نشرة خواطر مفكرة البريدية - العدد #43 لماذا يجب أن تشارك محتوى الآخرين لتنمو، وتبني قبيلتك، وتنشر أفكارك بإستمرار؟

أطل عليكم من جديد في هذا العدد من خواطر مفكرة الشهرية، إن كنت مشتركا جديدا فأنا عبدالعزيز آل رفده وهنا أستعرض لك آخر ما أقوم به من تدوينات، لاشاركك آخر قراءاتي 📚 أفكاري 💭 استماعاتي 📻 مشاهداتي 📺 آرائي الخاصة 💡 أنقلها لكم بأسلوبي وبشكل مبسط، و واضح، ومفهوم، أما إن كنت قارئا سابقا معتادا على سماع ضجيج هذه التدوينات والنشرات فيسعدني الالتقاء بك من جديد عبر هذه العدد.

والآن لننطلق 💨🏃

لطالما كانت الكتابة وسيلتي التي ألجأ إليها للتعبير عن ذاتي، أن يثيرني الفضول حيال مسألة ما، عقِبُها أفني عديد الساعات في قراءة المقالات، والكتب، ومشاهدة مقاطع اليوتيوب إن لزِم الأمر لإيجاد ولو بصيص أمل في العثور على جواب يجعلني أهدأ ولأكون أكثر بصيرة حيال ما طرأ على ذهني من أسئلة متعددة، ومن يدري ربما لأفيد غيري مستقبلا وأخبرهم عن معالم طريق سبرت أغواره من قبل. 

ولأُصدِقكَ القول لم أندم ولو للحظة واحدة في وقت ضائع على الكتابة، بل على العكس لقد فتحت لي آفاق لم أكن لأتخيلها، فعن طريقها  تعرفت على ما أميل له وأحب، ومتيقنا أكثر من أن تزجيتي لوقت ضائع من أجل الكتابة لهو عمل نبيل للغاية ولم يكن ضربا من ضروب العبث مطلقا، بل هي حالة أفهمها تماما من التدفق المستغرق الذي لا إحساس فيه لا بزمان ولا بمكان ما. 

ولأني أحب الخط العربي فإني أعرف تماما الشعور الذي يُنسيكَ الوقت، فتمرُّ الدقائق والساعات وأنا مستغرق في حالة أشبه بكونٍ متوقف ينتظر صنيعك الذي ستقدمه للدنيا على أحر من الجمر، لتأتي أيضا هواية أخرى مثل الكتابة مشعرة إياي بنفس إحساس القلم الذي أرفعه مرات، وأضغطه مرات أخرى مفرغا فيه الحبر على الورق، ولأصنع عن طريقها عبارة أبث فيها الحياة، وأن تكون متسقة في الشكل والحرف، وفقا لميزان النقطة الذين يعرفه من امتهن حرفة الخط العربي أو من لمَّ بأساسيّاته ليظهر رسم الكلمات والعبارات في مولد جديد باعث للحياة كصورة خط الرقعة، أو النسخ، أو النستعليق. 

فالكتابة من وجهة نظري مثل ريشة الرسام الذي يريد أن يظهر عن طريقها فنه، وروحه، وإبداعه، ذلك في أن يضع كل كيانه في لوحة واحدة وأن يولي فيها كل وقته من أجل ألا تشوبها شائبة، أو ألا يظهر فيها عيب من وجهة نظره، وخبرته، ومستوى قدرته على القليل، بل أن يسعى جاهدا في أن تكون نقية، طاهرة، وكاملة، ولا أظن أن ذلك سوف يكون دون أن يضع فيها (تجربته الإنسانية) أو كما يسميها الإنجليزي Authenticity وكما نسميها نحن العرب (الأصالة).

وأعتقد بأن هذا المفهوم تأصل أكثر بالنسبة لي بعد قراءتي لكتاب ماذا علمتني الحياة لجلال أمين في والتي كان يتحدث فيها عن سيرته الذاتية، وفيها كان يقول فيها بما معناه لكي تكون قصتك مؤثرة، وتخلب القلوب، فيجب أن تظهر بشريتك في الضعف، والانكسارات، وأن تعريها دون خجل، ويعود سبب ذلك لأننا كلنا ذقنا طعم الفشل والانكسار في حياتنا ولو لفترة بسيطة، وبهذا نكون أقرب ما نكون لبشريتنا الحقيقية والنقية، فحينما يقرأ لك أحداما سوف يقول (أهااا هذا صحيح لقد مررت بذلك من قبل، وقد أحسن الكاتب في وصف مشاعره جيدا في ذلك).

سبق وأن كتبت في مرة سابقة نشرة بريدية عن كتاب جلال أمين (ماذا علمتني الحياة) وقد مانت تحمل عنوان (ما هو تعريف الكتاب الجيّد؟).

درس تعليمي بسيط عن معنى الأصالة! 

وكما قرأت في مقدمة هذه النشرة لم أكن أدري ما الذي سوف أكتبه، بل جعلت العنان لمشاعري وأفكاري، وتشبيهاتي في أن تتدفق كريشة فنان، وحاولت أن أضع تجربتي (الإنسانية) لأخلق بعضا من الأصالة التي تنتسب لي، وهو نفس المنوال الذي أنهج فيه أعدادي السابقة، فلا بد من أن أضفي ما خالجني من مواقف، أو ملاحظات، أو تساؤلات، وأصب عبرها الكلمات جيدا عبر أزرار الحاسوب، وأفكر في المعاني مرارا وتكرارا، وأربط بين جملة وأخرى بُغية فهم القارئ لما أصبو إليه قدر استطاعتي.  

فحتى وإن شاهدت خطة للنشرة في نهاية هذا العدد، فهي ليست سوى وجهة أريد بلوغها، غير أني لا أعلم معالم الطريق البتة التي قد تعترضني إما بطلوع، أو انحدار، أو بالتفات حاد أو ما تريده بشدة ككاتب (الانسيابية المطلقة لكتاباتك). 

لنأتي على خلاصة هذه المقدمة وهي أن مزيج القصة، والتجربة، والمشاعر، هي ما أعنيه بالأصالة وهي ذاتك البشرية والتي بدورها ستخطف لب القارئ وتسترعي انتباهه منذ السطر الأول، فلا تهملها بل اجعلها نصب عينيك، فهي الخطاف الذي تريده ككاتب، لأن يقرأ لك، ولتتأثر وتؤثر أيضا. 

سبق وأن كتبت نشرة سابقة بعنوان ( ما الذي فعلته الكتابة بسمعتي الرقمية وتطوري المهني؟) فيها ذكرت ما الذي جنيته من الكتابة منذ بدأت وحتى عهد قريب، ولا أزال أجني منها ثمارا يانعة دوما. 

متى كانت الانطلاقة الفعلية لي في عالم الكتابة؟ 

قصتي مع الكتابة كانت في العام 2018 م حيث السنة التي بدأت فيها مسيرتي المهنية (كصيدلي) أيضا، ولعله كان توقيتا مثاليا لأن تنسّاب الأفكار والملاحظات التي أراها في العمل، ومحولا إياها إلى سلسلة من المقالات المتتابعة بشكل شهري، ولا عجب بأن كل موضوع له وقعه الخاص في نفسي وأعلم تماما لم كتبته وما هو الذي استرعاني لكتابته، وما هي مشاعري وقتئذ.

غير أن ذلك الوقت محاولاتي لم تكن إلا اجتهادات شخصية، مثل التائه في صحراء ويريد لماما من الماء كي يروي به عطشه، فكنت تائها ما بين مدونتي الشخصية في بلوقر Blogger وما بين النشر في منصة أكثر جودة واحترافية مثل زد للكتابة مقارنة ببلوقر، غير أني لم أجد مجموعة (قبيلة)  أو شخص يحتضنني ويطبطب على كتفي حينما أكتب لمدة سنتين كاملة، وإن انتابك الفضول حول ما كتبت خلال تلك الأيام فتفضل هذه صفحتي في موقع زد للمقالات، وهذا هو موقعي عبر منصة بلوقر blogger.  

المهم بأنني أعتبر نفسي كاتبا منتظما منذ ذلك أغسطس 2018 وحتى هذا اليوم وفيها نشرت في مختلف المنصات حتى اهتديت في يوم ما للعراب!

من هو عراب المحتوى العربي إذن؟ 

واحدة من هبات الكتابة هي أن تجود عليك بالمعارف، فمؤسس منصة زد للكتاب وهو الأستاذ عبدالمحسن العنيق قد أغدق علي بكرم منه مع بداية جائحة كورونا في أن يشركني في دورة تدريبة مجانية مع الأستاذ يونس بن عمارة، وهو الذي فتح لي آفاق لم أكن لولاه لأبلغها، بل ربما لن تجدني الآن أكتب هذا السطر، أو لأن تقرأ لي أنت الآن. 

فعلمني من جديد كيف أنظم الموضوع، ومن أين أبحث عن الكلمات المفتاحية، وكيف لي أن أستعمل علامات الترقيم بطريقة مناسبة، وبهذا استطاع أن يشذب أفكاري، ويقوم تعبيري، ويهديني لطريق الكتابة باحترافية، وربما هو ينسى كل ذلك لأنه يقوم بذلك مع الجميع، ولكن له فضل علي لا أنساه، ولأن الفضل يجب أن ينسب لأهله، كيف لا وهو الذي لم يبخل علي بمعلومة واحدة احتجتها منه لأجد عنده جوابا شافيا وزيادة، فهو حقا كما يقول عن نفسه في ملفه التعريفي بمنصة اكس X: 

وقد علمني أيضا في ألا حرج أن يبني قبيلته (مجموعته) في العلن عبر منصة التيليقرام Telegram وجانيا عن طريق ذلك المال، والعلاقات، ومستعينا بتسخير وقته وجهده في نموها وازدهارها سنة بعد الأخرى، وأظنه سيبلغ مبلغا عظيما في ذلك واسم هذه المجموعة التي تعنى بالكتابة والكتاب رديف التي يقوم بها بنفسه تعليم الآخرين الكتابة في عديد المجالات (المقالات، وصفحات الهبوط، والملفات التعريفية، وكتابة المنشورات، والترجمة، و و و الخ)، لاحقا أصبحت هذه المجموعة التفاعلية بحق موطن عدد من الكتاب، وفيها يشعر المنتمي لها بالألفة والراحة، وما يميزها أنها ليست حكرا على جنسية معينة بل المتواجدون فيها من أقطار الوطن العربي بكافة أطيافهم. 

ما هو أعظم درس استفدته من الأستاذ يونس بن عمارة؟ 

بالتأكيد هو الثناء على الأخرين وامتداحهم، والإحتفاء بمنجزاتهم ولو كان بسيطا من وجهة نظرهم، وهو السرور الذي يبعثه لقلب من يتابعه وبهذا يضخ الحماس والشغف في من أثنى عليه لينتج محتوى أفضل في كل مرة، ومن هذه الدورة التدريبية كانت أول علاقتي بشخص له باع طويل في الكتابة ببلوغه أكثر من 1800 مقال، وبهذا وجدت من يملك معي نفس القيم في حب الكتابة، ونشرها، والاحتفاء بها!

الأمر الآخر ألا أتوارى خلف عدد المتابعين القليل، بل أن أضع وعدا وأسعى له يوم بعد الآخر في أن أُتِمه، لذا اتبعت نهجه في بناء (القبيلة) كما يفعل هو لاحقا. 

ما هي السمة التي أتبعها في نشرة خواطر مفكرة؟

من يقرأ لي بشكل مستمر يعرف بأن هناك جزئية صغيرة أنقل فيها (مشاهداتي، وقراءاتي) المميزة خلال الشهر، ومن ثم أشير لصاحب هذه الفن في المقالة، أو الأفلام، أو الدورات التدريبة على منصة اكس X، وبهذا أضع السرور في قلوبهم أنا الآخر بهذا الصنيع الذي فعلوه، ليقوموا بالرد هم الآخرون في متابعتي على منصة اكس X، وعدد منهم اشتركوا بكرم منهم مغدق في نشرة خواطر مفكرة البريدية، فكيف لي برد جميلهم وحسن ظنهم اللامتناهي؟ 

فعبر نشرة أها من ثمانية البريدية تعرفت على عدد من الكتاب الرائعين مثل (إيمان أسعد، ورويحة عبدالرب، وياسمين عبدالله، وحسن علي) وهم ممن تحضرني أسمائهم الآن وأعتذر ممن لم أذكرهم لضعف ذاكرتي، ومن النشرات البريدية (نايف ثلاث مرات، وأحمد مشرف، ونشرة حاتم الشهري، ومحمد جواد) وأيضا يوجد الكثير ممن أستمتع بنشراتهم ولكن هم من حضروا ببالي الآن. 

وهنا لا بد أن أتوقف قليلا عند حاتم الشهري الذي علمني هو الآخر دون أن يعلم أهمية الوعي بأهمية العلامة الشخصية دون أن ينبس ببنت شفه، وبسببه حاكيته هو الآخر في أن أضع شعار خواطر مفكرة في بداية أي نشرة جديدة وفي نهايتها أيضا، وهو الذي توقف بعد نشره لمئة نشرة بريدية متواصلة، ومن يكتب بشكل دوري يعرف جيدا صعوبة أن تكتب بشكل أسبوعي، وأن تلتزم بهذا العهد المضني والمستزف للوقت والجهد معا، حتى أكمل مئويته حاتم وتوقف بعد ذلك!

هل أفهم منك أن صنيع الآخرين هو محتوى إضافي تستطيع الاستعانة به؟ 

الإجابة هي قطعا نعم، جميع ما يقع تحت يديك قابل لأن يكون محتوى تشيد به، وتشاركه الآخرين، وتنشره على أوسع نطاق ممكن، وذلك يشمل (المقالات، والنشرات، والكتب، والأفلام، والدورات، وكل ما هو مرئي ومسموع) الأهم من كل ذلك أن تخبر العالم كله من تأثرت به وحرك مشاعرك في أن تمتدحه وتسعده، وتسعد الآخرين أيضا ممن سيجدونه ويتبعونه، ومن يدري من يتأثرون به، وتذكر بأنك ككتاب يقع على عاتقك إثراء المحتوى العربي الذي يحتاجك دائما في أن تبث فيه روحك، وإبداعك، وأصالتك. 

ما هو المحتوى الذي أقوم عليه خلال هذا الوقت شخصيا؟ 

خلال ثلاثة عشرة أسبوعا منصرما كنت أعتبر نفسي في خضم معسكر تدريبي شديد الضغط، ولا زلت كذلك، وأهدف من هذا الجهد أن أخرج بقطعة محتوى واحدة أسبوعيا أخبر المهتمين في مجال التشريعات والشؤون الدوائية عن ما أدرسه في مرحلة الماجستير التنفيذي في جامعة الملك سعود، وكانت وسيلتي في ذلك اتخاذي من منصة هدهد للنشرات البريدية طريقة أطلق فيها النشرات البريدية تحت اسم (التشريعات في أسبوع) والتي ولله الحمد لا زلت أتلقى عديد الإشادات حول مضمونها، وهي ببساطة تلخص ما يقوم أعضاء هيئة التدريس بشرحه لنا بشكل أسبوعي.

وسبب مبادرتي بذلك هو عدم وجود أي شيء كان قد أشدني على معالم هذا التخصص بشكل واضح، ولأنه كان غامضا للغاية بالنسبة لي لأني أعمل في قطاع المستشفيات الحكومية، بينما من ينتسب لهذا التخصص يعمل في جهات أخرى مثل (وزارة الصحة، وهيئة الدواء والغذاء .. الخ) وبسبب ذلك جعلت من مهارة الكتابة سلاحا لي، بالإضافة إلى العلم الذي تحصلت عليه، وأخيرا جلدي المستمر أسبوعا بعد الآخر رغبة في النشر، وبهذا وضح الأثر لله الحمد من قبل ومن بعد، ولعلي سأفصل في نشرة أخرى في المستقبل عن هذه التجربة بشكل أوسع. 

ما هي الأسباب الخمسة للاحتفاء بصنيع الآخرين والإشادة به؟ 

من وجهة نظري هناك خمسة أسباب مهمة في الثناء على الآخرين والاحتفاء بأعمالهم وهي: 

1. تقديرك لأعمال الآخرين يعني فهمك العميق لما أفنوه من ساعات طويلة ليخرجوا لك بتحفة فنية تقرأها، أو تسمعها، أو حتى تشاهدها، فجهدهم هذا محل تقدير وإشادة، وأكثر من يعي ذلك هم الكتاب أنفسهم الذين يفهمون جيدا ماذا يعنيه البحث الجيد للخروج بقطعة فنية جيدة ومحل تقدير. 
2. مشاركة من تعجب فيه ويلهمك يعني أن تقول للآخرين هذا هو ما يمثل ذوقي واهتمامي، وهو نوع من أنواع الوعي بعلامتك الخاصة Brand awareness لما يتعلق بذائقتك وخلفيتك الثقافية والاجتماعية كذلك.  
3. أن تحصل على الأجل والمثوبة، وذلك في إدخالك السرور على قلب الفنان أيا يكن، أن تقول له أحسنت، فالإنسان بطبيعته يحب أن يرى أثرا لأعماله، وأن جهده لم يذهب سدى، بل قد يكون هناك شخص بعيد جغرافيا وفي أقاصي الأرض يقرأ لي ويهتم لأمر ما أنشر. 
4. أن تصنع علاقة مهنية وطيدة قد تنفعك مستقبلا، وبهذا تشكل رابطة صداقة جديدة به وبشبكته الاجتماعية ممن يحملون نفس القيم والمعتقدات التي تحملها أنت أيضا، وبالتالي خلق بيئة للتواصل والنقاش وإثراء المحتوى الذي تمت مشاركته، ومن ثم تعطي قبيلتك your tribe وأعني بذلك أتباعك الذين يهتموا لأجلك محتوى إضافيا يستمتعوا به.
5. تحقيق مبدأ وسائل التواصل في تلقي المعلومة وردها، ومشاركتها، والثناء عليها والاحتفاء بها، وتطبيق هذه الفكرة الرائعة حول وسائل التواصل وتحقيق أحد أهدافها في الأخذ والعطاء، وبالتالي تحصل أنت على نمو متصاعد في مختلف وسائل التواصل الاجتماعية وبهذا يكون الجميع فائز win-win situation.

هل هناك أسباب أخرى تظن بأنها مهمة في الإشادة بأعمال الآخرين والاحتفاء بها؟ شاركني بذلك في التعليقات 

ما الذي يقوله سيث غودين عن القبيلة، والقيادة، وصنع التأثير؟ 

لمن لا يعلم من هو سيث غودين، يعتبر هذا الشخص رائدا في مجال التسويق بشكل عام، وله عديد المقاطع في اليوتيوب، وقد نشر عديد الكتب في ذلك، وهو يدون يوميا كذلك، ولأن له باعا في المجال كنت قد شاهدت مقطعا له في منصة تيد اكس TedX بعنوان (القبيلة التي نقودها). 

The tribes we lead - Seth Godin - YouTube

يقول سيث غودين بأن الناس اليوم لم تعد تملك الوقت الكافي لأن تختار، وهذا يعود بسبب قلة الوقت وتعدد الخيارات المهول، لذا إن لم تكن مميزا للغاية Remarkable لن يؤبه لك على الإطلاق، وبهذا يجب أن تجد بالضبط قبيلتك التي سوف تسمع لك لأنك مميز للغاية، فالطبيعي من الناس The average سوف يتجاهله الناس، بينما على النقيض من يكون رائعا للغاية سوف يجد قبيلته، والذين بدورهم سوف يؤمنون به، وينشرون أفكاره ومعتقداته لاحقا بسبب إيمانهم به. 

كم هو العدد المثالي لأن تخلق أتبعاك أو قبيلتك الأولى؟ 

يقوم سيث قودين أنت لا تحتاج سوى لألف شخص فقط 1000 يؤمنون بما تقول ويحبون عملك بصدق، ويعود سبب ذلك بأن الناس في طبيعتهم غير منظمين not organized لذا هم لديهم توق شديد لمن يأخذ بيدهم  ويقود زمام المبادرة في ذلك، وبهذا يحصل التغيير ولكي تتحل عليها أنت تحتاج أربعة أمور أساسية وهي: 

لذا من المهم أن تسأل نفسك أسئلة ضرورية من قبيل: 

• ما هو الشيء الذي يزعجني بالفعل وأريد تغييره للأفضل؟ لا بد من شيء ما يثير حنقك بشدة وتريد تغييره أليس كذلك؟ 
• من تريد أن تتواصل معه بالفعل وتبني معه علاقة حقيقية ليكون من ضمن أفراد قبيلتك؟ يجب أن تكون دقيقا للغاية، تذكر أنت لا تحتاج سوى 1000 شخص فقط.

من هم القادة الحقيقيون؟ 

يقول سيث غودين بأن القادة الحقيقيون من يواجهون تحدياتهم بشجاعة بالغة، وبهذا يخلقون لديهم بيئة ديناميكية ومتغيرة باستمرار، وذلك لاستيعاب القبيلة وتغييرهم للأفضل، ولأن هذا كله لن يتم سوى عن طريق الالتزام بالوعد المعلن، والبناء العلني له.

وبالحديث عن الشخصية وبهاءها، وأهميتها، وقوتها، وحجم تأثيرها أو كما يسميها الإنجليز (الكاريزما charismatic) سوف تأتي مع خلق بيئة التغيير ومواجهة التحديات والالتزام بالعهد لا محالة. 

لذا أرجوك، تحرك الآن لشيء تتوق لتغييره بحق، لأن العالم كله ونحن بحاجته، ذلك لأن نعيش في عالم أفضل، ولأن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم. 

والآن دورك، ما رأيك فيما يقوله سيث غودين في بناء القبيلة والتواصل معها لإحداث التغيير؟ هل تؤمن بذلك؟ أم تنفي ما قاله؟ شاركني بذلك في التعليقات

ما الذي أقوم بقراءته هذه الأيام؟ 

أقوم هذه الأيام بقراءة كتاب (العادات السبع للناس الأكثر فعالية) لستيفن كوفي، وهو كتاب تأخرت كثيرا في قراءته لأمر لا أعلمه، وربما أنه وافق وقتا مثاليا في التحفيز لي على وجه الخصوص في مشروعي للكتابة.

يتحدث ستيفن في فصله الأول من كتابه عن أول عادة في الناس الأكثر فاعلية وهي المبادرة، ومن الرائع بأن ستيفن كوفي قد بنى فكرته في الفصل الأول لما آمن به الطبيب النفسي فيكتور فرانكل الناجي من محرقة الهولوكوست صاحب كتاب (الإنسان والبحث عن المعنى) الرائع والذي لُبّ فكرته تدور حول (أن كل إنسان هو المسؤول الأول عن مشاكله، وهمومه، وأوجاعه، خصوصا تلك التي باستطاعته أن يملك يدا في تغييرها).

فالمبادرة في وجهة نظر ستيفن كوفي إن حملت ثلاث أمور رئيسية وهو (المعرفة، والمهارة، والرغبة) سوف تقود لإحداث تغيير مذهل في الشخص الباذل من جهة ومن تأثر بهذا العطاء من جهة أخرى. 

في ماضي خواطر مفكرة سبق وأن كتبت نشرة سابقة تطرقت فيها لكتاب فيكتور فرانكل الإنسان والبحث عن المعنى بعنوان (الخطوات الخمس لإنشاء السرد القصصي، أمثلة من أعمال خالدة).

هل قرأت كتاب العادات السبع للناس الأكثر فعالية أو كتاب الإنسان والبحث عن المعنى؟ شاركني عن رأيك به في التعليقات. 

شكرا لك 🙏🏼 

بلوغك هذا السطر من النشرة يعني لي الكثير، أن تستقطع وقتا من يومك لقراءة هذه الأفكار هو أن تجود عليّ بكرم يوفق الوصف، لمن اشترك مؤخرا في النشرة، مرحبا بك دائما وأبدا، أتمنى أن تكون النشرة قد حازت على رضائك، وأعدك في تطورها الدائم والمستمر، بإمكانك مشاركة هذا العدد وما سبق من أعداد عبر ملف النشرة، يوجد منتج آخر للنشرة وهو البودكاست الصوتي، عبر تطبيقي آبل بودكاست، وساوند كلاود.

أيضا صدر لي كتاب إلكتروني أحكي فيه تجربتي في الصيام المتقطع منذ تعرفي عليه في العام 2013 وحتى اليوم وهو ما يزيد عن 10 سنوات، عن الأخطاء، والتغذية، والدروس التعليمية، ومشاركة الرحلة تجدها عبر الرابط وهو كتاب مجاني لأول ألف شخص يقوم بتحميله. 

كواليس وخطة النشرة 📷

إليك أيضا

نشرة خواطر مفكرة البريدية - العدد #42 مكافأة العادات (المؤلمة واللحظية) لها تبعاتها وهو صراع بشري أبدي، فكيف تختار أحدهما دون ندم؟ | هدهد

نشرة خواطر مفكرة البريدية - العدد #41 ما هي أفضل التجارب العلمية المطبقة التي ستساعدك في تذكر المعلومة أكثر بنسبة 40%؟ 🧐🧠 | هدهد