نشرة خواطر مفكرة البريدية - العدد #41 ما هي أفضل التجارب العلمية المطبقة التي ستساعدك في تذكر المعلومة أكثر بنسبة 40%؟ 🧐🧠

أطل عليكم من جديد في هذا العدد من خواطر مفكرة الشهرية، إن كنت مشتركا جديدا فأنا عبدالعزيز آل رفده وهنا أستعرض لك آخر ما أقوم به من تدوينات، لاشاركك آخر قراءاتي 📚 أفكاري 💭 استماعاتي 📻 مشاهداتي 📺 آرائي الخاصة 💡 أنقلها لكم بأسلوبي وبشكل مبسط، و واضح، ومفهوم، أما إن كنت قارئا سابقا معتادا على سماع ضجيج هذه التدوينات والنشرات فيسعدني الالتقاء بك من جديد عبر هذه العدد.

والآن لننطلق 💨🏃

الاحتكاك بأهل العلم 🧐

في السنة الأولى من المرحلة الجامعية كنت أسمع بطبيب يحاضر في الجامعة ولا أعلم سبب صيته الذي وصل لي مُبكرا وأنا كنت ذلك الوقت في أول خطواتي التي ما زالت تتحسس معالم الأرض في مرحلتها الجامعية.

كيف وهو يجمع ما بين تخصصين وصعبين في وقت واحد وهما (شهادة الطب والجراحة، والدكتوراه في علم الأدوية السريرية في آن واحد) المهم وبعد ثناء صديقي عليه، وحثي على المسارعة في الذهاب إلى حيث سيحاضر الدكتور في مدرجات الكلي في محاضرة مفتوحة لجميع الطلاب تطوعا منه، وهو الذي تحدث يومئذ عن (النوم والذاكرة) وذلك في العام ٢٠١٣ م. 

توجهنا لمدرج الجامعة في مساء يوم بارد كبرودة طقس مدينة أبها الوادعة بين الغيوم والضباب، ولم أعتقد بأن القاعة سوف تكتظ بهذا العدد من الناس الذين اقتطعوا جزءا من وقتهم لسماع ما يقوله هذا العالم الفذ الخريج من جامعة دمشق في العام ١٩٥٧ م وأكمل بعدها شهادتي الطب وعلم الأدوية لاحقا وهو الدكتور (أنور حمدي).

وكانت كل سنيني بعد هذه المحاضرة بالذات أتطلع دوما للقاءه، والتحدث معه، وهو الذي لم يخذلني يوما وكأني أحد أبناءه، ليقابلني بمثل ما توقعت وأفضل من ذلك كثيرا، بإبتسامته، ولباقته، ودماثة أخلاقه. 

في ذلك اليوم الذي حضرت فيه لمحاضرته كان الدكتور أنور يتحدث عن شئ لم أستوعبه إلا متأخرا جدا، فقد كان يتحدث لنا عن نصائحه في طرق الاستذكار الجيّد، وتحويلها من قصيرة المدى إلى طويلة المدى، وذلك بطريقة تكرار المعلومات على فترات متقطعة ومتكررة، فمن شأن هذه الطريقة أن تُطبع على دماغك لتستطيع بعدها لاحقا استذكارها بشكل جيد.

ناهيك عن نصائح أخرى في كيفية حفظ التعداد فلو كانت هناك ٦ خيارات احفظها بطريقة ٣ منفردة، ثم أغلق الورقة وارجع في استذكارها من جديد حتى تتمكن منها، كنت فاغرا فاهي من فرط الدهشة، وطريقته السلسلة في التنقل بين المواضيع كمحترف، ومن أسلوب عالم جمع ما بين كل العلوم، وله عديد المؤلفات حتى في (الفلك، والفضاء، وحساباتها الدقيقة رياضيا).

وحقيقة لصغر سني لم أستوعب كل ما قاله الدكتور منذ اليوم الأول، ولكن لا تلبث نصائحه إلا وتأتيني بين الفينة والأخرى، تجاوزت مرحلة البكالورويس في الصيدلة السريرية بتفوق ولله الحمد، ومن بعدها آمنت إيمانا قاطعا بأهمية التعليم المستمر (من المهد حتى اللحد).

ولعل ما فادني في مرحلة البكالوروس تلك هي مشاهدتي الكثيرة جدا لكل ما هو (انجليزي اللغة) مما جعلني متفوقا نسبيا على أقراني، ولست أرى في ذلك سرّا سوى التعرض لمحتوى انجليزي متعدد (بالإستماع فقط) ثم جاءت مرحلة التطبيق في المرحلة (الجامعية) وذلك بالإحتكاك مع هيئة التدريس والترجمة الحرفية لكل المحتوى الذي كنّا ندرسه وقتئذ، ثم لاحقا في الترحال والممارسة الفعلية والدخول في الوظيفة لتتطور سنة بعد الأخرى.

التفوق البسيط في اللغة الانجليزية جعل من المحتم عليّ شرح المنهج التعليمي لأصدقائي مما جعلني ألم بالمادة التعليمية جيّدا (وكأنني معلم المادة) لأجيب على كل ما يشكل علي قبل الشروع في شرحها لأصدقائي) ناهيك عن تلك الأسئلة التي نتداولها فيما بيننا والتي تجعلني أبحث في الجواب أيام عدة،  مما عاد عليّ بعظيم النفع لاحقا في التحصيل العلمي والمعرفي، وقد صادفت تلك المرحلة إصابتي بقطع كامل في الرباط الصليبي جعلني أخفض من وزني كثيرا استعدادا للعملية الجراحية، ففي تلك المرحلة اكتشفت (الصيام المتقطع) والذي ما زلت أمارسه حتى اليوم، لتكون الرياضة والصيام المتقطع، وشرح المادة التعليمية، واللغة الانجليزية أسلحتي للتقدم كثيرا عن أقراني في ذلك الوقت. 

دورة تعلم كيف تتعلم Learning how to learn

بعد ما يزيد عن ٧ سنوات من محاضرة الدكتور أنور حمدي في مدرجات الجامعة، كنت أحرص على ضرورة التعلم  المستمر في شتى المجالات وقد يعود ذلك بغرض معرفة مهاراتي ومواهبي وتعزيزيها لتكون إحدى هذه المحطات التعليمية  موقع كورسيرا Coursera ستجد فيه أحد أكثر الدورات التي قام منتسبي هذا الموقع في الدخول لها وهي دورة (تعلم كيف تتعلم) ، ولم أعلم حقيقة عن جودة محتواه ولعل واحدة من أهم العوامل هو تقييم المقرر، والتعليقات التي أثنت عليه في مجملها. 

هذه الدورة التعليمية الرائعة فيها خيار اللغة العربية لمن يرغب، استعرضت (مفاهيم التعليم، وتجزئة المادة العلمية، وأسباب التسويق، وتقوية الذاكرة) ومن غريب الأقدار أن يعيد مقدموا هذه المادة الكثير مما قاله الدكتور أنور حمدي في محاضرته تلك ليبرهن لك الزمن تفوق العالم الدكتور أنور عن غيره، وتميزه ما بينهم.

في هذه النشرة سوف أقوم بتلخيص تجربتي الخاصة وما تعلمته من دورة (تعلم كيف تتعلم) راغبا في ذلك نقل هذه الخبرة للآخرين والتي قد تسعفهم أو تضيف لهم أفكار جديدة للتطوير والتحسين. 

ولأني في غمار مرحلة جديدة في دراسة (الماجستير التنفيذي للتشريعات الدوائية بجامعة الملك سعود) عزمت على نقل فؤاد هذه المادة التعليمية (لي في المقام الأول) و (لك عزيزي القارئ ممن اتخذ شعار التعليم من المهد إلى اللحد).

كيف تزيد من قدرتك التعليمة لما يزيد عن ٤٠٪؜؟ 🧠 

يزيد كلا من النوم المنتظم، والرياضة على قدرتك في الاستيعاب والفهم، فالنوم يزيل كل السموم الأيضية، ويقوي من الشبكة الدماغية في طريقة استيعاب المقروء وهضمه، أما الرياضة فهي تحفز على التفكير وضخ الكثير من الأوكسجين للدماغ مما يسهم في ربط النواقل العصبية وتعزيز القدرة على التعلم، لذا مارس هذين الطريقتين في تعليمك وستجد فرقا جوهريا في أدائك التعليمي. 

الطريقة المركزة والحرة في التعليم

هناك طريقتين في التعليم الأولى المركزة، والتي تقوم فيها بإكتشاف المادة التعليمية، وفهمها جيدا، وربط المعلومات بعضها مع الآخر، وهناك القراءة الحرة والتي فيها لا تجبر نفسك على أي من (التركيز المستمر، والفهم المتواصل، أو القيام بأي عملية ربط).

دائما ما أُفضّل طريقة القراءة الحُرة،ثم بتقسيم المادة ذهنيا، لتعرف مواطن فهمك ومواطن ضعفك في المادة التعليمية ولا يمكن ذلك إلا بالقراءة في أقسامها، أو رؤية المقاطع بدون أي حكم مسبق، أو قراءة المادة البحثية، لأني أظن أن هذه الطريقة سوف تجعل عقلك يخبرك (هل هذه المادة تستحق مني هذا العناء؟) و ستدّلك أيضا على مواطن الخلل لديك بالضبط لأن تضع فيه لاحقا طريقة التعليم (المُركز) ثم بعد معرفة مواطن الضعف، واستحقاق المادة التعليمية وقت وجهدك يمكنك الشروع والبدء في الخطوة الثالثة. 

استخدم تقنية (البومودورو Pomodoro) لحساب الوقت!  ⌚ 

هناك طريقة رائعة في تجزئة جهدك وتركيزك وهي وضع مؤقت ساعة مضبوط على ٢٥ دقيقة متواصلة من التعليم المتدفق المستمر، والذي لا يقاطعه جهاز، أو تلفاز، أو أصدقاء ثم وبعد إنهائك لهذه المدة توقف تماما، وأنصحك بأن تقوم بنشاط مختلف يسليك لمدة خمس/عشر دقائق من قبيل أن تتحدث مع أحد ما، أو تلتهي بالقيام باللعب البلايستيشن مثلا، أو القيام بمهارة تحب الاستمتاع بها. 

ثم العودة من جديد إلى نفس التقنية ٢٥ دقيقة مقابل ٥-١٠ دقائق من الراحة. 

قيامك بهذه الطريقة في استخدام الوقت مع عادة التكرار المستمر المتباعد للمعلومات سيبني لك ما يشبه (الخرسان المسلّح) أو (بناء طوبة فوق طوبة) مما يجعل أساسك صلبا وقويا في استدعاء المعلومة وقت الحاجة فالذاكرة اليومية هي ذاكرة قصيرة المدى Working short memory أما التكرار الدائم لهذه الذاكرة القصيرة يعني إيداعها في مكائن آمن في الدماغ يبقى مدة زمنية طويلة وهو Long Term memory. 

التكرار قد يكون في اليوم الأول ثم الثاني، وتأتي مرة أخرى مكررا نفس المادة التعليمية في يومها الرابع، ثم مرة في الأسبوع، ثم تحكي للناس عن ما تعلمته، ثم في عالمنا الرقمي مشاركة ما تعلمته للآخرين، وبهذا سوف تصبح متمكنا جدا من المادة التعليمية حتى لو استحالت على البعض (سأضمن لك تفوقا كاسحا على الجميع).

راجع المادة التعليمية في أماكن وأوقات مختلفة! 

تكرارك المستمر لكل ما سبق في أماكن مختلفة سوف يساعدك في طريقة استذكارها سريعا فمثلا تقرأ عن موضوع ما في (مقهاك المفضل، ثم في المكتبة العامة موضوع آخر، ثم في منزل صديقك) هذه الطريقة سوف تقوي من قدرتك على سرعة استدعاء المعلومة وفقا للمكان والزمان الذي شرحت وفهمت فيه المادة العلمية. 

لخص ما تعلمته واشرحه للآخرين

عند نهايتك من استيعاب ما قرأته اغلق الكتاب ثم اكتب ما فهمته على الورق، حاول أن تكتب كل شئ، ثم ارجع للمادة التعليمية لتعرف مواطن الضعف ولخصها من جديد، يمكنك الإستعانة بالأشكال، والصور، والرسومات في تلخيص المادة العلمية. 

 بعذ لك قم واشرح ما تعلمته للآخرين وفقا لما قمت بتلخيصه، وإن لم تجد شخصا تشرح له، استعن بالتقنية في تسجيل الصوت، أو تصوير مقاطع الفيديو، أو شرح كل ما تعلمته كتابيا مثلما أقوم به الآن، والأهم الممارسة والتطبيق إن كانت المادة التعليمية تقبل ذلك. 

اجعل الصعب أولا واستمتع بالرحلة!

لا شك بأن هناك صعاب في التعليم، فهو ليس طريقا مفروشا بالورود، لذا أنصحك  بالاستيقاظ المبكر وجعل كل شئ صعب في الجزء الأول من اليوم ثم الأقل صعوبة وصولا للجزء الأسهل، سوف تلاحظ انعكاس ذلك عليك في الشعور المفعم بالسعادة وهذا يعود للإنجاز المصاحب الذي قمت به منذ بداية يومك. 

طيب ما هي المعادلة الأخيرة؟ math

المعادلة بكل بساطة هي الآتي: 

تكرار + رياضة + نوم + وقت محسوب = نتيجة عظيمة جدا. 

توصية سينمائية 🎥

فيلم Limitless يحكي عن قصة شخص فشل في جوانب كثيره من حياته (الشخصية والعملية) ثم يقابل شخص يهديه (حبة دواء) وتحوله لشخصية مُذهلة ومعروفة في جميع قطاع يدخل فيه (الكتابة، الأسهم، الشركات) فيلم ممُتع عن ذاكرة بشرية يتمنى أي شخص بلوغها. 

مصادر أخرى للإستزادة 📲

Learning how to learn | Barbara Oakley | TEDxOaklandUniversity - YouTube

محاضرة لمقدمة التدريب لبرنامج (تعلم كيف تتعلم) باربرا أوكلي على منصة TedX التعليمية. 

مصدر آخر 📲

زميل المهنة عبدالله العبدلي قام مشكورا هو الآخر في تلخيص فكرة الدورة التدريبية على شكل تغريدات متسلسلة في منصة X تعطيك الزُبدة وخلاصة الخُلاصة. 

شكرا 🙏🏼

الحقيقة لا يسعني شكرك لقاء وصولك هذا السطر من النشرة، وقتك الذي قضيته هنا يعني لي الكثير لأنه لا يقدر بثمن، 

إن تظن بأن نشرة خواطر مفكرة البريدية تستحق النشر فليس عليك سوى تمريرها لمن تظن أنها ستهمه وتضفي لحياته معنى ذو قيمة،  والتي أعدك في تطورها الدائم والمستمر، بإمكانك مشاركة هذا العدد لأحد أصدقائك أو ما سبقه من أعداد الآن عبر ملف النشرة.

يوجد منتج آخر للنشرة وهو البودكاست الصوتي، عبر تطبيقي Apple podcast ، و Soundcloud، وفيها أيضا أنشر حلقة واحدة شهريا ، بإمكانك سماع النسخة الصوتية من خواطر مفكرة في مشوارك القادم عبر السيارة 🚖

أعتذر عن التوسع في تفاصيل أكثر عن النشرة هذه أو ما سيليها كالتي قمت بها في النشرات السابقة، وذلك بسبب قبولي في جامعة الملك سعود لبرنامج الماجستير التنفيذي للتشريعات الدوائية هذه السنة 2023م، وبسبب انشغالي الكّلي في الدراسة واطلاق مُنتج آخر أطمع في أن يبارك فيه الله، ويعم بنفعه الجميع، وهي نشرة بريدية أسميتها (التشريعات في أسبوع) أنقل فيها تجربتي في دراسة الماجستير وأقوم بتلخيص ما تعلمته قدر المستطاع للعامة والمختصين. 

لذا ستبقى النشرة مستمرة في طريقتها الشهرية بطريقة أكثر تركيزا على المحتوى نفسه دون تفاصيل أخرى 🙏🏼

نشرة التشريعات في أسبوع البريدية | هدهد

كواليس النشرة 📸

إليك أيضا 🪴

نشرة خواطر مفكرة البريدية - العدد #40 تأكد من أخذك هذه الحقوق الخمس قبل مغادرتك عيادة الطبيب في المرة القادمة! 🫵🏼👨‍⚕️🩺 | هدهد

نشرة خواطر مفكرة البريدية - العدد #39 انطباعاتي حول فيلم أوبينهايمر وحق التضحية بالآخر! 🔪💥 | هدهد