الجــمــل - العدد #61

«وصبرت صبر الجمل .. يا ناس كيف العمل!»

أحب عندما يغنيها محمد عبده؛ لأنني أجد الناقة أعظم رمزيةٍ للصبر والكفاح في ذات الآن.

قلب السنة العاصف

في محادثتي مع إحدى صديقاتي العزيزات -وأحد أهم جماهير النشرة- الدانة الثمينة، وفي أحد موجات المشاعر العاتية التي نخففها بالضحك، استذكرت معها نصيحة وحدة ذكية تقول «أجِّل حزنك ودموعك لساعةٍ مخصصة» والتي على قدر غرابتها إلا أنني أجدها مثيرة، فإن كنا ننوي تأجيل أعمالنا فلمَ لا نعامل المشاعر العاتية بصفتها عملًا مجهدًا .. ونحجز له موعد؟! لقاء مثير بين الشخص ومشاعره ووسادته، أو مع مذكراته، أو خلال ساعة المشي، أمام البحر، من أعلى الجبل أو من أي مكانٍ نبوح فيه وتستباح فيه مشاعرنا؟

ويثير نشرة اليوم غيوم الرياض المتلبدة في السماء، وهواء -وليس هوى- ديسمبر الذي يبدو لنفسي حساسًا، وهل السبب نهاية العام التي تقترب؟ رغم أننا على وشك أن نكون في (رأس السنة) إلا أن المشاعر والأهداف والشلّة تبدو وكأنها في جدالٍ محتدم بين (عقل وقلب السنة). وهذا الجدال بدوره يستنزف البطارية، ولو كنت معي في ذات الموجة فستفهم شعور الناقة فعلًا التي لابد لها المضي في الصحاري رغم المشقة ونقص مخزون المياه.

وفي معمعة نهاية العام والناقة التي تدركها المشقة، والجدالات المحتدمة.. كيف العمل؟

هل يا ترى تدرك الناقة مدى قوتها؟

خمسة X خمسة

هي قاعدة بسيطة ربما مرت عليك من قبل، لا تحل عقد نهاية العام أو تنهي الجدالات، ولكنها للحياة اليومية تطبطب على القلق وتُسكِن أمواجه، بل وتُنزل المواقف منازلها. ببساطة، عندما تحل عليك أحد الغيوم المشتتة، وتثير فيك القلق والتوتر، اسأل نفسك «هل بعد خمس سنوات بيكون الموضوع مهم؟!» فهل جدالك اليوم مع مديرك وزعلك مع صديقتك واحراجك في موقفٍ ما حــــــــــقًـــــــــــــــــا سيؤثر عليك بعد خمسة أعوام؟ أو أنه مجرّد خطأ وانتهى، زلة لن تكرر، خصومة ستسامح، وذكرى محرجة ستنسى؟ 

هذه الممارسة البسيطة تستوقفك أمام نفسك لمدة خمسة دقائق لتأخذ وقتًا قصيرًا حتى تجاوب جوابًا يحفظ بطاريتك من الاستنزاف فوق التوافه، أو المشاكل التي لا تحتاج منك كل هذا الجهد لتفكر بها. 

ختامًا، هل مشاعر نهاية العام الجيّاشة محقة في وقعها أم أنها نتاج عجاج العام المنتهي؟

غير «الخمسة X خمسة» هل لديك ممارسة أخرى تنزل الأمواج منازلها؟ شاركني بالتعليق على النشرة أو الرد على الإيميل.

كاتبتكم المعهودة والمكافحة أمام العواصف: عهد🌷 

*إذا اعجبتك هذه النشرة أطّلع على أخواتها السابقات (:

الفصل الخامس - العدد #34 - نشرة نَجوى عهد | هدهد

سحر البدايات- العدد #٢٩ - نشرة نَجوى عهد | هدهد