نشرة خواطر مفكرة البريدية - العدد #39 انطباعاتي حول فيلم أوبينهايمر وحق التضحية بالآخر! 🔪💥

أهلا بك 😍، سعيد بوصول المشتركين في النشرة لأكثر من ٢٠٠ شخص، أتمنى أن أكون عند حسن الظن، وذلك في إيجادك بقعة مفضلة تستمتع من خلالها، وتضفي لحياتك معنى ذو قيمة.

أطل عليكم من جديد في هذا العدد من خواطر مفكرة الشهرية، إن كنت مشتركا جديدا فأنا عبدالعزيز آل رفده وهنا أستعرض لك آخر ما أقوم به من تدوينات، لاشاركك آخر قراءاتي 📚 أفكاري 💭 استماعاتي 📻 مشاهداتي 📺 آرائي الخاصة 💡 أنقلها لكم بأسلوبي وبشكل مبسط، و واضح، ومفهوم، أما إن كنت قارئا سابقا معتادا على سماع ضجيج هذه التدوينات والنشرات فيسعدني الالتقاء بك من جديد عبر هذه العدد.

والآن لننطلق 💨🏃

انطباعي عن فيلم أوبينهايمر 🎬

لم يكن التشويق الذي تبع قرب صدور فيلم كريستوفر نولان بالأمر الطبيعي البتة لفيلم أوبنهايمر، فقد بات الجميع يتحدث عن الفيلم قبل صدوره مع ذكر مسيرة المخرج الخالدة لتلك الأفلام التي قام بها، وإن شابها بعض التحفظات التي ما زال المشاهدين يتذكرونها  كفيلم TENET المحبط الذي لم ينل إعجاب جميع النّقاد . 

لم أكن في الحقيقة أعلم بمخترع القنبلة الذرية أو كما سّمته صحيفة التايمز (أبو القنبلة الذرية) لولا هذا التسويق والعمل الذي أخرجه نولان مع باقي ممثلي الفيلم وعلى رأسهم بالتأكيد (كيليان مورفي) و (روبرت دي جونيور) بطليّ كل من سلسلتي بيكي بلايندرز، و آرون مان. 

بعد نهاية الفيلم، والمتعة السمعية التي عايشتها وقت العرض لا أعرف ما هي المشاعر التي خرجت بها من الفيلم سواء كنت سعيدا أو ناقما عن العمل، ولكن الأكيد بأنه كان هناك إحساس قوي داخلي يجبرني على إستكمال رحلة أخرى عن الفيلم في جوانب مختلفة مثل قراءة المقالات، ومشاهدة المراجعات التي تحدثت عن العمل الذي قام به كرستوفر نولان والتي دفعتني دفعا لاحقا لكتابة هذه النشرة الاستثنائية والتي لم يكن مقرر لها أن تحمل نفس العنوان والموضوع. 

 التعليم المدرسي الجاف! 

بعدما عايشت بعضا من تخيلات وأفكار أوبنهايمر خلال الفيلم التي أجاد فيها كلا من بطل الفيلم و المخرج في نقلها لي في عدة لقطات عظيمة، كنت ناقما في نفس الوقت حقيقة على ما تعلمته في المرحلتين المتوسطة والثانوية، فالعنصر المرئي والتعليمي لم يكونا كفاية لكي يخبراني بكيفية تناغم الالكترونات والنيوترونات والنواة معا، وما يحدث أيضا في مختبرات الكيمياء وعناصرها، وعن أهمية الجدول الدوري وما وراءه من نفائس صنعت كل شئ يمكنك تخيله في هذا الكون الفسيح، فقط تعليم تقليدي يبعث على السأم، لم يكن فيه معلم المادة ملمًّا كفاية بالموضوع وكأنه يقوم بتلقين مادة جامدة للطالب، وربما لا يفهمها حق الفهم، فلو دمجت الصورة بما هو نظري، مع عنصر التجربة لأضفت على المادة طابعا مختلفا، ولربما أحببنا الفيزياء والكيمياء معا. 

ناهيك عن أساتذة مادة التاريخ والذين لم يعطوا وقتهم ولا جهدهم في تلقين الدروس المهمة من التاريخ البشري وهي التي تتحدث عن الحربين العالمية، فقد كان يتطرقون لها سريعا دون الولوج في تفاصيلها خوفا من ردود فعل الطلاب الذين يرغبون باختبار يخفف عليهم عبء هذه المعلومات ويضمن لهم درجة التفوق والنجاح في المادة، فلا المعلم نجح في إيصال المعلومة، ولا الطالب عرف شيئا عن تلك الحقبة المهمة في التاريخ البشري التي ما زالت تشكل عالم اليوم. 

ماذا عنك هل أحببت أيّا من مواد الفيزياء أو الكيمياء أو حتى التاريخ في مسيرتك الدراسية؟ شاركنا تجربتك ما الذي أحببته فيها في التعليقات 🔽

العنف والإنسان

من خلال أحداث الفيلم رجعت إليّ ذكريات سابقة حول كتاب يحمل عنوان (العنف والانسان ) ليورج بابورفسكي، خصوصا حينما أتم العلماء مشروع مانهاتن في صحراء نيومكسيكو ما عليهم القيام به، وقبل الضغط على زر تفجير إطلاق القنبلة الذرية والتي تحتوي عنصري (اليورانيوم و البلوتونيوم) في تجربة أطلق عليها اسم (الاختبار الثلاثي Teinity test) هذه اللحظة بالضبط، والتجربة السمعية العجيبة في ما تلاها من أحداث، أيقظت لدي ما قاله بابورفسكي في كتابه عن الأحداث والمآسي التي حدثت في الحروب العالمية، فالقرارات المتسلسة والهرمية لا تهمها البتة المشاعر الانسانية خصوصا إن صدرت من أعلى الهرم، فليس هناك جدال قائم من الأساس حول الضمير الإنساني الذي سوف يقوم به عوضا عنهم الجندي البسيط في ساحة المعركة، بل الأمر هو أن تنفذ فقط دون أن تسأل، وحينما يأمرك سيدك لا بد وأن تقول (سمعا وطاعة) فإن لم تفعل سوف تُقتل، ليكون هذا الجندي هو من يعاني من أهوال وويلات الحرب فيما يسمى بإضطراربات ما بعد الصدمة PTSD .

يورج بابورفسكي في رائعته العنف والإنسان يؤمن بأن إحتياجات الإنسان هي في أربعة أمور وهي (المأكل، والمشرب، والجنس، والعنف) فقرينة العنف هذه في في أصله البشري، بكونه دائم الحذر والتوجس من الآخر، لذا ودفاعا عن نفسه تجده مستعد للقتل والتصفية إن دعت الحاجة، ومؤمنا بأن التحضر والعلم لن يقود العالم نحو أن يكون أكثر تحضرا وسلاما، بل ذلك ما سيجعله أكثر جنونا وارتيابا.

وما أحداث الفيلم وما تلاها من وقائع إلا تأكيد لذلك الذي آمن فيه بابورفسكي، فالقنبلة في مشروع أوبنهايمر وبمباركة الحكومة الأميريكية بضخ ٢ مليار دولار وأربعة آلالاف موظف و ٣ سنوات من العمل كان الهدف منه سباق ضد ألمانيا النازية قبل أن تصل للقنبلة الذرية، وما تلى ذلك من سباق للتسلح أيضا مع القنبلة الهيدروجينية في الحرب الباردة مع الاتحاد السوفييتي آنذاك، في بوادر من الواضح أنها لن تتوقف عند هذا الحد مع الدول التي ترغب في اقتناء أقوى وأشنع الأسلحة النووية. 

سبق وأن كتبت مقالة عن كتاب العنف والانسان تحت عنوان (ظاهرة العنف، هل هو حادث عابر أم حدث متكرر؟ [العنف والإنسان” ليورج بابروفسكي] !)

هل سبق وأن قرأت كتاب يورج بابورفسكي العنف والانسان؟ أخبرني إن كان كذلك وماذا كان انطباعك عن الكتاب بعد انتهائك منه في التعليقات بالأسفل. 

شخصية أبونهايمر

الحيرة التي خرجت بها من الفيلم نحو شخصية البطل لم أكن وحيدا فيها فقد مر بنفس الإحساس  كلا من ماهر موصلي في مراجعته للفيلم مع الدكتور بدر الدين مصطفى في مقالته الناقدة للفيلم والتي أوصي بقرائتها حتما بعنوان (أوبنهايمر حياة البشر غاية أم وسيلة؟ قراءة فيما وراء السيرة الذاتية) في منصة معنى، أوبنهايمر كان شخصية قاتله لا ريب في ذلك، فهو الذي كاد أن يقتل معلمه المفضل بحقن السم في طعامه، ناهيك عن إيمانه بمشروع القنبلة الذرية، وسعيه الحثيث لتجنيد العديد من العلماء من أجل غايته في صنع اسمه في صفحات التاريخ، والتي يعلم فيها حقيقة بأنها ستقتل بشرا يقعون في طرف الكرة الأرضية.

ولكن نولان صوّر الشخصية بمزيد من التعاطف، صحيح يحسب لنولان قدرته على استمالة المشاهد والتماهي مع الشخصية والولوج إلى كيفية تدفق أفكاره، إلا أن ذلك لن يبرئ بطل القصة من تهمة القتل التي تقع على عاتق الدولة والفرد في المأساة البشرية التي ألمت باليابانيين. 

من خلال أحداث الفيلم ستجد نولان وبشكل واضح ينحاز لابونهايمر سواء في تعاطفه مع أفكاره، وميوله السياسي، وعلاقتيّه مع زوجته وعشيقته، ليجعله بصورة البريئ، مبتغيا بعد ندمه في رغبته في أن يكون السلام موجودا في وخلق توازن التسلح النووي بين الدول العظمى والذي في ظنه سوف يكفل ردع القوى العظمى وإحلال السلام.

أمريكا والابادات الجماعية (حق التضحية بالآخر)

أمريكا لها تاريخ مليئ بالدموية ولا بد أن نعلم هذا جيدا، فحتى وإن سوقت للحرية المالية، والفكرية، والعلمية، إلا أنها أخلاقيا منحطة وما دون الصفر، فتاريخ الرجل الأبيض مع ما قام به ضد الهنود الحمر وغزوه للقارة الأمريكية ما هو إلا إمتداد لتاريخ ملطخ بدماء سكان الهنود الحمر. 

منير العكش قرأت كتابه الذي عنوانه أمريكا والابادات الجماعية (حق التضحية بالاخر) وفيها الكاتب استعرض ما قام به الانجليز من فضائع لإبادة تلك الشعوب، فمن استعمل القنبلة النووية في وقت لاحق من تلك الفترة، هم نفسهم الذين استعملوا الملاءات البيضاء التي تحتوي على (الحصبة، والجدري، والتيفوئيد) على الهنود الحمر بدون أدنى رحمة، مستغلين بذلك طيبة سكان الجزيرة الذي قابلوهم بالترحاب، فأمريكا حقيقتها بأنها قامت على استبدال شعب بشعب، وثقافة بثقافة، فهم يؤمنون بخمسة مبادئ رئيسية وهي: 

1. الإختيار الإلهي. 
2. التفوق المعرفي والعرقي.
   
3. عقيدة التضحية بالآخر. 
4. الدور الخلاصي. 
5. التوسع اللانهائي. 

يمكنك الاستماع لملخص الكتاب عبر قناة وراق في اليوتيوب بعنوان (كتاب أمريكا والابادات الجماعية). 

إن كنت قد قرأت من قبل كتاب منير العكش أمريكا والإبادات الجماعية، أخبرني ما رأيك عنه؟ وهل تعتقد أن الكاتب نقل حقيقة العرق الأبيض كما هي حقيقة؟ شاركني تجربتك في التعليقات بالأسفل. 

سبق وأن كتبت نشرة بريدية حول عظمة الأعمال التي خرجت من معاناة الحرب العالمية الثانية خصوصا تحت عنوان (الخطوات الخمس لإنشاء السرد القصصي، أمثلة من أعمال خالدة) ويمكنك الإستماع لها صوتيا عبر منصة آبل بودكاست، أو ساوند كلاود. 

السلاح الناعم 🔫 

وهنا لا أريد أن أسهب كثيرا في جوانب العمل بشقيّه الإيجابي والسلبي، ولكن علينا أن نعلم بأن سلاح الصوت والصورة هو من الأدوات الناعمة والتي بإمكانها تغيير الأفكار والمعتقدات، والقناعات، ولأحل ذلك كان هذا السلاح الناعم متاحا لدى الجميع، فأمريكا تمتلك هوليوود، واليابان تملك صناعة الرسوم المتحركة (الأنمي) ولها حق الرد وكسب تعاطف المتلقي، ومن هنا وجب علينا كعرب ومسلمين امتلاك سلاح نشحذ فيه ثقافتنا، وعروبتنا، وديننا وإطلاقه للعالم بأسره وهذا هو فقه الواقع المعاصر، ولأننا نملك إرثا عظيما سيبقى خالدا مدى الدهر وعلينا نقله بشتى الطرق المتاحة نحو العالم أجمع. 

والآن دورك كيف بإمكاننا صناعة محتوى أو عمل يضاهي الذي تقدمه هوليوود أو الأنمي؟ إن كنت تعرف عملا عظيما (وعربي) يستحق المشاهدة أخبرني عنه في التعليقات. 

الإخلال بالترجمة! 

أتفق مع أحمد شوقي والذي كتب مقالته في النشرة السينمائية من ثمانية بعنوان (هل يستحق «أوبنهايمر» كل هذه الضجة؟) والذي نقل فيه  امتعاضه من تحوير الترجمة لكلمة (يهودي) التي نطق بها أوبنهايمر في الفيلم، والتي تم استبدالها بكلمة (غريب)!

 وهذا الطمس للترجمة فقدت روح النص أصالته في النقل الحقيقي للأحداث، لأن يهودية أوبنهايمر ربما كانت أحد الأسباب الرئيسية في رغبته الفوز في سباق التسلح ضد هتلر النازي والذي قتل فيها اليهود في حمامات الغاز، مما يفسد على من يتابع الفيلم بناء القصة في مخيلته ووضعها في سياقها الصحيح. 

إن شاهدت فيلم أوبنهايمر ماذا كان انطباعك عنه؟ وهل تجده فيلما استمتعت به أم لا؟ شاركنا تجربتك في التعليقات 👍🏼

مصادر أنصح بمشاهدتها 📺

Oppenheimer | الدحيح - YouTube

حتما أحمد الغندور في قناته الدحيح وقبل ٣ أشهر من صور الفيلم كان أفضل من شرح قصة أوبينهايمر بطريقة رائعة كعادته، وحقيقة تمنيت لو أني رأيت ما قام به الدحيح قبل دخولي في الفيلم، لأني كنت متأكدا بأني سوف أعيش تجربة مختلفة، وربما وجهة نظر ذات بعد آخر أيضا، لذا قبل الذهاب لمشاهدة فيلم أوبينهايمر أنصحك بمشاهدة الدحيح أولا ثم رؤية الفيلم. 

فيلم وثائقي 🎥 

أعتقد بأن من المهم اطلاعك على هذه الحقبة الزمنية، أتذكر بأني استمتعت برؤية الفيلم الوثائقي كثيرا، وإن كانت الاحداث مروعة وفيها الكثير من المآسي والقتل، إن لم تشاهد أي شئ من قبل يتحدث عن حقيقة هذه الحرب أنصحك برؤيتها الآن عبر منصة نتفليكس بعنوان (أهوال الحرب العالمية الثانية). 

إن شاهدت هذا الوثائقي من قبل أخبرني ما الذي استفدته منه؟ وكيف كانت تجربة الألوان بالنسبة لك. 

فيلم آخر يستحق المتابعة 🎬 

كل شئ هادئ في الميدان الغربي الفيلم الذي يحبس الأنفاس والذي يحكي وقائع الحرب العالمية الأولى، وما شهدته من صراع بين عدة دول كانت داخلة في خضم الحرب، ولأن العنوان لا يمت بحقيقة الأحداث بصلة، هي حرب ضروس خصوصا تلك الدائرة ما بين (الألمان، والفرنسيين) منذ الدقيقة الأولى للفيلم وعن استخدام الخنادق، والدباب، والطائرات، والغازات السامة في الحرب لأول مرة، وعن الجندي البسيط الذي يكون الأداة النهائية في الحرب لإتباع آوامر السادة الذين يريدون أن يتحصلوا المجد من خلال جماجم ودماء ميادين المعارك! 

هل سبق وشاهدت الفيلم؟ كيف كانت تجربتك معه؟ شاركني رأيك في التعليقات بالأسفل. 

كواليس النشرة 📷

شكرا لك 🙏🏼

بلوغك هذا السطر من النشرة يعني لي الكثير، أن تستقطع وقتا من يومك لقراءة هذه الأفكار يعني أن تجود عليّ بكرم يفوق الوصف، لمن اشترك مؤخرا في النشرة، مرحبا بك دائما وأبدا، أتمنى أن تكون النشرة قد حازت على رضائك، وأعدك في تطورها الدائم والمستمر، بإمكانك مشاركة هذا العدد لأحد أصدقائك أو ما سبقه من أعداد الآن عبر ملف النشرة.

يوجد منتج آخر للنشرة وهو البودكاست الصوتي، عبر تطبيقي آبل بودكاست، وساوند كلاود، وفيها أيضا أنشر حلقة واحدة شهريا ، بإمكانك سماع النسخة الصوتية من خواطر مفكرة في مشوارك القادم.

خطة النشرة 📆 

إليك أيضا: 

‎خواطر مفكرة on Apple Podcasts

نشرة خواطر مفكرة البريدية - العدد #38 هل تعتبر الحيادية شرًا محضا؟ 😈 كيف بإمكان التطرف السياسي تشكيل خياراتنا اليومية! | هدهد