"الحياة" من منطلق القوة💪🏻✨ | نشرة أصباح وأمسية البريدية - العدد #12

منغمسة هذه الفترة في مواضيع التربية وتسيطر عليّ عقلية المربي الفضولي ، وعلى سبيل الاستكشاف والاطلاع كانت خيارات التربية لمدارس ونظريات كثيرة، ملت إلى التربية التي تراعي الطرفان، المربي والطفل، والتي تعتني بالشعور وتقدم مهارة التواصل والتفاعل الفطري مع الأبناء، وفي خضم الاطلاع، استمتعت بحلقة لطيفة وملهمة من بودكاست "مش بالشبشب" كان عنوانها "من منطلق القوة"!

 محور حديث الحلقة كان التربية المبنية على قِوى الأطفال؛ ولفت النظر لسلوكنا كآباء وأمهات حيث أن معظمنا يركز على نقاط ضعف أطفاله ويسعى جاهداً لتقوية هذا الضعف، بالانتقاد ومحاولة التحسين وما يصاحب العملية من توتر وضغط على الجميع، وينسى أو يجهل طريقة تسليط الضوء على نقاط قوة أطفاله واستثمارها الاستثمار الأمثل لتقويم السلوك وتوجيه الأبناء.

استوقفتني فكرة الحلقة، جعلتني أتنصل قليلاً من جو التربية والوالدية إلى مجالات الحياة الواسعة، كيف يمكن أن نعيش الحياة من منطلق القوة ؟!

ظاهرة تأثير السلبية Negativity Effects:

أو ما يسمى "بالانحياز السلبي" أي التركيز على العيوب في بيئتنا ومحيطنا أكثر من المميزات والأمور المستقرة فيها.

هذه حقيقة! يشعر الإنسان ويركز على الأمور الناقصة، المعرقلات والهفوات حتى البسيطة منها، والمواطن التي أخطأ أو فشل فيها والإخفافات التي حدثت منذ زمن، لكن طبيعة عقولنا لا يمكنها ملاحظة الأمور الرائعة والمكتملة أو تذكر الفرص المكتسبة والنجاحات الصغيرة مالم تكن كبيرة وعظيمة وممتدة الأثر! وكرد فعل متدارك من سلوكنا البشري هذا.

ولأن هذه الظاهرة مألوفة بكل ما تحمله من عواقب، فهي لا تستدعي القلق طالما أدركناها، وأصبحنا أكثر وعياً بسلوكياتنا وردات أفعالنا مع أنفسنا وعلاقاتنا، المخيف في الأمر هو الانجراف في دوامة السلبية دون أن نشعر مما قد يؤدي بنا إلى إدمان الانحياز السلبي!

فنجد أنفسنا نترقب الأخبار المقلقة في مواقع التواصل الاجتماعي والقنوات الفضائية، نركز على التفاصيل المستفزة، ننتهز الفرص لخلق جوٍّ مشحون بيننا وبين إخوتنا أو بين زملائنا في العمل، مالم تكن البيئة سامةً هناك فعلى الأغلب نحن من سيساهم في تحويلها إلى بيئة سامة لا تطاق!

عادة الامتنان: عبر الكتابة، أو التأمل في المكاسب والأحداث المفرحة، ينتهجها البعض كوسيلة لتذكر الإيجابيات حوله، ونقاط القوة التي يمتلكها والتي تحيط به.

استذكار النعم؛ ولن تجد وسيلة ممنهجة بطريقة ملفتة وعملية كقول الأذكار! ربما هذه فرصة لإضافة بعد آخر يساعدنا على الالتزام بها، فدعاء النوم والاستيقاظ من النوم وارتداء الملابس ودعاء الخروج من منزل يؤيك والعودة إليه بصحة وعافية، وأدعية الطعام والشراب وأذكار الصباح والمساء ماهي إلا لفتات صغيرة وعميقة بل جرعات امتنان إيجابية كفيلة بتذكيرك بمقدار النعم والإيجابيات التي تمتلكها والتي تستحق الحمدلله!

الوعي بنقاط قوتنا: يجعل قرع الذات وجلدها أقل حدة، نتعامل بمنطقية مع عثراتنا ونستطيع الصبر وتحسين سلبياتنا.

تعزيز الإيجابية مع من حولنا: أعجبتني فكرة وردت في حلقة "من منطلق القوة"، حيث يقوم الوالدان بتوزيع المهام وفقاً لقِوى ومميزات أفراد الأسرة، يتم تعليقها في مكان واضح، فمن لديه لمسات جمالية، يمكن أن يشارك في ترتيب السفرة ومن لديه مهارة التخطيط يمكن أن يخطط للفُسح والإجازات وهذه ماتسمى بالبيئة الداعمة المشتركة، يمكن لقائد أعضاء الفريق في العمل أو معلم مجموعات الطلاب في المدرسة أن يجربوا هذه الطريقة في التفاعل وتوزيع المهام؛ عن طريق استثمار قواهم بدلاً عن التركيز في فوضاهم!

ماهو التحدي الذي تعيشه هذه الفترة من حياتك؟

هل يمكن أن تعيشه من منطلق القوة؟ 

🗃️ لقراءة الأعداد السابقة: