متلازمة الحب🪽 - العدد #41 |
12 يونيو 2025 • بواسطة عهد • #العدد 41 • عرض في المتصفح |
لا للرومانسية!
|
|
بينما بكى كل الأطفال في أول يوم في الروضة قلت لوالدتي بحماسٍ ولهفة «ايوه روحي أبي اقعد هنا».. ليتني استطيع أقابل نفسي الصغيرة وأحيي شجاعتها. |
تنميط الكره |
الكره شعورٌ ضخم، أشبه بدوامةٍ سوداء تبتلع صاحبها. وعلى مدار السنين لاحظت (تنميطًا للكره).. بمعنى اقترنت وطُبّعت بعض الأشياء بالكره، ككره المدرسة/الجامعة لدرجة لو قابلت أحد يقول لك «أحبها» لاعتبرتها ظاهرة! وربما مؤشر لذكاء أو جنون صاحبها، وكما هو الحال في كره الأقارب، كره الدوام وغيره.. والحقيقة أن الكره في هذا السياق هو ضعف تسمية الشعور. |
الأكيد أننا لسنا مطالبين بحب الأشياء التي ربطها المجتمع بالكره، ولكننا أصلًا لسنا ملزومين بهذا الحب.. في عبارةٍ أخرى، من طلب هذا المحبة؟ |
لماذا نظن أننا ملزومون بحب الدوام، والأقارب، والدراسة ووو...إلخ؟ وهذه هي المسألة. لمَ ارتبط عندنا إنجاز الشيء بلزوم حبه؟ أظنها خرافة تناقلناها عبر الزمن، أو أسطورة عن شخصٍ حبوب يحب الحب ومحظوظ كفاية أن يحب كلما يفعل. الحقيقة أننا لسنا ملزومون بحب الأشياء، وربما لو تركنا هوس «الشغف» لاستطاعت انفسنا أن تجد مساحةً كافية لتقبل صعوبة الأمور، بل حتى وخف الضغط الذي انشئ كل هذه المشاعر السلبية تجاه أمورٍ في قمة العادية. |
لا استطيع أن أصف الراحة التي غمرتني عندما أدركت مثلًا أنني لست مطالبة بحب جميع أقاربي والجمعات الكبيرة. نعم، لست مجبورة أن أحب كل إنسان يربطني معه الدم والجد. وعندما زال هذا الغمام عني، استطعت أن أُنزل المشاعر منازلها دون تضخيمها، وعرفت أن عدم المحبة ليست بالضرورة كره.. أن لا أحب قريبتي الفلانية لا يعني بالضرورة كرهها! ببساطة سميت المشاعر والمواقف كما تستدعي، فأصبح الأقرباء الذين لا أحبهم ناسٌ احترمهم، إن جمعتنا المواقف سلمت وجاملت، وإن افترقنا ذكرت بالخير ومضيت، وتذكرت الدين الحنيف الذي هذّب هذه المشاعر والطباع وأمر بصلةِ الرحم. هذه الصلة التي تُعنى بالمودة والاحترام كيفما كانت الظروف، والنيات يتكفل بها عالِم ما في الصدور. |
وانطبق الأمر ذاته على الجامعة والدوام وغيره، ففصخت رداء هوس المحبة والشغف، وداومت لأنني أحب النجاح، وواضبت لأنني احتاج راتب نهاية الشهر. بالطبع يخالني كثيرًا خليطٌ من الملل واليأس والضجر والإرهاق والتعب، لكنها مشاعر لا تعني بالضرورة الحقيقة المطلقة عن الأشياء. هل تعرف هذاك المثل الأجنبي الذي يقول «أنت حظيتَ بيومٍ سيء وليست حياةً سيئة بأكملها»؟ تتشابه هنا الفكرة، فمشاعرك السلبية تجاه بعض الأمور لا تعني دائمًا أنها صحيحة ودائمة. وكلما شعرتُ أنني أهوي للكره الذي يدفعني لحواف الجنون، هدأتُ نفسي العجولة وحاولت تقويم الأمور. |
وما يساعد في التقييم والتقويم تسمية الشعور الصحيح.. فما المقصود؟ |
![]() الفيلم المنشود Inside Out |
عجلة المشاعر |
تندرج عجلة المشاعر ضمن الذكاء الاجتماعي، هذا الذكاء الذي يقوم أولًا على الانسان وفهمه لذاته وصولًا إلى تواصله الفعّال مع الآخرين. |
هذه العجلة المباركة تساهم في فهم المشاعر بصورتها الواضحة دون ضبابية الانفعالات -ووساويس الشيطان في سياق آخر-. وهذا الفهم أصله تسمية الشعور، فعندما تعرف ما هو شعورك الحقيقي، تهتدي لأصله وسبل التعامل معه بل وحلّ تعقيد المشاعر وتبرير تغيرها مع الوقت. فتخيل مثلًا أن يحصل لك موقف يفجّر براكين الغضب في عروقك، أو يحرنك حزنًا جمًا.. هذا الدائرة تسمي الشعور الدقيق، فهل هذا الغضب عند تعريته ما هو سوى خوف؟ وهل هذا الحزن مجرد إحباط وخذلان في كلماتٍ أخرى؟ |
وفقًا لأحد مطوري العجلة الأخصائي النفسي Robert Plutchik في عام ١٩٨٠م، قسّم المشاعر إلى ٨ أقسام رئيسية، كل قسم يندرج تحته المسميات المختلفة. والأقسام الرئيسية على النحو التالي: |
![]() المشاعر الثمانية الأساسية تقع في الدائرة الثانية. لاحظ تدرج الألوان إذ يعكس حدة المشاعر؛ فكلما كانت أغمق يعني زادت الحدة. |
• الفرح وضده الحزن |
• الخوف وضده الغضب |
• الترقب وضده التفاجئ |
• الاشمئزاز وضده الثقة |
وكل شعور يحمل في طياته مشاعر تابعه أو حتى مزيج من المشاعر الثمانية الأساسية، كأن تشعر بالفرح والترقب وهذا ما نسميه بالتفاؤل! |
وعلى هذا المنوال تمضي العجلة، لا تهدف إلى تشتيتك عن شعورك أو حتى محاولة غمر مشاعرك الحقيقة؛ ولكنها تساعد في تبسيط تعقيد المشاعر قدر الاستطاعة. |
إليك موقع تفاعلي يساعدك في التعرف على أصل الشعور حال النقر على العجلة. |
Plutchik's Wheel of Emotions: Feelings Wheel • Six Seconds
Grow your emotional literacy with Plutchik's Wheel of Emotions. Then download the free Practicing Emotional Intelligence eBook to go deeper!
www.6seconds.org
|
![]() تصميم أبسط للعجلة من الأخصائية Gloria Willcox حيث قسمت المشاعر إلى ٦ أجزاء رئيسية، ليندرج تحتها المشاعر المتعلقة بها حتى وصلت إلى ٧٢ شعور. تخيل أنك تشعر دائمًا بالغضب بينما يوجد ١٢ شعور قد تفسر السبب! |
ختامًا، يؤمن Plutchik أن كل شعور يخدم غايةً ما تجعله قيّم في ذاته ويؤخذ بالاعتبار. واؤمن أنا أن محاولات فهم المشاعر تساعد في تقويم الذات وتهذيبها، وتقلل حدة تحكمها في الشخص بدلًا من تحكمه فيها. |
قد تكون هذه النشرة أحد أجمل وأقرب النشرات لقلبي كوني شاركتكم فيها أحد أكثر المواضيع التي جذبتني لفترة طويلة🤍 |
كاتبتكم المعهودة والمحبة: عهد🌷 |
*إذا أعجبتك أعجبتك هذه النشرة أطّلع على أخواتها السابقات(: |
متنفس🌬️ - العدد #40 - نشرة نَجوى عهد | هدهد
أربعون نشرة والقادم أعبر3>
gohodhod.com
|
ابتذالات النموذجية - العدد #21 - نشرة نَجوى عهد | هدهد
نشرة لخاطر الإيميلات المتكدسة
gohodhod.com
|
التعليقات