كيف بإمكانك صناعة علامتك الشخصية بطريقة أكثر إقناعا في وسائل التواصل الاجتماعي اليوم؟ نشرة خواطر مفكرة البريدية - العدد #47

بواسطة عبدالعزيز ال رفده #العدد 47 عرض في المتصفح
قصتي الشخصية في صناعة المحتوى وبناء العلامة الشخصية 

أطل عليكم من جديد في هذا العدد من خواطر مفكرة الشهرية، إن كنت مشتركا جديدا فأنا عبدالعزيز آل رفده وهنا أستعرض لك آخر ما أقوم به من تدوينات، لأشاركك آخر قراءاتي 📚 أفكاري 💭 استماعاتي 📻 مشاهداتي 📺 آرائي الخاصة 💡 أنقلها لكم بأسلوبي وبشكل مبسط، و واضح، ومفهوم، أما إن كنت قارئا سابقا معتادا على سماع ضجيج هذه التدوينات والنشرات فيسعدني الالتقاء بك من جديد عبر هذه العدد.

والآن لننطلق 💨🏃

***

منذ أن بدأت رحلة صناعة العلامة الشخصية في العام 2018 م كانت لدي تجربة تستحق أن أشاركها مع الآخرين، ويعود سبب ذلك كوني أعلم تماما الشعور المتردد الذي ينتابك حينما تريد أن تبدأ اليوم بالعمل على صناعة علامتك الشخصية فالأسئلة المتشككة التي تدور في ذهنك تتمحور دائما حول جدوى مشروعك في حال البدء، حيث تستبد بك الأفكار غير اليقينية عن احتمالات النجاح لمثل هكذا استثمار على المدى البعيد.

لذا يمكن القول بأن الأسئلة التي تأتيك هي من قبيل ( هل ما أقوم به سوف يعود علي بالنفع؟ ماذا لو أمضيت وقتي في شيء آخر ملموسا وذو نتيجة لحظية؟ هل هذه الاستمرارية في صناعة المحتوى دون وجود من يحمسك للمضي قدما طريقة فعالة أم خبط عشواء؟... إلخ).

تستمر معك الأسئلة دون انقطاع فتسمع بمتلازمة المحتال، وتتساءل عن سنك ومدى خبراتك التي تقلل منها في كونها منعدمة القيمة وعدم انتفاع الآخرين منها، وهكذا تدور في حلقة مفرغة دون أن تنتبه للهدف الأسمى من كل ذلك أو كما يقال عنه نجمة الشمال North Star في مشاركة تجاربك كلها بحُلوها ومرّها وأن تكون كما أنت دون أي ذرة تزييف.

قبل شهر من اليوم تلقيت دعوة من الدكتور معاذ الدعفس عبر موقع لنكدين LinkedIn وهو أحد المسؤولين المنظمين لمؤتمر سيفا SIPHA لعام 2025 م التابع للجمعية الصيدلية السعودية، فبكرم من الدكتور معاذ ظن بأن في محتواي الذي أقدمه في الكتابة لمنتج التشريعات في أسبوع البريدي ما يستحق أن يروى للآخرين من أجل إلهامهم وإخبارهم عن خلاصة هذه الرحلة ما بين الطريقة العامة في صناعة المحتوى في علامة خواطر مفكرة والثانية التي لاقت رواجا أكبر في المحتوى المتخصص مع نشرة التشريعات في أسبوع البريدية.

لذا لم أتردد مطلقا من جهتي في قبول الدعوة لأكون متحدثا يوم الخميس السادس من شهر فبراير في العام 2025 م مع عديد المشاركين الملهمين الآخرين في عالم الصيدلة. 

وفي حقيقة الأمر بأن ما قام به الدكتور معاذ في دعوته الكريمة كان قد وافق فكرة كانت تدور في مخيلتي عن تسجيل أقوم به ومشاركا فيها الآخرين مثل هذه التجربة في فضاء الانترنت وإتاحتها في متجري الإلكتروني لمن يرغب، لذا كانت دعوته المبدئية وحسن ظنه فيما أقوم به الشرارة الأولى لأن أقوم بإعداد المحاضرة باللغة الإنجليزية بعنوان بناء العلامة الشخصية بشكل مقنع في عصر وسائل التواصل الاجتماعي "Building a compelling personal brand in the age of social media".

يعود سبب اختياري لهذا العنوان دونا عن غيره بأنه فعلا في مرحلة ما في رحلتي مع الكتابة كنت قد وعيت بأهمية العمل المقصود والمتوالي من أجل صناعة العلامة الشخصية المرتبطة بالعلامة الشخصية التخصصية في مجال بعينه specific niche، وهي رحلة لم تأتي في يوم وليلة إنما صادفت عديد العثرات والتحديات وبالتأكيد الإخفاقات ولأن ما قدح في ذهني في العام 2018 م لبدء مشاركة رحلة التدوين هي فكرة كتاب مت فارغا لتود هنري حيث كانت الوقود الأول لرجوعي لعالم الكتابة بعد فترة من الانقطاع، لذا وضعت على نفسي عهدا بأني سوف أعمل بنفس مبدأه في أن أموت فارغا من هذه التجربة في صناعة العلامة الشخصية المرتبطة بالكتابة والتي سأشاركها معك اليوم عزيزي القارئ.

ما هي قصتي مع مهارة الكتابة؟ 

في مرحلة الطفولة كان الوالد حفظه الله يأتي لنا بالصحف اليومية خلال ذلك الوقت وتتنوع هذه الصحف ما بين جريدة الوطن، وعكاظ والرياضية ، فبعدما يفرغ كلا من والدي ووالدتي من قراءتهما وقبل أن ينتهي بهذه الصفحات لأن يؤل بها المطاف إلى سفرة طعام نأكل عليها بقية وجباتنا خلال اليوم أو لأن تستخدم من أجل تنظيف الزجاج في البيت.

أحاول أن أنتهز اللحظة التي يضعان فيها الصحيفة جانبا، وما هي إلا دقائق معدودة وإذ بي أقلب العناوين والأخبار في الجانبين اللذين أهتم بهما أيما اهتمام في ذلك الوقت ألا وهما قسمي الرياضة والفنون، لذا يغلب علي الظن بأن خلال المرحلة الابتدائية كنت قد خرجت بحصيلة لغوية لا بأس بها أثناء تلك المرحلة ومواكبا بذلك الجانبين الأهم في تشكيل الثقافة المجتمعية الذي أعيش فيه ألا وهما الجانبين الرياضي والفني. 

ما الذي حدث في المرحلة المتوسطة؟ 

خلال المرحلة الثانية في المدرسة المتوسطة كنت أحب للغاية حصة التعبير، هذه المادة لا تعتبر من المواد التي يتشوق لها الطلاب فهي لا تحصل على انتباههم، ولكنها كانت بالنسبة لي حصة مثيرة للاهتمام في التعرف على هياكل المواضيع وكيفية تصميمها واستخدام علامات الترقيم وأنواع الكتابة المختلفة فقد كانت بالنسبة لي مادة تشد انتباهي من البداية وحتى النهاية وبناء على هذا الاهتمام في مثل هذه السنوات يمكنني القول بأني أدائي فيها يعتبر ممتازا مقارنة بباقي الطلاب الذين يفضلون المواد الأخرى العلمية أو الدينية أو بالتأكيد الرياضية.

فعبر حصة التعبير كنت أحصل على إشادة لا بأس فيها وأعتقد أن ذلك يعزو كثيرا لكل ما قرأته في المرحلتين الابتدائية والمتوسطة من الصحف اليومية، ولكن وخلال حصة التعبير لم أكن الوحيد الذي يحب هذه المادة دونا عن الآخرين، فقد كان هناك طالبين رائعين أيضا، وهما اللذين كانا التنافس بينهما على أشده حينما يتكلمون عن موضوع بعينه، ليكيل لهم المعلم سيلا من المديح الجارف، ويزداد الأمر حماسة كلما كانت المواضيع التي يتحدثان عنها أكثر عمقا مما يعني فرصة رائعة لأن يظهرا من إمكاناتهما للآخرين بطريقة فريدة من نوعها وملهمة في نفس الوقت. 

خلال حصة التعبير وعند الاستماع لهما كانت هناك مشاعر تتسلل لي فيها من الغيرة ما فيها، فقد كنت أسأل نفسي لماذا هم مميزين لهذا الحد؟ ولماذا معلم المادة يعطيهم كل هذا الانتباه والاشادة دونا عن باقي الطلبة؟ وبعد صراع طويل معهم في المرحلة المتوسطة ما بين أنهم زملاء لأعداء ومن ثم أصدقاء كنت قد سألتهم في مرحلة متقدمة وعلى مشارف نهاية المرحلة المتوسطة سألتهم ذلك السؤال الذي كان ثقيلا علي جدا في أن أقوم بسؤاله (لماذا أنتم الاثنين كنتم مميزين حتى هذا الحد في حصة التعبير وتحصلان على هذا المديح الكبير الذي يقدمه لكم معلم المادة في كل مرة تكتبون فيها؟). 

الغريب في الأمر بأن إجابتهما كانت واحدة، فقد اتفقا بأن كتاباتهم رائعة لأنهم يقرأون من أمهات الكتب ومن ذلك كتب الدين، والسير الذاتية، والعلوم من مصادرها الأساسية ولم تكن معرفتهم مستقاة من الصحف، فتعلمت درسا مهما لا يمكن أن أنساه بأن (القراءة والكتابة هم وجهان لعملة واحدة) فكلما كنت تريد كتابات رائعة عليك بالقراءة من مختلف اللغات لكي تزيد من رصيدك اللغوي والتي تمكنك بدورها من التعبير عن أفكارك ومشاعرك بطريقة أجود وذات تأثير أكبر لكل من يهتم لأمر كتاباتك التي تقوم بها.

ما هو أول كتاب قرأته في حياتي؟ 

في المرحلة الجامعية لم أنس الدرس الذي تعلمته بالطبع عن أهمية الثقافة وتنميتها عن طريق القراءة، لا زلت بالطبع أدين بالفضل لعديد الأصدقاء الذين ظنوا فيني خيرا وأن بإمكاني توسيع معرفتي بشكل عام عن طريق البدء بقراءة الكتب، وهذا ما حصل مع كتاب الهدية الملهم لسبنسر جونسون وهي قصة مثيرة كانت العبرة منها بأن أهم ما يملكه الإنسان هو الحاضر الذي يعيش فيه وليس أن يتعلق المرء في الماضي ومآسيه أو المستقبل بمشاعره المقلقة فالحاضر وحده هو الذي يجمع الزمنين معا مستقبله بماضيه. 

هذا الكتاب الملهم كانت بوابتي في عالم الكتب فاتجهت بلهفة كبيرة نحو قراءة السير الذاتية الرياضية والروايات ومن ثم تنوعت قراءاتي في كتب تنمية الذات والفلسفة والسياسية والدين فكان معدل قراءاتي ثابتا منذ العام 2015 م وذلك بما لا يقل  عن اثني عشر كاتبا في السنة ولا يزيد عن اربع وعشرين كتابا سنويا حتى هذا اليوم.

فمن خلال هذه الكتب تغيرت حياتي جذريا نحو الأفضل على المستوى الشخصي والمهني، وكل ذلك لولا فضل الله أولا ثم لهذه الكتب التي شكلت فارقا جوهريا في جميع قراراتي في الحياة حتى هذه اللحظة التي أكتب لك هذه الكلمات التي تقرأها لي.

ما الذي حدث عند أول وظيفة لي؟ 

في العام 2018 م كنت قد تخرجت من كلية الصيدلة ولعلي كنت محظوظا بحزمة من القرارات الحكومية التي خدمت تخصص الصيدلة في ذلك الوقت في وجود وفرة من الوظائف في القطاع الخاص الذي رحب بالخريجين المستجدين من الجنسية السعودية، فقد كان الوضع تشاؤميا إلى حد ما مع من درس قبلنا في أن السوق الوظيفي متشبع وليس هناك ثمة فرصة في الحصول على وظيفة حكومية في القطاع الصيدلي.

فمع تخرجي لم أمكث سوى شهرين فقط كوني عاطل عن العمل، لذا وعند التحاقي في وظيفتي الأولى كانت لدي وفرة كبيرة في أمرين مهمين ألا وهما وفرة (المال والوقت) خلال تلك المرحلة كنت قد قرأت فكرة الكتاب الذي عمل عليه تود هنري في كتابه الملهم مت فارغا Die empty حيث أنه كان يتساءل في أول صفحات الكتاب (ما هي أغلى بقعة في العالم؟) لتأتيه الإجابات المختلفة من قبيل الخليج العربي الذي يملك النفط، أو أمريكا الجنوبية الغنية بغاباتها وأنهارها، وآسيا التي تملك الصناعة مثل الصين والهند وكوريا الجنوبية. 

لكن إجابة الكاتب كانت صادمة في أن أغلى بقعة في العالم هي "المقبرة" والتي تحمل تحت ترابها الكثير من العلماء وأصحاب المعرفة والخبرات الذين يملكون النظريات والأفكار والاختراعات ومختلف العلوم ولكنهم ماتوا ولم يورثوها للأجيال التالية، هذه الفكرة بالضبط حركت لدي مشاعر دفينة دفعتني لأن أفكر في مهارة الكتابة ولأن أموت بالفعل فارغا من كل المعرفة والخبرات التي أملكها للآخرين. 

لذا وبسبب أن الفضل يعود لتود هنري في كتابه مت فارغا فقط مارست عادة الكتابة من جديد منذ شهر أغسطس من العام 2018 م ولكن هذه المرة مع حصيلة لغوية ومعرفية أكبر من قراءة الكتب وتراكم الخبرات والاحتكاك من صنوف الأشخاص فمنذ ذلك التاريخ لم تنقطع إنتاجاتي منذ ذلك الوقت عن مقالة واحدة شهريا لتتحول لاحقا إلى مشروع كتابي مختلف ذو إصدار أسبوعي أقوم بالعمل عليه تحت اسم (التشريعات في أسبوع) خلال السنتين الماضية. 

في هذا الرابط جزء من مشاركتي في مؤتمر SIPHA25 وفيه كنت قد عرضت هذا النص الذي تقرأه أمام العلن تجده في منصة X.

ما هي نتيجة هذه الأعمال الكتابية خلال السبع سنوات الماضية؟ 

انتهى بي المطاف إلى أكثر من 250 مقالة كتبتها خلال هذه السنوات، وأعجبت أيما إعجاب بفكرة أن أملك نشرة بريدية أتواصل فيها من من يقرأ لي لتكون المحصلة أربع منتجات رقمية أفخر فيها كثيرا، ومع هذه التجارب في الكتابة حظيت بشبكة معرفية كبيرة جعلتني أحصل على فرص رائعة للغاية في اللقاء بالأشخاص، والظهور الإعلامي في قناة السعودية للحديث عن تأثير الطقس الحار على الأدوية وبودكاست بيطار للحديث عن صيدلة المستشفيات ، وأن أكون كاتبا شبحيا Ghost writer لهيئة التخصصات الصحية لفترة من الوقت، وأن أُدعى لمؤتمر الاقتصاديات الدوائية ISPOR 2024 م وكمتحدث في مؤتمر الجمعية الصيدلية السعودية SIPHA 2025 م لمشاركة تجربتي في صناعة العلامة الشخصية من حضور المؤتمر، وأخيرا في انضمامي لإذاعة مختلف ككاتب لأحدث انتاجاتهم في النشرات البريدية. 

نتيجة الأعمال الكتابية الرقمية منذ العام 2021 وحتى 2024 م 

نتيجة الأعمال الكتابية الرقمية منذ العام 2021 وحتى 2024 م 

ما هو حجم الاحصائيات التي حصلت عليها من موقع لنكدين LinkedIn؟ 

حينما بدأت مشروع الكتابة من خاصيته العمومية في استعراض المواضيع ومشاركة الأفكار عن طريق علامة خواطر مفكرة، تحول الإنتاج الكتابي خلال السنتين الماضية نحو التخصصية في علامة التشريعات في أسبوع البريدية حيث أقدم عن طريقها خلاصة ما تعلمته في مرحلة الماجستير التنفيذي مع المهتمين الصيادلة ممن هم على رأس العمل، أو الراغبين في استكمال رحلتهم العلمية، أو أولئك الذين ما زالوا في مقاعد الدراسة ويرغبون في معرفة الخيارات المتاحة الأخرى لهم في الوظيفة. 

لذا قصدت النشر في موقع لنكدين LinkedIn المهني عن طريق استخدام وسيلة النشر عبر النشرات البريدية، فقد وصل أعداد المشتركين حتى كتابة هذا العدد أكثر من 1900 مشترك وبالنظر للاحصائيات لأعداد القُرّاء خلال السنة الماضية فقد بلغ 39000 (تسع وثلاثون ألف قارئ) للنشرات البريدية بمعدل 750 قارئا للنشرة الواحدة وبنسبة وصول للجمهور المستهدف ممن يقرأوا هذه النشرات بلغت 42%. 

ولأن النشر في منصة لنكدين Linkdin يتعلق بمن هم في القطاع الصيدلي فالمشتركين في النشرات البريدية هم الصيادلة والممثلين للمنتجات الدوائية في قطاع المبيعات بنسب 12.3% و 2.7% على التوالي. 

أما القطاع الذي ينتمي له هؤلاء القُراء فهم الصيادلة العاملين في الشركات الصناعية الدوائية وقطاع الرعاية الصحية في المستشفيات بنسب 33% و 27.1% على التوالي. 

أما المنصة التي أقدرها كثيرا وقدمتني للجمهور العربي هدهد للنشرات البريدية فهي التي أقوم فيها بصناعة الأعداد وإخراجها فقد قارب أعداد المشتركين لنحو 500 مشترك لعلامة التشريعات في أسبوع البريدية بنسب فتح عالية للنشرات البريدية وهو ما متوسطه 65% مع إرسال أكثر من 20000 (عشرون ألف رسالة بريد إلكتروني تم إرسالها لبريد القُرّاء).

وفقا للموقع الإحصائي GateResponse فإن متوسط أعداد النشرات البريدية في جميع القطاعات هو 39.64% ما يعني بأنه يمكنني القول بصريح العبارة بأن علامة التشريعات في أسبوع البريدية فاقت متوسط الأرقام العالمية بنسب رائعة وأفخر فيها للغاية بنسب 42% و 65% في موقعين مختلفين على التوالي. 

لماذا أستعين بوسيلة النشرات البريدية؟ 

ما يُميّز النشرات البريدية لصانع المحتوى هو نسبة وصولها للجمهور المستهدف الذي ترغب في الوصول إليه، فأنت حينما تستعين بوسيلة أخرى مثل مواقع X و Facebook وغيرها من الموقع فأنت في حقيقة الأمر لا يمكنك الوصول إلاّ لأقل من 5% من متابعيك لو قمت بالضغط على زر النشر الآن في هذه المواقع.

ناهيك عن عديد الخوارزميات المتغيرة كل فترة والأخرى، والقيود الأخرى الموضوعة في الاشتراك وعدم القدرة على التحدث بحرية مطلقة، لذا تأتي وسيلة النشرات البريدية كوسيلة رائعة لا يمكن لصانع المحتوى الاستغناء عنها من أجل الوصول للشريحة المستهدفة بنسب تصل 20% إلى 40%.

لنأتي على السؤال الأهم لماذا يجب علينا البدء في صناعة العلامة الشخصية بنا اليوم؟ 

قبل أن نخوض في أهمية صناعة العلامة الشخصية يجب علينا تعريفها وفقا لموقع Personalbrand.com :

هو جهد متعمّد ومقصود يهدف إلى خلق تصور عام عن الفرد ويتأثر به الآخرون مما يعني زيادة سلطة الفرد الذي يعمل على علامته الشخصية داخل المؤسسة التي ينتمي لها مما يعزز مصداقيته واختلافه عن عديد المنافسين له داخل المنظومة التي يعمل فيها


Personalbrand.com

في إحدى محاضرات آن بستانللي في تيد اكس TEDx بعنوان (قوة العلامة الشخصية powerful personal brand) وهي الاستاذة بجامعة انديانا في قسم التسويق أوضحت بأن من يستثمرون في صناعة  علامتهم الشخصية بشكل متكرر ومقصود يحصلون على فرص أعلى للنجاح من 10-25 % أعلى من أولئك الذي لم يقوموا بأي جهد قط، حيث أوضحت في حديثها بأن العمل على العلامة الشخصية سوف يعزز من زيادة الفرص في الحصول على مناصب قيادية عُليا.

فمن أجل صناعة علامة شخصية مميزة عليك بثلاثة أمور أساسية: 

  1. أن تحصل على الانتباه بشكل متكرر
  2. أن تقدم قيمة حقيقة لمن يسمع لك
  3. أن يكون ما تقدمه قابل للتذكر بشكل دائم

عند نجاحك في هذه الخطوات سوف تتقدم خطوات كبيرة من أجل القيادة والفوز والوصول لمبتغاك الذي تصبو إليه أكثر من أي شخص آخر. 

فمن تجربتي الشخصية في صناعة المحتوى أتفق بأن الظهور الدائم هي عملة أساسية للغاية في التموضع في أذهان من يهتم بك ويقرأ لك Attention ، فعند حصول ذلك سوف تستحوذ على عميلك المستهدف Acquisition ومن خلال تقديم القيمة الدائمة سوف تحتفظ بعميلك لوقت أطول Retention من ثم تقديم عديد الخدمات والمنتجات التي من شأنها تفعيل أهم استراتيجية تسويقية وهي التسويق الشفهي word of mouth والذي سوف أتطرق له لاحقا. 

ما هو الذي يحظى بالأهمية أكثر من الآخر هل هو السيرة الذاتية CV أم العلامة الشخصية PB؟ 

في أحد المقالات المنشورة عبر مجلة فوربس Forbes للأعمال والتجارة والتي كتبها أندريو فينيل وهو الخبير المهني المختص في الإدارة والاستراتيجيات للتوظيف يقول بأن دمج كلا من السيرة الذاتية CV مع العلامة الشخصية للفرد PB هو ما سيعطيه الميزة التنافسية التي ستفرقه عن المنافسين الآخرين.

فمن خلال إظهار العلامة الشخصية بإمكانك أن تستعرض إمكاناتك ومستوى قدراتك لمن يطلبك للوظيفة قبل أن يقابلك من الأساس من خلال استثمارك المستمر والمقصود في علامتك الشخصية، ففي عالم اليوم الذي يغص بعديد المتشابهين أن تقدم سيرتك الذاتية مغلفة بالعلامة الشخصية التي تملكها من قصص وخبرات وبصمات واضحة في نموك المهني فأنت بهذا تملك أداة تميزّك عن غيرك بالفعل. 

فمن المعلوم بأن السيرة الذاتية لا تعدو كونها حبر على ورق بل هي في الأصل تحد العديد من خصائصك التي تملك على أرض الواقع، فمبجرد أن تظهر شخصيتك في الحقيقة مع وسائل التواصل يمكنك خلق ما يُسمى بالأصالة Authenticity التي لا يشبهك فيها أحد مطلقا. 

هل الأصالة بالفعل تحدث مثل هذا الفرق المُميّز؟ 

الأصالة في صناعة المحتوى يعني أن تكون صادقا مع قيمك الذاتية وإظهارها في العلن وذلك بمشاركة وجهة نظرك الفريدة من نوعها وصوتك الخاص بدلا من أن تتقمص قيم وصفات أشخاص آخرين لا تمت لك بصلة. 

وبلغة أكثر تبسطيا أن تحكي قصص التمثلة في لحظات الفشل والتحديات التي جابهتها والعقبات التي اعترضت طريقك وأن تتمتع بالشفافية التي تظهر ضعفك ومدى انكسارك دون توار أو خجل وأن تروي كل ذلك قبل أي قصة نجاح أخرى ويعود سبب ذلك لأن العالم كله لا يستوي فقط لقصص النجاح ويغفل الأخرى التي هي أقرب للبشر وأكثر تأثيرا فيهم. 

هذا المفهوم النبيل في كشف الذات دون جلدها وتأنيبها فهمته جيدا حينما قرأت كتاب جلال أمين (ماذا علمتني الحياة) فرغم تحفظي على كثير مما ذكر في الكتاب إلا أن ما كتبه جلال أمين وتأثره الشديد بمقولة جورج أورويل في ضرورة إنكشافك للآخرين ذلك من شأنه التأثير فيهم لأنك وببساطة كنت أقرب ما يكون لبشرية من يهتم بك في حال الضعف والفشل، ولأننا كلنا البشر قاطبة ذقنا ولو لفترة بسطية من الوقت معنى الفشل في أحد مراحل حياتنا. 

هل صناعة العلامة الشخصية ضرورية من أجل الترقي والتحسن في السلم الوظيفي؟ 

في أحد المقالات المنشورة أيضا في موقع فوربس للأعمال Forbes والتي كتبها ميراج شهزاد وهو الاستشاري في الاستراتيجيات التسويقية يقول بأن صناعة العلامة الشخصية هي أمر لا بد من من أجل النجاح المهني. 

ففي العالم التنافسي الذي نعيش فيه اليوم المهارات وحدها لم تعد كافية إنما يجب على الأشخاص ذوي المهارات الفريدة من نوعها أن يكونوا أكثر أصالة وأن يقوموا بإظهار علامتهم الشخصية للملأ لكي يكونوا أقرب من أي وقت مضى لمن سوف يستفيدوا منهم بالفعل ويحذوا حذوهم. 

وهذا الأمر لا يتم بين ليلة وضحاها إنما ينبغي أن يكون وفق استراتيجية موضوعة ومقصودة من أجل صناعة هذه العلامة الشخصية حيث يجب أن تشارك فيها قناعاتك وما تؤمن به مع الآخرين، فنجاحك في هذا الأمر سوف يعزز بشكل كبير آفاقك المهنية لمستويات لن تتوقعها مطلقا. 

فعندما يعمل الأفراد على تطوير علاماتهم الشخصية بشكل فعال، فإن ذلك لا يقتصر على نفعهم الشخصي فقط إنما يعود بالفائدة أيضا على الشركات والمؤسسات التي يعملون بها، حيث أن ذلك سوف يعزز من سمعتها ويعكس قيمها على المجتمع بأسره

ما الذي تقوله الإحصائيات والأرقام عن صناعة العلامة الشخصية؟ 

في دراسة استقصائية أجريت في العام 2018 م عن طريق Career builder والتي شارك فيها 1000 شخص من مختصي الموارد البشرية HR Professionals وصولا للمناصب العليا من HR managers قالوا بأنهم يعتمدون في مقابلاتهم الوظيفية على وجود المرشح للوظيفية في وسائل التواصل الاجتماعي بشكل مهني واحترافي بنسبة 66% من أجل عملية قبول المرشح أو رفضه.

بينما جرس الانذار في الدراسة الاستقصائية يقول بأن 57% من المشاركين في البحث سوف يستبعدون صراحة أي مرشح بناء على النشاط الذي يقوم به في وسائل التواصل الاجتماعي، فالدرس المستفاد من هذه الدراسة الاستقصائية بأن محترفي الموارد البشرية يهتمون بشدة في وجودك في الانترنت عند اتخاذ قرار التوظيف. 

لنأتي على سؤال مهم كيف هو شكل المحتوى الطبي الذي يتم تداوله في موقع مهني مثل لنكدين LinkedIn؟ 

وفقا للإحصائيات الصادرة من موقع media.market.us فإن موقع لينكدين LinkedIn يحظى المحتوى الطبي بتفاعل أكبر من أي محتوى آخر في القطاعات المهنية الأخرى بنسبة 20% إن تمت عملية المقارنة بين المحتوى الطبي والقطاعات الأخرى التي لا تتقاطع معه، حيث أن أكثر المنشورات تفاعلا هي (الأبحاث الطبية، والمقالات، والأخبار، والفرص الوظيفية). 

خلال السنتين الماضية ازداد عدد مستخدمي موقع لينكدين LinkedIn المنتمين للقطاع الصحي إلى نحو 28% مع متوسط استخدامهم لموقع لنكدين LinkedIn لفترة تصل إلى 15 دقيقة في اليوم الواحد، مما يجعل موقع لينكدين LinkedIn  من أكثر وسائل التواصل تفاعلا وأثرا  في القطاع الصحي مقارنة بباقي منصات التواصل الأخرى.

ما هو السر الذي يجعلك تنجح في وسائل التواصل الاجتماعي؟ 

في كتاب جيمس كلير الرائع (العادات الذرية Atomic habits) دوما ما استحضر الفكرة التي ذكرها في كتابه وهي المتعلقة بما يسمى بمشكلة وادي الإحباط Valley of disappointed وهي المعضلة الأكبر في بداية صنع العادات، فلو أسقطنا هذه الفكرة حول صناعة المحتوى فإنك لو قررت البدء في العمل على صناعة علامتك الشخصية سوف تكون بدايتك غير مثالية وفيها العديد من الأخطاء. 

وادي الإحباط هو المنطقة ما بين الخط الأزرق الوهمي في صنع العادات بينما الخط الأخضر هو ما يمثل الواقع من كتاب جيمس كلير في مقارنة الوقت والنتائج عن صنع عادة جديدة

وادي الإحباط هو المنطقة ما بين الخط الأزرق الوهمي في صنع العادات بينما الخط الأخضر هو ما يمثل الواقع من كتاب جيمس كلير في مقارنة الوقت والنتائج عن صنع عادة جديدة

وهنا تأتي مشكلة وادي الإحباط بأن مثل هذه المشاعر السيئة قد تستمر معك لفترة طويلة من الوقت خصوصا إن لم يكن لديك المهارة أو الخبرة الكافية لتجاوز أزمة وادي الإحباط ، لأن من المعلوم بأن أي مشروع سوف يأخذ وقتا في مراحل التعلم بين الخطأ والتعديل والتحسين والتجويد وصولا لمرحلة الاتقان، فأنت وبعد تجاوزك لوادي الإحباط سوف يكون تصاعدك وتأثيرك ذو طبيعة طردية ومتسارعة جدا. 

فمن تجربتي الشخصية وأنا على وشك نشر العدد رقم 81 من نشرة التشريعات في أسبوع البريدية لم أصل على إشادة حقيقة وملموسة من المشروع الكتابي الذي أقدمه إلا مع العدد رقم 17 من نشرة التشريعات في أسبوع البريدية أي بعد ما يزيد عن أربعة أشهر كاملة.

وأعني بالتفاعل الثناء الحقيقي عند مقابلة الأشخاص المعنيين من الطلبة وأساتذة الجامعة أو من زيادة التفاعل في وسائل التواصل خارج أسوار الجامعة في الرسائل الخاصة حيث كانت النشرات البريدية التي كتبتها لهم بمثابة المعرفة اللازمة التي سوف يبنون عليهم قرار استكمال الدراسة في مرحلة الماجستير من عدمه ويعني ذلك أن يدفعوا بالفعل ما قيمته 86400 ثمان وستون ألف وأربع مئة ريال سعودي أو لا. 

لذا نصيحتي لمن يريد أن يبدأ في مرحلة صناعة المحتوى وبناء العلامة الشخصية أن يفكروا دائما بالاستمرارية فهي العملة الحقيقة للنجاح متى ما أضيف لها المثلث الآخر الذي لا يقل أهمية عن فكرة الاستمرارية ألا وهي (أن يكون المحتوى لافتا، ويقدم قيمة حقيقة للقارى، وأن يكون قابل للتذكر).

ما الذي ينبغي عليك عدم نسيانه أبدا مع صناعة المحتوى؟ 

في صناعة المحتوى يجب أن تعرف معلومة في غاية الأهمية مثلما يؤمن بها دائما المرجع في عالم التسويق سيث غودين في صناعة العلامة Branding سواء للأفراد أو المؤسسات:

حينما تتحدث مع الجميع فأنت في حقيقة الأمر لا تتحدث مع أحد مطلقا!

سيث غودين

ما يقصده سيث غودين في مقولته لخلق تأثير مضاعف لعلامتك الشخصية يجب عليك أن تحدد بالفعل الفئة المستهدفة التي تريد أن تقدم لها المحتوى ويعني ذلك خلفيتهم العلمية وعمرهم وسنوات خبرتهم وقيمك من المحتوى الذي تقدمه، والغاية منه ومهمته ... إلخ. 

فكما يقول سيث غودين أنت لا تحتاج في حقيقة الأمر سوى 1000 شخص فقط يهتم حقا بالمحتوى الذي تقدمه ويؤمن به بحيث لو قمت بصناعة منتج أو خدمة ما سوف تجد هؤلاء الألف شخص مستعدين لدفع جميع ما يملكون من مال لقاء هذا المنتج أو الخدمة التي أطلقتها للتو بسبب إيمانهم كفاية بك كعلامة شخصية فريدة من نوعها. 

لنأتي على سؤال آخر ما هو المحتوى المتخصص Niche في رحلة صناعة العلامة الشخصية؟ 

لكي يكون لك 1000 جمهور حقيقي يؤمن بك فعليك بالمحتوى المستهدف والمخصص لهم وهو بكلمات بسيطة أن تقوم بخدمة فئة مخصصة دون غيرها لم تخدم من قبل، فحينما تقوم بذلك أنت توفر على نفسك الكثير من المال والوقت للوصول لهم والتأثير فيهم مما يعنى عائد على الاستثمار أعلى مقارنة بالمحتوى العام غير المخصص لفئة بعينها. 

وهذا يزداد تأثيره إن تم دمجه مع محتوى أصيل لا يشبهه أحد وبطريقتك الخاصة التي لا يمكن أن ينافسك فيها أحد مطلقا، ولا يمكن القيام بذلك ما لم تؤدي واجبك في أبحاث السوق بنفسك وذلك بمعرفة نقاط الألم الحقيقية في القيام بالاستبيانات والاعتماد على مهاراتك وخبراتك السابقة أيضا.

فالمحتوى الذي أقدمه عبر التشريعات في أسبوع البريدية لم أختر أن أتحدث عن المحتوى الصحي بأكمله، ولم أختر جانبا واحدا في الصيدلة فقط، إنما كان المحتوى الذي أقدمه في الشؤون التنظيمية الدوائية Drug regulatory affairs ولو أردت محتوى أكثر تخصصية لذهبت إلى الأدوية المتقدمة والمبتكرة حديثا والتي تسمى اختصارا ATMP. 

فالفكرة هي لكي يكون محتواك مميزا وذو تأثير أكبر عليك بالمحتوى المتخصص الذي يخدم فئة لم تخدم من قبل في تقديم العمل الذي يجيب على اسئلتهم ولتكون أنت المرجع الأول فيه حيث تعد هذه الطريقة أفضل طريقة من ناحية الوقت والاستثمار على المدى البعيد مقارنة بالمحتوى العام غير المتخصص. 

ما الذي تقوله الأرقام والاحصائيات حيال المحتوى المتخصص؟ 

أولا) يعزو صناع المحتوى نجاحهم فيما يقدمونه إلى اختيارهم منذ البداية للمحتوى الذي يستهدف فئة بعينها بنسبة تصل إلى 72% وذلك من خلال تقديم المحتوى القيم والمتخصص. 

ثانيا) تحظى المواقع المتخصصة لخدمة فئة ما دون غيرها بنسبة تفاعل تصل إلى 53% مقارنة بالمحتوى العام غير المتخصص. 

ثالثا) يخلق الولاء للمتابعين بنسبة 67% لدى الجمهور الذي يتابع المحتوى المتخصص مما يعني ميلهم لشراء المنتجات والخدمات التي يقدمها المحتوى المتخصص مقارنة بالمحتوى العام غير المستهدف. 

رابعا) تهتم الشركات في الاستثمار والتسويق لمنتجاتها عبر المواقع المتخصصة لأنها ترى فيها عائد على الاستثمار مضمون الطريقة مقارنة بالمحتوى العام غير المتخصص. 

إن قررت البدء في صناعة المحتوى ما هي الأسئلة التي ينبغي أن تجيب عليها بحرص واهتمام؟ 

لكي تصنع محتوى فريدا من نوعه سوف أعطيك بعضا من الأسئلة التي لا يمكنك الجواب عليها في يوم وليلة إنما سوف تأخذ منك وقتا طويلا للإجابة عليها ولكنني أعتبرها نقطة انطلاق مميزة والتي قد تغير قواعد اللعبة بالنسبة لك في صناعة المحتوى، عبر هذه الأسئلة يمكنك الاستعانة بمن تثق فيهم لمساعدتك مثل ( أصدقائك المقربين، وأفراد عائلتك، ومدراءك، ومعلميك) فمن هذه الأسئلة: 

  1. ما هي المهارات الفريدة من نوعها التي أمتلكها وأستطيع تقديمها كمحتوى يلهم الآخرين ويؤثر عليهم؟ 
  2. كيف بإمكاني صناعة محتوى مذهل لا يشبه أي شخص آخر على الساحة في المحتوى المتخصص الذي قمت باختياره؟ 
  3. ما هي نقاط القوة التي أتمتع بها دون الآخرين؟ 
  4. ما هي المهارات التي يطلبها مني الآخرون لأني أتميز بها ولا تستغرق مني جهد كبير وأقوم بآدائها بمتعة كبيرة؟ 
  5. ما هو المحتوى الذي يعجبني ويلفت انتباهي وكيف لإمكاناتي ومهاراتي  ومواهبي أن تجعل من هذا المحتوى فريد من نوعه؟

إجابتك على مثل هذه الأسئلة سوف تقدم لك المهارات التي تميزك عن الآخرين وبالتالي قدرتك على جعل هذه المهارات نقطة انطلاقك الحقيقة في رحلة صناعة علامتك الشخصية والتي بدورها سوف تساعد في تسويق أعمالك والتأثير على الآخرين أيضا. 

ما هي أهمية التسويق الشفهي Word of mouth في صناعة المحتوى ؟ 

في صناعة المحتوى يجب عليك أن تهتم أيّما اهتمام بتجربة القارئ وجعلها رحلة مثالية لأبعد حد، فوفقا للإحصائيات يثق المستهلكين بما يقوله لهم الأصدقاء والعائلة المقربة بنسبة 93% بينما التعليقات التي تأتي من الغرباء في المواقع الإلكترونية فأيضا يثق فيها الفرد التي بنسبة تصل إلى 91%.

على النقيض من ذلك حينما يأتي أي تعليق سلبي من الاصدقاء أو العائلة أو الزملاء فإن نسبة من سوف يتجنب علامتك التي تقوم بصناعتها هم 25% ممن يسمعون هذا التعليق السلبي الذي لحق بعلامتك الشخصية. 

لذا يمكن القول بأن التسويق الشفهي يعد من أهم الأدوات في الاستراتيجيات التسويقية والتي بإمكانك إن حرصت عليها توسعة نطاق وتنامي أعداد جمهورك المستهدف. 

وهنا يجب عليّ أن أنوه بأن هناك عالما موازيا للسوق الوظيفي وهو الذي تكون فيه الفرص القائمة مبنية على العلاقات والسمعة الحسنة، لذا يجب عليك أن تستثمر من وقتك ومجهودك من أجل مساعدة الآخرين، والاهتمام بما يقولونه، وتعزيز الروابط بين الأشخاص ذات المغزى والأثر، وكما يقول تاي تران في محاضرته بمنصة TedX:

لقد أدركت بأن نجاحك ليس معدل ما تملكه من علم، إنما نجاحك الحقيقي مربوط بمن تعرف من الأشخاص وشبكة المعارف التي تملك. 


تاي تران

لماذا إذن كل ما سبق وما هي بدايته الحقيقة؟ 

قبل بداية مرحلة الماجستير التنفيذي في التشريعات الدوائية وعزمي على تدوين تجربتي في مرحلة الماجستير ومشاركتها مع الآخرين عن طريق وسيلة النشرات البريدية كنت قد مررت بمقطع الفيديو لجوردن بترسون الفيلسوف وعالم النفس الكندي في أحد محاضراته، والتي دعتني أن أبدأ بفكرة التدوين التعليمي.

فعن طريق محاضرته سوف أشارك معك اقتباسا في سياق حديثه  وهو الذي حثتني بالفعل من أجل البدء في رحلة التدوين ومشاركتها مع الآخرين في تجربة مثيرة للاهتمام وتستحق المشاركة بالفعل: 

الكتابة عملية مرهقة ولكنها مجزية على المدى البعيد، فهي طريقة فعّالة في فهم العالم من حولك ،وتطور من ملكة النقد الذاتي لديك، وتساعدك على النمو المستمر، فعن طريق اتقانك لمهارات الكتابة والتحدث والتفكير سوف تكون مُسلحا ولن يعترضك أحد من أجل تحقيق أهدافك

جوردن بترسون

ما هي الرسالة؟ 

المحتوى العربي يفتقر لمن يصنع له أعمال عظيمة تضاف للمكتبة العربية، فعند قيامك بالبدء وردم مثل هذه الفجوات التي لا تخطئها العين، سوف تساهم في خدمة مجتمعك في المقام الأول ثم خدمة ذاتك أيضا في سياق صناعة العلامة الشخصية المتعلقة لك وبهذا يمكن لمحتواك الذي تقدمه أن يلفت الانتباه ويُقدم القيمة وأن يكون قابل للتذكر لفترة طويلة من الوقت، فأستعن بالله ولا تعجز. 

والآن دورك أخبرني ما هو رأيك في صناعة العلامة الشخصية وهل بدأت رحلتك فيها أم ما زلت مترددا في ذلك؟

***

ما الذي استمتعت إليه مؤخرا؟ 📺

في أحد حلقات بودكاست غلاف لمقدمه الرائع محمد المرشدي استضاف باسم جفال الذي يتلقد منصب المدير العام للابتكار في شركة علم فخلال الحلقة تحدث عن كتابه (رحلة الابتكار) والذي نشر في العام المنصرم 2024 م، الحلقة كانت غنية بالأفكار والتجارب الشخصية لمؤلفها، خلال استماعك للحلقة سوف يظهر لك جليا بأن هناك لذة حقيقة لا يعيها إلا من خاض غمارها بالفعل في مشاركة مختلف الخبرات والعلوم عن طريق ممارسة الكتابة التراكمية وأثرها على من يقرأ وعن أهمية دور الكاتب العربي في المساهمة الثقافية من أجل إضفاء وجهة نظر فريدة من نوعها للمكتبة العربية فيما يتعلق بالابتكار وشغف الضيف الجلي فيه. 

حلقة رائعة أوصي بالاستماع لها خصوصا لمن هو مهتم بمسائل الابتكار أو صناعة المحتوى والاستماع لضيف ضليع بمثل هكذا مواضيع. 

***

ما الذي أقرأه هذه الأيام ؟ 📖 

خلال الشهرين المنصرمين وحتى هذا اليوم أقرأ بهدوء وتمعن كتاب لا تأكل بمفردك لكاتبه كيث فيرازي ولا أبالغ إن قلت بأن هذا الكتاب يعد من أفضل ما قرأت خلال الأعوام الماضية حيث يعتبر هذا الكتاب أيقونة فريدة من نوعها في أهمية صنع شبكة من العلاقات المقصودة وليست العشوائية من أجل عقد الصفقات الشخصية والمهنية والاستفادة منها. 

الكاتب كيث فيرازي سوف يخبرك عن عديد الطرق والحيل التي بإمكانك القيام بها في المؤتمر القادم الذي تخطط للحضور فيه، وعن أهمية موقع مهني مثل لنكدين LinkedIn في معرفة الاشخاص واهتماماتهم والبحث العميق عن خلفياتهم المهنية والحياتية من أجل صنع الصداقات المميزة التي تصنع الفرص وتبني العلاقات. 

لم أسمع من قبل عن الكتاب إلا من بودكاست غلاف أيضا في الحلقة التي استضاف فيها محمد المرشدي ضيفه الأستاذ محمد داوود وهي حلقة حتما أوصي بالاستماع لها والتي في ظني سوف تدفعك دفعا من أجل اقتناء الكتاب عند زيارتك القادمة للمكتبة.

***

ما الذي أقرأه هذه الأيام أيضا ؟ 📖 

أقرأ أيضا هذه الأيام كتاب كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الناس لكاتبه ديل كارينجي وهو كتاب يعد هو الآخر أيقونة في كيفية كسب الآخرين واستمالة قلوبهم،  يعتبر هذا الكتاب مرجعا في العلاقات العامة حيث سيخبرك بلغة مبسطة وواضحة عن ضرورة اهتمامك بالأخرين وتسليط الضوء نحو اهتماماتهم ومشاكلهم بالاستماع المنصت لهم عاطفيا والتي بدروها سوف يميل لك الآخرون ويكونون أقرب لك أكثر من أي وقت مضى. 

في صفحات الكتاب تحدث كاتبها عن أهمية تجنب الجدالات التي لا يعود بفائدة على جميع الأطراف، وإظهار الاهتمام الحقيقي بآراء واهتمامات الطرف الآخر، وأهمية الانكشاف والاعتراف بالخطأ في العلاقات لأن ذلك من شأنه إذابة الجليد وتقليل التشاحن بين الأطراف مع كسب ودهم.

تعرفّت على الكتاب عن طريق كيث فيراري من كتابه لا تأكل بمفردك الذي ذكرته آنفا حيث يعتبر كتاب ديل كارنيجي كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر فيهم من الكتب قصيرة النفس وعظيمة الأفكار التي سوف تساعدك في فهمها وتطبيق أفكارها مباشرة بعد الانتهاء من الكتاب. 

***

منتجات خواطر مفكرة 📦

هل ترغب في تغيير نمط حياتك وتحسين صحتك؟ هل تبحث عن طريقة فعالة لخسارة الوزن وزيادة طاقتك؟ إذاً، هذا الكتاب هو دليلك الشامل لتبني أسلوب حياة الصيام المتقطع 

حمل كتاب دليلك الأول والأخير لإتباع نهج الصيام المتقطع
***

كواليس وخطة النشرة 📷

***

إليك أيضا 📎

نشرة خواطر مفكرة البريدية - العدد #37 ما الذي فعلته الكتابة بسمعتي الرقمية وتطوري المهني؟ | هدهد

مرحبا تحية طيبة، أتمنى أن تكون بموفور الصحة والعافية، إن كنت لأول مرة تقرأ لي فأنا عبدالعزيز آل رفده، أقوم بنشرة دورية شهرية أتحدث فيها...
gohodhod.com

نشرة خواطر مفكرة البريدية - العدد #43 لماذا يجب أن تشارك محتوى الآخرين لتنمو، وتبني قبيلتك، وتنشر أفكارك بإستمرار؟ | هدهد

ما هي الخمسة أسباب التي ستجعلك تفرح لمشاركة أعمال الآخرين والاحتفاء بها 🤚🏻
gohodhod.com

نشرة خواطر مفكرة البريدية - العدد #44 ما الخطوات السبعة والفعالة التي أتبعها للنشر في منصة لنكدين LinkedIn بشكل استراتيجي؟ | هدهد

هناك سأقدم لك خلاصة عمل استمر لمدة خمسة أشهر متواصلة في منصة لنكدين LinkedIn المهنية!
gohodhod.com
مشاركة
نشرة خواطر مفكرة البريدية

نشرة خواطر مفكرة البريدية

هنا أستعرض لك آخر ما أقوم به من تدوينات، لاشاركك آخر قراءاتي 📚 أفكاري 💭 استماعاتي 📻 مشاهداتي 📺 آرائي الخاصة 💡 أنقلها لكم بأسلوبي وبشكل مبسط، واضح، ومفهوم، اشترك الآن لتصلك هذه النشرات فور إصدارها 🙏🏼

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من نشرة خواطر مفكرة البريدية