الثراء- العدد #52

16 أكتوبر 2025 بواسطة عهد #العدد 53 عرض في المتصفح
قول ثراء 3 مرات وتصير غني!

في وسط تراهات الطاقة والجذب.. هل جرب أحدهم حقيقة جذب المال لو كررت نداءه؟ > اسأل لصديق

البــيـــرق

وفق لغتنا الثرية، الكرم والسخاء والجود وإن كانت تصب في أنهار العطاء إلا أنها تتباين في معناها. فالكرم يعني العطاء بطيب نفس، والسخاء أن يلين الإنسان بعد السؤال فيعطي، والجود هو كثرة العطاء دون السؤال. فما علاقة هذه التعريفات في نشرة اليوم؟ 

يهيض خميس هذا الأسبوع نشرتي السابقة البذل #47، التي ناقشت فيها الزاوية المظلمة من الكرم، حين يستنزف وجودنا الدائم، وأهمية الأنانية الصحية المحكّمة في تلك الأحوال. إلا أن الكرم نهل عذبٌ ممتد يلمس كل أطراف حياتنا، ولأن جوانبه عديدة ومديدة، نناقش اليوم المفهوم الأثمن على مر الأزمان: الــــــــثــــــراء ثــــــراء الــــــروح.   

«يسبح في الفلوس» مثل شائع لوصف الثري

«يسبح في الفلوس» مثل شائع لوصف الثري

لن أناقش ابتذالات نبذ أهمية المال وإيعاز السعادة تمامًا لأسباب متنوعة، ولكن أتأمل مدى وسع مفردة الثراء، التي حُصرت في الأملاك والأموال دون غيرها، وما دونها فهو مجرد كذب وخداع، وهنا تكمن المشكلة

يطري علي دائمًا قصة العروسة التي تقضي شهر العسل في فرنسا، وعندما فتحت رسائل عائلتها وجدتهم مجتمعين في الحوش (فناء منزلهم) واخذت تبكي حسرةً لو كانت معهم. وهي لعلمك قصة تهكمية تداولها الناس للضحك، ولكن لو أقول أنني افهمها هل ستضحك علي كذلك؟ 

في اقتباسًا عابر قرأته قبل عدة أعوام، كانت تتحدث إحداهن عن قيمة إعداد الشاي لزوجها وإن كثر الخدم، والنوم على الوسادة بأمان وإن كانت محشوة بالريش المنتوف حبّة حبّة. وهذا ما يدعي إلى الثراء الحقيقي، فمهما بلغت الماديات حجمًا وسعة ما الجدوى إن لم تكملها مشاعر صادقة؟ 

أفضل أن اجلس في بلكونة منزلي على أن أكون تعيسةً في باريس! وأن اقضي جلّ عمري مع رجل يجعل من كل حدثٍ صغير لحظةً تخلد في ذاكرة المحبة على أن اطير في مركبةٍ خاصة وحيدةً اهلّ العبيري. أفضل أن اعيش لحظةً تكتسي بصادق الشعور على أن اعيشها بماديةٍ مجرّدة من أي شعور! فالماديات كيفما كانت وأتت تظل مجرّدة المعاني وقابلة للتعويض، إلا القلب وما حوى

«الشاعر اللي راس ماله ريالين .. جنات شعره بلبساتين وتبها

مسكين يلي تطمع المال مسكين .. أثر القناعة بيرق اللي كسبها» - علي الحارثي

لطالما اضحكتني هذه القصيدة للشاعر الحارثي، ألقاها في أحد حلقات شاعر المليون عندما أُعلن خبر خروجه من المسابقة لحصوله على أقل نسبة تصويت. استهلها بالتحدث عن كل الأحلام التي نظمها أملًا بالظفر في المليون مثل العمارة التي ينوي تشييدها، والحبيبة التي يخطط لخطبتها، ثم استكمل يشرح الواقع والوقائع المريرة وعودته لدفتر الدين وتسجيله في بقالة الحي، ليختم بـالثمن الأغلى والمكسب الحقيقي؛ كل علاقاته ومعارفه التي كسبها «أثر القناعة بيرق اللي كسبها».  

الأكيد، أن القناعة لوحدها عادة وطبع تستوجب تطويع النفس وتهذيبها. لا ليس من السهل قول لواهيب الرياض ولا جنة أوروبا، ولكن القناعة بأن الأمان والأهل والأصدقاء غالين الأثمان، وأن وجود شيء يُغطي على شيء آخر. والمحظوظ من ظفر بالمال والحال على حدٍ سواء، لكنها الحياة.. لمن تستوي؟ 

ربما لو قرأت نشرتي هذه قبل كم عام لضحكت وقلت يا لهذه المثالية! لكنني بعقلية اليوم لا اسميها مثالية بقدر حاجةٍ ماسّة لحقيقة عذبة في وسطٍ يعجُ باللاشعور. تعرف سؤال «المال ولا الحب»؟ لطالما كان سؤالًا مبتذلًا بالنسبة لي، فالحب لحاله «ما يوكل عيش»، والمال لحاله «لا يشتري السعادة». ولكنني اختار بقلبٍ كساه حسن الظن الحياة الوسطية التي تغنيني مشاعرها قبل دراهمها. 

ختامًا، عزيزتي وعزيزي القراء، هذه النشرة الخميسية التي تدعو للثراء والسلام في ذات الآن -يا لشجاعتي- تُعبر عن رأيي وليست معصومة عن الخطأ أو تقتضي جل الصواب، ولو كان لك رأي آخر شاركني إياه بالتعليق على النشرة أو الرد على هذا الإيميل. 

كاتبتكم المعهودة والثرية بوجودكم: عهد🌷

*إذا اعجبتك هذه النشرة أطّلع على أخواتها السابقات (:

الــنُــظم - العدد #48 - نشرة نَجوى عهد | هدهد

فـاصل شــعري
gohodhod.com

متلازمة الحب🪽 - العدد #41 - نشرة نَجوى عهد | هدهد

لا للرومانسية!
gohodhod.com
مشاركة
نشرة نَجوى عهد

نشرة نَجوى عهد

نشرة خميسية تضم تأملاتي الذاتية والكونية وحتى التهكمية!

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من نشرة نَجوى عهد