمة داخل اقتباس بسيط.

خلاصة الخلاصة:: 

حدد المشكلة والخلاصة التي تريد معالجتها في قصتك. هذه هي نقطة البداية لكل شيء. المهم أن تتأكد من حصر معظم تركيزك على أحد هذين المكونين فحسب.

في العدد القادم، سنتشارك أول مهمة تساعدك على الاستفادة من المنظور المواضيعي. اتفقنا؟

أداة سحرية من الـ 📦

قد تسمع "خواص" صناعة المحتوى يتحدثون عن التدوين المتخصص باعتباره وسيلة لصنع علامتك التجارية الشخصية Personal Branding

شرح الموضوع قد يطول، لذا سأختصر وأقول: أنه يمنحك القدرة على الظهور بمظهر المحترف.

والمحترف، هو مَن يعلم ما يود الزائر معرفته دون أن ينبس الأخير ببنت شفة!

حسنًا، هناك حيلة يمكنك استخدامها؛ الاطلاع على قسم "أسئلة طرحها الآخرون" ضمن نتائج بحث غوغل، ثم التدوين عنها.
مشكلة هذه الطريقة أنها (مُخصصة جدًا)، بمعنى: سيُظهر لك العم غوغل تلك النتائج بما يتوافق مع موقعك الجغرافي وغيرها من العوامل. لكن:

  • ماذا لو كنت تعيش مثلًا في سوريا، في حين أن معظم جمهورك يعيش في السعودية؟
  • ماذا لو كنت تودّ تنويع التدوينات بحيث تغطي جوانب عدّة للسؤال ذاته؟
  • ماذا إن أردت التخصص فعلًا: قسم "أسئلة طرحها الآخرون" يقدّم لك 3-4 أسئلة عامة، وأنت تريد التعمّق أكثر في الموضوع، فماذا تفعل؟

هنا يأتي دور أداتنا السحرية: AlsoAsked

وقد فصّل الزميل يونس بن عمارة -مشكورًا- في شرحها هنا

من خارج الـ 📦

📤 غالبًا ما أسعى -ضمن القسم- لدعم النشرات البريدية الجديدة، وينطبق ذلك على نشرة hessahpeace البريدية، والتي انطلقت منذ شهر ونصف تقريبًا بعدد يتيم ومشتركين يُقارب تعدادهم الـ 1,000 (تبارك الله تعالى). ما أريده منك عزيزي ألّا تكتفي بالاشتراك، وإنما أن تُطالب أ. حِصة (صاحبة النشرة) بالمزيد من محتواها الرائع 🤩.

📤 بعضهم وبعضها -وأقصد الأشخاص والأشياء- تدخل حياتك.. فتتسائل: أين كنتم طيلة تلك الفترة؟ ينطبق ذلك على صديقي هشام فرج ونشرته البريدية المميزة نشرة 5/3/2 🥰

📤 أن تصبح أبًا، يعني أن يسيطر مفهوم الثقافة المالية على جلّ تركيزك. ذاك ما دفعني للاشتراك في نشرة بشرى المالية

✅ إن كنت تتسائل عمّا نشرته منذ آخر عدد، فلم أنشر الكثير 😅:

و "ما له وما عليه؟" عبارة عن سلسلة من تقييمات لمواقع الشركات؛ كمتصفح عادي وككاتب محتوى. أرجو أن تنال إعجابك 😚

🔖 هل تعرفت على صديقي (طومار)؟ هو يبحث عن أصدقاء جُدد (يبدو أنه يفكر في التخلي عنيّ😭)

يومًا طيبًا 🌤

مشاركة
الكتابة داخل صندوق!

الكتابة داخل صندوق!

عن الكتابة وطقوسها غير المحكية

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من الكتابة داخل صندوق!