نشرة غيمة البريدية - «اغتيال الهوايات🎣» |
8 أكتوبر 2025 • بواسطة هيا سليمان • #العدد 22 • عرض في المتصفح |
"لمَ؟ ويقيدك السؤال وكأن الأشياء لا بد أن يكون لها تبرير علمي ومكسب مالي..."
|
|
مرحبًا وصباح الخير☁️ |
مرت سنوات على انغماسي في الدراسة وفي أشياء أخرى وكانت عطلتي الأولى بعد أن سلمت رسالتي قبل أشهر، فاستسلمت في يوم ما أخيرًا للأفكار في رأسي، للألوان في يدي بأن تضيف الألوان على اللوحة بحرية وانغماس قرابة ساعة ونصف أو ساعتين لانتهي بلوحة لم تأتِ كما رغبتُ وتخيلتُ، لكنها فعلت في دواخلي مالم أتوقع إذ بي وأنا ألون بانغماس شعرت برغبة بكاء مع إدراك منذ متى لم أفعل هذا؟ ومالذي قيدني عنه؟ |
إذ كان بإمكاني أن أختلس طوال هذه السنوات أوقاتًا كافية لأمارس ماأحب… لكن إدراك أن ذهني صار خالٍ من تلك المهام وذلك القلق الذي يضج فيني وأتعبني جعلني أشعر بغصة ورغبة بالبكاء، كانت كل لمسة بالألوان على اللوحة تحررني أكثر، تدفعني للدخول في عالم آخر من الانغماس والتخفف وكأنه فعل حنون أقوم به لنفسي، أنهيتها فسعدت |
سألني شخص ممن هم حولي فيما بعد حينما رآها بنبرة تنم عن استغراب: |
" - لمَ هذه اللوحة؟ |
قلت: فقط هكذا" |
واستغربت واستنكرت في داخلي -طبعًا كبرت الموضوع حبتين بالنسبة للرسم ومايخصه هو أكثر مايعرفه عني من حولي ويشجعونه بشتى الطرق- مما أثار فيَّ تساؤلًا: "لمَ يجب أن نفعل كل الأشياء لسبب؟ ولمغزى؟ |
وهكذا في كل الأشياء لو تأملت في حياتنا |
حينما تبرع في إعداد الحلوى ستُنصح بعمل متجر أو بالتعاون مع متاجر |
-صاحبتكم كانت قبل ٥ سنين بتفتح متجر محشي كرنب"ملفوف"😂- |
حينما تبرع في شيء سيخبرونك بتحويله سلعة وبيعه والاستفادة منه وكأن الاستفادة الوحيدة في العالم هي البيع والشراء متناسين فائدة أعظم |
ولا ألغي فائدة البيع والشراء فكم شكرتُ بداخلي عدة أشخاص لبدئهم فكرة متاجرهم لنفعهم إياي بشرائي منهم |
ولكن لمَ على كل أفعالنا أن تسير وفق هدف وغاية ومكسب وهي بالفعل تُكسبنا الكثير دون أضواء ودون واجبات وطلب! |
هل عليك أن تكتب نصًا أو ترسم لوحة لأنه طلب منك فحسب إما لأمر دراسي أو لعمل أو لمساعدة شخص ما؟ |
ولأنني جربت أن أفعل مدفوعة من نفسي فحسب وشعرت بتلك المشاعر في داخلي وبذاتي تتنفس بعد كل ذلك الزحام، و أعصابي تسترخي بعد كل ذلك القلق والركض اليومي خلف الوقت والمهام، أستطيع أن أقول: أننا نغتال هواياتنا بسؤال المنفعة والمكاسب، ولا بد أن تُعتَق وتتحرر منه إلى هُويتها الحقيقة لكونها (هواية) من هوى نتنفس من خلالها متخففين من أعباء الحياة وهذا مغزاها وسببها الأسمى والأجمل! وهو المفتاح لكل قيد يتسلل إليك منك أو من غيرك ويسألك لمَ؟ فالإجابة: لأجلك. |
"تنتج أجسامنا موادًا كيميائية تسمى الإندورفين، وهي معززات للسعادة الطبيعية. عندما تقضي وقتاً في فعل شيء تستمتع به، فإن جسمك يمتلئ بهذه المادة السعيدة. لذا حاول قضاء بعض الوقت في الأنشطة المبهجة كل يوم، من المشي الهادئ في مكان تحبه، أو الرسم، أو الجري، أو ممارسة أي هواية تفضلها." |
*** |
من المصادفة وقوعي بعد فترة صدفة على رواية بعنوان (فهرنهايت ٤٥١) تدور أحداث الرواية عن عالم يصبح فيه وجود الكتب خطيئة ومحظورًا، فيقوم الرجل الإطفائي بمهمة وحيدة هي الإحراق؛ إحراق تلك الكتب… فتصور الرواية عالمًا باردًا كئيبًا وغريبًا وكأن البشر فيه يعيشون بطريقة آلية، وفي بدايتها يقابل البطل وهو إطفائي مهمته إحراق الكتب، من يكسر حلقة هذا الجمود بحوار وسؤال من فتاة تسأله: |
"أراهنك على أنني أعرف شيئًا آخر لا تعرفه أنت. يوجد ندى على العشب في الصباح. |
عجز فجأة عن تذكر إذا ماكان قد عرف هذا الأمر أم لا، وأغضبه ذلك إلى حد ما. |
أومأت برأسها نحو السماء وقالت: وإذا نظرت لرأيت أن هناك رجلًا على القمر. |
إنه لم ينظر منذ زمن طويل" |
ومن هذا السؤال ومقارنة بعالم الرواية، أسالني وأسألك: متى آخر مرة تنفست بعمق؟ نظرتَ للسماء؟ وتنبّهت و شعرت بالأشياء من حولك؟ بالكلمات؟ مارست هوايتك التي تسعدك؟ فليس الأمر بوجود الكتب وعدمها إنما بسير الإنسان نحو حياة باردة لا تشبهه. |
أثناء تعديلي للعدد صادفني مصطلح(العلاج بالفن)، فهل سمعت عنه من قبل؟ |
*** |
لقراءة العدد السابق: «جيت من عشب المواعيد يا دروب الحصاد❣️» |
شكرًا لقراءتك نشرة غيمة، انتظرني في العدد القادم يوم ٢٢/ أكتوبر، الساعة: ٢:٠٠م، ستجد غيمةً ما سماء بريدك -بإذن الله-☁️ |
التعليقات